لجنة النشاطات الثقافية الكردية تقيم أمسية للكاتب خالص مسور بعنوان: الأكراد، الأرض، الميثولوجيا، والتاريخ

بدعوة من لجنة النشاطات الثقافية الكردية , ألقى الأستاذ خالص مسور محاضرة في مدينة القامشلي بعنوان (الأكراد , الأرض , المثيولوجيا والتاريخ) حضرها جمهور كبير من أعمار مختلفة ومن الجنسين مساء 31/7/2007

بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت والنشيد القومي ( ey reqib ) ثم قدم مسؤول اللجنة الأستاذ خالص مسور للحضور ( خالص مسور مدرس في مدارس القامشلي يكتب في مجالات التاريخ و الأسطورة و النقد الأدبي , ألقى العديد من المحاضرات في المركز الثقافي في القامشلي , له مواد منشورة في المواقع الالكترونية والمجلات الكردية والعربية وله مخطوطات كتب لم تطبع بعد , ترجم تاريخ كردستان لجكرخوين إلى العربية , نشكره مرتين , لحضوره جميع فعالياتنا ومداخلاته القيمة فيها وقبوله دعوتنا هذا اليوم )
بعدها بدأ الأستاذ خالص بتقديم محاضرته مستعينا بالسبورة وخريطة العالم وبنوع من التفصيل حول مهد البشرية وجنة آدم وعلاقة الأكراد بالسومريين والمسيحيين .
وفي نهاية المحاضرة أجاب على أسئلة الحضور الكثيفة والذكية واستمع إلى مداخلاتهم وآرائهم
وفي ما يلي النص الكامل للمحاضرة :
 الأكراد، الأرض، الميثولوجيا، والتاريخ
 خالص مسور
يقول الثائر العالمي أرنستو تشي غيفارا: إن شعباً لا يحقد على عدوه لا يمكنه أن يحقق النصر.
ولكني أقول: إن شعباً لايحب وطنه سوف لن يحقد على عدو ولن يحقق النصر.
مهد البشرية – هل كانت جنة آدم في كردستان…؟
سنحاول هنا أن نذكر بعض الحقائق التي تثبت وجهة نظرنا ببعض الأدلة والإثباتات التاريخية و الميثولوجية، و قد تكون بعض الأدلة غير قاطعة ولا يفي بالغرض المطلوب، ولكننا على الأقل سنفتح باباً في هذا المجال ونختصر الطريق الشائك لمن يمكن أن يسير عليه، بعد تقدم العلوم والمعارف التاريخية والأوركيولوجية في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وبعدما حاول البعض أن يزيل بجرة قلم التاريخ الكردي كله و يمحي الأكراد من خريطة شعوب الشرق الأدنى القديم، واعتبارهم ضيوفاً لديهم كما قال أكثر من باحث على الفضائيات الإخبارية، وسنبين هنا بأننا نحن الأكراد لسنا ضيوفاً على أحد، بل نعيش في أوطاننا الحالية منذ عصور سحيقة في القدم وقبل جميع الشعوب المجاورة كلها.  
بداية يجب أن نعرف ما هو الموطن الأول للإنسان حتى تكتمل الصورة التاريخية لوجود الإنسان على سطح الأرض. في هذا الصدد ينقسم رأي العلماء بشأن الموطن الأول للإنسان إلى ثلاث فرضيات، تلخصت في أن مجموعة منهم نادت بأن الإنسان الأول نشأ في آسيا في منطقة أنهار الصين ودلتاها، ومجموعة ثانية ذهبت إلى أن القارة الأفريقية وجنوب شرقيها بالتحديد كينيا وتنزانيا والحبشة كانت الموطن الأول الذي انبثقت منه الهجرات إلى باقية أنحاء العالم، أما المجموعة الثالثة فهي مجموعة وسط بين الأولى والثانية أذ نادى أصحابها بأن الوطن الأصلي للإنسان، يحتل جزءا من القارة الآسيوية وجزءا من القارة الأفريقية، أوبعبارة أخرى فأن الوطن الأول للإنسان يشمل منطقة وسط بين جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا. وهذه المنطقة تشمل منطقة كردستان وهي المنطقة الأكثر ترجيحاً لتكون موطن الإنسان الأول ولعدة اعتبارات منطقية وتاريخية وهي:
وجود أقدم الكوف التي سكنها الإنسان القديم وخاصة في كهف شانيدر قرب راوندوز وزرى هزار وهزار مرد …الخ. في إقليم كردستان العراق وقد اكتشف في الأول منها ثلاث جثث لإنسان نياندرتال الذي يعود عمره إلى مايقارب ال40 ألف سنة مضت أي قبل ظهور إنسان هوموسابينزأي الإنسان العاقل وهو الذي قضى على إنسان نياندرتال والذي سمي بدوره وسمي بهذا الاسم، لأنه اكتشفت بقاياه لأول مرة في وادي (نياندرتال) في مقاطعة دوسلدورف بألمانيا، كما وجدت في الكهف أقدم حبوب الحنطة ويعود عمرها إلى 9 آلاف عام قيل الميلاد أو اكثر. كما كن إلى جانيه في الكهف عظام حيوانات الماعز والخراف والطيور والأيل والطيور، ومناجل حجرية للحصاد، ومن هنا بإمكاننا القول بأن الإستيطان البشري لم ينقطع من المنطقة الكردية منذ أقدم العصور وحتى اليوم.  
وإذا ما سألنا أنفسنا هل كانت جنة آدم أرضية وموجودة في كردستان أم لا ؟ و هو ما سنحاول الإجابة عنه هنا بكثير من الأدلة والبراهين.  فإذا ما تصفحنا التوراة والتي منها نشأت مفهوم الجنة بالنسبة لمنطق الديانات السماوية ورغم أنها مقتبسة من الديانة الزرادشتية بكثير من الوضوح ولكن ليس هذا مجال دراستنا الآن. تذكر التوراة الجنة دون أن تحدد مكانها على الأرض بشكل مباشر ولكننا يمكننا الاستنتاج بأنها تشير بوضوح تام إلى منطقة كردستان العراق تحديداً بشكل لالبس فيه.وهذا الأمر يعود إلى عدة أسباب وهي:
1- تذكر التوراة أنهار الجنة الأربعة فتقول: (وغرس الرب الإله جنة في عدن شرقاً. ووضع هناك آدم الذي جبله. وأنبت الرب الإله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل……. وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد فيشون….واسم النهر الثاني جيحون….واسم النهر الثالث حداقل وهو الجاري شرقي آشور. والنهر الرابع الفرات. التكوين- الإصحاح الثاني.
إذا فهذه الأنهار كلها الفرات، وفيشون، وحداقل، وجيحون، من أنهار الجنة تقع كلها اليوم في كردستان العراق وتركيا كما تعلمون جميعاً، وبذلك تكون جنة آدم في كردستان العراق تماماً.
2- والقرآن الكريم أيضاً يدعمنا في هذا الموقف فيقول (إني جاعل في الأرض خليفة) أي أنه سيخلق الإنسان في الأرض، ومن هنا كانت جنة آدم في الأرض وليس في السماء، حيث لم يذكر القرآن ولا أي من الديانات السماوية ان الإنسان كان في السماء ثم هبط إلى الأرض، ويظهر أن هذه الجنة كانت في الجنائن الجبلية العليا من كردستان لأن القرآن يقول لآدم وزوجته بعدما عصيا ربهما وأراد إخراجهما من الجنة ( اهبطوا منها) والهبوط لايكون إلا من المنطقة العليا إلى السفلى، أي هبط آدم من المرتفعات التي تجري فيها هذه الأنهار الأربعة أي كردستان ومنها نحو المناطق المجاورة. 
2 – كردستان قريبة من مكان تواجد اليهود، أو هو المستقر الثاني لجدهم ابراهيم إن لم يكن الأول
3- وجود عدد كبير من الجنائن الأرضية والرياض الزاهرة في جبال ومصايف كردستان
4- ظهور النبي نوح(نوه) في كردستان ورسوه بسفينته بعد الطوفان على جبل جودي
وهناك عوامل أخرى لا داعي لذكرها، إلى جانب أن التوراة كتبت على يد عزرا في منطقة كردستان أيضاً، حيث بعد سبي اليهود إلى بابل و كردستان، كتب الكاهن عزرا مواضيع التوراة من جديد بعدما ضاع كلها تحت سنابك خيول البابليين والآشوريين، الذين غزوا فلسطين بقياد تجلات بلاصر عام 731 ق.م وقضوا على مملكة إسرائيل نهائياً عام 722ق.م ثم أجلوا اليهود عنها إلى مناطق كردستان كحران، والخابور، وجبال ميديا، ثم غزاهم نبوخذ نصر البابلي مرتين عام 597 ق.م وعام 586 ق.م.
ويبدو تأثر عزرا بالديانة الزرادشتية واضحاً وجلياً، حيث ذكر فيها الجنة والنار اللتان لم تكونا في القدم من صلب الديانة اليهودية. وحسب روايات التوراة ذاتها، فإن أقدم جذور لليهودية تعود إلى من اعتبره اليهود جدهم الأول وهو النبي إبراهيم أي إلى عام 1900ق.م تحديداً. وتقول التوراة في هذا الصدد، أن النبي إبراهيم هاجر من أور الكلدانية مع أهله وعشيرته ومواشيه بمحاذاة نهر الفرات إلى حران أو الرها الحالية في منطقة كردستان تركيا، حيث بقي فيها فترة حيث نشأ فيها أولاده ومنها إلى أرض كنعان في فلسطين. وتأكيداً على هذا يقول المفكر المصري الشهير سيد القمني في كتابه الموسوم بـ (النبي إبراهيم) ما يلي: لقد ظهر هذا النبي في ساحة منطقة الشرق الأوسط  وهناك في منطقة كردستان جاء أولاده إلى الدنيا…) ويقول أيضاً الآن علمت لماذا تشير التوراة إلى هاران فهي بالتأكيد منطقة حران بلاد الحوريين (الهوريين).
هذه العوامل جميعها وباختصار، أثبتت لنا بأن جنة آدم التوراتية كانت بدون شك تقع في كردستان الممتدة في العراق وتركية.   
2- الأكراد والسومريين
اختلف الباحثون حول الموطن الأول للسومريين، فمنهم من قال أنهم جاؤوا من باكستان وآخرون من أوربا أو من الجزيرة العربية…الخ.  مناطق أخرى ولكننا نرجح بأنهم لم يهاجروا من أي منطقة في العالم، بل هم من وبكل تأكيد من سكان كردستان الأصليين، ابثقوا نعم انبثقوا من كهوفها وجبالها الشامخة، وكانوا يقومون بالرعي والصيد البري في غاباتها الكثيفة، ويحصدون نبات القمح البري الذي لا يزال ينمو في بعض أجزاء كردستان إلى اليوم، ثم تعلم زراعته فيما بعد، وكانوا يلوذون بالكهوف الجبلية ويخشون في العصر المطير من الهبوط من الجبال بسبب الفيضانات الكاسحة لنهري دجلة والفرات، ولكنهم وبعد عصر الجفاف الذي الذي ضرب المنطقة في بدايات القرن الرابع لما قبل الميلاد هبط السومريون إلى ضفاف نهري دجلة والفرات، وقاموا باستصلاح الأراضي وممارسة الزراعة المروية، وإقامة المنشآت الزراعية كالسدود والترع وما شابه، رغم أنه كان هناك عصر آخر كثر فيه المطر في حوالي العام 3500 ق.م مما اضطرهم ذلك إلى محاولات السيطرة على المستنقعات وتجفيفها، وأنشأوا بذلك أول و أقدم حضارة في التاريخ.
وقبل هبوطهم إلى الأراضي السهلية الخصبة في ضفاف دجلة والفرات، كانوا يعيشون مع السوبارتيين الأكراد أو سكان كردستان القدماء في وطن واحد مشترك، حيث نسمع بأول ذكر لسوبرتو على لسان ملك (لجش) السومري إناتوم حوالي العام 2460 ق.م حينما يذكر انه غزا عيلام وسوبرتو، وهذه المنطقة السوبارية تشمل مناطق كركوك و ومناطق ديالى في العراق اليوم وسفوح جبال زاغروس وعاصمتها(خمازي) أو نوزي بين أربيل وكركوك على الزاب الأدنى، ويعتقد أن سكانها كانوا من الحوريين والميتانيين(دكتور فاروق اسماعيل)- أضواء على تاريخ الحوريين. وتأكيداً على ذلك أيضاً، يقول الدكتور نعيم فرح في كتابه معالم حضارات العالم القديم صفحة 198 ما يلي: (إن أقدم الناس الذين سكنوا شمال بلاد مابين النهرين هم السوبارتيون أو الشوبارتيون، وسميت تلك المنطقة بلاد سوبارتو او شوبارتو، ويعتقد بعض المؤرخين أن السوباريين ينتمون إلى نفس الأصل الذي ينتمي إليه السومريون ويمتون اليهم بالقرابة، أو على الأقل كان السومريون يعيشون في الشمال مع السوباريين قبل ارتحالهم إلى الجنوب واستقرارهم فيه).        
ويقول (صموئيل هنري هووك) بدوره في كتابه الموسوم بـ(منعطف المخيلة البشرية) – بحث في الأساطير- ترجمة صبحي حديدي صفحة- 18 ما يلي: (يمكن العثور على السبب المحتمل للتغيير الذي طرأ على الشكل الأصلي من إسطورة (دوموزي وإنانا) السومرية، في حقيقة إنتقال السومريين من اقتصاد رعوي إلى نمط زراعي من الحياة عند قدومهم الدلتا). أي أن السومريين هنا وحسب كلامه لم يكونوا من السكان الأصليين لجنوب العراق، بل أنهم قدموا إليه من مناطق أخرى وهذا ما سيوضحه أكثر في قوله: (وفي طقوس القرابين يتم تمثيل تموزأو (دوموزي)، وعشتار في هيئة شجرة تنوب مذكرة وأخرى مؤنثة، بينما لاتوجد أشجار التنوب في دلتا دجلة – الفرات، بل في المنطقة الجبلية التي هبط منها السومريون). ثم يذهب أيضاً إلى القول: (ويضاف إلى ذلك حقيقة أن الزيقورات البرجية كانت سمة لعمارة المعبد السومري، وهي تساق لإثبات الاتجاه ذاته). وهكذا قد يكون الشكل الأصلي من الإسطورة قد انبعث تحت وطأة ظروف حياتية مغايرة تماماً،لنمط الحياة الزراعية الذي اضطر السومريون للأخذ به حين استقروا في الدلتا. ثم يتابع هووك كلامه بالقول: )ويظهر أنهم قد هبطوا إلى الدلتا من منطقة جبلية إلى الشمال الشرقي من بلاد الرافدين، كما تظهر أساطيرهم أنهم وفدوا من بلاد تختلف كل الإختلاف عن البلاد التي وجدوها في موطنهم الجديد).  

أما لغتهم المتفردة التي عجز العلماء عن تصنيفها ضمن أي من لغات العالم الأخرى حتى اليوم، فهي الدليل على عدم هجرتهم من أي مكان آخر في العالم.  حيث وكما يقول صموئيل هووك أيضاً: لا يعرف شيء مؤكد عن فروعها وانتساباتها الألسنية. أي أنهم أوجدوا لغتهم الخاصة بهم ودون أن يحتكوا بالآخرين ويأخذوا منهم إلا في الفترة المتأخرة من تاريخهم، وبعد احتكاكهم بالشعوب الغازية والمجاورة من ساميين، وهندو أوربيين… أي في العهد الذي بدأوا يختلطون فيه بتلك الشعوب التي احتكت ببعضها، وأقتبست من بعضها اللغة والعادات والأساطير وكذلك العادات والتقاليد.

ويؤكد على ذلك أيضاً، الدكتور توفيق سليمان من جامعة بني غازي في ليبيا، في كتابه الموسوم ب(دراسات في حضارات غرب اسيا القديم ) 86.بشان الإقتباسات اللغوية في الشرق الادنى القديم فيقول: (وبحكم هذا الجوار المبكراختلطت لغات هذه المجتمعات بعضها عن بعض، وفقدت بذلك هذه اللغة او تلك جانبا من ثروتها اللفظية امام تسرب مفردات بديلة لها من اللغة أواللغات الاخرى). ويتابع المؤلف القول: (اللغة السومرية نفسها، تحوي في ثروتها اللفظية بعض المفردات الدخيلة، التي يعتقد أن السومريين أخذوها عن الشعوب والقبائل التي سبقتهم أو عاصرتهم في استيطان هذه المناطق وذلك بواسطة الإحتكاك بها…) 77.  واعتماداً على هذا الكلام فهل هناك كلمات كردية ضمن اللغة السومرية وهذا ماسنوضحه ببعض الأمثلة لاكلها، وهذه بعض الكلمات الكردية المتداخلة مع السومرية وهي:

السومرية الكردية العربية
Gu   Ga      ثور
Kala   Kal  عجوز- مسن
    Lo Lo  الرجل
Gel   Gel  الشعب
Gishto Giştî عام
Got- Go Got – Go  قال
Dib sar  Nivîsar  كاتب
Did  Dido  العدد اثنتان
 Shesha  Şeş  العدد ستة
Otene  bijîtim Bitenê bijîm العائش لوحده
Ceh Ceh شعير
Cimê Cami أمي
Xu Xu يأكل
Nenda Nan الطعام الخبز

إذن وبهذا الشكل فقد اقتبست اللغات قديماً وحتى اليوم من بعضها الكثير، والآن ألا يحق لنا أن نسأل كيف وجدت هذه الكلمات الكردية في اللغة السومرية…؟ في الحقيقة اللغات لاتستفيد أوتقتبس من بعضها مالم تكن متجاورة وما لم تغزوبعضها البعض. ولهذا نقول بأن التاريخ يذكر الشعوب المجاورة للسومريين هي السوباريين أوالحوريين، والميتانيين، واللولو، والكاشيين، والكوتيين، والميديين، حيث يعتقد العلماء أن هذه الشعوب هم أسلاف الكرد أو أن الكرد أحفاد هؤلاء كما يقول مينورسكي (الأكراد أحفاد الميديين): وبذلك إن لم يكن السومريون كرداً فهم مجاورون للكرد على الأقل، وأرى رغم قول مينورسكي الداعم للتاريخ الكردي أن السيد مينورسكي قد ضيق الخناق على الاكراد واختصر الكثير من تاريخهم التليد، فالكرد كانوا يسكنون مناطقهم الحالية قبل الميديين بكثير ونعلم أن الهجرة الميدية كانت من السهوب الروسية إلى ميديا أي حول بحيرة أورميا، كانت في حوالي العام 1000ق.م. بينما الكوتيين واللولو او الفيليين الحاليين في العراق والكاشيين الذين غزوا سومر بمساعدة الحثيين وإسمهم بالسومرية يعني العمال الفقراء، فهم سكان جبال زاغروس الأصليين، ويعتقد أن عشيرة (كاسيكا) الكردية الحالية التي تقطن بين القامشلي وتربه سبيي، هم بقايا الكاشيين في المنطقة. وحينما جاء الميديون وسيطروا على المنطقة فرضوا لغتهم الآرية على هذه الشعوب او العشائر الكردية التي أصبحت تتكلم اللغة الميدية الآرية، كما أصبح الميديون يشكلون جزءاً من الشعب الكردي، وهذا هو السبب فيما يقوله مينورسكي: من أن الأكراد هم شعب خليط. بينما هناك نظريات أخرى ترى عكس ذلك. 
4- الديانة الكردية القديمة

كان الكرد قبل زرادست يعبدون الهين أحدهما هو (مزديسنا) أي عبادة الإله العارف والعاقل أو إله الخير والنور وكان يعبده بشكل خاص الفلاحون من سكان الحواضر والقرى، أما الثاني فهو (ديويسنا) إي عبادة الإله ديو العملاق، وهو إله الشروالظلمة(إنليس) ويعبده المحاربون والبدو الرحل من الكرد. أما المجوس أو الماغا، فهو بدون شك اسم قبيلة ميدية كردية صرفة، كان موطنها ميديا الشرقية، وليس اسماً لمهنة دينية، كما قد يتبادر إلى الذهن لأول وهلة، مثلما هو الحال لدى بعض اليونانيين القدماء الذين أشكل عليهم الأمر، فظنوا المجوس إسماً لطائفة دينية بخلاف ما رأينا. ويؤكد ذلك المفكر السوري فراس السواح فيقول: (ولقد لعب كهنة الماجي، أو المجوس، دوراً مهماً في تحرير وتطوير الأفيستا وهؤلاء المجوس ينتمون إلى قبيلة ماجي، وهي قبيلة متخصصة في الشؤون الدينية، يغلب أنها من أصول ميدية…)(1)  ولهذا فمن الصحيح القول: بان رجال هذه القبيلة الميدية، قد تحولوا بأجمعهم إلى كهنة للإله الآري (ميثرا) الذي هو من صنعهم تماماً، ثم للإله الزرادشتي ( أهورا – مزدا ) فيما بعد، وقد توارثوا هذا الأمر كابراً عن كابر، أي ما نريد قوله هو: أن الوظيفة الدينية انحصرت في هذه القبيلة الكردية الميدية دون سواها من القبائل، شأنها في ذلك شأن قبيلة لاوي اليهودية التي جاء منها النبي موسى وظهرفيها معظم أنبياء بني إسرائيل، أو شأن عشائر السياد العربية الذين يعتبرون أنفسهم أحفاداً لـ ( علي والعباس ) فلا يحق لأحد غيرهم الإنتساب إلى السياد ما لم يتصل نسبه بهذين الرجلين، أحدهما عم الرسول، والآخر ابن عمه. ومثلها كان لا يحق لأحد أن يكون كاهناً ميثراوياً أيضاً دون أن يتصل نسبه بالقبيلة الميدية الماغية هذه.

وقد أكد المؤرخ اليوناني ( هيرودوتس) هذه الأقوال عندما ذهب أيضاً، إلى أن المجوس ( الماغا) اسم قبيلة من الميديين: وإن الفرس والميديين يختارون كهنتهم من بين هذا القوم أو القبيلة . . . ويعمل أفرادها بالعرافة والكهانة والتنجيم. ( كتاب . ميديا .إ.م. دياكونوف – ص 360 ). ويقول (كارلتو كون) في كتابه القافلة: كانت (ماج) قبيلة ميدية وطقوس الديانة الميدية كلها كانت في يديها، وهي من أعز القبائل وأعلاها مكانة في المجتمع الميدي. ومن هنا يمكن الجزم بأن الديانة الماغية كردية قبل ان تكون فارسية، ومنهم انتقلت الديانة الماغية المثرائية إلى الفرس. ليس هذا فحسب بل أخذ الفرس الحضارة أول مرة من الميديين وبفضلهم وصلوا إلى مستويات عالية من المدنية والحضارة، كما يؤكد ذلك وولديورانت في كتابه قصة الحضارة الجزء الأول ومنه اقتبسه مؤلفوا كتاب (موجزتاريخ الحضارة) السورين الجزء الأول حيث يرد في الصفحة 285 يقول:(فقد أخذ الفرس عن الميديين لغتهم الآرية، وحروفهم الهجائية التي تبلغ 36 حرفاً. وهم الذين جعلوا الفرس يستبدلون في الكتابة الرق والأقلام بألواح من الطين. ويستخدمون في العمارة الأعمدة على نطاق واسع. وعنهم أخذوا قانونهم الأخلاقي، الذي يوصيهم بالإقتصاد وحسن التدبيرفي وقت السلم، وبالشجاعة زمن الحرب، ودين زرادشت وإلهيه أهورا- مزدا-  وأهريمان، ونظام الأسرة الأبوي).

ويعتبر (ميثرا) الإله الأسمى في هذه الديانة- أي الديانة الماغية- حيث تشير كل الدلائل إلى ظهور هذا الإله الآري في منطقة الشعوب الآرية وترسخت عبادته على يد الكهنة الماغيين في منطقة(ميديا) الكردية ذاتها التي يشير الإنجيل إلى قدوم المبشرين منها، وهي تقع بالفعل إلى الشرق من فلسطين، ومن ميديا انتقلت عبادته إلى مناطق شاسعة في العالم امتدت حتى الهند شرقاً، وإلى معظم المناطق الخاضعة للإمبراطورية الفارسية والرومانية كذلك، حيث كان يصور هذا الإله في روما على شكل وجه إنسان وسيم، تحيط به هالة من نور للدلالة على تماهيه مع الشمس والإتحاد معها، وكان أوسع انتشارلديانة هذا الإله هو ما كان في حوالي العام مئتين قبل الميلاد.

وهكذا يجدر بنا القول: بأن الميثرائية هي ديانة ذكورية أهم طقوسها هي، تقديس الضياء، والنار، والنور، والتضحية بالثور المقدس(هوما) في اليوم الذي يصادف ميلاد هذا الإله الماغي الأسمى، وهو نفس اليوم الذي اتخذ فيما بعدعيداً لميلاد السيد المسيح، ولكن ليس قبل مضي أربعمائة عام على ولادته، وذلك حينما أقرت الكنيسة ذلك، وهذه إحدى الدلالت الثابتة تاريخياً على تأثيرات ميثرائية على الديانة المسيحية- كما سنرى ذلك لاحقاً- فالتضحية بالثور تقليد يرمز إلى انتصار آلهة الشمس الذكورية على آلهة الأم الكبرى القمرية التي كان رأس الثور أحد رموزها الأساسية، أي في الوقت الذي بدأ فيه الإنسان يدخل مرحلة الزراعة والإستقرار وظهور المجتمعات الأبوية(البطريركية) وحلولها محل المجتمعات الأمومية(الماتريهالنية).
ولتقريب الموضوع إلى الأذهان أكثر نقول: أن الثور كان يرمز يشكل قرنيه اللذين يشكلان نصف دائرة حول رأسه، إلى القمر- الإلهة الأنثى- عندما يكون في هذا مرحلة الهلال، نظراً للتشايه الحاصل بين القرنين وطرفي الهلال، ولذا فعندما قفز(ميثرا) إلى السلطة بانقلاب سماوي مثير ممثلاً للآلهة الذكورية، كان أول عمل قام به هو قتله للثور السماوي المقدس وإراقة دمه على الأرض، لإكسابها المزيد من الخصوبة والإكثار من انتاج المحاصيل الغذائية، وبمقتل الثور تكون الشعوب الآرية قد تخلت عن عبادة القمر لصالح عبادة الشمس، وأصبح إلهها(ميثرا) سيداً للكون بدون منازع. يلاحظ هنا آخر انقلاب مثيرللآلهة الذكور في كردستان وفارس، كما لاحظنا بالتوازي مع ذلك إنقلاب آخر في فلسطين متمثلاً بالسيد المسيح، على سلطة آخر إلهة أم كبرى متمثلة بالسيدة العذراء التي تمثل – بدورها- آخر رموز عبادة القمر، وآخر انتقال إلى عبادة ذكرين، آب وإبن في نفس الوقت.
5- الأكراد والمسيحية
وهناك جوانب أخرى تدل على وجود صلات وتأثيرات دينية مثرائية على عقائد وطقوس معظم الديانات التي جاءت بعدها، فقصة زيارة الماغيين الميديين للسيد المسيح، تشير من بعيد إلى شيء من تلك الصلات والإحتكاك المباشر والتأثرالمبكر لإحدى تلك الديانات السماوية الكبرى وهي هنا المسيحية بالميثرائية. فسلطة الشيطان في الديانة المسيحية تشبه مثيلتها لدى(أهريمان) إله الشر الزرادشتي، فهو ملاك سقط بسبب الكبرياء كما كما قال(بولص الرسول) في إحدى رسائله، مع العلم أن الديانتين الماغية والزرادشتية، ليستا سوى حركتي اصلاح في الديانة اليزيدية الحالية. أي مانريد هنا قوله هو: أن الديانة المسيحية تأثرت في الكثير من جوانبها بالديانة الماغية(اليزيدية). ورأس السنة المسيحية الذي تحتفل فيه اليوم الطوائف المسيحية بعيد ميلاد السيد المسيح خير دليل على ذلك، فهو نفس اليوم الذي كان الميديون الكرد يختفلون فيه بعبد ميلاد إلههم(ميثرا) قبل المسيحية بمئات السنين، وهو اليوم الذي يصادف الخامس والعشرين من كانون الأول من كل عام حسب التقويم اليولياني الشهير، حيث تصل الشمس في هذا اليوم من كل عام إلى إلى أقصى ميلانها في القبة السماوية، وهو مانسميه بيوم الإنقلاب الشتوي، لتصعد بعده في اليوم التالي إلى كبد السماء من جديد، وفي هذا اليوم كان الكهنة الماغيون يقومون بإيقاد النيران لطرد الأرواح الشريرة وتبديد الظلمة ومعها جحافل مملكة الشر، وتطهير النفوس البشرية من ذنوبها وأدرانها.
وضمن هذا الإطار تأتي مسألة اهتمام الكنيسة بيوم ميلاد السيد المسيح المذكور آنفاً والذي تأخر الإحتفال به طويلاً قبل أن يصبح عادة دارجة، وأن أول من احتفل بمولده هم المسيحيون المصريون أي الكنيسة القبطية في اليوم السادس من كانون الثاني من كل عام، ثم احتفلت به الكنيسة الغربية في بدايات القرن الرابع الميلادي، أي بعد ثلاثة قرون وأكثر من ميلاد السيد المسيح معتمدة في ذلك يوم ميلاد(ميثرا) إله الماغيين وقد اضطرت الكنيسة في ذلك مراعاة ومسايرة عقائد الرومان واليونان الذين دخلوا المسيحية رفضوا – وبإصرار- التخلي عن الإحتفال بيوم عيد ميلاد إلههم الأثير، وهو (ميثرا) نفسه الذي قلنا سابقاً، أن عبادته دخلت من المشرق إلى بلدي الشعبين المذكورين.
ويروي الإنجيل عن ولادة السيد المسيح وقصته مع الاغيين مايلي: ( ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك، إذا مجوس من الشرق قد جاؤا إلى أورشليم قائلين: أين هو المولود ملك اليهود. فاننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له………. ذهبوا وإذا بالنجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي . . . . وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع أمه مريم فخروا وسخدوا له. ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولبناً ومراً. ثم أوحى لهم في الحلم أن لا يرجعوا على هيرودوس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم . . . . حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جداً. فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن السنتين فما دون ) – متى – 2.
وبهذا الشكل الأنجيل، كيف أن نجمةً قادة الكهنة الماغيين إلى مكان وجود المسيح في بيت لحم اليهودية، وإنهم التقوه مع أمه العذراء وقدموا له هداياهم، وكانت الهدايا ثلاثة أشياء، ذهباً، ولباناً، ومراً، الأمر الذي يبعث على الإعتقاد بان هذه الهدايا ليست سوى إشارات رمزية واضحة إلى ماهية المولود الجديد ومستقبله، وعلى إنه إله أو بضع من إله أي ابنه، وهوما سنوضحه الآن.

يقول المطران ( ديوينسيوي بن الصليبي ) مطران آمد ( ديار بكر )، الذي بدأ يسأل نفسه بكثير من الإندهاش فيقول: من أين عرف هؤلاء المجوس أن يقدموا له مثل هذه الهدايا…؟ ويأتي جوابه على ذلك، بأن الذهب كان يقدم لملوكهم – أي ملوك المجوس – واللبان لآلهتهم، وبالمر يحنطون موتاهم. وهذا في أعتقادنا تفسير فيه الكثير من البساطة و السطحية و خاصة في مسالة الذهب تحديداً، بينما هناك شيىء من الصحة في تفسيره للهديتين الأخريتين. ولكن تفسيرنا للهدية يأتي ضمن سياق المعطيات التاريخية – الدينية لها، حيث الذهب بلونه الأصفر المماثل للون خيوط أشعة الشمس، هو رمزالإله ( ميثرا ) إله الشمس اليزيدي – المجوسي – الزرادشتي، الذي كان الميديون الكرد يعتقدون أن الذهب نسج من هالته الصفراء، بمعنى أن هذا الذهب هو جزء أو بضع من ذاك الإله، و من نفس مادة جسده، و البضع من الشيء يعني أنه نفسه أو وليده، و بالتالي يحمل خصائص هذا الشيء و صفاته، أي كأنما المبشرون كانوا يرمزون هنا بتقديم الذهب للمولود الجديد على أنه ابن الإله ( ميثرا ) و وليده و هذا ما يوافق قول الإنجيل بنعت السيد المسيح بروح الله، و في القرآن الكريم ورد أيضاً ( و نفخنا فيه من روحنا ) – التحريم – 12.

أما فيما يتعلق بالهديتين الأخريتين فكما يقول المطران ديونيسيوس، أن اللبان كانوا يقدمونه لآلهتهم فقدموه للمولود الجديد، زيادة في التأكيد على ألوهيته. واللبان من البخور وحتى اليوم مازالت أجواء الكنائس تبخر بروائحه الذكية. أما المر الذي كان الماغيون الكرد – وحسب ديونيسيوس أيضاً – يحنطون به موتاهم، فيصح أن يكون هنا رمزاً لموت السيد المسيح، أي ان هذه التنبؤات التي جاءت على شكل هدايا رمزية، هي تمثيل لما سيجري مستقبلاً للنبي المنتظر، وإشارة – وكما ورد – إلى الوهيته وانه سيقتل كالبشرعلى يد أعداء رسالته، وهو ما حصل تماماً كما يرويه الإنجيل نفسه. فحسب الديانة المسيحية أن السيد المسيح هو إله أو بضع من إله أو إنه إحدى الأقانيم الثلاثة للإله المسيحي، ثم إنه ملك أي بشر وسيموت كما يموت البشر أي كإبن لإنسان. و بذلك يكون قد تحقق التطابق بين ماجاء في الإناجيل وبين معاني الهدايا الرمزية التي قدمت للسيد المسيح، من قبل الكهنة الماغيين الذين زاروه في بيت لحم اليهودية، وليس ببعيد أن تكون فكرة هذه الهدية قد دخلت في صلب فكرة الديانة المسيحية إلى اليوم، وهكذا يكون للماغيين الكرد وبكل وضوح دور كبيرفي طقوس الديانة المسيحية، فهم أول من بشر بولادته وأو من أشارإلى الطبيعة الثنائية للسيد المسيح، و قبل مجمعي ( نبقية ) 325م و ( خليقدونية ) 451م، بعدة قرون كما هو ظاهر من التواريخ المذكورة.

كما لن نكون مغالين هنا إذا ما قلنا أن الصليب اليزيدي(+) الذي يرمز إلى جهات العالم الأربع يشبه الصليب المسيحي تماماً! بالإضافة على أن المعابد لدى الطرفين تخط باتجاه طولي من الشرق إلى الغرب، وكذلك المذبح في الكنيسة هو باتجاه الشرق(الشمس) أيضاً. كما نعتقد أن عادة تبخير أجواء الكنائس بالبخور واللبان، يأتي ضمن سياق ذكرى اللبان الذي قدمه الماغيون الثلاثة للسيد المسيح بعد مايقارب السنتسن من ولادته.

الأحد/29/7/2007.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…