( مناديل)

حمدى هاشم حسانين
 
البناياتُ تَكبرُ
تَعلو
سَماسِرةُ الخَوفِ في كُلِّ زاويةٍ
والمَسَاءُ القَديمُ
الذي كان يوما قديما
تَغَيّرَ
أصبحَ قَنَّاص ليلٍ
يُطاردني كُل آنٍ
ويَذبحني كُل لحظة.
قِطارتُ تلك المدينة ملأى
ووحدي بمُنتصفِ الشَّوقِ
أمتصُ ذاكَ الدُّخان
الذي وَزَّعتهُ النِّساءُ العجائزُ
أعدو ورائي
لعلى سألحق تذكرةً للهُروبِ الكبيرِ
وحينَ تَدلَّى البَنفسجُ من شُرفةِ الحُزنِ
نَادى
تَرَجّلتُ عن فَرَسى البابلية
قَبَّلتهُ في ميَاسِمِهِ الطّيَباتِ
وعانقتُ دَهشَته الطيبة.
لهذى المدينة بابانِ
باب الفِّرار إلى دَرَجِ النُورِ
باب الإّيابِ إلى دَرَجَاتِ الغيابِ
وَلِّى بَينَ طَيّاتِ صَمتي
دَهاليز تأخُذني للسماءِ
لِبحرٍ من الغَيمِ خَبَّأتُ فيهِ الحكايا
أُحبكِ
لا تأخُذيني بعيداً
فما زالَ في العُمرِ بعضُ البُكاء الشَّهي
وما زلتُ أشدو كالبارحة.
***

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

قبل أيام، أعلمتني رفيقة دربي، أن السيدة ستية إبراهيم أحمد دوركي، وهي والدة الصديق والحقوقي فرمان بونجق هفيركي، قد وُدّعت من دنياها. قبل يومين، أعلمتني ابنتي سولين من ألمانيا، أن صديقتها نرمين برزو محمود، قد ودّعت هي الأخرى من دنياها، لتصبح الاثنتان في عالم الغيب. في الحالتين ثمة مأساة، فجيعة. هما وجهان يتقابلان، يتكاملان،…

أحمد آلوجي

من بين الشخصيات العامودية التي تركت بصمة عميقة في ذاكرتي، أولئك الذين منحوا فنهم جلَّ اهتمامهم وإبداعهم، لا سيّما في المناسبات القومية واحتفالات نوروز التي كانت دائمًا رمزًا للتجدد والحياة. ويبرز بينهم الراحل الفذ مصطفى خانو، الذي أغنى المسرح الكردي بعطائه وإحساسه الفني الرفيع، فاستطاع أن يجذب الجماهير بموهبته الصادقة وحبه الكبير…

آهين أوسو

لم يكن يوما عاديا ،نعم فترة من التوتروالقلق مررنا بها.

إنه آذار المشؤوم كعادته لايحمل سوى الألم .

استيقظت صبيحة ذاك اليوم على حركة غير طبيعية في أصابع يدي ،ماهذا يا إلهي ،أصابعي تتحرك كأنها مخلوقات حية تحاول الهروب من تحت اللحاف ،هممت بالجلوس في فراشي اتحسس يدي ،نعم إنها أصابعي التي تتحرك لاشيء…

(ولاتي مه – خاص):
على امتداد أكثر من خمسة عقود، يمضي الفنان والمناضل شفكر هوفاك في مسيرة حافلة تجمع بين الكلمة الثورية واللحن الصادق، ليغدو أحد أبرز الأصوات التي عبرت بصدق عن آلام الشعب الكردي وأحلامه بالحرية والكرامة.
منذ انخراطه المبكر في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني في سبعينيات القرن الماضي، ظل شفكر وفيا لنهجه…