دعوة روسيا وتداعياتها على المعارضة السورية

باور ملا احمد

تقترب الثورة السورية من اكمال عامها الرابع ولايزال الدم السوري يُراق على يد النظام السوري وميلشياته المتواجدة في عدد من المدن السورية بإدارة مشتركة مع ملالي إيران.
تعددت الحلول والوساطات لحل الأزمة السورية، إن جاز التعبير، والتي اصحبت منطقة نزاع للمصالح الاميركية وبمشاركة اوربية، ناهيك عن المصالح الروسية و تبِعاتها في المنطقة كإيران والصين. ومن تلك الحلول، الحل الشبيه بالحل اليمني!!!… مع أن مسار الثورة اليمنية يختلف كلياً عن مسار الثورة السورية، و من الوساطات التي مرت و التي بائت بالفشل, تدخل الجامعة العربية، بالتزامن مع تجميد عضوية سوريا في الجامعة وتكليف “كوفي عنان” كمبعوث دولي لحل الازمة السورية,
والذي أعلن عن فشله بعد جلسة جنيف1 و مرور اكثر من سبعة اشهر على الحوارات والوساطات بين طرفي النزاع و الجهات الداعمة لهما، من ثم تم تكليف “الأخضر الابراهيمي” كمبعوث دولي وعربي، والذي وصف كخبير لحل أزمات الدول التي تندلع فيها الثورات، والذي استطاع ان يجمع النظام والمعارضة تحت سقف واحد  في مؤتمر جنيف2,  لكن فيما بعد أعلن فشله كسابقه بعد مرور سنة على تكليفه.
والآن تأتي روسيا بخطوة جديدة تدعو فيها جميع اطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج بالجلوس مع النظام لإيجاد حل سياسي سلمي، بعد استشهاد اكثر من مئتي ألف سوري وبدعم واضح وصريح لجيش النظام الذي اتقن  قتل الشعب السوري بسلاحه, وارتكاب مجازر يقشعر لها ضمير الانسانية، وفي الوقت نفسه لا تبدو هناك أي آفاق واضحة في المبادرة الروسية، كحل للأزمة السورية.
 يمكننا ان نصف هذه المبادرة لحل أزمة النظام السوري, والذي أصبح في مأزق اقتصادي وعبئاً على نظامي روسيا التي انهكتها عقوبات اميركا وأوربا – بعد ازمة اوكرانيا – والإيراني الذي انهكته عقوبات الأوربيين والأمريكان حيال ملفها النووي.
وقد اتضح ايضاً من خلال الدعوات التي ارسلت الى الشخصيات التي لها تأثير واضح على الكتل التي ينتمون اليها (دعوات شخصية)، ما هو إلا زيادة الشرخ بين اطراف المعارضة والتي هي بالأصل تجتمع ضمن اتفاقات وائتلافات وهيئات ومجالس وما شابه. 
موسكو دعت عدة اشخاص من الائتلاف السوري لقوى الثورة المعارضة ذوي التأثير الواضح الصريح كـ (“عبد الباسط سيدا” الشخصية الكردية الاقدم و الذي له تأثير واضح على بعض الاطراف الكردية والمتواجد ضمن إطار الائتلاف الوطني، كذلك الدكتور “صلاح درويش” ممثلاً عن احدى الاحزاب الرئيسية في المجلس الوطني الكردي – أيضاً “هادي البحرة” كممثل للكتلة الوطنية الديمقراطية أحد الكتل الكبيرة في الائتلاف – “بدر جاموس” ممثل كتلة تيار المواطنة كإحدى الأقطاب الكبيرة ضمن الائتلاف – “عبد الاحد صطيفو” ممثل المنظمة الآثورية الديمقراطية كممثل عن الطائفة المسيحية في الائتلاف).
أمّا بالنسبة لهيئة التنسيق، والمتهمة بقربها من النظام السوري والتي تمثل معارضة الداخل،  فقد اتضح حتى الآن دعوة (صالح مسلم الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD)، و هناك اشخاص آخرين لم تعلنها روسيا حتى اللحظة؟؟.
أن الشخصيات التي تم دعوتها بعيدة عن أُطرها، لا تزيد الطين إلا بلة وستعكس نتائج سلبية على أطرها التي تعيش ازمة داخلية خانقة، وبشكل خاص الائتلاف الوطني الذي باتت الخلافات  واضحة فيما بينها, والصراع الواضح على رئاسة الائتلاف ومحاصصة حكومة “أحمد الطعمة”.
ناهيك عن الازمة التي تعيشها المناطق الكردية, نتيجة تفرد حزب الاتحاد الديمقراطي PYD والذي يملك ميليشيا عسكرية بمقدرات المنطقة وفرض اجنداته, ضارباً عرض الحائط جميع الاتفاقات الموقعة مع المجلس الوطني الكردي.
في ظل هذه التناقضات تدعو روسيا الى الحل وهي في دعوتها تنقذ النظام , وما يزيد من الطنبور نغما دعوتها للبعض الاشخاص كـ”محمد الفارس”، و”قدري جميل” و”علي حيدر” الذين هم بالأصل جزء من النظام.
كي لا نطوي صحفة الارهاب الذي اصبح يشارك العالم في مأكلهم و مشربهم، كانت روسيا صامتة أمام التوسع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)  في مناطق نفوذها والتي دفعت بمليارات الدولات لإبعادها عن أنياب الذئب الأمريكي، فكيف تبقى متفرجة أمام توسع الإرهاب الذي قد يكلف ضعف ما دفعت للتخلص منها، فهذا ما يجعلنا أن نطرح سؤالاً، فهل كان داعش صنيعة روسية سورية إيرانية كي  تقف متفرجة، أو كباقي المنظمات الارهابية كـــ ( حزب الله – الحوثيين – حركة الأمل ) وغيرها من المنظمات التي اصبحت بل كانت خبيرة بالتعامل معها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

ولد الكاتب والصحفي والمناضل الكوردي موسى عنتر، المعروف بلقب “آبي موسى” (Apê Musa)، عام 1918 في قرية “ستليلي” الواقعة قرب الحدود السورية، والتابعة لمدينة نصيبين في شمال كوردستان. ترعرع يتيماً بعد أن فقد والده في صغره، فحمل في قلبه وجع الفقد مبكراً، تماماً كما حمل لاحقاً وجع أمّته.

بدأ دراسته في مدارس ماردين، ثم انتقل…

أسدل يوم أمس عن مسيرتي في مجلة “شرمولا” الأدبية الثقافية كمدير ورئيس للتحرير منذ تأسيسها في أيلول 2018، لتبدأ مسيرة جديدة وسط تغييرات وأحداث كبرى في كُردستان وسوريا وعموم منطقة الشرق الأوسط.

إن التغييرات الجارية تستدعي فتح آفاق جديدة في خوض غمار العمل الفكري والأدبي والإعلامي، وهي مهمة استثنائية وشاقة بكل الأحوال.

 

دلشاد مراد

قامشلو- سوريا

19 أيلول 2025م

الشيخ نابو

في زمن تتكاثر فيه المؤتمرات وترفع فيه الشعارات البراقة، بات لزاما علينا أن ندقق في النوايا قبل أن نصفق للنتائج.

ما جرى في مؤتمر هانوفر لا يمكن اعتباره حدثاً عابراً أو مجرد تجمع للنقاش، بل هو محاولة منظمة لإعادة صياغة الهوية الإيزيدية وفق أجندات حزبية وسياسية، تُخفي تحت عباءة “الحوار” مشاريع تحريف وتفكيك.

نحن لا نرفض…

نجاح هيفو

تاريخ المرأة الكوردية زاخر بالمآثر والمواقف المشرفة. فمنذ القدم، لم تكن المرأة الكوردية مجرّد تابع، بل كانت شريكة في بناء المجتمع، وحارسة للقيم، ومضرب مثل في الشجاعة والكرم. عُرفت بقدرتها على استقبال الضيوف بوجه مبتسم ويد كريمة، وبحضورها الفعّال في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية. لقد جسّدت المرأة الكوردية معنى الحرية، فلم تتوانَ يومًا عن…