أخي برزو، أنت أحوج و أجدر بالالتزام بما تدعو إليه*..! ودعوة من القلب لوحدة رسل الكلمة الكردية..!

إبراهيم اليوسف

تحت عنوان “أخي إبراهيم كفانا سفسطة “قال وقلت” لا معنى لها..” يكتب الأخ برزو مناشدة إلي، للكف عما يسميه “قال وقلت”، متوهماً بأني أسعى، أو لدي الوقت، لخوض هكذا ترهات، لا طعم، ولا لون، ولا رائحة لها، وذلك من خلال رده-وهل هورد؟- على مقال لي بالكردية، نشرته على صفحات موقع ولاتي مه، لكن السؤال هو” هل مضمون رد أخي الكاتب برزو في مستوى هذا “اللوغو” البرَّاق الذي اتخذه عنواناً لغارته الإلكترونية المظفرة؟،

إن من يقرأ هذا الرد، يلاحظ مدى توتر الصديق برزو أثناء الكتابة، بعد أن اكتشف خطأً – على قد فهمه- في ترجمتي، مفاده، أنني وضعت مفردة كُردية في غير موضعها، ليسارع،  فوراً إلى اقتراح بديل عنها، دون أن يأخذ في الاعتبار في ما إذا كنت قد قصدت ذلك، أم لا؟، مصادراً حقي في استخدام ما أشاء من ألفاظ، حيثما أشاء، في مواضع النص، و كأنه بالتالي أمام نص لي أخطأت في ترجمته، ثم يطلق حكمه، من طرف واحد، وهو بحد ذاته حكم تعسفي على ما كتبته،
  حيث يبدو لكل من يتفحص كلا مقاليه، سواء المكتوب منهما بالكردية والذي يظهر الأخ برزو حاملاً سيفه، وكأنه سيخوض معركة العصر، دونما داع…؟ أو المكتوب بالعربية، ذو النبرة الاستعلائية، و بغض النظر عن مباركته المتأخرة لي، للكتابة بلغتي الأم، ودخولي “ميدانه” ضيفاً، من موقع المعلم، الذي يوزع العلامات على طلابه، إلا أنه لايكتفي بالتقويل، بل يقفز إلى التأويل، وفق ما يريده هو، ليبنى عليه في النهاية، اكتشافه النيوتنوي، العظيم، و هو أني مبتدىء في الكتابة بلغتي الأم، هذه اللغة التي يقدم نفسه كحارسٍ أمينٍ لها، ومفوض أعلى  لخزائن محابرها، ووكيل رباني، لمنح صكوك الجنسية لرعاياها، مع أن النعوت القاسية التي استعملها لا تؤدي إلى الحوار الثقافي الذي تظاهر بأنه ينشده، ويحرص عليه، كبان لهيئة للكتاب، وفق منظور عصري، يجهله، من بنوها قبل ثمانية أعوام، كابنة لانتفاضة 12 آذار2004، في ظل ظروف القمع والاستبداد، في الوقت الذي يستحق بناتها التحية، والعرفان، لا الإساءة إليهم، بل والتصدي بالإساءة إلى كل صاحب ضمير حي يرافع عنها، ويبين الحقيقة، نزولاً عند نزوة دكتاتورية، تظهر من قبل أحدهم، لدواع لا تتعلق بالحاجة المهمة إلى  هذه الهيئة، وتفعيلها، وتحويلها إلى اتحاد، وفق رؤية أي مؤتمرلاسلطة لأحد عليه، إلا إرادة المؤتمرين.

نعم، أعد نفسي من أوائل من دعوا منذ سنوات إلى الحب بين كتابنا، و الحب تعرفه كل اللغات، إذ هو ذاته، موزع عليها جميعها، في ظل صدق ووضوح أي مشروع معرفي، أو حياتي، و لا يحتاج إلى أن يتعب أحدهم نفسه في ترجمته، ما دام أنه يأبى الدخول في عوالم ترهات، لها فرسانها الأماجد. و اليوم يزداد الأمر حساسيةً في ظل الثورة السورية، إلى الحبِّ، والصفاء، ووضوح الرؤيا، وإن بات بعضهم  يضطر للهروب إلى الأمام، لإثبات ذاته، مهيلاً الغبار، في الجهات كافة، للتشويش، بعد أن فاتته الفرصة،  لتحقيق ما ينبغي، في توقيته اللازم، الأمر الذي يدعوه للإجهاز على أي مشروع شفَّاف، عماده الحب نفسه، ما يجعله يتحول إلى منجِّم، يعرف- وبيننا آلاف الكيلومترات- أنني عملت كذا وكذا، أو أقول: كذا، وكل ذلك ليس إلا “تهيؤات” لاصلة لها بالواقع، ولامكان لها، في أي حوار يمتلك شرطه الثقافي، وهو ما يجعلني أحزن على ما آل إليه صديق عزيز، هو أكبر مما يبدر عنه، من تقويلات علي وعلى الرابطة، إلى حد التشويش، والإساءة، غير المسوَّغة، وغير المفهومة، وكأن تأسيس هيئة للكتاب بتوقيعه الشخصي، امتحان فرصة عمره الوحيدة، حلمه الأعلى لإثبات الذات، مع أن للأخ برزو قدره الكبير لدي، ولدى أمثالي، وليس بحاجة لمحسنات أخرى لاسمه، لم يعد إنجازها المتأخر مأثرة….!.
 وبالرغم، من اتخاذي هذا الحب مشروعاً شخصياً، كما أزعم،  إلا أن التضليل والتزوير، والتصرف بعقل قروي، من قبل بعضهم، عوامل تدعو المرء، للانزلاق، مكرهاً،كي يتدخل، لوضع النقاط على الحروف، توخياً لإجلاء الحقيقة، و إبانتها. وما أقصده هنا، لا يعني انجراري، لاهتبال الفرصة، بتوثيق  الأخطاء اللغوية التي ظهرت بادية للعيان في متن مقال الأخ برزو، لأن عرضها يحتاج إلى مسرد خاص، وهو ما أترفع عن تضييع وقتي عليه.  كما أني لا أبالي بهذه النقطة، في ما أقرؤه، ولا أرى فيها إنجازاً عظيماً، ولادليل عبقرية لدى صائدها، أياً كان، إلا أن ما أحزنني في مقال أخي برزو، هو الأسلوب اللغوي الركيك** الذي جاء به، وأنا أحسبني من الأوائل الذين تابعوا تجربة الأخ برزو الكتابية، وذلك منذ “ربما” أولى دراسة مكتوبة، باللغة الإنكليزية، قام بترجمتها-إلى العربية- وعرضها علي للتدقيق، و أعتقد أن ذلك يعود إلى العام 1987-1988، وربما كانت هي نفسها، قد تم نشرها في أحد الأوعية باللغة العربية- وهنا لن أقول عنه” كاتب العربية” و لا أستطيع الآن الجزم في عنوان المقال المترجم، ولا جهة نشره، لأني بعيد عن إرشيفي الشخصي الذي أودعته لدى بعض الأصدقاء في الوطن، كما أنني قد تبنيت بعض مواده عن اللغة الكردية، في مطلع تجربته مع النشر،منها ما نشرته في مجلة مواسم التي كنت أرئس تحريرها، وكانت فاتحة لحراك ثقافي، في منطقة الجزيرة، بين أبناء شعبنا الكردي، وهو موضوع آخر، ولا أعلم، الآن، إن كانت مواده –عامة- قد نشرت” آنذاك” باسمه الصريح، أم لا ؟، وهومن حقه، غير أن قمة الإهانة في مقاله هذا يكمن في ما ذهب إليه عامداً متعمداً من خلال سوقه عبارة واضحة، لا تحتاج إلى مترجمين أو مفسرين،عندما ذكر: “أن أغلبية كتابه المسجلين في رابطته” أي أنا” لا يعلمون الكُردية قراءةً و كتابة و بالتالي غير مستعدين العودة إلى قراءة مقالي..”، فمن قال لك ياسيد برزو أن الربطة مُلكٌ لي، و أنها مطوبةٌ باسمي؟، فأنا لستُ سوى أحد أعضائها، وخدمها،  و من أين لك المعلومة حول أن أغلبية كتاب الرابطة يعانون من الجهل بلغتهم الأُم؟، وهل تم استقدامهم من جزر واق الواق؟، أم أنهم مثقفون كرد، مثلك؟، ثم لماذا تدعي أن السبب في عدم قراءتهم لك يعني الأمية التي تراهم يعانون منها؟، و لماذا  لا يكون السبب مثلاً هو الرغبة في عدم الدخول في موجة من الاكتئاب التي قد تسببها قراءتهم لك.

أجل، أية إهانة هذه التي توزعها، بالتساوي، على ما لا يقل عن مئتين و خمسين مثقفاً، في اعتبار رابطتهم متجراً مطوباً باسم أحدهم، وقذف أكثرهم بأنهم أميون، وإن  أميتهم تحول دون قراءة نتاج “كاتبهم المفضل”.
و بعيداً عن اللغة الاستفزازية، المتوترة، التي كتب بها رد الأخ برزو، مظهراً نفسه كالمنتصر الذي يعطف على خصمه، بفتات الاهتمام، والقدر، فإني أرغب في البقاء ضمن حدود المقال لأؤكد أنه يرى أنني همست فيسبوكياً،  في أذن أحد رفاقي، قائلاً له: “أنا مو هيين” وهل هذا تهديد، وهل يرضيه أن أكون هيناً أمام من يجورعلي،  مع روح المسامحة الهائلة التي أزعمها؟؟؟”و سأضطرّ مرغماً، للجوء إلى أسلوب الأخ برزو نفسه، لأقول: أليس هذا هو النهل من ثقافة السفسطة و “القيل والقال”، الثقافة التي هي محور كلا مقاليه، للأسف، مع أنه يظهر نفسه و كأنه ينبذها” ولاشيء يستند إليه في كل ما كتب وأشعل نار حربه غيرها؟!”، ثم أن عبارة “أنا موهيين” لم أكتبها في حياتي، إلا، الآن، مكرهاً، وإن للحوار الفيسبوكي، ذاكرة، و أتحدى لو أنني دونت هذه العبارة، وإن كان هناك” رفيق” لي وللأخ برزو، وليس لي فقط -كما يتخلى عنه- مرت فترة طويلة، على انقطاعنا، وفاجأني بالسلام الفيسبوكي،-ونادراً ما ألجأ للفيسبوك للرد على بريدي فحسب-، ليفتح “سيرة الرابطة”، على غيرتوقع مني، مقدماً نفسه، مشكوراً، كفاعل خير، للمقاربة بين وجهتي نظرنا، فرحبت به، ولا أزال أرحب به، وبغيره، لإزالة أية حدود وهمية، بين كتابنا الأفاضل، ويمكن لأي من أصدقائنا المشتركين الاطلاع على ما كتبته، فيسبوكياً، حتى لحظة  وتاريخ كتابة مقال أخي برزو الأخير، وآلمني أن يقدم أخي برزو ذلك الشخص -وهو رفيق مشترك- وكأنه ” نمَّام”، إذ لا مصلحة له بتأزيم الخلاف مادام أنه مصلح، ومثقف، وصديق لكلينا على حد سواء!..
وأستغرب كيف أن صديقي برزو، الذي راح يأخذ على قومه الكرد، في مقال تال، عنونه ب”       ” الموقف الكردي المُعلَن غير مُعلَن!!! لسنا قادرين على صنع تاريخنا!! ما لم يتوحد الكل، سيخسر الكل، عدم اتفاقهم،على كلمة سواء،  وهو عنوان مقاله هذا،  راح يشرعن لوجود هيئتين، أو ثلاث، وأكثر، للكتاب؟؟؟!، ترى كيف للمثقف أن يسجل نقده على السياسي، مادام أنه يتصرف في مجاله الثقافي، بالطريقة نفسها التي يسجلها عليه، أليس في هذا المثال الصارخ على ضبابية رؤية الأخ برزو، وتناقضه  ..!

كما أن إشارة الصديق برزو إلى أني أحسب نفسي على القومية الكردية، هو قصفٌ، كما أحسبه، قد تم بأسلحة ثقيلة، و لا تبدو هذه النيران للمتابع، بأنها صديقة، لذلك فقد كان عليه أن يتعالى عن اللجوء إلى هكذا مفردات تنتمي إلى معجم لايليق به، لأن الكتابة والقراءة باللغة الكردية، ليستا الدلالة الوحيدة على إخلاص المرء لقوميته، بل إن المطلوب، هنا، وجود روح وضمير كرديين، ومن علاماتهما ألا يطعن الكردي الكردي، وألا يزوِّر الحقائق، وألا” يأكل لحم أخيه” بل أن يستخدمهما للدفاع عن إنسانه الكردي. وهنا، يحضرني مصطلح أكثر لباقة، وحضارية، كان من الممكن أن يستخدمه، أخي برزو، وهوأن هناك كتاباً كرداً يكتبون بالعربية- أو الأدب الكردي المكتوب بالعربية، مادام أنه يفلقني بروحه الحضارية الحالية التي يدعو إليها- ونصيحته بضرورة الترفع عن القروية التي لم يبين قيد أنملة خروجه من عتبتها، وأعتقد أن أخي برزو على علم بأن أغنية الفنان كانيوار التي كتبت بها وأنا في الصف العاشر والتي مطلعها تقول:    
 ، hey hey kanîwar li cihanê bû êvar
، وهي   و أتحدث فيها عن أجزاء كردستان المغتصبة، صراحة تبين أنني معني بلغتي الأم منذ طفولتي، وأنا الذي تربيت في بيت فيه كتب الخاني والجزيري وقرأت” على يدي أبي كتاب:
Nûbuhara biçûkan    
   ، و لعله لا يجهل أن ملتقى الثلاثاء الأدبي الذي أسسته في العام 1982، والذي نحتفل هذا العام بذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه، وكان برنامجه مخصصاً أسبوعاً للقراءات الكردية، وآخر للقراءات العربية وبالتناوب،  وربما أن شعراء وكتاباً كباراً مثل هيبت بافي حلبجة و قادو شيرين وفرهاد جلبي وتنكزار ماريني إلخ..إلخ… وهم بالعشرات، قدموا من خلاله أصواتهم، ومن بينهم من شارك لأول مرة، عبر هذا الملتقى، الذي كان جزءاً من مشروع مدني، لدي، ما زلت أترجمه، كما أن غير هؤلاء الكتاب الكرد كثيرون، سواء أكانوا من الذين يكتبون بالكردية أو العربية، ناهيك عن اهتمامي بالآشوريين لاحقاً، وأشير هنا إلى أنني أعجبت من وفاء شاعرة، لم ألتق بها، تعد الآن عالمية، وهي جاكلين سلام، قالت في حوار أجرته معها جريدة السفير، أن فلاناً، وذكرت اسمي، كان أول من قدمها، مع أني لم أقم إلا بنشر نص واحد لها، فيالوفائها..!،  وقد تشكلت للملتقى هيئة إدارية في النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي، وكان الكاتب كوني رش وأكرم حسين  وغيرهما من عدادها، وأنني ـ كما لا يجهل ـ  قارىء لا بأس به للكردية، فقد كنت من المقربين إلى مجلة آسو Aso  منذ عددها الأول، وكانت لي زاوية ساخرة، بعنوان  Şevlêgerê rûtarî
كما كنت من المقربين من مجلة زانين Zanîn  ولدى عبدالباقي حسيني من الوقائع التي قد لاترضي الأخ برزو، وأقل ذلك أن صندوق بريد المجلة ذو الرقم79، هو لي، وعلاقتي  بالمجلة كانت وطيدة، حيث كتبت فيها قصيدة بلغتي الأم، ، هذا بالإضافة إلى إن جزءاً من كتاب الأمير جلادت بدرخان، للكاتب كوني رش ترجم  في بيتي، وبقلمي،  وكل هذا يدخل في مجال مشروعي الثقافي،  وخدمتي للغتي الأم، بما أمكن.    
وأرى أنه لمن المعيب، أن يتم الإساءة إلى هيئة ثقافية، مثل رابطة الكتاب والصحفيين، تأسست ليس على حساب حراك الشباب الثوري، بل سبقته إلى ذلك، وجندت نفسها، عملياً، تحت خدمة ذلك الحراك العظيم، ما أن بدأ، ولم تتطفل عليه، بالانصراف إلى التفكير بجني مكاسب شباب الثورة، دون أن يتم تقديم ولو ذرة لهم، على امتداد عام، على المدى المنظور، فالرابطة، عندما أعلنت عن إمكان عقد مؤتمرها، في هولير، عاصمة الإقليم، كمقترح، فإن المجلس الوطني الكردي، لم يكن قد تأسس، أصلاً-وهوما يعرفه أخي برزو- كما أن من ينظر إلى حزب أو مؤسسة ما على أن أدواتهما بالية، فإن عليه، أن يثبت ميدانياً، أنه يقدم أكثر منه.
وأخيراً، وأعلنها باسم كل زملائي في رابطة الكتاب والصحفيين، إننا لمتحمسون وجادون،لنكون ضمن اتحادين للكتاب والصحفيين، يريان نفسيهما، استمراراً، لهيئة بناها كتاب وصحفيون كرد، بطاقاتهم المتواضعة، ونتعهد أن نترك كل شؤون الاتحادين لهم، بما في ذلك البرنامج، والنظام الداخلي، والإدارة، أما أن يكون شرط بعضهم، الإجهاز على جهود من سبقوهم، فأعتقد، أن هنا المشكلة، تحديداً، فتعالوا، نلتق، أيدينا ممدودة، وقلوبنا مفتوحة، وليتطوع من يريد، من فاعلي الخير، ومحققي الوئام، لمباشرة المشروع، حالاً، ضمن هذا الشرط الوحيد، لئلا نجحد بحق جهود سوانا، وواثقون أن كتابنا وإعلاميينا الغيارى، لا حواجز لديهم لتحقيق هذا الحلم، وسنعلن عن حل أنفسنا، والدخول في مؤتمر توحيدي، لتجمعنا روح زميل كاتب رحل للتو، هوعبدالرحمن آلوجي، أحد الحالمين بوحدة كتابنا، وعضو الرابطة، المتحمس لها، تعالوا… فلنبدأ الآن..!
*أعتذرعن الاضطرار إلى استخدام عنوان المقال أعلاه جرياً على طريقة أخي برزو

** أعني مقاله المكتوب بالعربية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…