كثيرٌ قليلـُـكِ

  علي جمعة الكعــود

كثيرٌ قليلُكِ
حينَ تمرّينَ
بالقربِ من سوْر قلبي
وتقطفُ
كفُّكِ وردةَ شوقٍ
وتوْدِعُها

في أصيص اللقاءْ
وحينَ تفاجئُـني
شفتاكِ
ببسمةِ شكٍّ…
أحلّلُـها
قبلَ نومي
فأكتشفُ السحرَ
يغمرُني
بخيوطِ ضياءْ
وحينَ
ترمّمُ عيناكِ روحي
ويكسو هواكِ
جدارَ فؤاديْ
وحينَ
يلامسُ خدّيْ
حفيفـُـكِ…
يحْملُني عبَقاً
للتلاقحِ بين الورودِ…
يقطّـرُنيْ
بعدها في إناءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ
تطـُـلّينَ في حُلـُميْ
فيعـود الهدوءُ
إلى غفوتيْ
ويعمّ الصفاءْ
وحينَ تدُسّـينَ
بعضَ السعادة
في جيبِ حزنيْ
وتعترفينَ
بأنّـي بريءٌ
ولو غازلَـتْنيْ
جميعُ النساءْ
وحينَ تحطُّ طيورُكِ
فوقَ شواطئ روحيْ
وتُلهمُني الشِـعـرَ
كلّ مساءْ
كثيرٌ قليلـُـكِ
حينَ تُرينيْ
بأنّ المسافةَ
مابين قلبينِ
همسةُ عشْقٍ وبعضُ غناءْ
وأنّ المدى
قِبْلةُ العاشقين
وأنّ القصائدَ
مكتوبة ٌ
بدم الشعراءْ
وحينَ ألوذُ
بصمتيْ
وتبتدعينَ طقوساً
فأضحكُ
بالرغمِ من حاجتيْ

للبكاءْ.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…