بين آمد ونصران.. صفحات من يومياتي …

د. محمود عباس

911981م
دخلت أحضان آمد، الغارقة في ضباب فضي هادئ، يلفها والسور الأسود الهائل، وقفت تحت قبة بوابتها الرئيسية، حيث صفحات التاريخ، المعروضة أمامي من كل صخرة فيها، ولجت شوارعها، وكأنني أتعمق في أحشاء الماضي، ضمن المنطقة القديمة، حيث تنتشر المقاهي على أطراف الطريق المرافق للسور، وجنبات الأسواق المعتقة، متقبلاً بردها القارس الرزين، بكل نفس صبورة، إلى أن نفث إلى داخل عظامي دون اعتبار للألبسة التي ألبسها. في لحظات كان خيالي يحوم في الأبعاد، ويتيه ما بين الماضي القديم لآمد العريقة وحاضر قريتي (نصران) التي تركتها هناك حزينة، حزينة على هجرة أحبائها، وتبعيتها لدمشق، وليست لعاصمة كردستان هذه.
 شرد روحي، كومضة هائجة، وغادر شوارع آمد مع الخيال، وحام تمرداً بدون قيود، مع متاهات اللاشعور، إلى حيث أزقة روابي طفولتي، براري نصران، وشواطئ نهرها سوبلاخ، وفيء أشجار الصفصاف على ضفتيها، وعبثية العيش على صيد الأسمال والطيور، ولذة حياة التشرد، وأصدقاء الطفولة الذين قضيت معهم سنوات طويلة، وحيث جمعتنا المقاعد القليلة في المدرسة العزيزة ذات الغرفة الوحيدة، والتي مثلما درست فيها علمت جيل لاحق لي ضمن نفس الغرفة وعلى المقاعد ذاتها. 
   الشرود الذي أيقظني منه إخوة، كنت قد خابرت أحدهم، والتقيت بهم، وتعرفت عليهم، ومنذ وصولي المدينة، ونحن في الشارع. أثناء توجهنا، بعد الخروج من الفندق، للجلوس في مقهى بجانب سور آمد العظيم الهيبة بصخورها السوداء، تعرفت على شباب آخرين كانوا بانتظارنا. ولشدة ما أبهج نفسي هذه المدينة، وأثلج فؤادي، لم أعد أبالي بالمخاطر التي من أجلها قطعت الحدود، بشكل رسمي، مع ملفات مخفية صغيرة، قادما من دمشق إلى القامشلي، من قبل بعض الإخوة، لإيصال بعض المهمات إلى هنا حيث آمد، وبعضها ستصل إلى أنقرة التي سأسافر إليها بعد أيام.
 الشاي مشروبي كالعادة، وخاصة في هذا اليوم البارد، وكان شبه فطور متأخر، تطرقنا إلى أحاديث متنوعة وبصوت خافت، فالرهبة تحوم في الأجواء، أينما تجولت أو نظرت، سيارات الجيش قابعة في كل زاوية، وفيها عسكريين أو أربعة بكامل أسلحتهم، قال لي الشباب أن الاعتقالات مستمرة. منذ وصولي إلى تركيا معظم أحاديثنا حول انقلاب كنعان ايفرين العسكري، وهجرة الأحزاب الكردية، واقتتالهم بين بعضهم، والأحزاب اليسارية التركية، ومصير الحركات اليسارية بشكل عام. 
  جلسنا قرابة ساعتين، لنذهب إلى دار أحد الشباب في طرف المدينة، وبين الأزقة الضيقة، بقينا هناك إلى حين غروب الشمس، وكان الخطأ لأنني لم أنتبه إلى منع التجول، وكان يفرض بشدة أثناءها، وحين العودة إلى الفندق سيرا مع شابين، واجهنا جيب عسكري، ومن الحظ السعيد لم يسألوا أكثر من سؤال لم أفهمه، قالوا لي بعدها، إلى أين؟ ذكروا أنهم تأخروا عند صاحبهم ويذهبون إلى بيتهم القريب على الطرف الأخر من الشارع. وصلت الفندق، وتركوني. الجلوس في الفندق ممل والليل في أوله، وحيث موظف الفندق الكردي الغليظ بأسئلته الغير منتهية، اضطرت لترك الصالة والمجيء إلى غرفتي بين جدران أربعة صماء. ….
 استيقظت اليوم، كنت على موعد مع الإخوة، على أبواب الفندق… أول ما سألتهم، كيف وصلوا البارحة إلى البيت، ضحك أحدهم (لا أود ذكر الأسماء) وقال: تجدنا الأن، إذا، لم يعتقلنا الجيش البارحة.
كالعادة، الفطور، والتجول قليلا في آمد القديمة، دخلنا إلى سوق قديم مغطى، فسألت أحد الإخوة، هل كل مدينة آمد قديمة كهذه المنطقة، أبتسم، وقال لا، نحن في الجزء القديم، وهناك منطقة حديثة جدا، إذا أردت سنذهب لنتجول فيها، لكنني لم أكن مشتاق لمشاهدتها، لذلك لم أطلبه، جلسنا في دكان للخياطة لفترة قصيرة، وقد كان لوالد أحد الإخوة الذين بلغوا سوريا. 
ذهبنا إلى أقرب نقطة على ضفة نهر دجلة، وقفنا طويلا هناك، وجدت بأن الجهة التي فيها المدينة أعلى سوية من الضفة الأخرى، وفي المقابل كان امتداد واسع بدون بناء، البرية التي أمامي، شدني إلى حلم كل كردي. تخيلت لو كانت جمهورية كردستان موجودة الأن، وآمد عاصمتها، ستكون واسعة، وستمتد بناؤها على جهتي النهر، يتصل الطرفان ببعضها بجسور فوق النهر، حلمت بأنني أقف هناك فوق النهر على أحد الجسور، أتمعن في المياه التي تجري بشكل سريع وكأنها تركض للحاق بحتفها إلى مصب ما، أو وكأنها تهرب من طغيان الجيش التركي، للخلاص من رؤية الآلام والعذاب المتمرغ فيه هذه المدينة العظيمة، ومآسي الشعب الكردي. حملني الحلم ثانية إلى قريتي (نصران) الوادعة، ونهرها الهادئ الجريان صيفا، والثائر في بدايات الربيع، حيث الفيضانات، القادمة من جبال طوروس.
    تذكرت نصران ببيوتها القليلة، وأزقتها الضيقة، والساحة المترامية في الطرف الشرقي منها حيث الساحة الرئيسية لكل الألعاب، نصران، المملة في أيام الصيف الحارق، والجاف لولا سوبلاخ، وطرقها الغارقة في الغبار. والباردة، أيام الشتاء، وأزقتها الغارقة في الأوحال، في هذه الأيام، نسخة من برد آمد هذه، حيث مدافئ الحطب، بدخانها المرتفع بتثاقل فوق أسطح البيوت، أو مدافئ المازوت، في السنوات الأخيرة، والليالي التي كانت تشح فيها الوقود، وتكثر انطفاء المدافئ المفاجئ، وامتلاء الغرفة بالدخان الخانق، وفتح الباب ليخرج الدخان وتمتلئ بالبرد القارص. 
  لا أعلم لماذا فكرت بالحدود التي تفصل بين نصران وآمد، بين تاريخ هناك وهنا، وحياة قرية ومدينة، وانتمائي إلى هناك رغم أنني في عاصمة كردستان، لكنني اشعر بأنني في بلد آخر، أزورها كضيف، علما إنني أتحدث مع الإخوة بالكردية، وكرديتهم جيدة رغم وجود كلمات تركية أطلب ترجمتها، وهم بدورهم يطلبونها مني، حيث الكلمات العربية العديدة التي استخدمها.
  لا شيء يلهيني عن هذه المدينة التاريخية القديمة، رغم المشاكل السياسية والأحاديث المتواصلة حولها، أنها تختلف عن سوريا والبدان العربية التي زرتها، تغطيها مصاعب الانقلاب العسكري. 
   السور الضخم في وجهي أينما توجهت، لا أرى منها إلا آلام الزمن الغابر، وأحزان ترهل العمر، وعدم الترميم، وحيث تتلاقي معاناة الماضي بالحاضر. 
  طلبت من الإخوة زيارة الساحة التي شنق فيها الشيخ سعيد بيران. مشينا طويلا، إلى أن بلغناها، حاولت أن أحضره في ذاكرتي والذين استشهدوا معه، لكن لم أستطع سوى أن أتذكر صفحات من التاريخ وصورته وهو جالس مقيدا وحوله جنود الأتراك، فالساحة بتكوينها والتمثال الذي فيه وكأنه مخطط للقضاء على كل أثر لعظيم كردي يعيش في ذاكرتنا وإلى الأبد. كنت أتخيله وهو ينظر إلى شعب آمد عابس، ومشمئز من الواقع الكردي الذي لم يتغير، منذ ثورته وحتى هذه اللحظة حيث طغيان الجيش التركي عليها، حاولت أن أقارن بين آمد التي دخلها جيشه وآمد التي يجول في شوارعها سيارات الجيش التركي الأن، بكامل عتادهم الحربي، يدوسون قدسية عاصمة كردستان بدون رادع.  
تركنا الساحة، ونحن في الفترة التي كان علينا زيارة عائلة بعض الشباب الذين كانوا في دمشق، ومع حديث الإخوة بين بعضهم، تشردت بخيال مؤلم إلى ما نحن الكرد فيه من عبودية، هناك في (نصران) يستعبدنا البعث، وهنا يستعبدنا كنعان ايفرين والجيش التركي، تربة مقدسة لدينا يبتذلها العدو وبدون أن يشعرهم أحداً بها، سور غارق في التاريخ الكردي، سرقها هؤلاء وأصبحوا أصحابها. 
   أحاكي نفسي، بالقول: أية مدينة أجدر ب(آمد)  بأن نضع لها هالة من النور يوماً ما، وهكذا ضعت في الخيال، أسير بجانب الإخوة، يتكلمون التركية بين بعضهم، لأتذكر كيف إنني قضيت في مدينة لا تقل عمقا في التاريخ عن هذه، والتي وقفت فيها ليوم واحد، عند بعض الأهل هناك، مدينة نصيبين(كنكِ) وهي المدينة الوادعة، وحيث لهجتنا لولا الكلمات التركية والعربية التي تميزنا عن بعض، وبعدها مروري على مدينة (ماردين) وبقائي فيها لساعات قليلة وزيارة بيت بشكل مستعجل، بعد أن تسلقتها، وأزقتها، وبيوتها القديمة الضخمة الجميلة، والتي أعجبتني كمدينة بشكل غريب، وعدت نفسي بانني سأعود إليها مستقبلاً لأمضي أيام هناك. تركتها وعيوني تنظر إلى الخلف، وبعد فترة قصيرة، بلغت مدينة (جنار) بقينا فيها قليلا، تغدينا في مطعم هناك على طرف الطريق، دون أن أتجول فيها للبرد القارس، تركناها متجهين إلى حيث أنا الأن، هذه التحفة التاريخية، مدينة الألآم، والدماء، الانتصارات والهزائم، والتي كنت في شوق غريب لرؤيتها، وكم كنت مسرورا عندما قررت زيارتها رغم الأخطار، والأن لا أعلم هل سأتعلق بها أم أنني نلت مراد الشوق منها؟  
كانت زيارتنا لأهل الإخوة، طويلة، جلسنا لساعات، أسئلة عديدة، اطمئنان، وتأكيدات، على أن الكل بخير، أحاديث وأحاديث، ترحاب كبير، أخجلني جداً، كرم الضيافة، لم أتوقعه، لن أكتب عن مجريات الاحاديث، وما سلم، وما بلغ، خرجنا من هناك، وكنت على موعد مغادرة آمد غداً، بالباص إلى أنقره، عدنا قبل الغياب إلى المقهى القريب من الفندق، لم يكن لي رغبة حتى بشرب الشاي بعد الضيافة الهائلة، جلس معنا شاب جديد، وعرفونا على البعض، وذكر بأنه سيسافر معي إلى أنقره لعمل هناك، وسيستطيع هناك أخذي إلى بيوت بعض الإخوة الذين كنت بصدد زيارتهم، هنا ودعت الإخوة من المقهى، على أمل أن نلتقي قريبا ثانية إذا حصل وعدت إلى آمد….
في هذا الصباح البارد جداً، كان شاب بسيارة مرسيدس مع الشاب الذي التقيت به البارحة في المقهى، ينتظرونني أمام الفندق، ليأخذوني إلى كراج الباصات، وكانوا يعرفون سائق الباص، قالوا بأنها ستكون سفرة طويلة. 
   طريق طويل ومتعب، اللذيذ فيه الاستراحات النظيفة الرائعة على طول الطريق بين آمد وأنقرة، وخدمة الباص في هذه السفرة، والتدفئة داخلها، مع ذلك فهي طويلة، وأنا أكتب الأن داخل الباص.
   رغم التعب، ما بين النوم واليقظة، ونحن في منتصف الليل، بعد أن تركنا المقصف النظيف والمليء بجميع أنواع المأكولات، والحلويات، أنظر من خلال النافذة إلى العتمة، وبياض الثلج بدأ يطغى على الأرض، وحيث زجاج النافذة المجمدة كلياً. ما بين التركيز على كتابة حوادث يومي وذكريات ماضية، غلبني حسرة على ماض أهملت فيه الكثير، وهدرته الكثير بدون أن اقتنصه بالشكل المطلوب، عدت بذاكرتي إلى نهاية ربيع 1970م الأيام التي بدأت فيها بكتابة روايتي الأولى (الشك) والتي أكملتها بأقل من شهر وبصفحات تجاوزت ثلاثمائة صفحة دون أن أعود إلى تنقيحها أو تعديلها إلا بعد ثلاث سنوات، عام 1973م وبشكل سريع غير كامل، وبقيت في طي الصفحات المتناثرة، والتهي بقراءة متتالية ودون انقطاع، لا أتذكر منها سوى الخطوط العريضة وأسماء الكتب المتناثرة في ذاكرتي، أيام ركزت على فلاسفة الإغريق، وتاريخهم وأساطير ألهتهم، ومن بعدهم تعلقت بسبينوزا وإلهه وفلسفته عن الإرادة، ومن بعده كانت وبحثه في العقل الخالص، والذي لم أكن أستوعب صفحة وإلا تكون قد ضاعت بعد الانتقال إلى الصفحة التالية، أنهيته بشق النفس دون أن أفهم منه شيئاً، إضافة إلى جفافه، وبيكيت، ونتشه وإنسانه الكامل، والأيام التي تعلقت ب ول ديورانت ما بين قصة الفلسفة وأجزاء من تاريخ الحضارة، وشكرا  له ولكتابه قصة الفلسفة والذي عن طريقه عرفت ماذا يريد (كانت) من قصته العجيبة عن العقل الخالص، ومفاهيم غيره من الفلاسفة. انتقلت بخيالي إلى السنوات التالية التي تعلقت بوجود الإله، وعدمه، والفلسفة الصوفية، عن حلاج، وأبن العربي، وابن رشد والغريب إنني لم أقرأ لهؤلاء من كتبهم بل قرأت ما كتب عنهم البعض، وأنا الأن أتذكر، تركيزي على تاريخ الأديان، من المصادر المترجمة، ومحاولات الكتابة عن أفضل ما صدر في الفلسفة والتاريخ والأدب، والأفكار السياسية، والنظريات الاجتماعية، وبعد أول المحاولات وجدته مشروع فوق طاقتي بكثير، ولا قدرة لي عليه، من حيث الخلفية الثقافة وقدرة الكتابة، وضعفي باللغة العربية، وهكذا بقيت الفكرة في طي النسيان. فكرت مليا بأنني أثناء العودة سأقوم بتنقيح روايتي الأولى، التي كتبت معظمها على ضفاف نهر سوبلاخ، تحت ظلال الأشجار. أتذكر كيف أن الحبر نبض عن قلمي في الصفحات الأخيرة منها، ولئلا تغيب عني الأفكار، قمت بوضع قليل من ماء النهر في قلمي وكتبت بها، والخطوط ظهرت باهتة.  
 قررت وأنا أنظر من خلال نافذة الباص، إلى حيث العتمة وبياض الثلج، عند العودة سأنهي دراستي التي بدأت بها في عام 1974م عن (الطبقة العاملة الكردية) في سوريا، والتي لم أكتب منها سوى جزأين، والتي توقفت عند الواقع الاقتصادي الاجتماعي للطبقة البروليتارية –الفلاحية. وأنني سوف أنهي روايتي التي كتبتها عام 1975م (الرجل الكامل) التي لم أكملها، بعد أن أعدت كتابتها ثانية لأن النسخة التي كانت مكتوبة النصف تقريبا، ضاعت لسبب بغيض. وقررت أيضا أن أكمل الدراسة التي كتبت الكثير منه تحت عنوان (البروليتارية والأحزاب اليسارية في سوريا) والأحزاب التي تمثلها، ودور الأحزاب الكردية فيها، وخلفية صراعهم مع الإقطاع الكردي. وأبدأ بكتابة الرواية التي كتبت خطوطها الرئيسية، والمقدمة مسبقاً، وصفحات قيمة منها، وكانت كل أبعادها بينة، وهي الأن تغيب عن ذاكرتي، وكنت حينها في السنة الأولى من الخدمة العسكرية، تحت عنوان (في مقاهي دمشق) عام 1978م، كتبتها تحت خيمة منصوبة في الغوطة في منطقة الباردة جنوب دمشق، حيث معسكر فوج إدارة الحرب الإلكترونية. والتي أتبعتها أيضا وبقيت ضمن أوراق متناثرة، تحت عنوان (ثائر في المتاهات) عام 1979م، في السنة الأخيرة من الخدمة العسكرية، وفي نفس الخيمة السابقة، وكانت أفضل الأوقات للكتابة، لكن الكسل والملل أثناء الخدمة العسكرية، سيطرا علي، والتهيت بقراءة الأدب الكلاسيكي على مدى سنتين كاملتين في العسكرية، لجميع الأدباء الروس والأوربيين، وسيرة حياة معظم المشاهير من الشعراء والأدباء الأوربيين، تحت حجة قول من أقوال ماركس أتذكره الأن وكررته مرارا حينها (لا قيمة لدراسة بدون عمل، ولا لعمل بدون دراسة).
  وكأنني استيقظت من نوم عميق، ومن هذه الأحلام، وخططي عند العودة، لأفكر بأنقرة، وحيث الأخ (صبري) الذي سينتظرني حتما في الكراج. أنني في شوق لرؤيته ورؤية أنقرة.
Mamo
 12-1-1981م 
=========
ملاحظة: كان (مامو) الاسم الذي كنت أضعه تحت كتاباتي آنذاك، إلى جانب أسماء أخرى قبله، نسخت يوميات عدة أيام ببعضها هنا…

د. محمود عباس

الولايات المتحدة الأمريكية

نشرت في جريدة بينوسا نو العدد(38) الناطقة باسم رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا.

2762015م

  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…