خليل كالو
تهنئة للشعب الكردي وللقائمين على الصحافة الكردية والإعلام من الصحفيين والكتاب والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في ذكرى عيد الصحافة الرابعة عشرة بعد المائة مع التمنيات بمزيد من التقدم والارتقاء والصحافة الحرة . لا نقاش على أهمية الصحافة والإعلام ودورهما الهام والأساسي في تاريخ وتطور الشعوب والمجتمعات وخاصة في مجال الدعاية والإعلام والتنوير بكل أشكاله وتكوين الرأي العام حول القضايا الهامة والمصيرية وأخرى متنوعة من نشر الثقافة والتراث و المعرفة والخبر فيما يهم الناس في حياتهم اليومية .عندما يتم الحديث عن الصحافة الكردية لابد أن يحضر إلى الذاكرة في الحال دور البدرخانيين حيث يبدأ الحديث من قيام تلك العائلة في تأسيس وإصدار أول جريدة كردية في 22 نيسان عام 1898باسم كردستان في القاهرة على يد مقداد مدحت بدرخان باللغة الكردية وبالأحرف العربية التي صدرت منها حوالي /31/ عدداً فقط وبسبب اعتراض السلطان العثماني عبد الحميد عليها توقفت عن الصدور استأنفت نشاطها في أوربا من جديد ومن الرواد الذين كتبوا في هذه الجريدة هم مقداد مدحت بدرخان وعبد الرحمن بدرخان وعبد الله جودت واسحق سكوتي Sikûtî.
لم تتوقف حركة الصحافة الكردية عن النشاط بعد أن توقفت جريدة كردستان بل قام عدد من المثقفين الكرد في استنبول بإصدار مجلة روزا كرد Roja kurd من عام 1911 ـ 1919 ومجلة زين ـjîn من عام 1918 ـ 1919 من قبل جمعية تعالي وترقي كردستان تناولت في مواضيعها المسائل التاريخية والاجتماعية والقومية باللغتين الكردية والتركية و كان صاحبا الامتياز حمزة بك مكسي وممدوح سليم وانلي وشارك في الكتابة فيها عدد من الشعراء والكتاب والمثقفين منهم الشاعر بيره مرد Pîremerd –خليل خيالي –توفيق سليمان ـ إحسان نوري باشا ـ كاميران بدرخان ـ قاضي زادة ـ الشاعر نالي ـ حاجي قادر كويي ـ وغيرهم. وقد توقفتا عن الصدور بعد انتهاء حكم السلاطين وقد تسارعت الأحداث السياسية في عموم البلاد واستيلاء الكمالية على مقاليد الأمور في تركيا ومن ثم تأسيس الدولة التركية بزعامة كمال أتاتورك وقيام ثورة الشيخ سعيد فيما بعد.
بعد هجرة العقول والمثقفين الكرد إلى سوريا إثر انتهاء أعمال ثورة الشيخ سعيد والتهجير القسري من قبل الطغمة الكمالية قام الأمير جلادت بدرخان بتأسيس مجلة هاوارHawar في دمشق عام 1932 صدر منها /57/ عدداً وتوقفت عن الصدور عام 1934 وقد لعبت تلك المجلة دوراً كبيراً في نشر اللغة الكردية بالأحرف اللاتينية وأصبحت تلك الأحرف منذ ذلك الوقت أحرف لغة الأدب والكتابة والنشر لدى الكرد في الشمال والغرب من الوطن وكان يكتب فيها عدد من المثقفين الكرد أمثال روشن وكاميران بدرخان ـ عثمان صبري ـ قدري جان ـ جكرخوين ـ نورالدين زازا ـ حسن هشيار ـ رشيد كرد ـ قدري جميل باشا ـ نيرفان وغيرهم كما قام الأمير بإصدار مجلة أخرى متزامنة مع هاوار وهي مجلة روناهي عام 1942 ـ 1945 صدرت منها /28/ عدداً وقام الأمير كاميران بدرخان بإصدار مجلة روزا نو Roja nû في بيروت عام 1943 ـ1946 صدر منها /73/ عدد وهكذا نشطت الحركة الثقافية والصحفية في تلك الفترة من القرن الماضي وكان البدرخانيون روادها الأوائل من دون شك.
لقد نشأت الصحافة الكردية في المهجر وقامت الصحف والمجلات التي صدرت حينها بدور بارز في دخول تلك المهنة إلى داخل الوطن من خلال خبرة روادها الأوائل في نشوء ثقافة إعلامية وتنامي الفكر والثقافة الكردية فيما بعد وخاصة بعد تطور الحركة القومية الكردية في معظم أرجاء كردستان .كما دخلت أول مطبعة إلى كردستان من خلال الشخصية الكردية حسين حزني مكرياني حيث اشتراها من ألمانيا عام 1914 وأسس أول دار للنشر والطباعة في حلب عام1915 وقد قامت هذه المطبعة بالمساهمة في نشر الثقافة الكردية من خلال صدور عدد من المجلات لمدة عشرة سنوات منها مجلة كردستان kurdistanـ جبل الكرمانج Çiyayê Kurmêncـ ديار بكرDiyar bekir ـ زوزان Zozan ـ آرارات Ararat ـ بوتان botan وفي سنة عام 1925 نقل حسين حزني مكرياني مطبعته إلى رواندوز ومن ثم إلى هولير في كردستان الجنوبية وأصدر هناك عدة مجلات وصحف كردية من أهمها مجلة زاري كرمانجي zarê kurmancî .
تعرضت الصحافة الكردية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الملاحقة والإرهاب من قبل الدول الغاصبة لكردستان وخاصة بعد انتهاء الانتداب الأجنبي على تلك الدول وبالتزامن مع تعرض الشعب الكردي إلى سياسة الإنكار والاندماج في بوتقة القوميات الأخرى . فبدأت حركة التحرر الوطني والفكر القومي تنشط على الساحة الكردستانية بشكل عام وقامت في أجزاء منها ثورات ومقاومات ضد الأنظمة والسياسات الشوفينية الموجهة ضد تطلعات الشعب الكردي من أجل حقوقه وظهرت على الساحة صحافة ملتزمة ومسئولة لها هوية وشخصية متمايزة تطرح المسائل والقضايا بشكل أكثر جرأة من ذي قبل وأصبح الأعلام أحد أدوات النضال والتنظيم والتحريض والتوعية القومية تنشر من خلال صفحاتها المتواضعة ثقافة الثورة والهوية والانتماء واحتلت مكانة مرموقة في النضال وأصبحت لها شعبية واسعة لدى عامة الناس وخاصة جريدة كردستانKurdistan في جمهورية كردستان(مهاباد) عام 1946 واستمرت فيما بعد وكذلك جريدة خبات Xebatعام 1958وبرايتيBirayetî فيما بعد حيث قدمتا مجهوداً كبيرا في مجمل مراحل ثورة أيلول الكبرى عام 1961 و كذلك صوت الكرد dengê kurdفي عملية التنظيم والأعداد الحزبي في كردستان الغربية منذ عام 1957 وبرخودانbaerxwedan في كردستان الشمالية بعد انطلاقة 15 آب 1984 وهنا لا بد من ذكر دور جريدة ريا تازهRiya taze التي كانت تصدر في يريفان بأرمينيا في تنمية الروح الوطنية والتربية القومية وأحياء الثقافة في المهجر لدى الجالية الكردية في جمهوريات السوفيتية السابقة هذا على المستوى الرسمي بالإضافة إلى صدور عناوين وأسماء كثيرة ظهرت فيما بعد منها ما كانت حزبية وأخرى مستقلة ثقافية ومعرفية باللغتين العربية والكردية لا مجال لذكرها الآن.
بعد التطور المعرفي وتنامي الفكر والثقافة القومية في السبعينات من القرن الماضي بدأت الصحافة الكردية تخطو نحو الأمام وحصل انتشار أفقي غير متزن في نشاط العمل الصحفي بشكل هاو غير محترف واقتصر مجمل ذلك النشاط على التنظيمات الحزبية التي باتت تتكاثر بشكل فوضوي دون ضوابط فكرية وتنظيمية وصار كل تنظيم يقترب من الصحافة بشكل ارتجالي تشوبه الأمية والأنانية حتى أخذت مجمل الصحافة الكردية طابع تحزبي كما هو منظور الآن وتخلفت الصحافة الكردية عن العصر في أداء مهامها ومسؤولياتها مما أدى في النهاية إلى تقزمها أمام الإعلام العالمي العملاق دون أن تصبح قوة لتفتح السبيل أمام صحافة مسئولة ذات رسالة وطنية تكون لها التأثير الكبير في الرأي العام علماً أن قوة الصحافة وأية صحافة كانت تكمن في الهدف والرسالة التي تؤديها لصالح الجماعة وليس شيء آخر.
صحيح أن المسالة التقنية والكادر والمال لها دوراً في تسارع وتنشيط عمل الصحافة مع حرية التعبير والنشر والمؤسسات العصرية ولكن يبقى الهدف والرسالة والمادة المتداولة هي الأساس في عمل أي صحافة ناجحة حتى لو طبعت وعولجت بأسلوب وإمكانات القرن التاسع عشر علما بأن الصحافة الكردية في بداية انطلاقتها أكثر نكهة وتشويقاً لدى الكرد منه الآن كونها كانت تلبي بعضاً من أحاسيس وعواطف وتطلعات الإنسان الكردي بالرغم من الأمية المتفشية في معظم جوانب المجتمع . فقد كانت تقرأ الصحيفة أو المنشور بشكل جماعي وربما في بعض الأحيان ضمن جو يسوده القدسية والاحترام الكبيرين كونها كانت تعالج مواضيع ومسائل من صلب تطلعاته وتدغدغ مشاعره القومية وتنمي فيه ثقافة الكردايتي . وانطلاقا ما سبق لن يكون هناك صحافة كردية حقيقية إذا كانت بعيدة عن هموم وآمال هذا الشعب ومتجزئة مهما امتلكت من قدرات فنية وتقنية عصرية ولا يقاس النشاط الإعلامي والصحفي بعدد وكثرة العناوين والأسماء بل بالقوة التي يمتلكها الصحافة في معالجتها واقترابها من قضايا الناس .
ليس خفياً على أحد الآن أن الصحافة الكردية الالكترونية وبإمكانياتها المتواضعة والمستقلة والمؤسسات الإعلامية المتنوعة تلعب دوراُ كبيراً في تنامي وتوعية وإيصال الخبر والمعلومة إلى الناس بشكل أكثر سرعة ومصداقية من ذي قبل وخاصة في القرن الواحد والعشرين بسبب التنافس وحرية التعبير وتنامي ثقافة الديمقراطية والثورة المعلوماتية في إيصال الخبر والمعلومة بشكل مذهل من خلال أدوات ووسائل جديدة مبتكرة وما رافقت هذه الثورة المعلوماتية من تنافس شديد للسيطرة على الرأي العام والتأثير عليه حتى كادت أن تصبح السلطة الرابعة لدى الكثير من الشعوب والأمم المتحضرة ولكن كما ذكرنا سابقاً ومع الأسف الشديد ومع كل هذا التطور الكبير في كل أنحاء العالم ما زال الكثير من عنوانين الصحافة الكردية في طور التقليد والقديم النمطي لا تتماشى مع حجم القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي وتطلعاته ولا تقوم بمسؤولياتها التاريخية وثوابتها كما هي لدى الشعوب الآخرين بالرغم من ظهور عناوين وأسماء كثيرة في الفترة الأخيرة .علماً أن الهدف الأمثل للصحافة والإعلام في العالم هو عامل مساعد وناطق رسمي كمؤسسة اجتماعية في كل مجالات المجتمع والحياة وإحدى الأدوات العصرية النبيلة في تحقيق أهداف المجتمع وتطوره وازدهاره .فلا صحافة بدون هدف أو سياسة ولا سياسة ناجحة وفعالة بدون صحافة حرة ونشطة ومسئولة.
بعد هجرة العقول والمثقفين الكرد إلى سوريا إثر انتهاء أعمال ثورة الشيخ سعيد والتهجير القسري من قبل الطغمة الكمالية قام الأمير جلادت بدرخان بتأسيس مجلة هاوارHawar في دمشق عام 1932 صدر منها /57/ عدداً وتوقفت عن الصدور عام 1934 وقد لعبت تلك المجلة دوراً كبيراً في نشر اللغة الكردية بالأحرف اللاتينية وأصبحت تلك الأحرف منذ ذلك الوقت أحرف لغة الأدب والكتابة والنشر لدى الكرد في الشمال والغرب من الوطن وكان يكتب فيها عدد من المثقفين الكرد أمثال روشن وكاميران بدرخان ـ عثمان صبري ـ قدري جان ـ جكرخوين ـ نورالدين زازا ـ حسن هشيار ـ رشيد كرد ـ قدري جميل باشا ـ نيرفان وغيرهم كما قام الأمير بإصدار مجلة أخرى متزامنة مع هاوار وهي مجلة روناهي عام 1942 ـ 1945 صدرت منها /28/ عدداً وقام الأمير كاميران بدرخان بإصدار مجلة روزا نو Roja nû في بيروت عام 1943 ـ1946 صدر منها /73/ عدد وهكذا نشطت الحركة الثقافية والصحفية في تلك الفترة من القرن الماضي وكان البدرخانيون روادها الأوائل من دون شك.
لقد نشأت الصحافة الكردية في المهجر وقامت الصحف والمجلات التي صدرت حينها بدور بارز في دخول تلك المهنة إلى داخل الوطن من خلال خبرة روادها الأوائل في نشوء ثقافة إعلامية وتنامي الفكر والثقافة الكردية فيما بعد وخاصة بعد تطور الحركة القومية الكردية في معظم أرجاء كردستان .كما دخلت أول مطبعة إلى كردستان من خلال الشخصية الكردية حسين حزني مكرياني حيث اشتراها من ألمانيا عام 1914 وأسس أول دار للنشر والطباعة في حلب عام1915 وقد قامت هذه المطبعة بالمساهمة في نشر الثقافة الكردية من خلال صدور عدد من المجلات لمدة عشرة سنوات منها مجلة كردستان kurdistanـ جبل الكرمانج Çiyayê Kurmêncـ ديار بكرDiyar bekir ـ زوزان Zozan ـ آرارات Ararat ـ بوتان botan وفي سنة عام 1925 نقل حسين حزني مكرياني مطبعته إلى رواندوز ومن ثم إلى هولير في كردستان الجنوبية وأصدر هناك عدة مجلات وصحف كردية من أهمها مجلة زاري كرمانجي zarê kurmancî .
تعرضت الصحافة الكردية بعد الحرب العالمية الثانية إلى الملاحقة والإرهاب من قبل الدول الغاصبة لكردستان وخاصة بعد انتهاء الانتداب الأجنبي على تلك الدول وبالتزامن مع تعرض الشعب الكردي إلى سياسة الإنكار والاندماج في بوتقة القوميات الأخرى . فبدأت حركة التحرر الوطني والفكر القومي تنشط على الساحة الكردستانية بشكل عام وقامت في أجزاء منها ثورات ومقاومات ضد الأنظمة والسياسات الشوفينية الموجهة ضد تطلعات الشعب الكردي من أجل حقوقه وظهرت على الساحة صحافة ملتزمة ومسئولة لها هوية وشخصية متمايزة تطرح المسائل والقضايا بشكل أكثر جرأة من ذي قبل وأصبح الأعلام أحد أدوات النضال والتنظيم والتحريض والتوعية القومية تنشر من خلال صفحاتها المتواضعة ثقافة الثورة والهوية والانتماء واحتلت مكانة مرموقة في النضال وأصبحت لها شعبية واسعة لدى عامة الناس وخاصة جريدة كردستانKurdistan في جمهورية كردستان(مهاباد) عام 1946 واستمرت فيما بعد وكذلك جريدة خبات Xebatعام 1958وبرايتيBirayetî فيما بعد حيث قدمتا مجهوداً كبيرا في مجمل مراحل ثورة أيلول الكبرى عام 1961 و كذلك صوت الكرد dengê kurdفي عملية التنظيم والأعداد الحزبي في كردستان الغربية منذ عام 1957 وبرخودانbaerxwedan في كردستان الشمالية بعد انطلاقة 15 آب 1984 وهنا لا بد من ذكر دور جريدة ريا تازهRiya taze التي كانت تصدر في يريفان بأرمينيا في تنمية الروح الوطنية والتربية القومية وأحياء الثقافة في المهجر لدى الجالية الكردية في جمهوريات السوفيتية السابقة هذا على المستوى الرسمي بالإضافة إلى صدور عناوين وأسماء كثيرة ظهرت فيما بعد منها ما كانت حزبية وأخرى مستقلة ثقافية ومعرفية باللغتين العربية والكردية لا مجال لذكرها الآن.
بعد التطور المعرفي وتنامي الفكر والثقافة القومية في السبعينات من القرن الماضي بدأت الصحافة الكردية تخطو نحو الأمام وحصل انتشار أفقي غير متزن في نشاط العمل الصحفي بشكل هاو غير محترف واقتصر مجمل ذلك النشاط على التنظيمات الحزبية التي باتت تتكاثر بشكل فوضوي دون ضوابط فكرية وتنظيمية وصار كل تنظيم يقترب من الصحافة بشكل ارتجالي تشوبه الأمية والأنانية حتى أخذت مجمل الصحافة الكردية طابع تحزبي كما هو منظور الآن وتخلفت الصحافة الكردية عن العصر في أداء مهامها ومسؤولياتها مما أدى في النهاية إلى تقزمها أمام الإعلام العالمي العملاق دون أن تصبح قوة لتفتح السبيل أمام صحافة مسئولة ذات رسالة وطنية تكون لها التأثير الكبير في الرأي العام علماً أن قوة الصحافة وأية صحافة كانت تكمن في الهدف والرسالة التي تؤديها لصالح الجماعة وليس شيء آخر.
صحيح أن المسالة التقنية والكادر والمال لها دوراً في تسارع وتنشيط عمل الصحافة مع حرية التعبير والنشر والمؤسسات العصرية ولكن يبقى الهدف والرسالة والمادة المتداولة هي الأساس في عمل أي صحافة ناجحة حتى لو طبعت وعولجت بأسلوب وإمكانات القرن التاسع عشر علما بأن الصحافة الكردية في بداية انطلاقتها أكثر نكهة وتشويقاً لدى الكرد منه الآن كونها كانت تلبي بعضاً من أحاسيس وعواطف وتطلعات الإنسان الكردي بالرغم من الأمية المتفشية في معظم جوانب المجتمع . فقد كانت تقرأ الصحيفة أو المنشور بشكل جماعي وربما في بعض الأحيان ضمن جو يسوده القدسية والاحترام الكبيرين كونها كانت تعالج مواضيع ومسائل من صلب تطلعاته وتدغدغ مشاعره القومية وتنمي فيه ثقافة الكردايتي . وانطلاقا ما سبق لن يكون هناك صحافة كردية حقيقية إذا كانت بعيدة عن هموم وآمال هذا الشعب ومتجزئة مهما امتلكت من قدرات فنية وتقنية عصرية ولا يقاس النشاط الإعلامي والصحفي بعدد وكثرة العناوين والأسماء بل بالقوة التي يمتلكها الصحافة في معالجتها واقترابها من قضايا الناس .
ليس خفياً على أحد الآن أن الصحافة الكردية الالكترونية وبإمكانياتها المتواضعة والمستقلة والمؤسسات الإعلامية المتنوعة تلعب دوراُ كبيراً في تنامي وتوعية وإيصال الخبر والمعلومة إلى الناس بشكل أكثر سرعة ومصداقية من ذي قبل وخاصة في القرن الواحد والعشرين بسبب التنافس وحرية التعبير وتنامي ثقافة الديمقراطية والثورة المعلوماتية في إيصال الخبر والمعلومة بشكل مذهل من خلال أدوات ووسائل جديدة مبتكرة وما رافقت هذه الثورة المعلوماتية من تنافس شديد للسيطرة على الرأي العام والتأثير عليه حتى كادت أن تصبح السلطة الرابعة لدى الكثير من الشعوب والأمم المتحضرة ولكن كما ذكرنا سابقاً ومع الأسف الشديد ومع كل هذا التطور الكبير في كل أنحاء العالم ما زال الكثير من عنوانين الصحافة الكردية في طور التقليد والقديم النمطي لا تتماشى مع حجم القضية الكردية وحقوق الشعب الكردي وتطلعاته ولا تقوم بمسؤولياتها التاريخية وثوابتها كما هي لدى الشعوب الآخرين بالرغم من ظهور عناوين وأسماء كثيرة في الفترة الأخيرة .علماً أن الهدف الأمثل للصحافة والإعلام في العالم هو عامل مساعد وناطق رسمي كمؤسسة اجتماعية في كل مجالات المجتمع والحياة وإحدى الأدوات العصرية النبيلة في تحقيق أهداف المجتمع وتطوره وازدهاره .فلا صحافة بدون هدف أو سياسة ولا سياسة ناجحة وفعالة بدون صحافة حرة ونشطة ومسئولة.
22/4/2012