كلَّما طوَّقته الدياجير تجدَّدا

ماجد ع  محمد
من فوق سنام الكونِ متلهفاً يرنو إليك 
مستعيراً نواظر الزرقاءِ*
يتأمّل ما سيُحدثه حينَ الاِرتطامِ
ما تبقى من توق العناق في شلال مقلتيك
مِن دنوِ الصعيدِ تهمسُ
أراني بالكاد قادرًا على إشعال مشكاةٍ
يسوق البشرى في شِعاب الوجودِ
إليَّ  أو إليك
بآيات القحطِ تراكَ محاصَراً
فهب ولوهلةٍ تستحيل غيثاً
نفحاً
تهل من نواحي الشموسِ
وكأنَّ بيادر البِر بعض ما لديك 
ثم توجعك وخذات وقعٍ
يُهيلُ عليك من أجرامه الأسى
ولأنك لم تعتلِ صهوة فرحٍ
يُزيّن ببهجةٍ أرداف المساء
ولا كنتَ
مِمَن غدا للمركولِ صوب الهاوية منقذا
ولا خلتك محطة رجاءٍ للمُضلِ
 ومَن يُهدي الهَرِمَ
في آخر المنعطفِ
اكسير الصبا
إذ حرَّمتك الأُبهة من فيضها 
والعظمة خانت توقكَ
وبما أن الثراء لم يحالف هواك
كي تنشر بودٍ تيجان غناك 
فكن أقل كلفةً
إن خاصمك الغِنى
كن للمطعون من خاصرة الحياة بلسماً أكيدا
كن في اللُجَّةِ حبلاً
قبضةً
يداً
أو قبساً عنيدا
يكاد من زئير العاصفة أن يختفي
ثم بحبٍ يضوي
وكلما طوّقته الدياجير تجددا.
10/1/ 2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*الزرقاء: هي زرقاء اليمامة التي كانت ترى السائرات أو القادمات إلى مضارب أهلها من بعيد على مسافة ثلاثة أيام، وهي إمرأة عربية من أهل اليمامة في نجد، اشتهرت بقوة البصر وحدته. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صبري رسول

 

توطئة للفسحات:

يهندس خالد حسين أشكال الحب في قصيدة: واحدة، في مجموعته رشقة سماء تنادم قلب العابر الصادرة عن دار نوس هاوس بداية 2025. المجموعة عبارة عن أربع فسحات، وهي الفهرسة الهندسية الخاصّة التي تميّزت بها، أربعة أقسام، كلّ فسحة مؤلفة من أربع فسحات صغرى معنونة، وتحت كل عنوان تندرج عدة مقاطع شعرية مرقمة وفق…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “ليالي فرانشكتاين” للروائيّ والفنّان الكرديّ العراقيّ عمر سيّد بترجمة عربية أنجزها المترجم ياسين حسين.

يطلّ عمر سيّد “ليالي فرانكشتاين”، حاملاً معها شحنة سردية نادرة تمزج بين الميثولوجيا السياسية والواقع الجحيمي، بين الحكاية الشعبية والتقنيات المعاصرة، ليقدّم نصاً مكثّفاً عن الجرح الكردي، وعن الوطن بوصفه جثةً تنتظر التمثال المناسب كي تُدفن…

عبد الجابر حبيب

 

يا لغرابةِ الجهات،

في زمنٍ لا يعرفُ السكون،

وعلى حافةِ قدري

ما زالَ ظلّي يرقصُ على أطرافِ أصابعي،

والدروبُ تتشابكُ في ذاكرتي المثقوبة،

ولا أحدَ لمحَ نهايتَها تميلُ إلى قبري،

ولا حتى أنا.

 

على الحافة،

أُمسكُ بزهرٍ لا يذبل،

يتركُ عبيرَه عالقاً في مساماتِ أيّامي،

كأنّه يتسرّبُ من جلدي

ثم يذوبُ فيّ.

 

الجدرانُ تتهامسُ عنّي،

تعدُّ أنفاسي المتعثّرة،

وتتركُ خدوشاً على جلديَ المتهالك،

كأنّ الزمنَ

لا يريدُ أن…

إبراهيم محمود

 

 

1-في التقصّي وجهيّاً

 

هي ذي أمَّة الوجوه

غابة: كل وجه يتصيد سواه

 

هي ذي أمة الوجوه

سماء كل وجه يزاحم غيره

 

هي ذي أمَّة الوجوه

تاريخ مزكَّى بوجه

 

ليس الوجه التقليدي وجهاً

إنه الوجه المصادَر من نوعه

 

كم ردَّدنا: الإنسان هو وجهه

كم صُدِمنا بما رددناه

 

كم قلنا يا لهذا الوجه الحلو

كم أُذِقْنا مرارته

 

قل لي: بأي وجه أنت

أقل لك من أنت؟

 

ما نراه وجهاً

ترجمان استخفافنا بالمرئي

 

أن…