في الحداثات الشعرية الكردية «تيريز نموذجاً»

 إبراهيم محمود

كان الشاعر الكردي الراحل تيريز  ” 1923-2002″   يسعى جاهداً إلى البحث عن صوت خاص به، كما هو حال أقرانه، وهم كانوا متقاربين، بقدر ما كانوا يتواصلون مع بعضهم بعضاً، أو يتسقَّطون أخبار بعضهم بعضاً، ليس في كونهم يعيشون ذات الانتماء الاثني أو القومي أو الإنساني فقط، وإنما باعتبارهم كتاباَ أو شعراء في الدرجة الأولى، وأن خاصية المجاورة تتطلب نوعاً من الترادف أو التقابل وحتى التقارب، أما خاصية المتابعة فهي على الخلاف، أو بالعكس، إنها تمنح الشاعر حضوراً في معاينة ما هو عليه، وقياس المسافة الفاصلة بينه وبين بقية الشعراء، وما إذا كان في وسعه أن يضيف جديداً، من خلال التعايش مع المستجدات، وتقديم ما يثبت نسبه الشعري لتأكيد حضوره المائز ذاك..
في هذا المضمار (وأقول” المضمار” لأنه محدَّد بشكله الهندسي ومعايَن)، يمكن الجمع والتقريب بين مجمل شعرائنا الكرد المعتبرين تاريخياً: كلاسيين (جكرخوين، اوصمان صبري، نامي، تيريز، كلش، بالو، يوسف برازي، بي بهار…الخ)، وذلك من خلال كم وافر من الموضوعات التي تضعهم أو حتى تبقيهم في خانة واحدة، موضوعات جمَّة، ذات صلة بما كان يشغلهم بامتياز، على صعيد الهم الاجتماعي والقومي والوطني: الكردي، في كيفية رص الصفوف والوحدة والكفاح وتحفيز الهمم وتعزيز المشاعر القومية كردستانية الطابع، كما لو أنهم في جملتهم يمثلون جمعاً” كورساً، ليبقى التفاوت من ناحية التعبير أو التمثيل الإبداعي علامة تمايز، ولكنها العلامة التي لا تصل إلى درجة التباعد، بحيث يحصل افتراق، لحظة النظر في بنية المصاغ شعرياً، والجانب الإيقاعي، على أنه أقرب إلى الخاصية النظمية، واعتماداً على تقدير صوتي متداول، وفي وسط اجتماعي وثقافي أو أدبي، لم يخلو من الأمية بكثرة، وكأن مجرد التعبير بكردية مختلفة في النظم، أشبه بضمان دخول إلى دائرة المختلف شعرياً، أو لنيل لقب الشاعر، وفي قلب هذا المضمار، كان في وسع المتابع ملاحظة ما يقوم به هذا الشاعر أو ذاك، وهو في معلَمه الكردستاني، من ناحية بذل الجهد لجعل قصيدته على منوال قصيدة سواه، وتارة، لتكون قصيدته ذات اعتبار في جديد ما، كما لو أن مجرد تمثل ما هو قومي بالاسم، وما يشير إلى حضور الكردي بين جنبيه، كاف ٍ لجعل أحدهم شاعراً..
في حالة تيريز، يمكن مكاشفة تعددية وجوه في خصاله الأدبية: الشعرية، وفي طليعتها، ذلك القدْر الملحوظ لديه، في كيفية التقدم بقصيدة تسمّيه، دون أن تجعله مقلّداً، وفي الآن عينه، ذلك الشعور الذي يراود قارئه” كما أرى” وهو شعور تيريز بأنه ينتمي إلى عصر مختلف، وثمة ما يشده إليه مستقبلاً، وأن ذلك يثيره ليمكّن نفسه من التعبير بلغة أوفى، إيماناً منه بأنه صنيع قرن من المجابهات والمعاناة والآمال والآلام ككردي يشعر بالغبن التاريخي والقومي والمجتمعي معاً، وأن لحظة الحداثة التي يعبّر بها عن نفسه، والدخول في العالم الأكثر امتلاء بالمعنى، تتطلب منه دوام التواصل والتفاعل، ليكون صراعه مع نفسه، ومع متخيله، ومع محيطه، وما هو عليه مقاماً، متعدد المسارات، ونصوصه تعلمنا بذلك.
بين رغبة تيريز في أن يكون مختلفاً، وواقعه الذي يحدّد فيه سمات أخرى، تقوم مسافة لا يمكن قطعها أو طيُّها بسهولة، حيث إن الذي تفوَّه به تيريز في تنوع التعابير أو المضامين، يبقيه أكثر إخلاصاً لما هو سالف، ربما شعوراً منه، أن هذا الولاء النفسي أو الوجداني، يترجم نظرته إلى خاصية السلف، وتلك التربية التي عاشها، وأن الحداثة المعتبرة، هي في إمكان إبقاء لحظة السلف مستمرة أو حتى تأبيدها في الشعر، في طريقة النظم، أو الوصف، أو الانتقال من حالة لأخرى.
وتكون علاقاته مع المحيطين به فاعلة في تبيان مقوّمات اللحظة الشعرية، ونظرته إلى عالمه، ومن هم حوله من بني جلدته والآخرين ممن يتكلمون بلغات أخرى، علاقات يمكن أن تشي بما كان يشدّد تيريز نفسه على بقائه فنياً.
وفي مجال التعبير عما هو عاطفي، في الحب، ثمة محاولة لاستنهاض الهمم الذاتية، نوعاً من التعريف الذاتي بمقامه، ولكن ثمة ينبوعاً: مرجعاً، ينهل منه، جزيرياً، قبل كل شيء، كما هو دأب أقرانه من مجايليه أو المحيطين به، دون إغفال تلك التلوينات المستجدة، والتي تقرّبه مما هو معاصر. لكن تبقى التجربة الموصوفة محالة على ما هو جمعي بامتياز، تجربة التعبير عما هو وجداني، يصل الواحد بالآخر، حيث يتلاقى الشعراء كافة، في اعتماد ذات الأوصاف والكلمات التي تخص الجانب الظاهري لجسد المحبوب أو الحبيبة، ومن يكون في الموقع، وما يعتمل شعورياً في الداخل، كأن ثمة عقداً جماعياً موقعاً بين هؤلاء في ألا يفترقوا عن بعضهم بعضاً كثيراً، وفي الوقت الذي نتلمس في شعر كل واحد ما يشير إلى رغبة فاعلة في التمايز، وما في ذلك من اعتداد بالنفس، وخاصية الرجولة والفحولة، وأرضيتها الثقافية والاجتماعية.
تيريز جاهد كثيراً في أن تكون له حداثته، رغم كل ما تردَّد سالفاً، أن يكون ابن عصره، وشاهداً عليه، وأن يكون تنويعه في تلك الموضوعات، وحتى بالنسبة لأدب يمثّل الطفل، وما هو وعظي وتنسكي في جانب آخر، شاهد عيان على أن ثمة اختلافاً فيما يذهب إليه، أو فيما يعبّر عنه، وهي رغبة انتشاء بالموصوف، وتمتع بالمعتبَر مختلفاً..
تُرى، كيف يمكن تبرير كل هذا الكم اللافت أو الكبير من الأدبيات ذات الطابع القومي الكردي، وهذا التشارك في التعابير أو في قائمة الوصفيات المتعلقة بالوطن، وإبراز محاسنه أو فضائله أو فنون الجمال والعظَمة فيه، كما لو أن هدف كل شاعر أن يكون كالآخر، بعيداً عن رؤية القاسم المشترك الأعظم بينهما، القاسم الذي يعتبر فضيلة التشابه، أقرب إلى خاصية التوحد الوجداني بصفته الجمعية، وأن الحداثة بالطريقة هذه لا تعود تلك اللحظة التي يكون فيها التقدم أو التحول إلى الأمام، وإدارة الظهر للماضي، وإنما تكون الحداثة استمرار وئام مع ماض ٍ معين، كما تعلِمنا بذلك هذه الخاصية اللماحة والفصيحة، في المشترَك الجمالي أو الشعري القائم على الوصف، وتعميق فعل الانتماء بما هو نظمي؟
في محاولتي هذه، اعتمدت فقط على مجموعته الشعرية ( Xelat: هـِبَة)، والمنشورة سنة” 1991″، في السويد، ساعياً إلى تقديمها وهي في تعدد موضوعاتها، كغيرها من شقيقاتها الكرديات شعرياً، في الغالب، حيث اكتفيت بترجمة مجموعة من القصائد التي تختلف في مقاماتها وتوجهاتها الفنية أو الأدائية، أو في السبك اللفظي والجمَلي، والمهام الجمالية بالمقابل.
في عهدة تيريز الشاعر ثمة ما يستوقفنا، وهو أنه أبعد ما يكون عن السكونية، وهذه بداهة، بالنسبة له ولغيره، إنما هي خصلة شعورية تقوم مقام منبّه الزمن وطبيعة النظر إليه، عندما يكون للزمن وضع آخر، حيث انتظار التحول في الواقع وتحقيق الهدف أو الغاية بمعناها القومي والإنساني معاً، يكون إيحاء إلى أن جديداً معيناً قد حصل.
لا يمكن لقارئ تيريز، كما هو قارئ سواه من نظرائه الشعراء الكرد، أن يكون على تماس مباشر معه، بعيداً عن تبين هذا المحرّك المؤثر في شعره، أو نظرته إلى الكون، ومم يتشكل الكون عنده بمواصفاته الشعرية: الوطن المجزَّأ، الأعداء، الأخوة المتخاصمون” الكرد أنفسهم”، الوعد المؤجَّل لتحقيق المرام، المناقب المعرّفة بالشعب المنقسم على نفسه، الحبيبة التي تتنوع أدوارها وأطوارها ومغذياتها الجمالية والنفسية والتاريخية، أي أكثر من كونها أنثى أو امرأة، حيث تحضر الطبيعة وما هو أبعد منها، في التكاثر وإضفاء مسحة جلية ومحسوسة من الغواية والافتتان على الموصوف..
تيريز لا يُقرَأ  بمنأى عن جملة عوامل تتقدم شعره أو تهيمن عليه، لها منشأ تاريخي قائم في الذاكرة، أو متفعل في النفْس، أو متجدد في متخيله الروحي، وهو ينبري في كل أثر شعري له، كما لو أنه يشهد ولادة جديدة له في عالمه الذاتي.
إنها حداثة قابلة للقراءة والمقاربة والمساءلة جهة الكشف أكثر عن ملهِمه الروحي، حتى وإن برز مكرّر أوصاف، أو بدا شديد التكرار لأوصاف تسبقه، له ولغيره، وكأن التكرار إيعاز إلى وجه آخر من الحداثة كما يجري تداولها واستثمارها..
حداثة شعرية في طابعها الكردي: زماناً ومكاناً، حيث يمكن، أو يجب استحضار تاريخها الثقافي والاجتماعي، وكيف أن هذا الشاعر الموسوم هنا، يحاول جاهداً الاحتفاظ بموقعه انطلاقاً من مجموعة مقوّمات تنسّبه إلى تاريخه الاجتماعي، كما هو تاريخه المسجَّل شفاهياً في الذاكرة، كما لو أن تقديم الشاعر هذا لأوراق اعتماد بقائه طوع ذاكرة التاريخ، يتم، وربما دفعة واحدة، من خلال آلية الاعتناء بحيوية الذاكرة، وعوامل بقائها أو ديمومتها، وهي المائزة بجملة مسمّياتها التي تبقيها منفتحة على ما هو فولكلوري، في النطاق المعلوم  بما هو كردي، أي أكثر توسع أبعاد مما هو متردد عنه” عن الفولكور هنا” لدى الآخرين، مراعاة لخاصية الثقافة ومن يتداولها أو يعمل بموجبها كردياً، ربما حتى اللحظة، ليس أولئك الذين لا زالوا يعتبرون أنفسهم منتمين إلى دائرة ” السلف الصالح” حيث يقيم الشعراء المشار إليهم، وأضرابهم، إنما حتى أولئك الذين يعتبرون أن روعة الشعر وطزاجته ونكهته، هي في كيفية المضي مع من كانوا والتزام منهجهم تخيلاً وكتابة..
في مثال تيريز مجدداً، وكما هي الأمثلة الجارية ترجمتها، يكون التنوع في الموضوعات وتصنيفاتها القيمية، لكنه التنوع الذي ما إن يُلفَظ في بابه الشعري والكردي طبعاً، حتى لا يعود مرسلاً إشارة لها وقعها الحداثي راهناً وفي ضوء الاطلاع على ما هو مقروء من جهتنا، في نصوص أخرى، من قبل شعوب أخرى، وبلغات أخرى طبعاً، أي إن التنوع في أصله، لا يعدو أن يكون الحقيقة المركَّبة لشعر مقدَّم هكذا، تنوع في الوحدة، ربما اعتماداً على واعية جمعية، تعلِمنا بأن ثمة اعتياداً مأثوراً، وكذلك متوارثاً بين أهل الشعر بالذات، لحظة تبين صور التشابه بين مجموعة الشعراء، رغم أنهم لا ينفصلون عن تاريخ قائم، بقدر ما أنهم ينتمون إلى ثقافة لا تبقى على حالها كما هي، فالمستجدات حاضرة بمؤثراتها فيها..
ثمة قيمة أدبية، وقيمة تاريخية في الواجهة، تتصدر أي نص مقروء، كأن خاصية الكل في واحد، والواحد في الكل، تنبع من الشعور بالمصير المأسوي المشترك، بين هؤلاء الذين يجذّرون حداثة كاملة الأوصاف على طريقتهم..
إن تلمس الجدة في شعر تيريز، يعتمد على كيفية الربط بين مكونات القصيدة الواحدة، وكل قصيدة وسواها، حيث لا تبقى المجموعة الشعرية الواحدة على ذات المنوال أو الدفق الشعوري: سرد كلمات، وإيقاعاً، وتوجه مسار الشاعر..
بشكل آخر، نحن هنا، مجدداً، مع حداثة شعرية كردية أخرى، لا تفصل الشاعر عمن تقدموا عليه في الزمان، أو تميَّزوا عنه في صور وتعابير لا تخفي رأسمالها الجمالي المنشود، حداثة مطروحة للقراءة، لكنها تحتفظ بحقوقها في البقاء، على الأقل، إن روعي تاريخها، وتاريخ المفصح عنها بلغة الشعر، وسعي المفصح  إلى المختلف الشعري هنا وهناك..
======
تقديم” أبيات مختارة من قصيدة طويلة جداً- صص12-43″
ربيع، ملء للنظر، جبال وسهول وشواهق
وديان ومنحدرات ومرتفعات وبرار ٍ
ألوان شتى، فضاءات، أمداء خضر
ورد، زهر، نرجس، ياسمين
مساء، تلوح سحب تمطر زخات
على أفواف الورد والأعشاب تنز أنداء
انصرمت أيامنا في الخلاءات والجبال
في صيد الوحوش والحيوانات البرّية
ما يكتبه الله على الجبين
لا مفر من حدوثه إطلاقاً
صباحاً علَّقت البندقية بالكتف
جعلت صيد الوعول نصب عيني
فرحاً سعيداً، حملت الكبش إلى البيت
للأسف كنت أجهل ما ينتظرني
عندما ظهر الجيش السود من جهة الشرق
حيث انشطرت صورة الشمس شطرين
صباحاً صحوت فلم أبصر أبداً
لا إنساً ولا جناً ولا فتاة آمد
كالمجنون والمسعور هببت واقفاً
حيث بلغ صوتي أبي وأمي
جاء إلي أبي وأمي سريعاً
قالت أمي: فدارك روحي
فداك أمك وما تملك، ما الخبر؟
أحلمٌ، أي حلم رأيته في الليل؟
لصق فراشي بقيت أمي مقبوضة القلب
كلّي أنين، كما هي أيام وليالي مم
لزمت الفراش شهراً لا راحة لي
لا طعام لا شراب جرّاء الألم والوجع
مهما تفوهت به، نائحاً، وبالاسم
صحبة القلم والدفتر نثراً وشعراً
أعجز عن تسمية كل ما حدث
إلى هنا، يكفي، باختصار وإيجاز
هنا تكتمل سيرة حيتنا تماماً
لاقى تيريز الكثير من الجفاء بسببها والسلام
كلّي أمل من البنات والشباب
كافتهم، نشطون ومتعلمون ويجيدون القراءة
مسناً أو عجوزاً، رجلاً، أم امرأة
لو اكتشفوا سلبية علي استروها
تيريز قدَّم هذا المسطور على يقين
أن الكرد  سيحسنون الفعل والقول
من أجل شعبي كان لي هذا العمل
عاش الاستقلال، عاش الوطن..
=======
أيا فتاة الكرد– ” ص66″
ألا انهضي يا فتاة الكرد
لماذا أنت منزوعة الغيرة؟
ألا تأمَّلي الدنيا
ليس هناك من هو غارق في النوم
سهولنا ومصايفنا معاً
غاباتنا وبساتيننا
ها هو العدو  يعبث بها
وأنت أصبحت خارجها
لازمي الشباب كتفاً بكتف
وانطلقي معهم أخوة وأخوات
ليكن عملكم وكفاحكم واحداً معاً
أنتم موجودون في خدمة الشعب
الأسد هو الأسد يا فتاة الكرد
أنثى كان أم ذكراً
حطمي هذه القيود والسلاسل
صيري رفيقة أبية
ها هو في إيران والعراق
كفاح وحماس وحرب
إن الدم ينزف من الروح
حيث شباب الكرد متلاحمون
كما يقول تيريز
العزة أو لا شيء
لتعلموا، نحن أصحاب حق
مهزوم من يكون مذنباً  ..
=========
أيها الشهيد” صص73- 74″
مفتدي الشعب، شهيد الوطن
نبارك فيك،عيدك، بحرارة
إذ بسخاء، قدمت روحك الشابة
في سبيل الشعب قرباناً له
لسنا وحدنا، إنما العالم أجمع
يحتفي بك، في كل مكان وموضع
نلملم من وسط الحدائق، وروداً
ننثرها بحب على قبرك
على شاهدة قبرك أيها الشهيد القدير
نسطّر بماء الذهب والفضة
نعرّف بعملك ورسالتك
نعيّن موقعك ومكانتك
قبرك كحديقة فردوسية
يقصده الأصحاب والأحباب
أمك، أبوك، أخوتك، أولاد عمومتك
أعمامك وأخوالك، أخواتك، وبنات أعمامك
يشكلون حلقة حول قبرك
يسكبون عبرات من الأعين السود
أيا المضحّي للعمل والكفاح
وأيضاً القتيل لحياة الوطن
دائماً في القلب ووسط الأحشاء
خيالك ماثل أمام أعيننا
أنت أسخى منا فرداً فرداً
بصولجانك نصيب بكُرتنا الهدف
بدمك المسفوك على الصخرة المنبسطة والكبيرة
تفتح َ ورد في لون الوطن
السهول والمصائف، المروج والينابيع
تجلت بفضل من دمك
العلم بأخضره وأصفره وأحمره
بهمتك رفعناه عالياً
تلك القطعة الحمراء، الأرجوانية
من لون دمك، غمسناها فيه
شمعة حياتك، تلك النارية اشتعلت
من شراراتها اشتعل قنديلنا
قاربتْ بين زوايا الوطن الأربع
أضاءت علينا، وليَّلت عليك
بهكذا مقام ارتضيت أنت
تنازلت كلياً عن حياة الشبوبية
بقدر ما في الربيع من رعود وبروق
تكون الرحمة منا نحن الأصدقاء والأحبة
نهديها إليك مع العبرات
نسكبها على قبرك دائماً وبغزارة
تيريز، بمديح وافتخار ورقة
يبارك فيك مرفوع الهامة..
======
اليوم الجديد” ص 93-94″
آذار آذار نوروزنا
عيد بهيج، رأس السنة، نوروزنا
عيد حلو، عيد الآريين
وطن ، كله أخضر، نوروزنا
آذار يقبِل إلينا، كل عام، كما هو اليوم
تفوح رائحة الورود، نوروزنا
سنشعل النار، في السهول والمصائف
لن نتنازل عن حقنا، نوروزنا
سنرفع العلم فوق المباني والقمم
سنفرِح قلوب الشعب، نوروزنا
العازفون صحبة الموسيقا، ألا انطلقوا
مع الأصوات والألحان، نوروزنا
تقدموا بهيئاتكم، يا شباب ويا بنات وفتيات
وأنتم في زينتكم وجمالكم، نوروزنا
هيا إلى العرس، ساعة الاحتفال
في المدن والقرى، نوروزنا
جراح قلوب الشعب، داووها
هي لحظة الزمن المناسبة، نوروزنا
كأخوة، يا عمال ويا فلاحين
اشبكوا أياديكم معاً، نوروزنا
ارفعوا المنجل والمطرقة، على الأكف والمناكب
شيّدوا الوطن بها، نوروزنا
دون قراءة وتعلُّم لن نتقدم
ودون نضال وتضحيات أيضاً، نوروزنا
إلى متى ستظل هكذا أيها الفتى الشجاع
يستحيل العمل دون وحدة، هذه قضيتنا
لن يكون هناك عمل دون تحقيق الوحدة
لن يكون لعملنا معنى، هذه قضيتنا
بالقسم والعهد، بدبوس رستم
بمطرقة كاوا، هذه قضيتنا
أقولها دائماً، أشعاراً ووقائع
أنا سيدا تيريز، هذه قضيتنا
========
سعياً وراء قضيتنا” ص95″
جميعاً نكون فدائيين” بيشمركه”
واثقون من أنفسنا جداً
ننشد الحرية
لسنا تابعين وعبيداً
يا طاغية، يا فاقد المروءة
كفى! إلى متى سنظل هكذا
الشعب الكردي كله انتفض
شعب مقدام ومتعلم
أشرقت الشمس، ولّى الليل
كل الشعب أصبح واحداً
منخرطاً في العمل والكفاح
يسعى وراء قضيته في كافته
لن يفنى الشعب الكردي
لن يحيد عن هذا الطريق إطلاقاً
جرياً على لسان تيريز دائماً:
إنها لحظتنا التاريخية المؤاتية
=========
يا كركي” صص 104-107″
يا كركيَّ لماذا اليوم
صحبة النواح تقبِل من المشاتي
محمولاً بهمة جناحيك وريشهما
ميمماً شطر المصائف
طريقك بعيد بعيد أيها التعِب
وقد تخلفت عن أصحابك
وجهك كعادته صوب الأعلى
وكلك شكوى في إثرهم
بنواحك وصراخك
أثرتَ شجوني وأحزاني
نكأت جراحات القلب
بهاتيك الأوجاع والمرارات والآلام
أتُرى بصرُك قد زاغ
من حرارة المعاناة يا مسكين
حيث يكون موطن الآباء والأجداد
وطن الثلوج والأمطار
وطن الينابيع والأمواه
وطن تلك الأنهار والخضرة
وطن الورود والحدائق
وطن المروج والرياض
وطن البواسل والأبطال
موطن الكرماء والنبلاء
وطن منبع الذهب
موطن البترول والمرجان
وطن البلابل وطيور الباز
وطن الشحارير والأوز
وطن العشاق وذوي الرقة
وطن العبير ومجالس الأنس
وطن الوعول والأسود
وطن الخيرات، وكذلك الهِبات
وطن البحيرات والغدران
موطن الميديين والميتانيين
لله أنت عاشق
ترغب في رؤية الحبيبة
معاً تخرجان في نزهة
وسط الحدائق والبساتين
أبشّرك يا كركيَّ
لقد تقلصت المسافة التي تريد قطعها
بتحليقة واحدة تستطيع بلوغها
وأنت بين الأرض والسماء
ليس على منوالي أنا المتلوع
 جرّاء الابتعاد عن رؤية الأحبة
ليس لي جناح أو ريش
لأتمكن من الوصول إليهم
أرجو من الله
في أن تصل مقصدك وجهتك
مغتبطين تكونين في مجلسكما
على  الأشجار الوارفة الظلال
حلفتك بالله يا كركيَّ
ألا توقفتَ لو مرة واحدة
لأقول لك كلمات معدودات
أيها المحبب إلى القلب والروح
لو أن وجهتك صوب آمد
ليتك حطيت يا كركيَّ
بجوار شيخ سعيد الكردي
واسترسلت في الغناء والنواح
استرسلت في الصراخ على قبره
ليتحلق حوله الضحايا
ألا سلّم لي على الجميع
الأحبة وأصحابهم
بلّغ سلامي أيضاً
إلى كرد آمد الزاهية
على المعتقلين من أجل الشعب
في المنفردات والسجون والزنازين
ولو أنك توجهتَ إلى مهاباد
هلا حطيت وسط مقابر الشهداء
وقل لقاضي وسيفي
ألف رحمة تنزل عليهم
ولو أن وجهتك سرحد
الله على ديرسم وساسون
في مصائف شرف الدين
في جبل النار وسيپان
سلّم لي على الكرد
شباباً أو شابات ، رجالاً أو نساء
على تراب الكرد وكردستان
على الأبراج والمقامات والإيوانات
ألا قل إن تيريز
يقول في مدحكم الكثير دائماً
نعم، ماذا عليه أن يفعل، فهو دائخ
جرّاء صولة الأزمان والأحوال
========
في عنفوان الربيع ” صص 135-136″
أيها الربيع جئتَ خيراً
لقد صفي القلب من الأحزان والأشجان
تتراءى ألواناً شتى أنّا نظرتَ
أنت نبض القلب وروحه
أنت نبض ونور مؤكَّد
وكل الطيور التي تملأ الأرض
ها قد أقبلت الحياة ببشارة منك
صحبة تَنادي أصوات ٍ واضحة
صحبة أصوات متداخلة ومتمايزة
الأوز والكراكي وطيور الباز المبقعة
الشحارير والبلابل رفوفاً رفوفاً
الخفافيش والعصافير والنسور
كلها تأتي طائرة للصيد
لكي تلقي عليك السلام
زهور النرجس تغطت ندىً
تبرعمت أصول الورد الأحمر
النرجس والورد الأحمر تبرعما
الزهر والزنبق والياسمين
تفوح منها رائحة العبق بقوة
تكلمَ البلبل بروحه
تكلم فيه الروح والقلب
برد، أنين وتحسر
يسكب عبرات متواصلة ومتقطعة
لهذا كانت العين بليلة دائماً
لا يهدأ في الليل والنهار
أبداً هو في أنين ونواح
من أجل زعامة إدارة العالم
لهذا صار مقداماً وإماماً
ملحن ومغنٍّ كذلك
في انتظار الورد المصطبغ بالأحمر
إنه عاشق مثل تيريز يقول
حيث ابتلي بالحياة هذه
========
طلب بيشمركه” صص 139-140″
سيدا: أحبيبتي يا فتاة  الجبل
يا حوراء والجيد المزين بالخرز
هلا تفضلت بالنزول من شرفتك ِ
لكي أقبل تينك العينين
الفتاة: أيها الشاب لست جبلية
لست الفتاة الأومرية
لست الشكاكية ولا الهيدرية
القبلة لا تأتي بالدعوات
سيدا: أحبيبتي من الشرق
نهداك تفاحتا هبَة
أنت حمامة على الصخرة الكبيرة
أنت غزالة على غدير ماء
الفتاة: لست الحمامة، لست الغزالة
لست بصاحبة الشاب العاطل
مهري غال ٍ جداً
لا يقدَّر  لا بالذهب ولا بالفضة
سيدا: أحبيبتي يا فتاة سليفي
حزامك من فضة خالصة
ألا  صارحي بمهرك يا فتاة
يا مدللة أمها وأبيها
الفتاة:مهري يا شاب دمٌ
هدفي هو ذلك الجرح
إن أردتني بذلك فتفضل
وإما عليك أن تكون بعيداً عني
سيدا: فليكن ذلك عهداً علي وفرضاً
سأرتدي لباس البيشمركه
لقد رضيت بمهرك
يا حسناء على الرحب والسعة
الفتاة: ها هو الزي الميتاني
أحيله إلى القلب غبطة
أنا مطلوبة  البيشمركه خاصتي
إلهي، تباركت في علاك
سيدا: ألف طوبى لتلك اللحظة والوقت
الذي يخلو القلب من الكدر
في كردستان يا عزيزتي
تصبحين عروساً وأنا العريس
الفتاة: أتراني سأبصر
كردستان حيث أتهجاها
يا تيريز حينها يكون الموت حقاً
على العالم مائة سلام
=========
فرح القلوب” ص159″
هذه الحديقة الجميلة لي
ملؤها ورد أحمر وأصفر
ملؤها طيور لا حصر لها
طيور تتداخل مع بعضها بعضاً
فيها يوجد حوض ماء
يتشكل منه الندى باستمرار
ثمة مجاري عيون صغيرة ورقراقة
كانت من صنعة مَهَرة فيها
منظر الدنيا فرح القلوب
أمواه زلالٌ، حديقة الورد
موسيقا وأصوات بلابل
لحظة البدء بالتنزه صباحاً
إن سعِد القلب فالدنيا حلوة
إن وجِد الورد، فالبلبل طروب
ليس كتيريز سيء الحظ
أفقده الهمُّ والغم الصوابَ
==========
المثقل بالمتاعب يا قلب” صص 161-162″
حبيبتك وقعت بين يديّ عدو
 ماذا ستفعل يا القلب المسكين
وأنت برقبتك المنحنية
بلا أمل أيها القلب البائس
حبيبتك البهية والحسناء
أسيرة العدو أصبحت
كيف يمكنك النوم
متسع الحدقة  أيها القلب النؤوم
الظريفة وزينة الزينات
هي اليوم بأيدي النصابين
الفرس والترك والعرب
أيها اللامجدي يا القلب اللامبالي
تلك الجميلة معروضة للبيع
الآن بالدولار والفرنك
تستغيث، ولا تسمع صوتاً
يا أخرس، أيها القلب المنفّر
ألا حرّر عينيك من عبودية النوم
وانظر ولو مرة إلى الدنيا
وتهندم باللباس المناسب والمطلوب
الطريق طويل يا المثقل بالمتاعب يا قلب
قم، استقم، حثّ الخطى سريعاً
طويل جداً طريق الحب هذا
حرّر الحبيبة من أيادي الغاصبين
مثل الأسد، مثل الأفعوان يا قلب
انهض، إنه يومك وقد أقبَل
كيف لك أن تهدأ دون حبيبة
سهول جمة، ومصائف وأعطيات
كلها مواضع وأماكن إقامة يا قلب
 بصحبة زينة الحبيبة وظرفها
استرجعا ثانية تلك العهود السالفة
الحاجب يظلل الوجه المنير
تيريز المفتدي يا قلب 
========
سلسلة الحب” ص177″
 
أنجزنا عملنا في اليومين الأخيرين: الخميس والجمعة
اشتقنا إلى الحبيبة، حيث وجب علينا الذهاب إلى اللقاء
ما كان يخطر في بالي البتة حينذاك
أن الحبيبة المستبدة سوف تحنث بوعدها معي
ما كنت أفكّر أبداً أن العدوة الغادرة والظالمة
أنها اعتمدت الهروب اليوم وكمنت لي
رمت عدة سهام فقط من عينيها السوداوين
القلب هو الهدف، الصدر أثخِن بالجراح الدامية
قدِمت سريعاً علي صحبة المحفظة اليدوية وعدة العلاج
رشت فلفلاً حاداً محل المرهم على الجرح
أهانتني مثل قيمة هجار دون قيد أو فخ
قيَّدتني وكبَّلتني بسلسلة الحب
صيد ضعيف أنا، وقعت بين براثن طائر الباز
لا صراخ لا استغاثة لي لا أحد ليخلصني
قرَّبت الرأس من القدمين أسيراً مستضعفاً
قلت لها متأملاً كفاك إيلاماً واحتقاراً
إما أن تقتليني أو ترجعيني إلى الحياة
كوني رحيمة ولو مرة، كفاك إصدار الأوامر
اهدئي بالاً على البقية الباقية من عمري
تيريز بريء، دعيه يعش حياة حلوة
=======
يا فلك” صص 178-179″
فلك يا فلك
يا ذات العينين السوداوين
ذات الشعر الأحمر والملتف
يا فلك
فلك فتاة القرية
حلوة مزهوة
ألا هيا إلى الرقص
يا فلك
يا حلوة مؤنسة القلوب
أنت بادية الرقة
هزّي تينك الكتفين
يا فلك
الخرز والمرجان والقلادة
القرط والعقد والطوق
دبوس الشعر وحلية الجبين
يا فلك
ليمتلئ المكان حركة
اهتفوا متحمسين لضامرة الخصر
ألا هيّجي القلب والأحشاء
يا فلك
سيدة القصور والدور الفخمة
اجعلي الشباب واليافعين والصبيان
هدفاً لنظرات عينيك
فلك
يتها الحبيبة لا رقصنا ولا عرسنا
لا يحلوان البتة بدونك
لا تثقلي على تيريز
يا فلك
هذه الهموم والأوجاع والآلام
المنغصات والأنّات والحسرات
كلها، بسببك ، وهي تنبع من القلب
 يا فلك
======
الوردة الحمراء” صص 181-182″
رأيت أثيرتي بجوار الشباك
في يدها باقة ورد وزهر
مددت يدي نحوها
كانت عيني فقط على الوردة الحمراء
زوَّرت ما بين حاجبيها
رمتني بنظرة، قالت: يا هذا
هذه الوردة الحمراء من حديقتي
لا أعطيها أحداً ، أيها المهووس بالورد
إن أردت وردة خضراء ويانعة
أو صفراء أو ياسميناً أيضاً
تفضل، ضعها جانباً لك
لتشمها أيها البائس المخمور
وإن أردت اللون الكرزي
أو الزهري أو الترابي الناري
لا أخذها من يدك أنا
خذها وهي ظاهرة حزمة
وإن أردت النرجس
مخملياً وخمرياً وقرمزياً
تنحَّ أنت بلا أنين أو تحسر
حية لسعت أصل القلب
وإن أردت السوسن
أو زهر الرمان أو دونه
وما لا يصلح لك يكون لي
ألا كفى يا  المنكر للجميل
وإن أردت حزمة سمسق
أو بعضاً من ريحان ثنائي الأوراق
أو زهرة القرنفل
خذها بحضوري كفى طلبات
وإن أردت بنفسجياً
لتضعه في حضنك
يا تيريز كن على يقين
لن تحلم بالوردة الحمراء
======
الدنيا كرَة ” صص 187-188″
أيها الشاب تنبَّه إذا أنت ذات مرة
صار لك حبيبة في هذا العالم
لا تسلّمها قلبك، سريعاً، دفعة واحدة
لا يغرّنك القرط أو حلية الرأس
حلية الرأس أو القرط أو الخرز أو المرجان
أذاقت المرَّ كثيرين: قلوباً وأرواحاً
اللعاب الذي يتوسط الشفتين
لا  ترشفه حتى لا تقع مخموراً
اللعاب السائل من الثغر  يتدفق دائماً
الكوب مترَع به، جاهز للتقديم
إما أنه خمر، أو أنه سم
خذ رشفة منه، اكتف بقليل
تذوَّقه، لتتأكد من طعمه
أتراه حلواً، أم تراه مر المذاق
إن كان مراً فاعلم، هو درس لك
خذ منه حتى ترتوي، كالشراب المسكر
اسكب في الإناء غطه بالشرشف
املأ كوبك من نبع الثغر
مازتك،  العين والوجه في المنسف
اجلس مرتاحاً بجواره، وتلذذ بالشراب
خذ رشفة من الكوب
أضف إليها لقمة من المازة
وأنت بنشوتك، تطهّر القلب من الهموم
حياتك التي تعيشها لا تبعها بلا شيء
هذه الحياة التي تعيش فيها أخي
ما هو مميت ومهلك، خذ به علماً مسبقاً
اتخذ من كلماتنا دليل رشاد لك
لا تعمل فيما لا مردود له وقيمة
الكوب المترع ذاك شبه ماء الكوثر
أقبِل عليه شارباً، كما لو أنك العاشق
تغزَّل بالحبيبة، وعن ظهر قلب بعفوية
كما لو أنك خاني أو مثل سيابوش
الحياة موجودة طالما أنت تعيش
لا تتدخر جهداً أنت متقدم
لتعرف أن الملك الأكبر هو الله
تذهب الدنيا، تغدو مثل  مهد الطفل
الدنيا في أصلها كرَة، كن لها المتحكم فيها
اشرب الماء دائماً من بحر بنغول
موطنك المعلوم، مصيف هركول
خمرتك المطلوبة، دائماً من كرْم كركوش
دورة الفلك على هيئة السيف
طريق الموت يمر من تحته
كلنا على الطريق هذا، لسنا ببعيدين عنه
تيريز بك عرَّافة عالم بالطريق
========
العمر المنصرم” ص 191″
واه ٍ ومائة آه واستغاثة، وقعتُ رهينة الآلام والمصائب
حرام على هذا العمر الفتي، وقد عرّضته للأوجاع والهموم
في القلب تنامت الأوجاع، الربيع انقلب عليَّ شباطاً
ذبل مرج القلب والروح، يبست حديقة الورود الحمراء
يبست للقلب المروج والرياض، غادرتها الطيور بأنواعها كافة
انقطعت عن الحديقة تلك، الألحان وأصوات البلابل
الشحارير والبلابل وطيور الباز، الحمام البرّي، الكراكي، الصقور، والأوز
في جملتها ولَّت خارجاً، واستحالت مقاماً للبوم والنسور
أيا تيريز كفاك صراخاً واستغاثة، ما لا دواء لعمر مضى
الأفراح واللذات أصبحت اليوم للقلب، شبه السنوات العجاف
=========
الفصول الأربعة” صص 195-196″
أيا مزكين اقرأ
السطور المثبتة عالياً
لكي لا تبقى جاهلاً
أيها الصغير  أنا فداك
السنة ثلاثمائة وستون
إضافة إلى أيام ستة بالعدد
الليل والنهار مقدَّران حسابياً
هما أربع وعشرون ساعة
الأسبوع سبعة أيام ويأتي الثامن
ما بينهما يكون يوم الجمعة
السنة اثنا عشر شهراً
أيامها بين 30-31 يوماً
بداية يأتي كانون الثاني
شباط وآذار في إثره
نيسان أيار حزيران
ومن ثم تموز وآب
الشهر التاسع أيلول
العاشر تشرين الأول
الحادي عشر تشرين الثاني
مع كانون يصبح اثني عشر
السنة أصبحت مقسَّمة
مكوَّنة من أربعة فصول
كل فصل ثلاثة أشهر
لكل فصل زمن ونشاط
في الربيع تخضر الأرض
في الصيف الجو حار
في الخريف تتساقط الأوراق
في الشتاء برد وقشعريرة
========
أيا ولدي” ص 209″
أنت تسمع ماذا أقول، يا ولدي دارا
أقول لك درراً، لا تنس هذا أبداً
الزمن والوقت أيا ولدي الطيب، قافلة في الطريق دائماً
إن أنت تخلفت عنها، ستبقى في العراء
تجنب الجهلاء، إنهم سيئو الخلق لا يتركون حجراً على حجر
اهتم بأصحاب المعرفة، لازم صحبتهم باستمرار
مجالس الناس العارفين، ذكاء وعلم ومعرفة
أما مجلس الجهلاء، فمثل اسطبل البقر
يا ولدي، لا تصدّق الفاسدين وما يقولونه
صدقني أنا، حيث الكلام يتكرر هنا
واس ِ صاحب القلب المهموم، لا تجاف  أحداً
كن رحيماً دائماً، بالنسبة للفقراء والبؤساء
بالكلمات والعبارة الحلوة، بإمكانك السعي
في أن تخرج العقارب والحيّات من الأماكن الضيقة والعتمة
اسع جاهداً من أجل الوطن، مثل أبيك تيريز
اسع قدر ما تستطيع، لا تتخلف عن قسمة أو نصيب..

=========

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…