المفاهيم المتضادة

أحمد مرعان

تتشابه الحروف بالأشكال نفسها واللفظ نفسه ..تختلف المعاني بتبدل موضعها ، وبحركات التشكيل لتعطي تشبيها آخر ، مختلفا عما سبقه في السياق والدلالات ..
الكلمات نفسها تتوارد في قواميس اللغات ، فتأخذ  معانيها من سياق الجملة ، وتغير من مسار المعنى إلى حيث يبغي قائلها لإيصال المفردات ..
فالفهم والوهم خلافهما حرف ، ومعناهما في تضاد وتناحر ..
كذلك الداء والدواء ، وما بينهما من صراع ..
فالأمل والألم كلاهما ينقلانك إلى حيثما تشاء ..
الاختيارات متعددة لنهج السبل وخوض معارك الحياة بحلوها ومرَّها ..
طريقان لا ثالث لهما : إما الحب وإما الحرب؟!..
وإما داء مميت أو دواء شاف ..
والفهم السليم يناقض الوهم السقيم ..
وتنقلنا الأحداث إلى الجوانب السلبية لننتقي مفردات تليق بالأمل نغرفها من قاع الألم،  لعلنا نحافظ على ماتبقى من حياء،  ونترك الباب مفتوحا على أمل تصحيح الأخطاء ..
الحب ، عنوان العطاء والنقاء والصفاء ..
والحرب ، تناحر وقتل ودمار وضياع ..
عدّْ أيها التائه بين الحروف ، فليس بعد اليوم لقاء إن لم تصحح المواقع وتغازل الغد الآتي بصفاء ..
الكل متصارع ، والحكم للأقوياء ..
تتأرجح كفة الميزان بين شك ويقين، وتيه ينقلك إلى عوالم الذات الخفية ، ويبقى الأمل قائما في كسب الرهان بالعنوان ذاته ../ ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

“كنتُ قصيدةً تائهة” – للشاعرة شيرين دريعي

هناك نصوص لا تُقرأ… بل تُرتَجَف

وقصائد لا تُنشَد… بل تُبكى في القلب.

“كنتُ قصيدةً تائهة”… ديوانٌ نسجته أنثى من خيوط الغربة، وبقايا الحنين، ونبض القلب حين يخذله الحب، وتخذله الحياة.

هنا، لا تكتب الشاعرة الشعر، بل تكتب نفسها، بكل ما فيها من شروخ وهمسات، من خوف واشتهاء، ومن ضياعٍ جميل يبحث…

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…