تعريف البرمجة اللغوية العصبية NLP : هو اختصار لكلمات NEURO LINGUISTIC PROGRAMMING أي بالعربية البرمجة اللغوية العصبية و يعرف بأنه علم يساعد على تحقيق النجاح في الحياة الشخصية و للآخرين أي أنها هندسة النفس الإنسانية و هندسة النجاح .
أيضاً يعرف بأنه علم و فن الوصول بالإنسان إلى درجة الامتياز عن طريقها يستطيع تحقيق أهدافه و يرفع مستوى حياته من السلبيات إلى الإيجابيات .
أركان البرمجة اللغوية العصبية : و يعتمد هذه البرمجة على دعائم و أركان أربعة و هي : أولاً- الحصيلة أو الهدف (ماذا نريد…؟) و هناك آليات كثيرة للتعرف على ما يجول في خاطرنا و ماذا نريد ..؟ و إزالة كل العقبات التي تعترض طريقنا من التخوف و التردد و الحيرة و الصراع النفسي .
ثانياً- الحواس : و هي عبارة عن منافذ للإدراك فيعمل البرمجة على تنمية الحواس و شحذ طاقاتها و قدراتها لتكون أكثر قابلية و كفاءة ..
ثالثاً- المرونة : و هي أساس أي تطوير أو تغيير أو نجاح فلا بد من المرونة في تقبل الأوضاع و البرامج و أنماط الحياة الجديدة و لا بد من المرونة العالية في التفكير و السلوك في كافة الأوضاع و الأنماط الحياتية المستجدة .
رابعاً- المبادرة و العمل : و هو حجر الزاوية في البرمجة الذي لا بد منه فلا بد لتحقيق أمر ما أن نقوم بعمل ما …
من فوائد البرمجة اللغوية العصبية:
1- فوائد ذاتية باكتشاف الذات و تنمية القدرات
2- صياغة الأهداف والتخطيط السليم لها و تحقيق هذه الأهداف بسهولة و بدقة و نجاح عال
3- بناء العلاقات و الاتصالات و تحقيق الألفة مع الآخرين.
4- إكتشاف البرامج الذاتية و العادات الشخصية و تعديلها أو تغييرها نحو الأفضل (إحداث التغيير المطلوب في السلوك السلبي كالخجل و الخوف و التردد ..) أي القدرة على تغيير الشعور السلبي بالشعور الايجابي …
5- تحقيق التوازن النفسي فيما يتعلق بالأدوار المختلفة في حياة الإنسان .
6- لمعالجة بعض الأمراض النفسية المزمنة البسيطة و تقوية ثقة المريض بنفسه و التخلص من بعض أنواع الصداع…
– زرادشت و فلسفة النور : إن أصول البرمجة اللغوية العصبية قديمة و إن لم يحمل هذا الإسم الجديد و قد ظهرت بوادرها من خلال تعاليم زرادشت فيعود إلى عام 1000 قبل الميلاد حيث ظهر زرادشت النبي الميدي بثورته الثقافية و الدينية لعقلنة القوة لتكون مع الحق ناقلاً العقل البشري من المحسوس المجرد جاعلاً القوة وسيلة لأجل غاية الحق منطلقاً من الحقيقة النسبية بحثاً عن الحق المطلق فقد جاء في ترنيمة 2/5 في كتاب أفستا :
((عالماً أنك الحق مع العقـل النيـر هكذا أراك و أرى أيضاً …أن الرب الحكيم بالغ العظمة له العرش و القصاص بهــذا القــول من أفواهـنا ..سنحول البشـر من فرائس للشر إلى كائنات عظيمة …)) ، فاعتمد الزرادشتية على ثلاث أسس أساسية :
1- الرب الحكيم و هو المطلق في الوجود (آهورمزدا)
2- القانون الإلهي منظم الكون و هو (الحق)
3- العقل الخير و هو (الإنسان الكامل )
فمن خلال الزرادشتية على البشرية أن تتعامل مع جدلية الحقائق بحثاً عن الحق الناموس الكوني لإيجاد العقل الخير ( الانسان الكامل) الذي أراده آهورمزدا خليفة له ليحكم بالحق و العدل ..
و تنقسم النفــس البشـرية في العقيـدة الزرادشتية على قسمـين مادام الإنسان دون الكمــال فهـو دون النقـــاء :
أولاً- سبتامينو ( القوة المقدسة ) :أو الطاقة المدركة أو أنا العليا بمفهوم فرويد تدعم هذه القوة سبع فضائل عليا ( الحكمة و الشجاعة و العفة و العمل والإخلاص و الأمانة و الكرم ) و هذه الفضائل بمثابة الملائكة تدفع هذه القوة المقدسة النفس البشرية إلى الخير و النور و الحياة و الحق و العدل …
ثانياً- أنكره مينو (القوة الخبيثة): الطاقة غير المدركة الخافية بمفهوم يونغ و تساند هذه القوة سبع رذائل هي (النفاق و الخديعة و الخيانة و الجبن و البخل و الظلم و إزهاق الروح) و هي بمثابة الشياطين من الجن و الإنس تدفع هذه القوة الخبيثة المتكونة من النفس البشرية إلى الشر و الظلام و الخداع و يبقى هذا الصراع قائماً بين القوتين داخل النفس البشرية إلى أن يصل الإنسان إلى النقاء يقول زرادشت في الآفستا ترنيمة 30/3 : (في البدء أعلن الروحان التوأم عن طبيعتهما – الطيب و الشرير- بالفكـر و الكلمـة و الفعـل – بينما يختار الرجل الحكيم جيداً و لا يفعل هكذا الأحمق ..) و قد حثت الزرادشتية الإنسان إلى معرفة نفسه ليصل إلى ذاته و دعته أن يتوحد فكره و قوله و فعله منيش،كونش،كونيش فالفكر الصادق و القول الطيب و العمل الصالح هي امهات الفضائل التي تخرج الإنسان من إنفصاله و توصله لذاته .
– مفهوم المخلص في الزرادشتية : المخلص هو حامل العقل الخير الإنسان الكامل الذي أراده آهورمزدا خليفة له وعلى ذرية جومرت (سيدنا آدم عليه السلام) أن تسعى لإيجاد المخلص لينهي العذاب البشري المشكل من النقص الذي ألبس الإنسان خطيئته فأوجد الشعور الجمعي لديه ليكون بحثاً جماعياً عن هذا الإنسان الكامل الذي يمثل جلد العقل البشري و هو الوريث الفكري فيقول زرادشت في الآفستا 34/3:( أين أيها الحكيم سوف يكون المخلص مستحوذ العقل الخير هؤلاء الذين أحالوا العقائد و الموروثات غيرك فأنقذنا بواسطة الحق) .
فالشر مفهوم لطاقة يأتي من داخل النفس البشرية و طاقاتها و ذلك لعدم تمكن العقل البشري من استخدام عمل الطاقة الكامنة لعدم امتلاكه الفعل الخير و يسعى الإنسان أن يستفيد من أخطائه مطوراً عقله و بجمود العقل تتحول هذه الطاقة العبثية إلى طاقة لها جاذبية تنضم إليها و هنا يكمن الشر و ذلك بسيطرة القوى الغير عقلانية على العقل و ذلك بسبب سيطرة الطاقة المادية على الطاقات ما فوق المادية الخيرة بطبيعتها فيبقى الإنسان في ذاته المحسوس و يصبح الجمود لديه كاملاً .. فلا بد من تحريك القوى الخيرة لإزالة هذا الجمود و ذلك من داخل النفس البشرية بالتفكير الصحيح و الصادق النابع من أعماق القلب ثم باستخدام القول الطيب و الحسن ثم التغيير إلى نتيجة بالقيام بأعمال صالحة لتحقيق الهدف و الوصول إلى الذات فيتكون الفضيلة و يتحقق معنى الإنسان الكامل ..مما تقدم يتبين لنا البرمجة الذاتية للنفس البشرية في تعاليم زرادشت ليصل الإنسان إلى قمة السمو والرفعة بتحريك دوافع الخير في النفس الإنسانية من خلال الفكر الصادق و القول الطيب و العمل الصالح و هذا ما يهدف إليه علم البرمجة اللغوية العصبية في تحقيق النجاح و التغيير في الشخصية فيقول جيمس آلان 🙁 أنت اليوم حيث أوصلك أفكارك و ستكون غداً حيث تأخذك أفكارك) فالبرمجة الذاتية للنفس البشرية قد يجعل الإنسان سعيداً ناجحاً يحقق أحلامه أو تعيساً وحيداً يائساً من الحياة فيقول الدكتور هلمستر : ( إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية ) فالإرهاب الداخلي هو المستوى الأول ومن أخطر المستويات للتحدث مع الذات و هو الذي يبعث الإشارات السلبية و المستوى الثاني و هو كلمة (و لكن) السلبية و هو الإنسان الذي يرغب في التغيير و يضيف كلمة و لكن و المستوى الثالث و هو ( التقبل الايجابي ) و هو من أقوى المستويات و نابع من الثقة بالنفس و التقدير الشخصي السليم
و لا بد من التنويه أنه مما تقدم يتبين جذور البرمجة اللغوية العصبية تاريخياً و بألف سنة قبل الميلاد ظهرت مع تعاليم زرادشت التي كانت تصبوا إلى التغيير في النفس الإنسانية بالإعتماد على قوة الخير المطلقة و التي توصل الإنسان إلى الكمال (الإنسان الكامل) و الوصول إلى مرتبة الملائكة و أكثر .. ثم استفاد الأوربيون و فلاسفة اليونان من تعاليم زرادشت فيضيفونها إلى فلسفتهم و يستفيدون منها في الحياة العملية …و الفرق بين تعاليم زرادشت و البرمجة اللغوية العصبية هو أن تعاليم زرادشت أوسع مدى فتغيير الذات هو مقدمة للوصول إلى الإنسان الكامل و باستخدام عناصر ثلاثة للتغيير و هو الفكر الصادق و القول الطيب و العمل الصالح ثم إن هذه التعاليم ليس إلا جزء هام و مرتكز أساسي في التغيير فيتضمن التغيير في السلوك الشخصي للإنسان و لكن لا بد من الصراع مع القوة الخبيثة للوصول إلى درجة النقاء ثم إنه هناك تعاليم أخرى في كثير من الأمور كشريعة يطبق داخل المجتمع للوصول إلى السعادة في الدنيا و الآخرة و ليس مجرد الوصول إلى هدف ما فقط ليس إلا أو بتحقيق نجاح في ميادين معينة بل شاملة في جميع النواحي الحياتية و هذه التعاليم لا يمكن بوصفها نوعاً من البرمجة أو علماً من علوم تغيير الذات بل هي تعاليم دينية أخلاقية مستمد من آهورمزدا الخالق الواجب المعبود و هي تعاليم سماوية ضمن كتاب سماوي (آفستا) و هناك الكثير مكن الأدلة و النصوص من الأحاديث النبوية عن الرسول محمد (ص) التي تدل على نبوة زرادشت و كتابه السماوي .
المصادر :