مع (كونى ره ش) والذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل (جكرخوين)

 حاوره: دلوفان عبدو
يعتبر “كوني ره ش” من الكتاب الذين كتبوا بالكردية في سوريا بعد (جكرخوين وعثمان صبري) وغيرهم، وهو معروف بين الأوساط الثقافية الكردية في جميع أجزاء كردستان والمهجر وخلال العقود الأخيرة كتب في العديد من الصحف والمجلات الكردية في الداخل والخارج. ارتأينا إجراء هذا الحوار القيم معه حول الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل الشاعر الوطني الكبير جكرخوين، وذلك عرفاناً بجميله وخدمة للثقافة الكردية والإنسانية عامة. 
1- ماذا تخبرنا بهذه المناسبة عن الشاعر جكرخوين؟
– بمناسبة مرور اربعة وثلاثين عاماً على رحيل الشاعر الكردي الكبير جكرخوين التي تصادف يوم 22 أكتوبر 2018، وبغية اطلاع القراء على حياته وإبداعاته الشعرية، اشكرك ويسعدني في هذه المناسبة أن أقدم للقارئ بالعربية نبذة مختصرة عن حياته وأعماله من خلال واحد وثمانين عاماً من العطاء المتواصل، وقد لا أستطيع في هذه العجالة تسليط الضوء على أعماله الكثيرة بالشكل اللازم.
 يعتبر الشاعر جكرخوين أحد أولئك الأشخاص الذين سخروا جل حياتهم في خدمة شعبهم وتقدمه، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل سعادته ورفاهيته من خلال قول الحق والدفاع عن إنسانية الإنسان بكل ما تحمل هذه الجملة الأخيرة من معان ومدلولات، وذلك عبر الكلمة المبدعة والقصيدة الهادفة. كتب الشاعر جكرخوين القصائد الشعرية في جميع المجالات الوطنية والإنسانية وكان ملتزماُ بقضايا أمته الكردية ومصيرها وحريصاً على الكتابة بلغته الأم عبر قوله: “إذا كتبت بلغة الآخرين فإن لغتي ستضمحل وتموت، أما إذا كتبت بلغتي فإن الآخرين سيحاولون قراءة لغتي وتعلمها.. ” وهو حقاً قامة شعرية شامخة وجدت ليس بين الكرد في سوريا فحسب بل في جميع أرجاء كردستان.
 التقيت به عدة مرات في منزله المتواضع بالحي الغربي في مدينة القامشلي (حيث يرقد الآن) وهو في أشد حالة من الفقر.. لقد تمت محاريته بشدة من عدة جهات، كونه كان يميل إلى أحد الفصائل الكردية وكذلك حاربه رجال الدين واعتبروه كافراً وملحداً.. وهكذا بقي يعاني الفقر والحرمان دون أن يتزحزح أو يتنازل عن موقفه وبقي على هذه الحالة حتى هاجر إلى السويد عام 1979.. ولا يزال جكرخوين قامة شامخة في الشعر الكردي، وستظل هذه القامة شامخة عبر الأجيال القادمة وسنتذكره بفخر وكبرياء، كما نتذكر اليوم الشاعر الخالد أحمد خاني وحاجي قادر كوي ونفتخر بهما.
  2 – حبذا تضطلع القارئ على نبذة مختصرة عن سيرة حياته؟
– ولد الحاضر الغائب (جكرخوين) عام 1903 في قرية (هسار) في شمالي كردستان، تربى في كنف عائلة فقيرة وسط العداوات العائلية التي كانت متفشية آنذاك. بداية كان يعرف باسمه الحقيقي (شيخموس) ولاحقاً (ملا شيخموس) إلى أن انتشر صدى لقبه الجديد (جكرخوين… أي الكبد الدامي).
 بعد الحرب العالمية الأولى 1914 – 1918 ووفاة والديه اضطر إلى النزوح إلى الجانب الآخر من الحدود إلى سوريا ، للعيش بين أكرادها، وكان استقراره في بلدة عامودا وقراها وفيهما لاقى جميع أنواع العذاب والحرمان وبشكل خاص على يد شقيقته الكبرى آسيا. في الثامنة عشرة من عمره بدأ بدراسة العلوم الدينية، وسعياً وراء العلم أجاب أجزاء كردستان المختلفة.
 3 – كيف ومتى بدأ بكتابة الشعر؟
– من خلال اطلاعه على معاناة شعبه الكردي ومآسيه الكثيرة، ونتيجة تأثره الشديد بدأ بقرض الشعر سالكاً درب الملا الجزري والشيخ الخاني وغيرهم من فطاحل الشعراء الكرد. وفي عام 1928 بعد حصوله على الإجازة في العلوم الدينية من فقه وحديث وتفسير وصرف ونحو وعروض ومنطق، بدأ بنشر قصائده داعياً إلى التحرر من القيود البالية والنهوض بثورة شاملة..
 4 – هل كان له مشاركات في الفعاليات الكردية؟
– شارك جكرخوين في جميع الفعاليات الوطنية والثقافية الكردية في سوريا ابتداء من انتسابه إلى جمعية خويبون عام 1930 ومساهماته الكتابية في صحف ومجلات الأمير جلادت بدرخان وشقيقه الدكتور كاميران بدرخان التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي في دمشق وبيروت، بالإضافة إلى العمل داخل الجمعيات الثقافية والتنظيمات الكردية في سوريا. وفي أواخر الخمسينات وبداية الستينات عمل في جامعة بغداد معيداً في كلية الآداب قسم اللغة الكردية وفيها طبع بعض أعماله
5 – ماذا تخبرنا عن حياته العائلية؟ 
– تزوج من ابنة خاله (كحلة) ورزق منها بولدين (كسرى وآزاد) وعدة بنات. في عام 1979 هاجر إلى السويد وبقي فيها لغاية رحيله يوم 22 أكتوبر 1984، وبناء على وصيته نقل رفاته إلى مدينة القامشلي وسط جمهور غفير من الوطنيين الكرد والأخوة العرب والمسيحيين وتم دفنه في ساحة داره بالحي الغربي.
 6 – ماذا عن اعماله المطبوعة؟
– من أعماله المطبوعة تسعة عشر كتاباً بين الشعر والتاريخ واللغة والتراث وله أكثر من (20) كتاباً لم يطبع بعد وجميع أعماله بالكردية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كانت الورشة ساكنة، تشبه لحظة ما قبل العاصفة.

الضوء الأصفر المنبعث من المصباح الوحيد ينساب بخجل على ملامح رجلٍ أنهكه الشغف أكثر مما أنهكته الحياة. أمامه قالب معدني ينتظر أن يُسكب فيه الحلم، وأكواب وأدوات تتناثر كأنها جنود في معركة صامتة.

مدّ يده إلى البيدون الأول، حمله على كتفه بقوة، وسكبه في القالب كمن يسكب روحه…

صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب “كلّ الأشياء تخلو من الفلسفة” للكاتب والباحث العراقيّ مشهد العلّاف الذي يستعيد معنى الفلسفة في أصلها الأعمق، باعتبارها يقظةً داخل العيش، واصغاءً إلى ما يتسرّب من صمت الوجود.

في هذا الكتاب تتقدّم الفلسفة كأثرٍ للحياة أكثر مما هي تأمّل فيها، وكأنّ الكاتب يعيد تعريفها من خلال تجربته الشخصية…

غريب ملا زلال

بعد إنقطاع طويل دام عقدين من الزمن تقريباً عاد التشكيلي إبراهيم بريمو إلى الساحة الفنية، ولكن هذه المرة بلغة مغايرة تماماً.

ولعل سبب غيابه يعود إلى أمرين كما يقول في أحد أحاديثه، الأول كونه إتجه إلى التصميم الإعلاني وغرق فيه، والثاني كون الساحة التشكيلية السورية كانت ممتلئة بالكثير من اللغط الفني.

وبعد صيام دام طويلاً…

ياسر بادلي

في عمله الروائي “قلعة الملح”، يسلّط الكاتب السوري ثائر الناشف الضوء على واحدة من أعقد الإشكاليات التي تواجه اللاجئ الشرق أوسطي في أوروبا: الهوية، والاندماج، وصراع الانتماء. بأسلوب سردي يزاوج بين التوثيق والرمزية، يغوص الناشف في تفاصيل الاغتراب النفسي والوجودي للاجئ، واضعًا القارئ أمام مرآة تعكس هشاشة الإنسان في مواجهة مجتمعات جديدة بثقافات مغايرة،…