إبراهيم محمود … في فسحة تفكير محدود

بقلم : م. محمد ملا
  
رداً على مقالة الأستاذ الكاتب و الناقد إبراهيم محمود في موقع ولاتي مه و المنشور بتاريخ 23 أيلول 2012

أشكر الكاتب و الناقد الأستاذ إبراهيم محمود على الكتابة عن الوالد بعد تردد طويل الأمد ..؟؟! مع أن الكثيرون من الأدباء و الصحفيين لم يترددوا في الكتابة عنه لأنهم يعتبرون ذلك واجباً يتحتم عليهم أداؤها للأمانة التاريخية و الوطنية … و مثال ذلك الكاتبة فدوى كيلاني و الدكتور علاء الدين جنكو و الكاتب و الصحفي الأستاذ إبراهيم اليوسف و الشاعرة نارين متيني و غيرهم … و لست في باب الإنتقاد بقدر ما أرغب في بيان الحقيقة و كشف الوقائع لا إخفاءها و طمسها ..؟؟! فلا يمكن إخفاء ضوء الشمس بوجود بعض الغيوم في السماء …؟؟!
مع إنني أكن للأستاذ إبراهيم محمود الكاتب و الناقد المعروف بمقالاته و كتاباته النقدية في الوسط الكردي و لكن كان حري بالأستاذ إبراهيم أن يعتمد على أكثر من مرجع و مصدر عند الحكم على كتاب او كاتب أو علامة أو مفكر و أديب فلا بد من التوسع في الأفق و الآفاق من أية ناحية كانت أدبية أو تاريخية أو علمية فكان قراءته لكتاب ((حوار مع قاضي ثورة البارزاني)) للكاتب و الصحفي الأستاذ إبراهيم اليوسف مختزلاً مختصراً بدون تعمق في محتواه و الإعتماد على أكثر من مرجع أو مصدر … و بارك الله جهود الأستاذ إبراهيم اليوسف الذي كتب و يكتب و كان من واجبه الصحفي و الوطني أن يكتب ولا يتردد يوماً في نقل الحقيقة المعتمة و المطموسة عن الآخرين … و لكن عندما يكتب الكاتب أو الناقد فلا بد أن يعتمد على الوقائع و الحقائق لا الاستنتاجات الافتراضية  بإظهار الأنانية النقدية و الهوى و العاطفة اللتان يجولان في خاطره ..فيصاب عيناه بالغشاوة فلا يبصر الحقيقة الساطعة و التي لا مجال للشك و التردد في ماهيتها الجوهرية ..فأنا لست محامي دفاع عن الوالد رحمه الله بل لأنني كنت تلميذاً من تلامذته و رفيق درب في كثير من تنقلاته و سفراته و زياراته لمجالس العلماء … كما حصلت على إجازة منه في العلوم الشرعية و الفقهية و كان له الفضل الكبير في حصولي على الإجازة في الحقوق لأنه ساعدني في العديد من المواد الشرعية كالمدخل في التشريع الإسلامي و شرح الأحوال الشخصية السوري و أصول الفقه و غيرها .. و قد شجعني على الدخول في عالم المحاماة كما شجعني على إتباع دورة في التحكيم الدولي فحصلت على شهادة في التحكيم الدولي ..فهل يقبل الكاتب شهادتي و أنا من أقرب المقربين إليه …؟؟! فأحببت توضيح بعض الأمور من الحقائق و الوقائع للقراء ليس من باب الدفاع عن شخص الوالد أو الكتاب المنشور (حوار مع قاضي ثورة البارزاني) للكاتب إبراهيم اليوسف بل للدفاع عن الحق و إظهار الحقائق و الوقائع و بدون تحيز :
أولاً : عند قوله ( العنوان يفصح عن بعد دلالي و ربما يعزز مكانة الراحل من خلال إيلاء الراحل الكبير البارزاني له أهمية و هو في معتركه الديني الإسلامي… )) و هذا الكلام بعيد عن المنطق و الواقع فهو كان متأثراً بفكر البارزاني ليس من الناحية الدينية فحسب بل من الشعور القومي و الوجداني و ليس كما يتصور الكاتب أنه مجرد علاقة تابع بمتبوع أو متصوف بشيخه …؟؟! و قد التحق بثورة البارزاني بطلب من شخص ملا مصطفى البارزاني نفسه في عام 1970 و أصبح عضواً في اتحاد علماء كردستان و عمل قاضياً لمناطق سنجار و زمارا و تلعفر و ذلك بحل الخلافات و النزاعات التي تحدث في هذه المناطق و خاصة في المسائل الشخصية كالزواج و الطلاق … وفق الشريعة الإسلامية
ثانياً- بقوله  ((حسناً، فعل الكاتب والشاعر اليوسف فيما انطلق منه، وهو الجانب الإعلامي على الأقل، ومن باب التعريف بالراحل في أكثر من وسط اجتماعي وثقافي كردي ..)) نعم لقد قام الأستاذ إبراهيم اليوسف بواجبه الإعلامي كصحفي يبحث عن الحقيقة و إظهارها و كأديب و شاعر يعرف مدى ما يعانيه الأدباء الكرد و هذا ما يظهر في مقالته المنشورة بعنوان : (موت عالِمٍ موتُ عالَمٍ) و الوالد رحمه الله بغنىَ عن التعريف كما يقول الكاتب فهو معروف ليس في الوسط الاجتماعي الكردي (و الوسط الهلالي ..؟؟!) فحسب بل كان معروفاَ من قبل الكثير من علماء بلاد الشام و مصر و العراق و لبنان و حتى كان يتردد إليه طلاب العلم من أقاصي الشرق كماليزيا و اندونيسيا و تايوند ….
ثالثاً- ((رحلة في مدرسة و منهج ملا عبدالله الغرزي .. لحظة التفكير بهاتين المفردتين الخطيرتين و باهظتي الثمن معرفياً ..)) لقد كان والدي رحمه الله مدرسة تخرج على يديه الكثير من طلاب العلم و المعرفة كرداً و عرباً و أجانب جاؤوا من بلاد بعيدة لينهلوا من علمه الذي كان كالينبوع الذي لا يجف ماؤها و لم يكل الوالد أو يمل يوماً و حتى آخر لحظات حياته فيهب نفسه ووقته و جهده لتعليم طلاب العلم و بدون أي مقابل سوى إرضاء الله عز و جل .. أفلا يستحق أن يكون مدرسة و يبنى مدرسة بإسمه لتحصيل العلوم الفقهية و الشرعية ، و أما نهجه فقد كان ملتزماً بالدفاع عن قضايا شعبه قولاً و عملاً حتى أنه كان يدافع عن أي شعب مظلوم على وجه الأرض كقضية الشعب الفلسطيني إنموذجاً و كان يذكر في قصائده و أشعاره عن ذلك و حتى عن نضالات الشعب الكوبي بقيادة فيدل كاسترو … و كان ثورة فكرية في محاربة الجهل و التخلف و العادات و التقاليد البالية كعادات الخطف للفتيات الكرديات و زواج المبادلة أو ما يسمى بزواج الشغار و عادة عدد أيام العزاء فكان سابقاً ثمانية أيام فأكثر فطالب في كثير من خطبه في أيام الجمعة و في مجالس العزاء بجعلها ثلاثة أيام فقط و يحرم أكثر من ذلك و كان يدعوا إلى تعزيز دور العلم و التعليم بين أفراد المجتمع شباباً و شابات ..كما كان يدعوا إلى الوحدة و التآلف و نبذ الفرقة و الأنانية البغيضة من أي منحى كان سواء طائفي أو عرقي أو حزبي ..كما كان يدعوا  إلى الأخوة العربية الكردية و تعزيز أواصرها و حل جميع الخلافات التي تحدث في مجتمعاتنا ألا يستحق أن يكون نهجاً نسير عليه لمحاربة الجهل و التخلف و الظلم ..؟؟! و قد نهج الوالد نفسه على منهج جدي العلامة ملارشيد الغرزي قائد ثورة صاصون ضد الطغمة الكمالية التركية الشوفينية … و ينهج نهج البارزاني الخالد الذي كان مدرسة نضالية و فكرية تحررية في كردستان عموماً .
رابعاً – ((وانتسبت إلى البارتي عام 1960 و اعتقلت في عام 1961 أثناء الاعتقالات الجماعية لأعضاء البارتي و الصحيح أن الاعتقالات الجماعية كان في عام 1960 ..)) قد تحدث أخطاء مطبعية غير مقصودة و توجد في كتب كثيرة لكتاب و أدباء ..فأتذكر في مسودة كتاب (حوار مع قاضي ثورة البارزاني) قد صححه الوالد بنفسه أنه اعتقل مرتين المرة الأولى كان في أواخر عام 1960 عند الاعتقالات الجماعية و بقي فيها تسعة عشر يوماً و المرة الثانية في عام 1963 في قرية معشوق فإذاً كان انتسابه للبارتي عام 1959 وهذا هو الصحيح و أسباب الاعتقال معروف لدى القاصي و الداني من أعضاء البارتي القدامى عند تسجيل الأسماء الحقيقية لأعضاء البارتي و تم الكشف عنهم و كان سبباً في اعتقالهم آنذاك و هذا ما هو موجود في الكتاب و ليس معتم كما يدعي الكاتب.
خامساً- ((كيف يفسر عدم ظهور ديوان شعري واحد من بين ثماني مجموعات شعرية ..)) و يقول أيضا ((لم يفلح الراحل في طبع و لو مؤلف واحد له ..)) ، ((كل مؤلف هو رهين زمانه و مكانه و بالتالي فإنه كثيراً ما يفقد صلاحيته مع التقادم و خصوصاً في المجال الشعري ..))
–        هل يعلم الكاتب إبراهيم محمود أنه تم طباعة ألفي نسخة من الديوان الشعري (زنجيرا بارزانيا) أي بالعربي سلسلة نسب البارزانيين و خصالهم و ذكر بطولاتهم و تضحياتهم في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الكردي و كان قد تم طباعتها و نشرها في التسعينات بمدينة القامشلي و لم يبق منها سوى نسخة واحدة و هو موجود في لبنان عند اخي رشيد ملا و طالبه والدي كثيراً لطباعتها من جديد و لكن الكتاب لم يرى النور منذ الطباعة الأولى ..ثم هناك الكثيرون من الأدباء و المفكرين الكرد طمس معالم نتاجاتهم حتى أنه تم ضياع وحرق الكثير من مؤلفاتهم و خير مثال أمير شعراء الأكراد أحمد الخاني ..و صدق ريزان بالو في مقالة له عن والده الشاعر و الأديب و الفقيه الراحل أحمد بالو (لقد ظلموا والدي في حياته و حتى بعد موته..؟؟!) و كان الراحل أحمد بالو صديقاً حميماً للوالد و كانا يلتقيان دوماً بين الآونة و الأخرى ..فلماذا لا نعاتب أنفسنا قبل أن نعاتب أدباءنا و مفكرينا فهم قاموا بواجبهم و حسب مقدرتهم و لكننا أهملناهم و لم نقم بمساعدتهم اثناء حياتهم و حتى بعد وفاتهم فقد عانوا الكثير من الأمرين الفقر المادي و مرارة الغربة و عذابات الهجرة و البعد عن الوطن و خير مثال الشاعر الكبير جكرخوين فحتى الآن لم يطبع له ديوان بشكل جيد و ما تم طبعا فكان بإمكاناته المحدودة و أغلبها كان في الخارج …و حتى الآن لم يتم تقديم خدمة فعلية لهؤلاء الأدباء إلا الجزء الضئيل منه و على شكل محدود كمؤسسة سما كرد فقد قام بطباعة بعض الكتب لبعض الأدباء منها عن حياة الراحل احمد بالو و كان حري على مؤسسة سما كرد أن تطبع كتاب الوالد و كان قد وعد الدكتور علاءالدين جنكو بطباعتها و لكنها لم ترى بصيص النور بعد أن ذكر أن المؤسسة قد افلست إقتصادياً …؟؟! فتوقفت عن طباعة الكتب ..؟؟ّ! فعن الوالد منذ رحيله و حتى الآن لم يتم القيام بحفلة تذكارية للتعريف به على الأقل مع أن صديقي الدكتور محمد خليل أشاد بذلك أنه لا بد من الضرورة بمكان إقامة ندوة حوارية تذكارية عن والدي فكيف لا يذكر علامة و مناضل أمضى طوال حياته في الدفاع عن قضايا شعبه و الذود عنه بالغالي و النفيس و أتذكر أنه قدم له جوائز و شهادات تكريمية و تقديرية من أكثر من مؤسسة أو هيئات و شخصيان كردية لنضاله و دوره في الثقافة الكردية و لكن كان حري على هذه المؤسسات و الهيئات ان تطبع و لو كتاباً واحداً من مجموعات كتبه أو تأمين دواء أو مشفى يعالج فيها من مرضه الشلل النصفي الذي لازمه أكثر من سبع سنوات طريح الفراش و لم يساعده أحد إلا القلة القلية من أصدقائه من أطباء و طلاب علم و فقهاء و علماء فقد قال احدهم (و الله نحن نريد أن نخدم عالماً يستحق كل التقدير و لم نقدم له شيئاً سوى ما يتحتم عليه واجبنا تجاهه..) ثم على الكاتب أن يعلم أنه لا يوجد تقادم في الأدب و الشعر لأن التقادم يكون في الدعوى الشخصي أمام المحاكم و في القانون و أمام القضاء وليس في الأدب و بشكل عام فهل يتقادم ديوان الملا الجزري مثلاً ..؟؟! أم يتقادم ديوان ممو و زين لأمير الشعراء الكرد أحمد الخاني ..؟؟! و لكن قد يتقادم المصالح الشخصية و الأنانية الذاتية في تغيير مسار أفكار الآخرين  ..
سادساً – لمذا يرى الكاتب لقب (أبي الكرد) قليلاً بالنسبة للبارزاني الذي دافع عن الوجود الكردي و كان رمزاً للنهضة الكردية حتى أنه في أوربا و كثير من الدول آنذاك كان يعرف الأكراد باسم البارزاني فما الضير في ذلك إذا كان الوالد يلقب البارزاني بأبي الكرد ، فهو لقب يستحقها و الأب له معنى روحي أكثر من أي معنىً آخر لغوي … فقد قال الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري في وصف البارزاني :
سلم على الجبل الأشم و عنده           من أبجديات الضحايا معجم
شعب دعائمه الجماجم و الدم            يتحطم الدنيـا و لا يتحطم
بالمصطفى عنوان نهضـة امة             يوم التخاصم باسمه يقسـم
فيحاول الكاتب ابراهيم محمود أن يُظْهِرَ علاقة الوالد مع القائد التاريخي البارزاني مجرد تصوف ديني أو مشايخي ليس إلا …؟؟! ثم إن البارزاني لم يدعوا يوماً للتصوف و الزهد و الدعوة إلى الطريقة النقشبندية مع أنه كان نقشبندياص اباً عن جد ..لأنه هدفه الأساسي و الأسمى هو الدفاع عن حقوق الشعب الكردي و رفع الظلم والضيم عنه ، كما أن الوالد كان صديقاًَ له يشاركه في الحرب على الطغيان أينما وجد و أينما كان و على قمم جبال كردستان الشماء فكيف يتصور الكاتب هذه العلاقة أنه مجرد علاقة مريد بشيخه ضمن طقوس معينة فقط …؟؟! فهذا الكلام بعيد عن المنطق و فارغ من مضمونها …
سابعاً – (( يشير الراحل إلى أن القرآن مجمل آياته حرب على الظلم و الاستبداد باستثناء خمسمائة آية و قبله يحصر الآيات بستة آلاف و مئتين و خمس و ثلاثين آية .. هنا لا يجوز أن يكون بعيداً عن الدقة في الأمور الدينية ..)) إن الوالد رحمه الله لم يكن بعيداً عن الدقة كما يدعي الكاتب فحتى فتاويه الدينية التي كان يعطيها بأعداد قد لا يحصى عددها بدقة فكان محدداً بالنص و الدليل من أمات الكتب الفقهية و الشرعية و يكتبها بخط يده بعد أن يراجعها و يدقق فيها من أخطاء لغوية و نحوية .. فحري على الكاتب أن يقرأ كتاب الوالد (الفتاوى اليقينية ) و هو من إعدادي و تقديمي و يتضمن الكثير من المسائل الفقهية و الشرعية و مئة فتوى عملية من صميم الواقع الأسري و ما يحدث من خلافات أسرية ..و هذا الكتاب حصلت على موافقة وزارة الإعلام و هو معد للطباعة ، ثم إن الحقيقة من يتمعن في الآيات القرآنية و حتى الكتب السماوية الأخرى التي نزلت قبل نبوة محمد عليه الصلاة و السلام كالتوراة و الإنجيل و الزبور و مصحف إبراهيم فكلها كانت تدعوا إلى العدل و التسامح و المحبة و محاربة الظلم ، وخاصة القرآن الكريم فجاء أغلب الآيات القرآنية لتحارب الظلم و تدعوا إلى الحق و العدل و مادام الوالد قد استند إلى المصادر المذكورة في كتاب الحوار فلماذا لا يأتي لنا الكاتب بمصادر أخرى كي ينفي صحة العدد المذكور من الآيات .
ثامناً- (( يتحدث الراحل عن عراقة التاريخ الكردي و يحدد ذات التاريخ لكل من إبراهيم الخليل و زرادشت ..من خلال مصدر غير معتمد و هو لغوي (تاج العروس )) إن كتاب تاج العروس في شرح القاموس للزبيدي من الكتب اللغوية القيمة و الموثقة في اللغة العربية و يعتبر دليلاً قيماً و إن كان هناك مصادر أخرى فليأت بها الكاتب و يذكرها لنا فلم الحكم بشيء لا يوجد دليل على نفيه أو ضده فالعبرة في الموجود من النص حتى يأتي دليل آخر فينفيه أو يثبت عكسه .
تاسعاً- و في ختام مقالة الكاتب إبراهيم محمود (( نعم – أيضاً- ثمة تقدير لكل اسم قيض أن يصبح رمزاً كردياً و لكن التقدير الأول للحقيقة لنستحق دخول التاريخ بجدارة ..! ))
إن الذين يدخلون التاريخ يدخلونها بأعمالهم و تضحياتهم و ليس بالمقايضة و البيع و التنازل كما يدعي فهناك كتاب قد يقيض لهم و قد يقبضون دراهم معدودة لتشويه سمعة رجال عظام دخلوا التاريخ من أبوابها و سيكتب أسماؤهم بأحرف من النور و سيبقى الوالد شمعة تضيء عبر التاريخ و لن تنطفئ بخيالات و أوهام متناثرة قد تذرو عبر الرياح و لكنها لن تؤثر في الحقيقة شيئاً و هذه الكلمات التي أتى بها الناقد لا مكان له في عالم الحقيقة و الواقع فلزم عليه أن يزيل الغشاوة من عينيه فيبقيها مبصرة بالبحث و الاستدلال و الرجوع إلى أكثر من مصدر و مرجع و يسبر أغوار الحقائق لا أن يغوص في بحار الأوهام التي لا وجود لها في الكينونة .

عاشراً- و في كلمة أخيرة سيبقى الوالد رحمه الله مدرسة و منهجاً و نبراساً نقتدي به و نسير في خطاه أن الوالد  العلامة و المعلم كان صافياً كمياه ينابيع جبال كردستان في محبته لشعبه يتألم بآلامه و يفرح لأفراحه كان صديقاً للمظلومين و المحرومين و نعاهده بالسير على طريقه الذي اختاره طريق الكفاح و النضال طريق العلم و الفكر و التحرر من الجهل و الأوهام و الدفاع عن الحق و رفع الظلم و الغبن وسيتحول طريقه إلى مدرسة علمية و فكرية و نضالية ينهل منها من يشاء .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…