إبراهيم محمود
لا بد، بداية، من توجيه الشكر إلى الذي أعدَّ التقرير عن محاضرتي التي ألقيتها بتاريخ 23-6/2012، وظهر التقرير في اليوم التالي، وفي وسعي إيراد اسمه، ولكنني سأحتفظ به بما أنه هو نفسه لم يورده تقديراً له طبعاً، وأنا أنوّه إلى ملاحظة في غاية الأهمية افتقر إليها التقرير، وهي مركَّبة: لم يذكر كل الذين أدلوا بآرائهم، أو أبدوا ملاحظاتهم، وأشير هنا إلى ( د. ولات محمد، وهو باحث- الكاتب: خليل مصطفى)، ولعلي في التذكير بالأخير، وكان المتحدث الأخير، أشير إلى أنه كان المختلف كلياً عن كل الذين داخلوا أو أبدوا ملاحظاتهم ذات الصلة بموضوع محاضرتي، وكان يجب التذكير بذلك، أما الشق الثاني من ذلك، فهو أن معد التقرير لم يشر- ولو سريعاً- إلى أن المحاضر رد أو أوضح موقفه تجاه المداخلات أو الملاحظات ، وهذا ينتقص من أهمية التقرير، ويقلل من مصداقيته، خصوصاً وأنه يعني الموضوع مباشرة.
وكون الغالبية العظمى من المداخلات والملاحظات وردت في سياق الرفض لفكرة المحاضرة أساساً، على الأقل من خلال ما ورد في التقرير، رأيت أن من المناسب توضيح موقفي، من خلال ما ورد في” ردي” والذي اعتبرته توضيحاً آخر لفكرة المحاضرة بالأساس، والتذكير بملاحظات وجّهت إلي ولم ترد في التقرير، حيث أحتفظُ بكامل الأسماء وجملة مواقفها مما ارتجلته.
لن أورد الأسماء، إنما أورد النقاط الرئيسة التي تتلاقى فيها ملاحظاتها، وهي مهمة هنا، وخطيرة في آن، اعتقاداً من المعنيين بها أن لا بد من أن يعرفوا صلتهم بها (أي ما قاله كل مداخل أو مناقش): مخالفة مضمون المحاضرة لعنوانها- افتقارها إلى التوثيق- توثيق الحدث الآذاري ليس من مهمة الحزبي وحده إنما المثقف أيضاً- وجود أسماء كردية هي في مقام المثقف: محمد كردي علي- أحمد شوقي- سليم بركات- عبدالله أوجلان- جلادت بدرخان- جكرخوين- تحامل المحاضر على الأحزاب الكردية، فهي من نتاج الواقع ونتاج مجتمعها، والواقع الاستبدادي فاعل في ذلك- وجود مجتمع كردي، والاكتفاء بالوسط حالة سلبية- سطحية البحث- ارتجالية البحث وخلوه من التوثيق ثانية- كان يفترض أن تكون المحاضرة تحت عنوان: سؤال الثقافة الكردي، وليس المثقف الكردي- عدم وجود رؤية واضحة للمحاضر- الاستغراب من الحديث عن الأحزاب الكردية وربطها بالسرطان، وأكثر ذلك، ربط المثقف بالحيوان…
اعتبار المحاضرة دقيقة بصدد الحديث عن واقع الأحزاب الكردية وموقفها من المثقف، وأن الأحزاب لعبت وتلعب دوراً سلبياً في التعامل مع المثقف حتى الآن (وهي الملاحظة الرئيسة التي وردت وهي تخالف بقية المداخلات والردود..)….
إن الذي تمكنت من توضيحه، وما أوضحه هنا من باب الإضاءة أكثر طبعاً (حيث إنني لم أتوقف عند كل اسم، نظراً لكثرة الردود والملاحظات، وحرصاً على الوقت، واعتقاداً مني أن ليس بالضرورة مواجهة كل رد أو تعقيب برد أو تعقيب مماثل)، هو التالي، حيث أسلسل نقاطي هكذا:
إن مجمل الذين داخلوا أو عبَّروا عن مواقفهم، انطلقوا من مواقع تحزبية وتبعاً لقرب كل منهم من هذا الحزب الكردي أو ذاك، أو بعده عنه، واعتماداً على علاقات قائمة فيما بينهم وبين مجموع الأحزاب الكردية ومن رؤية مصلحية قائمة، وهذا ما جعل البون شاسعاً بين ما انطلقت منه وما تخندق فيه أغلب أصحاب الردود الكردية هنا.
الاستغراب من جملة الردود والملاحظات التي ركَّزت على المحاضرة، دون أي مراعاة لما حدَّدته فيها (حيث النص منشور)، أي ما يخص المثقف ودوره راهناً، والمثقف الكردي تحديداً، وكيفية إخلاصه للحقيقة التي تتجاوز الكردي في مجتمع مركَّب، وهو ما سمّيته بالوسط الكردي، كما في الحديث عن الوسط السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي، وأن التذكير بالمجتمع الألماني كمثال، استهانة بتاريخه، حيث المجتمع الألماني متميز بثقافة ألمانية وشعب ألماني هو الذي يكون في الواجهة لحظة الحديث عن الألماني خلاف الكردي.
وحيث ربطت المثقف الكردي بالمدينة الفاضلة، فكان ذلك نابعاً من رؤيتي الخاصة، رؤية اعتمدتها أنا في سياق تحديات الراهن، لأن المثقف الكردي لا يوجد بمفرده وفي مجتمع كردي” خالص”، وهي رؤية لم أستعرها من أحد طبعاً، وقد توسعت فيها، وبنيت عليها فكرتي الرئيسة.
استغربت أيضاً من حديث أحد الحضور بعدم الربط بين العنوان ومضمون المحاضرة، دون السؤال عن حقيقة الملاحظة هذه، كما لو أن الذي تقدَّم بها حديث العهد بالكتابة (وعذراً عن نزعة التعريف بالذات هكذا، إنما جاء ذلك اضطراراً، حتى بالنسبة لمن اعتبر البحث سطحياً، والاكتفاء باستغراب آخر، ودون تعليق..).
ولقد كان حديثي عن المثقف الكردي كمثال يعنينا ككرد، وبالنسبة لي ككردي، وفي مدينة فولكلورية بأثنياتها، وما يجب أن يكون عليه، وكيف أن الأحزاب شكّلت عائقاً، وحتى اللحظة، على أكثر من مستوى، للحيلولة دون وجود أو ظهور مثقف كردي يعني مجتمعه، وأن ظاهرة النبذ والتهميش والإقصاء لهي سياسة معتمدة وبالغة القسوة من قبلها، في اختيار الأقرب إليها باعتباره المثقف المطلوب، كما ذكرت في المحاضرة، وكتجربة شخصية عشتها ولا زلت أعيشها، على الأقل على خلفية تشكيل (المجلس الوطني الكردي).
ولعل أرشفة أو توثيق الوقائع لهي في صلب مهام هذه الأحزاب، وموقفها السلبي تجاه أحداث 12 آذار 2012، وبصدد الذين كان لهم الدور الفاعل فيها كتابياً- على الأقل- وكان لي شرف المشاركة إلى جانب آخرين معروفين تماماً، حيث إن توثيقها يعني إبراز نقائصها وسلبية كتابها أو من تحركوا ويتحركون في ظلها.
الاستغراب من ربط الأسماء التي ذكرت بمفهوم المثقف الكردي (وكان ذلك من منزع قوموي وشعبوي)، دون أي اهتمام بالذي حددته في المثقف الذي ركَّزت عليه، حيث عنوان المحاضرة فلسفي ويتحرك في الاتجاهين: ما يتجه إليه هذا المثقف، وما هو مرصود به من الطرف الآخر. على الأقل: بالنسبة لأحمد شوقي أو حتى جكرخوين أو سليم بركات، فهؤلاء كتاب، وسليم بركات أديب مبدع، ولا صلة له إطلاقاً بالمثقف الذي ينتج ثقافة نقدية وذات صلة بكبريات قضايا المجتمع عموماً وبالنسبة للوسط الكردي خصوصاً، وثمة إساءة إلى تاريخ الكاتب أو المثقف عندما لا يُذكر في موقعه، والذين ذكِروا كانوا في مواقع أدبية أو سياسية أو سياسية ثقافية محددة حصراً.
الاستغراب من ملاحظة أحدهم من أنني ارتجلت وأن محاضرتي غير موثقة، وما في ذلك من جهل بأبسط مقومات الحديث عن محاضرة، لا يُطلَب فيها من المحاضر أن يقف عند كل نقطة بأنها من المصدر الفلاني أو المرجع العلاني، وأن هذه النقطة تتضح بمراجعة الكتاب الفلاني أو غيره (حيث قرأت لائحة المصادر لاحقاً).
الاستغراب من الخلط بين مفهوم الثقافة ( لا شعب دون ثقافة)، والمثقف الذي عنيته، وما يخص المفهوم الذي تردد كثيراً وهو ( إشكالية المحاضرة)، حيث إن ليس من موضوع بإشكالي، وخاصة ما تطرقت إليه، ولعل إيراد عبارة( الإشكالية) جاءت بقصد الذم، أي غياب الدقة والربط بين مكونات الموضوع والوضوح…الخ.
الاستغراب من تجاهل حالة الانشطار في الأحزاب الكردية، كما لو أن الواقع وحده هو المسئول، وبالتالي، يعني ذلك إعلان حالة براءة لها، ومنحها حسن سلوك لما جرى ويجري، وهذا يقودنا إلى علاقتها بالمعتبَر مثقفاً، وذلك التشبيه الذي تركَّز على الحيوان، وهو استغراب آخر، يشي بمدى الجهل في الاطلاع حتى بالنسبة لمثال نيتشه، وقد أوردت اسم كتابه (ماوراء الخير والشر) وتلك العبارات النارية والفلسفية التي اعتمدها نيتشه بالنسبه لشعبه الألماني (في الترجمة العربية، والبيروتية/1995، يمكن النظر في ص:51-53-58-153″ هنا أشير إلى أن نيتشه قال مثلاً: إن الأخلاق في أوربا اليوم هي أخلاق حيوان القطيع، وبالتشديد على العبارة”، وقبل ذلك تحدث عن” البلادة المتثاقلة عند الألمان، ص58″، ولاحقاً، شبَّه المرأة بالقطة: المرأة في جوهرها لا مسالمة مثل القطة، ص117″..)، وأورد هنا، أنه في كتابه (أفول الأصنام- الترجمة العربية وهي مغربية/ 1996) يعتبر كانط وهو الفيلسوف الألماني الكبير بأنه (أشد كسيحي الفكر دمامة على الإطلاق.. ص 73)، وكنت أوردتُ أنه سماه بالبقرة، وقد أخطأت في الاسم، فما أورده عن كانط عدا المذكور، وفي الصفحة”75″ هو : الرياء، أما جورج صاند، فهي( البقرة الحلوب..)، ورغم ذلك يعدُّ نيتشه من الرموز الثقافية وحتى القومية للألماني راهناً أكثر. ذكرت أيضاً جوهر رواية جوروج أورويل( مزرعة الحيوانات)، وكذلك( ذئب البراري) لهرمان هيسه. وهنا أورد جوهر مضمون المجموعة القصصية لعزيز نسن التركي( آه منا نحن الحمير)، وأكثر من ذلك ما أورده ميكيافيلي الإيطالي في كتابه المعروف( الأمير)، وقبل عدة قرون، بصدد السياسة التي يجب على الأمير اتباعها في مواجهة خصومه، وفي الطبعة العربية، تلك التي أورد فاروق سعد فيها شروحاًَ وإيضاحات مفيدة، في بيروت/ 1981، حيث يرى أنه من الضروري على الأمير أن يجمع بين الأسد والثعلب، وبعد ذلك يقول بالحرف( ولذا يتحتم عليه أن يكون ثعلباً ليميز الفخاخ، وأسداً ليرهب الذئاب. ص 148)..
لن أورد الأسماء، إنما أورد النقاط الرئيسة التي تتلاقى فيها ملاحظاتها، وهي مهمة هنا، وخطيرة في آن، اعتقاداً من المعنيين بها أن لا بد من أن يعرفوا صلتهم بها (أي ما قاله كل مداخل أو مناقش): مخالفة مضمون المحاضرة لعنوانها- افتقارها إلى التوثيق- توثيق الحدث الآذاري ليس من مهمة الحزبي وحده إنما المثقف أيضاً- وجود أسماء كردية هي في مقام المثقف: محمد كردي علي- أحمد شوقي- سليم بركات- عبدالله أوجلان- جلادت بدرخان- جكرخوين- تحامل المحاضر على الأحزاب الكردية، فهي من نتاج الواقع ونتاج مجتمعها، والواقع الاستبدادي فاعل في ذلك- وجود مجتمع كردي، والاكتفاء بالوسط حالة سلبية- سطحية البحث- ارتجالية البحث وخلوه من التوثيق ثانية- كان يفترض أن تكون المحاضرة تحت عنوان: سؤال الثقافة الكردي، وليس المثقف الكردي- عدم وجود رؤية واضحة للمحاضر- الاستغراب من الحديث عن الأحزاب الكردية وربطها بالسرطان، وأكثر ذلك، ربط المثقف بالحيوان…
اعتبار المحاضرة دقيقة بصدد الحديث عن واقع الأحزاب الكردية وموقفها من المثقف، وأن الأحزاب لعبت وتلعب دوراً سلبياً في التعامل مع المثقف حتى الآن (وهي الملاحظة الرئيسة التي وردت وهي تخالف بقية المداخلات والردود..)….
إن الذي تمكنت من توضيحه، وما أوضحه هنا من باب الإضاءة أكثر طبعاً (حيث إنني لم أتوقف عند كل اسم، نظراً لكثرة الردود والملاحظات، وحرصاً على الوقت، واعتقاداً مني أن ليس بالضرورة مواجهة كل رد أو تعقيب برد أو تعقيب مماثل)، هو التالي، حيث أسلسل نقاطي هكذا:
إن مجمل الذين داخلوا أو عبَّروا عن مواقفهم، انطلقوا من مواقع تحزبية وتبعاً لقرب كل منهم من هذا الحزب الكردي أو ذاك، أو بعده عنه، واعتماداً على علاقات قائمة فيما بينهم وبين مجموع الأحزاب الكردية ومن رؤية مصلحية قائمة، وهذا ما جعل البون شاسعاً بين ما انطلقت منه وما تخندق فيه أغلب أصحاب الردود الكردية هنا.
الاستغراب من جملة الردود والملاحظات التي ركَّزت على المحاضرة، دون أي مراعاة لما حدَّدته فيها (حيث النص منشور)، أي ما يخص المثقف ودوره راهناً، والمثقف الكردي تحديداً، وكيفية إخلاصه للحقيقة التي تتجاوز الكردي في مجتمع مركَّب، وهو ما سمّيته بالوسط الكردي، كما في الحديث عن الوسط السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي، وأن التذكير بالمجتمع الألماني كمثال، استهانة بتاريخه، حيث المجتمع الألماني متميز بثقافة ألمانية وشعب ألماني هو الذي يكون في الواجهة لحظة الحديث عن الألماني خلاف الكردي.
وحيث ربطت المثقف الكردي بالمدينة الفاضلة، فكان ذلك نابعاً من رؤيتي الخاصة، رؤية اعتمدتها أنا في سياق تحديات الراهن، لأن المثقف الكردي لا يوجد بمفرده وفي مجتمع كردي” خالص”، وهي رؤية لم أستعرها من أحد طبعاً، وقد توسعت فيها، وبنيت عليها فكرتي الرئيسة.
استغربت أيضاً من حديث أحد الحضور بعدم الربط بين العنوان ومضمون المحاضرة، دون السؤال عن حقيقة الملاحظة هذه، كما لو أن الذي تقدَّم بها حديث العهد بالكتابة (وعذراً عن نزعة التعريف بالذات هكذا، إنما جاء ذلك اضطراراً، حتى بالنسبة لمن اعتبر البحث سطحياً، والاكتفاء باستغراب آخر، ودون تعليق..).
ولقد كان حديثي عن المثقف الكردي كمثال يعنينا ككرد، وبالنسبة لي ككردي، وفي مدينة فولكلورية بأثنياتها، وما يجب أن يكون عليه، وكيف أن الأحزاب شكّلت عائقاً، وحتى اللحظة، على أكثر من مستوى، للحيلولة دون وجود أو ظهور مثقف كردي يعني مجتمعه، وأن ظاهرة النبذ والتهميش والإقصاء لهي سياسة معتمدة وبالغة القسوة من قبلها، في اختيار الأقرب إليها باعتباره المثقف المطلوب، كما ذكرت في المحاضرة، وكتجربة شخصية عشتها ولا زلت أعيشها، على الأقل على خلفية تشكيل (المجلس الوطني الكردي).
ولعل أرشفة أو توثيق الوقائع لهي في صلب مهام هذه الأحزاب، وموقفها السلبي تجاه أحداث 12 آذار 2012، وبصدد الذين كان لهم الدور الفاعل فيها كتابياً- على الأقل- وكان لي شرف المشاركة إلى جانب آخرين معروفين تماماً، حيث إن توثيقها يعني إبراز نقائصها وسلبية كتابها أو من تحركوا ويتحركون في ظلها.
الاستغراب من ربط الأسماء التي ذكرت بمفهوم المثقف الكردي (وكان ذلك من منزع قوموي وشعبوي)، دون أي اهتمام بالذي حددته في المثقف الذي ركَّزت عليه، حيث عنوان المحاضرة فلسفي ويتحرك في الاتجاهين: ما يتجه إليه هذا المثقف، وما هو مرصود به من الطرف الآخر. على الأقل: بالنسبة لأحمد شوقي أو حتى جكرخوين أو سليم بركات، فهؤلاء كتاب، وسليم بركات أديب مبدع، ولا صلة له إطلاقاً بالمثقف الذي ينتج ثقافة نقدية وذات صلة بكبريات قضايا المجتمع عموماً وبالنسبة للوسط الكردي خصوصاً، وثمة إساءة إلى تاريخ الكاتب أو المثقف عندما لا يُذكر في موقعه، والذين ذكِروا كانوا في مواقع أدبية أو سياسية أو سياسية ثقافية محددة حصراً.
الاستغراب من ملاحظة أحدهم من أنني ارتجلت وأن محاضرتي غير موثقة، وما في ذلك من جهل بأبسط مقومات الحديث عن محاضرة، لا يُطلَب فيها من المحاضر أن يقف عند كل نقطة بأنها من المصدر الفلاني أو المرجع العلاني، وأن هذه النقطة تتضح بمراجعة الكتاب الفلاني أو غيره (حيث قرأت لائحة المصادر لاحقاً).
الاستغراب من الخلط بين مفهوم الثقافة ( لا شعب دون ثقافة)، والمثقف الذي عنيته، وما يخص المفهوم الذي تردد كثيراً وهو ( إشكالية المحاضرة)، حيث إن ليس من موضوع بإشكالي، وخاصة ما تطرقت إليه، ولعل إيراد عبارة( الإشكالية) جاءت بقصد الذم، أي غياب الدقة والربط بين مكونات الموضوع والوضوح…الخ.
الاستغراب من تجاهل حالة الانشطار في الأحزاب الكردية، كما لو أن الواقع وحده هو المسئول، وبالتالي، يعني ذلك إعلان حالة براءة لها، ومنحها حسن سلوك لما جرى ويجري، وهذا يقودنا إلى علاقتها بالمعتبَر مثقفاً، وذلك التشبيه الذي تركَّز على الحيوان، وهو استغراب آخر، يشي بمدى الجهل في الاطلاع حتى بالنسبة لمثال نيتشه، وقد أوردت اسم كتابه (ماوراء الخير والشر) وتلك العبارات النارية والفلسفية التي اعتمدها نيتشه بالنسبه لشعبه الألماني (في الترجمة العربية، والبيروتية/1995، يمكن النظر في ص:51-53-58-153″ هنا أشير إلى أن نيتشه قال مثلاً: إن الأخلاق في أوربا اليوم هي أخلاق حيوان القطيع، وبالتشديد على العبارة”، وقبل ذلك تحدث عن” البلادة المتثاقلة عند الألمان، ص58″، ولاحقاً، شبَّه المرأة بالقطة: المرأة في جوهرها لا مسالمة مثل القطة، ص117″..)، وأورد هنا، أنه في كتابه (أفول الأصنام- الترجمة العربية وهي مغربية/ 1996) يعتبر كانط وهو الفيلسوف الألماني الكبير بأنه (أشد كسيحي الفكر دمامة على الإطلاق.. ص 73)، وكنت أوردتُ أنه سماه بالبقرة، وقد أخطأت في الاسم، فما أورده عن كانط عدا المذكور، وفي الصفحة”75″ هو : الرياء، أما جورج صاند، فهي( البقرة الحلوب..)، ورغم ذلك يعدُّ نيتشه من الرموز الثقافية وحتى القومية للألماني راهناً أكثر. ذكرت أيضاً جوهر رواية جوروج أورويل( مزرعة الحيوانات)، وكذلك( ذئب البراري) لهرمان هيسه. وهنا أورد جوهر مضمون المجموعة القصصية لعزيز نسن التركي( آه منا نحن الحمير)، وأكثر من ذلك ما أورده ميكيافيلي الإيطالي في كتابه المعروف( الأمير)، وقبل عدة قرون، بصدد السياسة التي يجب على الأمير اتباعها في مواجهة خصومه، وفي الطبعة العربية، تلك التي أورد فاروق سعد فيها شروحاًَ وإيضاحات مفيدة، في بيروت/ 1981، حيث يرى أنه من الضروري على الأمير أن يجمع بين الأسد والثعلب، وبعد ذلك يقول بالحرف( ولذا يتحتم عليه أن يكون ثعلباً ليميز الفخاخ، وأسداً ليرهب الذئاب. ص 148)..
أتوقف هنا، لأشير إلى أن الذي تقدمت به، يفصح عما هو مأسوي وكارثي في مجتمعنا ووسطنا الكردي، حيث لازال المثقف الكردي، من النوع الذي راهنت عليه، يمثّل العدو رقم واحد، لجملة الأحزاب الكردية المعتدة بنفسها، لأنها يعيش في مواجهتها ومعها على التخوم، وأن الذي يجري يؤكد ذلك تماماً، وحيث إنني تحدثت عن أنني أتمنى أن أكون أو أصبح ذلك المثقف الذي قصدته، وهو مشروع عصي على الانجاز إخلاصاً للمفهوم، وليظل في مقدور هذا الذي عنيته متابعاً ما يجري، ومطوراً نفسه، ومتلقياً كل نقد فعلي، وليس الشماتة ، وهي العلامة الفارقة لأغلبية الردود، والاستثناءات النقدية كانت قليلة، حيث إن هذه أفصحت عن مخاوفها تجاه ما نعيش تماماً وهذه حقيقة، حقيقة المثقف الذي ينفتح على مجتمعه وليس على وسط يجهل موقعه المجتمعي. أيها الكرد، ومن يزعمون تمثيلهم حزبياً ومن وراءهم، ثانية :اخرجوا من قمقم التاريخ لتحددوا مواقعكم جيداً!