المسحراتي
انتهز جارنا المسحراتي فرصة انقطاع التيار الكهربائي ، وتوقف دوران أطباق التلفاز الفضائية ، وسيران الناس في الشارع، وتجول في الحارة التي كان يلفها السكون مردداً :
” اصح يا نايم وحد الدايم … رمضان كريم.”
بيد أن الحارة بقيت ساكنة وغارقة في الظلمة ، فأيقن المسحراتي أنه قد كبر وأن صوته قد وهن وعاد إلى بيته يجر أذيال الخيبة شاعراً بتأنيب الضمير .!
اجتمعت المناصب الهامة على طاولةٍ ، واتخذت بعد إرهاق وتعب شديدين قرارات هامة جداً , ولكن الغريب في الأمر أن تلك القرارات لم تكن مفهومة لأغلبنا ، رغم أنه لم يكن يميزهم عنا سوى جلوسهم على طاولة فقط .
قضايا أدبية
في برنامجه التلفزيوني”قضايا أدبية”استضاف المعدّ شاعراً متميزاً ووجّه له الأسئلة التالية:
_ هل شاهدت ضحايا زلزال تسو نامي ..؟
_ نعم ..
_ هل تعتقد بأننا قادرون على تحطيم ترسانة العدو والنصر عليه ..؟
_ لا أدري ..!
_ من هي الممثلة التي ترشحها لجائزة الأوسكار هذه السنة ..؟
– أظن …
_ هل تتوقع أن تحتفظ البرازيل بلقبها لكأس العالم ..؟
– أعتقد …
_ كيف تنظر إلى مستقبل الشعر ..؟
_ إن الشعر هو …
_ المعد مقاطعاً الشاعر منهياً برنامجه :
“شكراً لكم أعزاءنا المشاهدين على حسن المتابعة ، ولقد لاحظتم أن أجوبة شاعرنا الكبير بدت مقتضبة جداً فهذا حال الشعراء عندما تكون الأسئلة شعرية بحتة .!”
جدول الضرب
في حصة الرياضيات سأل التلميذ أستاذه : كيف نحفظ جدول الضرب يا أستاذ ..؟
أجابه : ألا تسكت عن حقك يا بني .!
مخاتير أمام العواصف
ضج سكان القرية من السرقة المتكررة لمحاصيلهم .. فقصدوا المختار ، وكتبوا له عريضة جاء فيها : (تتعرض محاصيلنا للسرقة باستمرار .. نطالب بمعاقبة السارق واسترجاع تلك المحاصيل . ) قطّب المختار جبينه وأخرج ورقةً من جيبه فتشدّق وتعهد باسترداد ما سرق , ثم ندد وهدد واستنكر وأكد بأنه سيلقن الجناة درساً لن ينسوه أبداً .
فجأةً هبت عاصفة طوحت بورقة المختار ورمت بها بعيدا ً.
السيرة الذاتية للقمة فارة
أ
كانت المائدة حافلة بالكثير من أنواع الأطعمة , وكعادته أتى عليها كلها ، باستثناء لقمة صغيرة فرت من إحدى صحونه اللماعة إلى الشارع . واستقرت في معدة شحاذٍ عجوزٍ كان يفترش رصيفاً قذراً من زاوية منسية في مكان مهجور .
منذ ذلك اليوم وجميع الفقراء يفترشون الأرصفة القذرة !
ب
شكى صاحب المائدة العامرة اللقمة الفارة إلى أمير البلاد , فأصدر الأخير فرماناً يقضي بعودة اللقمة الضالة المذنبة إلى صاحبها . وبعد بحث وتحقيق طويلين أقرّ العجوز بذنبه ، فانتزعوا اللقمة من أحشائه انتزاعاً وأنبوها تأنيباً عنيفا ً.
منذ ذلك اليوم بُني جدارٌ عازلٌ بين الفقراء والأغنياء منعاً لفرار الفتات .!