حوار مع الفنان التشكيلي أمين عبدو

حاورته الكاتبة والشاعرة لوران خطيب

ان الشاعر نزار قباني يلقب بشاعر المرأة عن جدارة وانا اقول ان الفنان امين عبدو يستحق لقب فنان المرأة التشكيلي بحق وجدارة لان اغلب لوحاته تعبر بشكل او بآخر عن معاناة المرأة وخاصةً في المجتمع الكوردي الذي يسيطر عليه مجتمع ذكوري فهو شاعر المرأة بريشته الفنية الرائعة والمعبرة ….

وهو فنانٌ تشكيلي من جيل السبعينيات لا يزال في قمة عطاءه الفني الذي لم ينضب بعد؛ هو ابن الحداثة إلا أنه يلتفت للجانب التجريدي حيناً ويداعب الواقعية بخجل حيناً آخر. فبعد خمسةٍ وثلاثين عاماً من ولوجه إلى بحر الألوان لا يزال «عبدو» يجر أشرعته الشامخة وراءه بعد أن قذفتها رياح المعاناة إلى شاطئ اللوحة البيضاء لتكون استراحةً لمحاربٍ عنيد بانتظار مبارزةٍ قادمة ……
  ولتسليط الاضاءة على بعض جوانب حياته الفنية ارتأينا ان نجري معه هذا اللقاء وهو القائل: (افكر كالفيلسوف وأتصرف كالمجنون وارسم كالأطفال)

س1ـ ما رأيك بمصطلح الفلسفة الفنية ؟
ج-  اعتقد كل شيء يمس حياتنا  المادية والمعنوية من كل النواحي يمر بشكل أو بأخر عبر هذا المصطلح  أو الثقافة الفنية التي تتجلى بمظاهر مختلفة يقوم بها الإنسان وتنتهي  بالتذوق الجمالي والكلمة الفلسفة والفن تحملان نفس المقياس  لاحدود للإبداع وأيضا  لايوجد حدود للفكر لان طبيعة الإنسان دائما تواقة للمعرفة  والتطور  .

س2ـ من هم الفنانين الذين تركوا أثار عميقة في أسلوبك الفني  ؟
ج- الفن لا يقتصر بأسلوب معين إنما حس جمالي ينبع من أعماق  الفنان ولامانع إن ندرس تاريخ الفن وأهميته ونستفيد من تجارب الفنانين.

س3ـ هل للمرأة نصيب في لوحاتك ؟
ج- طبعاً وهذا سؤال مهم , كثير من الفنانين حملوا موضوع المرأة بإشكال مختلفة عبر التاريخ وبالنسبة لي أرى المرأة من خلال  عيونها أحيانا مفتوحة وأحيانا مغمضة ولا تستطيع أية  امرأة في العالم إن تخفي ما  بداخلها طالما تملك العيون

س4ـ أيهما تفضل التجريد المطلق أم التجريد التمثيلي وأي منهما أقرب إلى لوحاتك وتفضله  ؟
ج- الفن التجريدي ظهر كشكل على حساب المضمون وإعطاء حرية للمتلقي يعيش في الفراغ وتعود هذه المدرسة إلى الفنان الروسي كاندينسكي و كل فنان يمر عبر تجربته  الطويلة بمراحل نحو الاختزال أي تبسيط الخط واللون فالفنون بكل أوجهها تلعب دوراً ما في حياة الإنسان وكل ما يتعلق بالفن قريب مني بغض النظر عن اتجاهه

س5ـ ما رأيك بلوحات بابلو بيكاسو و التكعيبية ؟
ج- لوحات بيكاسو تشغل حيز كبير في تاريخ الفن المعاصر وهو رفع راية المدرسة التكعيبية من خلال إعادة الطبيعة على أساس جميع  العناصر بالطبيعة تعود  إلى شكل هندسي بنائياً فاللوحة التكعيبية تجمع إشكال  هندسية ومكعبات مثل الموزاييك كوحدة متكاملة   

س6ـ ما هي المراحل التي مرت بها حياتك الفنية  ؟
ج- من الصعب ان اقرأ المراحل التي مررت فيها بالتفصيل ولكن مرحلة الطفولة تبدو  لي مهمة  فاالرسم بالبداية كان بمثابة اللغة التعبيرية اعبر من خلالها عن عواطفي  وبعدها تابعت الفن بشكل أكاديمي في كلية الفنون الجميلة بدمشق قسم  التصوير و مرحلة مابعد الكلية أقمنا عدة معارض مشتركة و فردية وتوقفنا عن الرسم لفترة وبدأنا مرة ثانية فعموما إنا ارسم  عندما اللوحة تناديني أو تكون لها صدى في الوسط الفني ابتعد عن التقليد وابحث دوما عن الجديد وهذا ما يقلل من إنتاجي الفني

س7ـ هل تؤمن بأن الفن أساس نهضة الشعوب ؟
ج- لا شك الفن لعب دور كبير في تاريخ الشعوب وتطور المجتمع وهذا نجده في الآثار القديمة بكل مظاهرها والفن عنوان الحضارة
     
س8ـ أي أنواع التصوير تفضل ؟
ج-  الفن يمر بمراحل حسب تطور الشعوب ,ولكل فن زمان ومكان  لان الإنسان دوما يبحث عن الجديد وهنا شخصية الفنان ومعرفته   تلعب دورا كبيرا في إنتاجه الفني ونجد أكثر الفنانين يميلون إلى الفن النمطي حاليا لأسباب قد تكون اقصر إلى الشهرة ومن الناحية ثانية إلى التخصص والإتقان والبحث عن جزئيات لم تراها العين مسبقا ومن ناحية إذا  نظرنا إلى  الحركة التشكيلية  التي تتجاوز حدود الواقع  ما يسمى بالفن ما بعد الحداثة يقوم الفنان في طرح خياله للشكل  والموضوع و إحساسه بالمستقبل واستخدام شخصيات منذوية كئيبة تعيش  في الفراغ نسبيا يضع المشاهد في الحيرة و الدهشة وعناصرها  تكون غير مألوفة  لها علاقة بالجانب الإنساني المخفي كوسيلة  للقيم الإنسانية   بعدما ظهر جشع كبير في تنظيم الاقتصاد العالمي بات يهدد الإنسان بشكل أو بأخر فهذا النمط من الفن مازال في مجال الجدل والنقاش 

س9ـ ما قصة لوحتك الأولى ؟  
ج- باختصار قصة لوحاتي مثل المنزل الذي احترق ولكن رماده انبت  وردة جميلة  

نبذة عن حياة الفنان التشكيلي أمين عبدو :
 من مواليد القامشلي عام /1958/م حمل الريشة منذ عام /1975/م درس في كلية الفنون الجميلة قسم التصوير بدمشق عام /1979/ وتخرّج منها عام /1985/م بدرجة امتياز. شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية ضمن محافظة الحسكة. كما شارك في معرض مشترك أُقيم في السويد عام /1981/م وآخر في ألمانيا عام /1990/م؛ حصل على جائزة تقديرية ضمن معرض جماعي في ليبيا عام /1990/. وفي عام /2009/ اُختير كعضو ضمن لجنة الفنانين والرسامين لتصميم وإخراج رسومات منهاج الصف الأول الثانوي لمادتي الرسم والجغرافية. مُقيمٌ حالياً في مدينة القامشلي ويعمل كمدرس لمادة الرسم في معهد الفنون النسوية.

المعارض:
معرض فردي بالحسكة  عام 1977و 1978
معرض مشترك بدمشق مع الفنان زهير حسيب 1983
معرض مشترك بالقامشلي مع الفنان محمد صالح موسى 1988
معرض  مشترك بطرابلس الغرب 1990
معرض مشترك بالقامشلي عام 1995و 1996
معرض فردي في صالة الفنون الجديدة بالحسكة 2010
معرض اتحاد الفنانين الحسكة المتجول في حلب و دمشق 2011
شارك في المناهج التربية لعام 2009 لمادة التربية الفنية التشكيلية
يعمل مدرسا لمادة التربية الفنية بالقامشلي
بريد اكتروني  eminoo@windowslive.com  
وعلى الفيس بوك   amin abdo   أمين عبدو

 نماذج من لوحات الفنان أمين عبدو:

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…