اضاءات فيسبوكية

صلاح بدرالدين

  

حركة متجددة الدماء والقيادة

      اذا استثنينا الانقسام الأول الرئيسي عام 1965 الذي استند الى حسم خلافات فكرية وسياسية جوهرية جدد فيه الجناح اليساري القومي الديموقراطي تعريف الكرد شعبا وقضية ووضع برامج جديدة بشأن القضية الكردية والنضال الوطني والنظام الشوفيني والتغيير والمعارضة والاتحاد الكردي العربي والقرار المستقل والعلاقات القومية فان مسلسل تشقق الأحزاب الكردية السورية المتواصل منذ تسعينات القرن الماضي وحتى الآن يغلب عليه طابع المؤثرات الخارجية ويتراوح بين ( المزايدات والمناقصات ) اللفظية في الانقسام الأول كانت الساحة الكردية بحاجة ماسة الى حزب جماهيري قوي صاحب رؤيا وبرنامج ونهج وفي المرحلة اللاحقة  الساحة لاتحتاج الى أحزاب بل الى حركة منظمة واسعة قوية متجددة الدماء والقيادة تنظم كل الطاقات لمواجهة التحديات لذلك نقول ورغم التعاطف مع محاولات التبديل لاأمل في اصلاح أحزاب كل من ( المجلس الوطني ومجلس غرب كردستان )  فالفالج لايعالج   .
حل نابع من القاعدة الشعبية
        من حق القراء الاستفسار عن الحل فأقول : أنا لاأستسهل الحل ولكن ليس مستحيلا وأرى أن أشواطا قد أنجزت باتجاه الحل فهناك أولا قناعة شبه شاملة أن السائد الحزبي العام عاجز عن تحقيق مطامح شعبنا ومدمر لمستقبله وتاليا لابد من استمرار الحراك الشبابي والمجتمع المدني والمستقلين والنخبة المثقفة الملتزمة والفئات والقطاعات الشعبية بالداخل والخارج في توعية الجماهير وعقد حلقات النقاش وكل في مجاله وموقعه المساهمة في مناقشة الصيغ البديلة والبرامج وطرحها للحوار ومخاطبة الشركاء في الوطن حول حقائق الساحة الكردية وغياب التمثيل الكردي والتوجه بالرسائل والمذكرات وعبر كل القنوات المتاحة نحو الأشقاء في اقليم كردستان العراق ومصارحتهم بضرورة اعادة النظر في الموقف من الملف الكردي السوري ووضعهم أمام المسؤولية التاريخية وبعد انجاز ذلك سيكون الحسم بمتناول اليدين.


ادانة الارهابيين من دون ولكن

          بمناسبة حوادث ارهابية معينة كالتي وقعت قبل أيام بباريس يطرح البعض تساؤلات خاطئة في غير محلها للتهرب من اتخاذ الموقف المناسب من ارهاب الاسلام السياسي ونظم الاستبداد كالقول : لماذا كل هذا التضامن مع بضع صحفيين في باريس وتجاهل مئات آلاف الضحايا في سوريا ؟ تخطئة تلك التساؤلات لاتنفي معاناة السوريين ونكبتهم وحاجتهم للتضامن ولكن راهنية المقارنة غير موفقة فالعالم يرى المسألة بغير منظارنا اذ يعتبر أن الارهاب في سوريا منها وفيها من النظام وجماعات الاسلام السياسي وبعض الجماعات الأجنبية المسلمة أما في باريس فاعتداء من جماعات اسلامية سياسية ارهابية ضد بلد ديموقراطي وصحافة حرة وشعب آمن .


تجار سياسة وشيوخ حرب

       لم تعد سوريا مرتعا لارهاب الاسلام السياسي وموقعا لتصفية الحسابات والحرب بالوكالة من جانب القريب والبعيد فحسب بل حقل تجارب لتجار السياسة من شيوخ وامراء حرب – معارضاتها – أيضا فأحدهم وكأنه يعتبر سوريا مزرعة لعشيرته وشعبها رعية يجزم صباحا بأن شمس سوريا ستشرق من موسكو ويبلع أقواله ليلا بعد أن حط الرحال به مع أفراد – اطاره الجديد – في عاصمة خليجية نقول لهؤلاء وأمثالهم أن الشعب السوري يستحق قيادات نزيهة مناضلة شجاعة تحترم ارادته وتصون كرامته .


نظام الأسد وجماعات – ب ك ك – 

       احتضن حافظ الأسد عبدالله أوجلان بداية الثمانينات وساهم في قيام وانتشار حزبه مقابل أن ينفذ الأخير وعده ” باعادة كرد سوريا المهاجرين الى الشمال ” وبعد اخفاقه تم طرده من سوريا ولما شعر بشار الأسد أن كرد سوريا وحركتهم الوطنية باتوا رقما في الحياة السياسية وجزء من الثورة التي تعترف بوجودهم وحقوقهم استدعى جماعات – ب ك ك – من قنديل عام 2011 لتحقيق وعد زعيمها فتم تفريغ المناطق الكردية وما اعلانه أن الكرد في الجزيرة أقل من 23% الا رسالة متعددة الاتجاهات الى الداخل السوري والى أربيل والى الغرب بأنه نجح في توظيف الكرد ضد الكرد وأنه مع الحليف الايراني مازال ممسكا بالورقة الكردية في أكثر من مكان .


مطلوب مراجعة شاملة من الأشقاء

       السيد – مصطفى شفيق – مستشار رئيس حكومة كردستان لملف – كرد سوريا – يعلن عن فشل ( اتفاقية دهوك ) ويحمل كلا من حركة المجتمع الديموقراطي ( جماعات ب ك ك ) والمجلس الوطني الكردي مسؤولية ذلك من دون أية اشارة الى مسؤولية الممسكين بملف الكرد السوريين في الاقليم عن الاخفاقات المتتالية منذ قيام المجلس مرورا بالهيئة العليا واتفاقيات هولير والاتحاد السياسي وانتهاء باتفاقية دهوك والسبب بحسب العارفين هو اعتبار الأحزاب ممثلة لكرد سوريا وتجاهل الحراك الشبابي الثوري ومنظمات المجتمع المدني والمستقلين أي غالبية جسم الحركة الكردية السورية , نحن ننتظر من أشقائنا مراجعة شاملة بالعمق على مستوى التطورات السورية .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…