ملاحظات لغوية.. حول قراءة نقدية .. إبراهيم محمود ناقدا.. دحام عبد الفتاح منقودا

   جميل داري

قرأت مقالة الأستاذ إبراهيم محمود التي عنوانها -جلجامش المقروء كرديا.. حول ترجمة أ. دحام عبد الفتاح نموذجا- أكثر من مرة في موقع -welate me -. حيث يبدي الكاتب ملاحظاته حول ترجمة الأستاذ دحام لملحمة جلجامش من العربية إلى الكردية.. لا بل يصحح له الكثير من العبارات.. وتبقى هذه القضية بينهما.. ولا شأن لي بها ولا أتجرأ على الاقتراب منها.. كوني لست ملما- بما فيه الكفاية- باللغة الكردية الأم.. وبما إن الأمر يتعلق بدقة اللغة وأهمية المحافظة على سلامتها من كل لحن ناشز.. فإني رأيتني راغبا في أن أدلي بدلوي في مدى سلامة وسلاسة اللغة العربية لدى الأستاذ إبراهيم… في مقالته هذه تحديدا.. فقد لاحظت لديه بعض الثغرات اللغوية والعيوب التعبيرية… وإليكم الحكاية:
ورد:- فلأن علاقة ما ألسنية الطابع تمنح الموسوم قيمة علائقية هي إرسالية قيمة- بصراحة لم أفهم العبارة كما إن مفردة -علائقية- لا علاقة لها بالمفردة – علاقة –
ورد:- وهذا يدخل العمل في مجموعه في نطاق ..- والأصح أن يقول:- يدخل العمل جميعه أو كله- ولا داعي لتكرار الحرف – في-
ورد:- طالما أن كل عبارة تتطلب رهانا-…هنا – ما- في طالما مصدرية وتأتي بعدها جملة فعلية وليس – أن- المصدرية كي لا يجتمع مصدران والأفضل أن يقول -لأن- بدلا من – طالما أن-
ورد:- بغية الاستنارة أكثر- هنا البغية ما يطلب والأفضل أن يقول:- رغبة في الاستنارة أكثر-
ورد:- وهي بذلك تشكل ترجمانا- والترجمان- اسم فاعل- معناها – المترجم- والكاتب يقصد – ترجمة- حسب السياق…
ورد- عدا عن سلبية الصورة- والصحيح:- عدا سلبية الصورة- لأن حرف الجر -عن- هنا من الأخطاء الشائعة فلا داعي له.
ورد: – أنكيدو كمضح هنا..- هنا حرف الجر للتشبيه وحذفه أولى لتصبح – انكيدو مضحيا..-
ورد: – ولا أظن أن ذلك بخاف على المترجم- هنا لا داعي لحرف الجر -الباء- الداخل على خبر أن… والصحيح -خاف-
ورد: – أتحدث هنا عن أن ثمة كلمات- هنا لا داعي ل: أن ثمة- والأفضل أتحدث عن كلمات
ورد: – عما هو معاش- والصحيح – معيش-
ورد: – ما يضاف إلى كل ذلك هو حضور المترجم- والأفضل:- يضاف إلى ذلك حضور المترجم-
ورد : – إن كل كتابة هي توضع طقسي- لم أفهم معنى -توضع- على الرغم من استعانتي بالمعجم.
ورد: – وإن ترجمة من هذا المأتي على ذكره-والأفضل: – وإن ترجمة الملحمة-
ورد:-في الآن عينه-والأفضل:-في الوقت نفسه-
ورد: – ولا أدري ما إذا كان المترجم قد التبس عليه المعنى..- هنا لا نجد جوابا لأداة الشرط – إذا- يمكن له أن يقول: – ولا أدري..هل المترجم قد التبس عليه المعنى..-
ورد:-كما لو أن المرقم جزء من النص- أيضا هنا حرف الشرط-لو- ضاع جوابه..والأفضل:- وكأن المرقم جزء من النص-
وهناك الكثير من العبارات غير المفهومة والمستساغة بسبب الركاكة التعبيرية من مثل:
– وهو جهد محفوظ حقوقا
– ولعلي في محاولتي هذه: محاولة قرائية نقدية
– باعتبارها مقدمة.. ومقدمة طويلة نسبيا
– ليكون المنتصر – كما هو المتصور: اللغة
– تقنع القارئ هذا .. في إطار مغاير في استعداده النفسي تماما
طبعا لدى الكاتب أخطاء أخرى تتعلق بذكر حرف الفاء دون داع من مثل:- بينما في المقابل الكردي فثمة نقص-والأمثلة كثيرة.. كما أورد كلمة الذات بغزارة مثل:- على ذات النفس الملحمي- والأفضل: -على النفس الملحمي ذاته- كما إنه أورد مفردة -ثمة – بداع ودون داع.. حتى أرهق هذه المسكينة بسبب كثرة استخدامها…؟
يقول الأستاذ إبراهيم محمود عن لغة الترجمة عند الأستاذ دحام ما يأتي:
– حيث تبدو اللغة قلقة.. مجانبة للصواب..التباسية.. وهنا يمكنني التحرك..-
ويلصق به ثلاث تهم دفعة واحدة.. واحدة منها فقط تكفي لزجه في السجن.. وهي: – عدم الدقة والزيادة والنقصان..- ونسي أو تناسى أن الترجمة الحرفية أحيانا قد تشوه الكلام..أذكر مرة أن أحد الكتاب الكرد طلب مني إبداء الرأي في ترجمته من الروسية إلى العربية ففتحت صفحة من كتابه -لا على التعيين- وقلت له: هنا لديك خطأ وهو – رفسني برجله- فرد : لا ..هي ترجمة حرفية للعبارة الروسية -كذا-..قلت: ولكن الرفس لا يكون إلا بالرجل.. حينذاك اقتنع أن الترجمة الحرفية مسيئة أحيانا.. ويمكن حذف الكلمة التي لا داعي لها.. ويمكن أيضا إضافة كلمة زائدة.. فالعرب مثلا ترجموا كلمة – سينما – بكلمتين.. هما: – الصور المتحركة-
طبعا لست بصدد الدفاع عن الأستاذ الصديق – دحام عبد الفتاح- فهو شديد التمكن من اللغتين العربية والكردية -وأنا مسؤول عن كلامي إلى يوم الدين- لأني في فترة من شبابي الآفل – قبل عشرين عاما- تتلمذت على يديه وقرأت له شعرا زلالا بالعربية والكردية.. وهو قادر على الدفاع عن ترجمته – لملحمة جلجامش- غير أني لا أظن أن الأستاذ إبراهيم محمود قادر على الدفاع عن لغته العربية الركيكة التي لا تسر صديقا ولا تغيظ عدوا… وإذا كنت – عزيزي القارئ- في شك من كلامي فأعد قراءة هذا المقال من أوله…

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…