مركز اوصمان صبري الثقافي يحتضن أمسية شعرية

(ولاتي مه – خاص) الأربعاء 6/6/2012 بحضور ثقافي متميز, شارك كل من الشاعرة شهناز شيخة, الشاعرة لوران خطيب, والشاعر دلخاز بهلوي, في امسية شعرية, احتضنها مركز اوصمان صبري الثقافي في قامشلو.
بعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء, بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية من قبل الكاتب فرمان بونجق باسم رابطة الكتاب والصحفيين الكورد, وشكر فيها ادارة مركز أوصمان صبري لاستضافتها للامسية. ليقوم بعد ذلك الشاعر إبراهيم حسو في تقديم المشاركين في الأمسية, كل على حدى , وقد أبدع حسو في أسلوبه المبتكر في التقديم , من خلال وصف دقيق لتجربتهم الشعرية وتقييم هذه التجربة حسب رؤيته ومعرفته الشخصية ومتابعته لنتاجاتهم:
لوران خطيب:
تكتب لوران خطيب كأنها تفتح نافذة على جراحها وهمومها الشخصية, هي نافذة على الألم والحسرة والغياب والبوح والمناجاة, تكتب اناها الحاضرة في كل مقطع, كأنها في حالة انصهار مع مفرداتها القليلة الموجزة التي تقوم على التكثيف والاقتصاد الشعريتين, تجربة لوران ليست وليدة اليوم, فهي بدأت مع بداية التسعينات ونشرت الكثير من نصوصها في مجلات محلية وكردية واليوم تنشر في الصحف الالكترونية بنشاط محموم وعال, ورغم طزاجة موضوعاتها الشخصية الا انها تظل حبيسة ذهنية قابعة في داخلها الذي يكون في الأخيرة شرفة تطل منها على الوجود والإنسان والأشياء.

دلخاز بهلوي:
قرأت لهذا الشاب حديثا, هو لا يحمل هما شعريا بحد ذاته ولا يتطلع الى تأسيس مشروع شعري قائم بذاته, انه يكتب لانه يرى أن الكتابة والموسيقى تلتقيان في المصب ذاته الا وهو الجمال, يكتب دلخاز بحساسية مكشوفة وواضحة , عوالمه الشعرية صغيرة تتغير مع تغير نظرته الى الأشياء والكون والانسان وهي عل كل حساسية تقليدية شائعة لكنها تكشف الجمال الانساني وتخلق فيه الدهشة المفترضة كتابته سهلة وسريعة وأحيانا خاطفة وملعونة, تعتمد على اللقطة البصرية وعلى التشكيل الرؤيوي للفكرة والصورة والمعنى, وربما يختلف دلخاز عن باقي أقرانه انه يلهث وراء متعة اللغة المكثفة الحادة ويبني نصوصه على أرض هي ذكريات حاضرة ويوميات شخصية عابرة وحالات حب منسية , لكنها تبقى على شكل ملاحظات شعرية بامتياز, فيها نكهة الطرافة وخفة الخطاب ورقة المشاعر الصاعقة.

شهناز شيخة:
سبق وأن قرأت لها كتابها الأول “ابن الجنة” 2007 وكتبت عنها في الصحافة, هي دائما مشروع شاعرة متميزة لولا ظروفها الحياتية والمهنية, تكتب شهناز بمتعة غريبة وبمزاج رائق على الرغم من مواضيعها الشعرية الحزينة وافكارها التي تقترب من بوح عظيم لكائنات شعرية تظهر هنا وهناك , كتابة شهناز هي كتابة تحولات مستمرة للنص, تحولات في الصورة وتكرارها وتحولات في بناء الجملة الواحدة وتحولات في الرمز والدال والمدلول وتحولات في اللغة وعلاقاتها الداخلية والخارجية. تبتعد شهناز عن الأفكار الكبيرة والمواضيع الكونية او الحياتية العابرة , بالمقابل هي تغوص في تفاصيل صوفية خفية وصغيرة, حيث الأحاسيس الكتومة مقابل الأفكار الكبيرة والحلم والرؤية مقابل الاصغاء والصوت , هي كتابة الأنا المخفية العاجزة عن الظهور او المختفية التي ترتضي العيش في الظلال والهامش واظن ان تلك هي هوية الشاعرة ومربض وجودها.

وقد اكتفى الحضور بالاستماع والاستمتاع بما قدمته الشاعرتان لوران خطيب وشهناز شيخة, وما قدمه الشاعر دلخاز بهلوي , من مختارات نتاجاتهم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…