أنا العطّار «عزرا»، لكِ

كيفهات أسعد
كصوتِ حذاءٍ على أحجارِ الشارعِ السوداء، يُحدث ضجيجاً، 
حين تمر سيدة أنيقةٌ بكعبها العالي. 
يرجوني الشعرُ في مدحكِ، كما ترجو الطبلةُ “الدمْ تَكْ” في صدى خطواتكِ. هذه الليلة – كعكازة سليمان – ينهشني النمل. 
أكتبُ تفاصيلَ يومنا مستلقياً.
تلبّسني رائحتُكِ في جسدي،
كما تعشش العِطارة دكان “عزرا”  في قامشلي.
رائحةُ أنفاسكِ، وأنتِ تلهثينَ،
كأنها حربٌ مرّت على رئتيكِ. 
أُحدثني 
وانا أشمّكِ كضابطٍ يتفقد رتبته متباهياً. 
أتبلل بعطركِ،
حين انطفأ الفجر على نهديكِ المكتظ بها الستيانة،
كمحل مخصص لبيع التحف. 
حين وجدتُ رأسي منحشراً بينهما، كعريس محتار بين العروسة وصديقتها. أسرق كلمةً من هناك، وقبلةً من هنا. 
وأقول: 
لازال جسدي بخير. 
وأنا خارج من هذه المعركة، ورائحتكِ، ولون الورد المرصوف على حلمتيكِ كبذورمن نبتة الحرمل.
• من كتاب شعري جديد، قيد الانجاز.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد بهلوي

بحضور جمهور غفير من الأخوات والإخوة الكتّاب والشعراء والسياسيين والمثقفين المهتمين بالأدب والشعر، أقام الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الكُرد في سوريا واتحاد كردستان سوريا، بتاريخ 20 كانون الأول 2025، في مدينة إيسين الألمانية، ندوةً بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الأديب الشاعر سيدايي ملا أحمد نامي.

أدار الجلسة الأخ علوان شفان، ثم ألقى كلمة الاتحاد الأخ/ …

فراس حج محمد| فلسطين

لست أدري كم سيلزمني لأعبر شطّها الممتدّ إيغالاً إلى الصحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصيف؟
من سيوصلني إلى شجرة الحور والطلع والنخلة السامقةْ؟
من سيطعمني رطباً على سغب طويلْ؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحو أوّل حرفها لتصير مثل الزوبعة؟
من سيفتح آخر…

حاوره: طه خلو

 

يدخل آلان كيكاني الرواية من منطقة التماس الحاد بين المعرفة والألم، حيث تتحوّل التجربة الإنسانية، كما عاينها طبيباً وكاتباً، إلى سؤال مفتوح على النفس والمجتمع. من هذا الحدّ الفاصل بين ما يُختبر في الممارسة الطبية وما يترسّب في الذاكرة، تتشكّل كتابته بوصفها مسار تأمل طويل في هشاشة الإنسان، وفي التصدّعات التي تتركها الصدمة،…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

لَيْسَ الاستبدادُ حادثةً عابرةً في تاريخِ البَشَرِ ، بَلْ بُنْيَة مُعَقَّدَة تَتكرَّر بأقنعةٍ مُختلفة ، وَتُغَيِّر لُغَتَهَا دُونَ أنْ تُغيِّر جَوْهَرَها . إنَّه مَرَضُ السُّلطةِ حِينَ تنفصلُ عَن الإنسانِ ، وَحِينَ يَتحوَّل الحُكْمُ مِنْ وَظيفةٍ لِخِدمةِ المُجتمعِ إلى آلَةٍ لإخضاعه .

بَيْنَ عبد الرَّحمن الكواكبي (…