ولم تكن هناك خلافات كبيرة في الرأي من قبل المشاركين من حيث وجهات النظر حول ما تعانيه هذه الصحافة بكل أشكالها، وتعددت الآراء والمقترحات من أجل الارتقاء بالعمل الصحفي وبالتالي الارتقاء بالصحافة الكردية إلى المستوى الأفضل في حجم الإمكانيات المتاحة، وأكد الجميع على وجود طاقات كردية قادرة على إنتاج الأفضل، وضرورة التكاتف والتلاحم و التعاون المستمر من أجل بلوغ هذا المراد.وأهم ما قيل في الندوة:
د.آزاد علي: نستطيع تطوير العمل الصحفي من خلال إدراك الوظيفة الصحفية والقيام بالعمل الجاد وبناء العلاقات الوثيقة والممنهجة و أن نستفيد من النماذج المطروحة على الساحة الكردية.ولابد من التيقن أنه ليست هناك استقلالية مطلقة كما ليست هناك حرية مطلقة.
الأستاذ هوشنك أوسي: تعقيدات وحيثيات الحال الكردية في كردستان عموماً ألقت بظلالها على مجمل تفاصيل المشهد الثقافي، وبخاصة، الإعلام منه. ما فرض نوعاً من التوجّه السياسي النضالي على واقع ومفردات الإعلام الكردي، لرفد الحركة الوطنية الكردية بجانب من التغطية والمواكبة الإعلامية، بغية خلق حالة تواصلية بين الحركة والشارع الكردي من جهة، ومن جهة أخرى إيصال صور من التاريخ والنضال الكردي والمعاناة الثقافية الكردية للآخر العربي والتركي والفارسي.
الأستاذ أحمد إسماعيل إسماعيل: نحن في الصحافة الكردية أو في غير الصحافة نمارس ثقافة رد الفعل، ما زلنا نحن في حالة رد الفعل وما دمنا في هذه الحالة فلا نستطيع أن نشكل أي أساس، وإذا بقينا في هذه الحالة سنبقى نراوح في مكاننا. أرى أنه ثمة تجربة صحافة في الحالة الكردية ولكن لا بد من الانتقال من حالة رد الفعل إلى حالة الفعل كي نفتح آفاق إلى وعي هذه التجربة.
الأستاذ محمود صبري: علينا أن ننظر إلى المستقبل، ونكون قادرين على بناء أواصر التعاون بين المثقفين والسياسيين، ولابد من التوجه نحو العمل المؤسساتي ، والعمل الجاد من أجل اللغة أي اللغة الكردية والنظر بعمق في هذا الخصوص، ولابد من إيجاد صيغ يتفق عليها لخلق أجواء وتشييد طرق للتواصل الدائم وإيجاد صحافة جادة ونموذجية.
الأستاذ دارا كرداغي: مجموعة من الصفات تؤثر سلبياً على موقع وإمكانيات الإعلام الكردي بشكل عام أهمها وجود الرقيب السياسي، والذي نعني به الرقابة المفروضة من الحكومات المسيطرة على الجغرافية الكردستانية والتي تمنع وجود أي شكل من أشكال الصحافة الكردية، وكذلك الرقيب السياسي الكردي المتحزب الذي يقوض أي عملية تحررية وتطويرية لثقافة الإعلام الكردي الشامل.
الأستاذ لوند حسين: إن الصحافة الكردية تفتقر إلى المهنية وإلى الإخراج الصحفي، وهناك صعوبات حقيقة حول العمل الصحفي على الصعيدين الموضوعي والذاتي، ولكن مهما يكن لابد من العمل حتى تتطور صحافتنا، وهناك مجموعة من الصحفيين قادرون على إنجاز الكثير إذا تيسرت لهم الظروف.
الأستاذ صبري رسول: الكثير من الكرد يعرفون جيداً الظروف التي تنتج هذه الصحافة أي الصحافة الكردية، السبب لا يكمن في عدم وجود أقلام أو كتاب، وإنما في توفير المناخ الديمقراطي الحر ولا يمكن ازدهار الصحافة ما لم يتوفر مثل المناخ.
الأستاذ عماد مصطفى: إن ما نعانيه هو غياب الوعي المؤسساتي، وعدم وجود ثقافة المشاركة وبالتالي نفتقد إلى خصوصية الإصغاء إلى بعضنا البعض، إن طور البناء الذي مرت بها الحالة الكردية جعل الكردي مسكوناً بالموت، ومشكلتنا الأساسية في بناء المجتمع. ومن الضرورة وجود التباين في الآراء والتعددية على عكس ما يرى البعض.
الأستاذ محمود عبدو: نحن نفتقر إلى الكتابة الخبرية فهناك إنشائية واضحة في كتابة الخبر
الأستاذ فواز عبدي: نحن نعلم دور الحركة السياسية في إصدار الصحافة الكردية، وما نطلبه نحن أن يقوم المثقف والمختص الصحفي بدوره الفعال مقابل منحه الحرية في التعامل مع العمل الإبداعي بعيداً عن الوصاية، وخلق كادر صحفي متفرغ لهذا العمل وليس معيباً أن يكون مقابل أجر، وهذا يولّد بدوره فرصة أكبر في استمرارية صدور الصحافة بشكل دوري ودون انقطاع.
الأستاذ إبراهيم خليل: لا بد من إعطاء اللغة الكردية دورها واعتبارها الأساس وبرأيي ما دمنا نكتب بالعربية فإننا ننتج للثقافة العربية، وإذا تابعنا المسير هكذا فسننتهي كقبيلة عربية، والصحافة التي تصدر باللغة العربية لا نستطيع تسميتها صحافة كردية.
الأستاذ رضوان محمد: هناك مجموعة من الصعوبات تقف عائقاً أمام تطور الصحافة الكردية أهمها هيمنة السياسة الحزبية على الصحافة الكردية التي سببت وبشكل طبيعي وضع الثقافة على الرف وعدم الانفتاح على الآخر.
الأستاذ غمكين رمو: عند الحديث عن تاريخ الصحافة الكردية لابد من الوقوف على مراحل تطورها المختلفة ولايجب تهميش بعضها فإذا كانت المرحلة الأولى تبدأ من جريدة كردستان فلا بد من ذكر بداية العشرينات من القرن العشرين حيث كانت تصدر في اسطنبول جريدة ژين ( Jîn ) من قبل المرحوم عبدالله جودت وآخرون.
الأستاذ إمام حسين: العمل الصحفي المتطور يبنى على ثلاثة أسس حرية الفكر وحقوق الإنسان وتطور المجتمع وهذا ما نفتقده في هذه البلاد.جدير بالذكر إن الظروف المحيطة بالكرد وبالصحافة الكردية جعلت من الصحفي الكردي ثورياً.
الأستاذ محمود بادلي: لابد من الإجابة على سؤال هام وهو ما مدى تأثير الصحافة الكردية على سلوك الإنسان الكردي وتوجهاته؟. ومن هنا لابد من الوقوف على مصدر الإعلام الكردي المتمثل في غياب المفكرين وحضور الأدباء والكتاب والأحزاب السياسية.ونحن جميعاً على يقين بوجود أزمة في الصحافة الكردية من حيث عدم قيامها بالتأثير وخلق الأفكار، ولكن لا بد من التفاؤل والعمل الجاد.
الأستاذ جلال سعيد: يجب إعادة هيكلة العمل الصحفي الكردي من خلال خلق كادر متخصص يكون في مكانه المناسب، وإعادة الأمور إلى صوابها فما بني على الباطل فهو باطل وبالتالي حتى تتمكن الصحافة الكردية من القيام بواجبها الحضاري والتخلص من حالة التشرذم التي تعيشها.
الأستاذ فرهاد سيدا: إن الحديث عن عدم وجود إمكانيات مادية غير صحيح، فكلنا نعلم أنه يصرف الكثير من المال لأمور وأمور فلماذا لا نصرف هذه الأموال كما يجب وأنا واثق أننا قادرون على ذلك إذا أردنا، وأتفق مع الأصدقاء هنا حول إيجاد كادر متخصص ومتفرغ وبأجر حتى نتمكن من الارتقاء بصحافتنا.
الأستاذ عبد العزيز يونس: نحن نفتقر إلى رجال العلاقات العامة وهو أساس لتنظيم العلاقة التبادلية بين المؤسسة والجمهور، وشيء لابد من ذكره وهو أن الصحافة تعني التوجه إلى العقل الباطن لكسب رأي الجمهور وتشكيل الرأي العام.
الأستاذ خوشناف سليمان: لا بد من تعزيز العلاقات بين المثقفين والإعلاميين الكرد، ولا بد من الاهتمام والتركيز على نوعية المواد المنشورة، فمهما يكن الشكل الخارجي جميلاً لن يوفي بالغرض إلا إذا تكامل مع المضمون.
الأستاذ عمران يوسف: ليس هناك خطاب إعلامي كردي موحد وهذا ما يجب أن نبحث عنه، كما يجب إيجاد منهجية للصحافة الكردية حتى تتمكن من التأثير والتواصل مع الجماهير. وبرأي وبحكم الظروف السياسية والعمل السري للصحافة لابد من أن يكون الخطاب وطنياً بالدرجة الأولى وتنصب في خدمة القضية الكردية.
الأستاذ ريزان شيخي: لا بد من الوقوف أمام ظاهرة توقف المجلات عن الصدور، ولا أظن أن الموضوع يتعلق بالدعم المادي فقط، وثمة أمور أخرى لا بد من الوقوف عندها فيما يتعلق بالمواد المنشورة والأسماء المستعارة وأكثر من مقالة لشخص واحد وبأسماء مختلفة، وأظننا قادرون على إعطاء وإنتاج الأفضل.