ورد التسمية في قاموس الورد بالكردية «قاموس الورد» لشيلان دوسكي

إبراهيم محمود
لكل كتابة رائحتها، طعمها، لونها، مجال تأثيرها. ومن خلال موضوعها. والحديث عن الورد يشدنا إلى رهافة روح المتعامل معه، إنه يعكس بُعداً حضارياً، ويمثّل شاهداً طبيعياً ” جغرافياً ” بالمقابل على ذائقة المتعاملين معه، حيث يترجم نعومة اليد الزارعة، ورقَّة الرؤية .
وربما على التخوم، وخارجاً، في المدى الواسع والمتنوع تضاريسياً، يأتي الزهر ليسمّي تربته، حقل منبته، ومناخ نموه وتحولاته، وهو حال النبات على وجه العموم.
كيف هو الموقف إزاء من يعنى بكل ذلك، ومن خلال كتاب،  قاموس الورد Gulferheng 
لشيلان دوسكي، والمقيمة في ألمانيا.  قاموس الورد، هو الاسم/ العنوان الذي أريدَ له أن يكون في وضعية شمول للزهر والنبات، كما هو متصوَّر، أي مكتفياً بالورد، ربما لأن الورد أقرب إلى الصنعة والاستنبات والقرب كذلك.
 كما سعت الباحثة الكردية ذات الأثر ” الفواح ” إلى وضع قاموس كامل ” كقاموسها المتقدم باسم العبِق : قاموس الورد، وفي الحجم الوسط، وفي ( 550 ) صفحة، وطبعة فاخرة، وملونة وأنيقة طبعاً، والمطبوع في ألمانيا، بالحرف الكردي اللاتيني، وبمؤازرة الكاتب والشاعر الكردي عزيز غمجفين، كما أشيرَ إلى اسمه في المقدمة، التي ترجمتُها كاملة، وهي في نهاية المقال الذي جاء تصفحاً للكتاب ومحتواه، إلى جانب الوارد على صفحة الغلاف الخارجي، للاطلاع عليه .
لن أتحدث عن المصاعب التي يمكن أن تصاحب مسيرة تأليف، وضع كتاب كهذا، وفي إطاره الكردستاني، ففي المقدمة إضاءة لهذه النقطة. إنما ما يمكنني قوله، هو ما يزيد من مساحة الرؤية للكتاب / القاموس، ويعمّق في أثر المقروء، وكذلك ينوّه إلى فرادة عمل كهذا، ومن قبل امرأة قلبت جهات كردستانية، وتحدتْ صعاباً، دون أن تعبأ بما يمكن أن يحل لها، لتثبت جدارتها كردستانياً، وصلابة عودها، وقوة إرادتها، ومضاء عزيمتها في هذا المضمار.
وكما هو المقروء من فهرسه !
من المعلوم أن عملاً كهذا، لا يكتفي بعرْض محتوياته: وروده، زهوره، ونباته، إنما ما يمضي بقارئه إلى أبعد الأبعد من ذلك، وهو أن يأخذ قارئه ومتصفح قاموسه علماً بالمتوخى منه، وهو تفعيل القيمة التاريخية، والثراء الجغرافي لكردستان.
طبعاً، وفي حدود معلوماتي، يحتفظ القاموس هذا باستثنائية اسمه، رغم أنني قرأت بالكردية، وبالحرف اللاتيني قاموس ” بيوار ” والخاص بأسماء الشجر، الفواكه، الخضار، الحيوان، والأدوات…الخ، وعن دار نشر” J-J ” في ديار بكر” 2014 “، وفي “126 ص “، وما ورد في ” ثماني صفحات ونيّف ” من أسماء الورد والزهر والنبات، في قاموس ” التحليل الثلاثي ” لعزيز رشيد عقراوي، في طبعته الأولى” 1980 ” في اللغات: الكردية، العربية، والانكليزية، وفي ” 380 ص ” وبالنسبة للمذكور بين صفحتي “47-55 “.
سوى أن الموضوع في كتاب/ قاموس شيلان دوسكي لا يقارن طبعاً.
لقد عاشرت طبيعة كاملة، بكل متنوعها التضاريسي، وصادقت ورود كردستان وزهورها ونباتها، متحملة أعباء التنقلات، فلا شيء من هذا القبيل، يتم نوْله بيسر، وفي حب الحبيب، تكون المخاطر آخر ما يمكن التفكير فيه، وإلا لما ظهر قاموس بهذه النوعية، فكيف إذا كان الحبيب والمحبوب والحب ثالوثاً جغرافياً ومتخماً بمهرجانات الألوان والأشكال والروائح المتناغمة، وهي توقظ روح المعني، ومن لديه رصيد من ذوق الإقبال و” النهل ” الشمي من روائح كهذه؟
ثمة الورد، الزهر، النبات، باسمه الكردي، فالألماني، وعائلته، فيكون العادي مستفيداً، للمشاهدة/ الفرجة، ورجل المعرفة للتزود بالعلم، والعالم المتخصص ليتأكد من صحة المرئي ومعلوماته.
هذا ليس بالأمر السهل، رغم أن الكاتبة المحلّقة بأسماء ورودها، زهورها ونباتها، أظهرت تواضعاً، جهة ما قامت به، لأنها أرادت أكثر من ذلك، والظروف والأوضاع في حدود كردستان مؤثرة سلباً في ذلك، ولا شك أنه تواضع ملموس، ومثمر، لأنها ماضية في هذا السبيل، لتقدّم لاحقاً القسم/ الجزء الثاني، ومع توسُّع في عملية البحث، لتكون وردولوجية بامتياز .
يبقى على الناظر في المحتوى أن يتفاعل مع المقيم بين دفتي القاموس والتقاط الصور بأسماء مقابلة: عربية وخلافها، ليزاد علماً أو معرفاً وأثر حوار مع المقروء بالعين والمشموم تخيلياً .
كيف يحاط بأسماء ” 1100 ” نوعاً مما تقدم ؟ إننا إزاء ألف مشهد ومشهد لا متناه هنا !
كما في حال : Nêrgiza Baxan” نرجس الحدائق “،وهو من عائلة” النرجسيات “، ويظهر في  شهري نيسان- أيار، والاسم  العلمي اللاتيني هو amarilidaceae ” ص 62 “
و: Gulxelek ” الورد الحلَقي ” وهو من عائلة ” الورود النجمية “، ويظهر في شهري ” أيار- آب “، والاسم العلمي اللاتيني هو Asteraceae  ” ص112 “
و: Darzêra Girs ” الشجرة الذهبية الكبيرة، وهي من عائلة ”  الورد النجمي ” وتظهر في شهري ” تموز-تشرين الأول “، والاسم العلمي  اللاتيني هو  Asteraceae ، ” ص168 “.
و: Nefela Çiya  ” نبات الفصفصة”، وهو من عائلة ” البقوليات ” ويظهر في شهري ” أيار- أيلول ” والاسم العلمي اللاتيني هو Fabaceae  ، ” ص 280 “.
و: Kitana çolê  ” كتّان البرّية “، وهو من عائلة ” الكتانيات ” ويظهر في شهري ” نيسان – أيار ” والاسم العلمي اللاتيني هو Linaceae ، ” ص 354 “
و: Gulbihara Zîbold  ” ورد ربيع زيبولد “، وهو من عائلة ” الوردالربيعي “، ويظهر في شهري ” أيار- تموز “، والاسم العلمي اللاتيني Primulaceae ، ” ص 452 “
و: Binefşa Adarê ” بنفسج آذار “، وهو من عائلة ” البنفسجيات “، ويظهر في شهري ” آذار- نيسان “، والاسم العلمي اللاتيني هو Violaceae ، ” ص542 “
…الخ.
طبعاً هي عبارة عن نماذج، وفقط من باب التذكير، ومشاهدة القاموس، إلى جانب قراءته ارتحال ممتع إلى عالم الورد والزهر والنبات والتنوع الجغرافي والعوالم له .
إلى جانب أن إقامة حوار مع الصور الملتقطة والأسماء ومدى دقتها، إثراء لهذه العلاقة.
أكتفي بهذه الكتابة، وأنا أقدّم ترجمة لمقدمة شيلان، وكلمة الغلاف، لإبراز الجهد المذول لها.
المقدمة” ص 3-4 “
قاموس الورد خاصتي
منذ صغري كنتُ أسخّر الكثير من وقتي للاهتمام بالكتب. أحياناً كنت أسطّر كتابات، سوى أنني كنت أمضي وقتي في القراءة.
في بداية أي منا، لن تكون الآراء والأفكار ناضجة، سوى أنني لم أتوقف. إذ كلما تقدَّم المرء في العمر، فإن تلك الأفكار والاعتقادات بدورها تكبر، وهنا رغبت أن أقوم بعمل في خدمة شعبي. ولهذا، فإنني في مدينتي فتحت دورة للغة الكردية، وكنت أعطي دروساً في اللغة الكردية لأطفال الكرد.
ذات يوم، كنا ندير حلقة حول اللغة الكردية، وقد زارتنا امرأة ألمانية، وسألتنا: مااسم هذه الوردة بالكردية؟
بقيت لبرهة، للأسف، كنت أعرف اسم الوردة بلغات أجنبية، سوى أننا” أنا ومن كانوا في المكان ” ما كنا نعرف اسم تلك الوردة بالكردية .
انتهى دوامنا، ورجعت إلى البيت، وبدأت أفكر، وكنت أتألم في داخلي..وإزاءهذا التألم بالمقابل، كنت أفكر في وعي ذاتيّ. حيث إن سؤال تلك المرأة الألمانية نبّهني إلى موضوع في غاية الأهمية. ومن ذلك اليوم أعطيت قراري وهو أن أقوم بعمل في خدمة شعبي، وأن أنشغل بعالم الورود والزهور، خصوصاً تلك التي في بلادي وأسعى من أجلها، وأن أعرف أسماءها أيضاً،وأعرّف بها انطلاقاً من جهودي ذات الصلة .
وهكذا باشرت بمصادقة الورود، بصدد كل أنواع النرجس،البوقية، العنّاب، الفصفصة، الزنبق، و” الدميكة : زهرة الثلج ” …الخ.
وتجولت، واتسع المجال أمامي، وأنا بدوري، خصصت جل وقتي في القراءة لمطالعة الكتب والموضوعات المتعلقة بالورود، الزهور والنبات. وبدأت بالتصوير، وما كان ذلك سهلاً،لأنه تطلبَ تجوالاً، ارتحالاً، تنقلات ذهاب وإياب، وزيارة حدائق مدينة كييل وضواحيها، وزيارة كردستان، وإلى أمكنة تاريخية كثيرة،وتلك الذائعة الصيت، والجبال الوعرة والوديان وتخوم شلالات الوطن .
لهذا حسبت حساباً لكل شيء من مصاعب، ومضايقات، وأمراض، إنما ليس هناك ما يمنع إرادتي من القيام بعمل من أجل وطني وشعبي .
ليس عملي كما هو المطلوب،ولن أزعم أنني قمت بعمل مثالي وكبير كذلك. لقد سلكت طريقاً غاية في الطول، كما قال أسلافنا ” إنه يحفر بئراً بإبرة “، والوضع كذلك حقيقةً، لأن مصادر وكتباً كردية في هذا الشأن قليلة أو تنعدم، وجامعاتنا الموجودة من جهتها لم تقم بدراسات حول الزهور.
والمصادر الموجود بالمقابل، عبارة عن اجتهادات شخصية، بعد أن أعددت 500 نوعاً من الورود، وعرِفت بعض الشيء عبْر الانترنيت على أني مهتمة بالورود، فإن العالم الكردي في مضمار الورود الموقر الأستاذ الراضي عنه ربه أحمد دريعي، أهداني كتابه، ونظرت إليه بوصفه كتاباً قيّماً، ورغم أنني لست معه بصدد بعض الأسماء، سوى أنه على وجه العموم، قام بعمل جليل، وأنا أشكره كما أشكر كل الذين ساعدوه، وقد استفدت كثيراً من كتابه .
ليس من عمل إلا ويشكو نقصاً ما، حيث إنّي أعددتُ في القسم الأول صور ألف ومائة من الورود والزهور والأشجار والنبات، مع أسمائها الكردية: الألمانية واللاتينية وتسميات من جهتهات ليست محلية إنما كردستانية.
ولقد صورتُ بالآلاف في مدن كردستان وسهولها ووديانها وشعابها، من أجل القسم الثاني، كونه يحتاج إلى دراسة موسَّعة. وهذ القسم الأول والمعَد للطبع الآن، ليس كما يجب، حيث إنّي سأعدُّ في السنوات المقبلة القسم الثاني بالمقابل. وإذا كان هناك تسرَّع من أجل طباعة القسم الأول فلأني أردت ألا يذهب تعبي وجهدى سدىً.
إن إسراعي إلى طباعة القسم الـأول من أجل التالي وهو أنني ما كنت أريد لعملي هذا الذي استغرق مني ست سنوات أن يودَع تحت التراب معي. لذلك كان اسراعي لطباعة القسم الأول هذا، وإذا سنحت لي الفرصة، فإنني سأحضّر دراسة موسعة حول آلاف الصور التي التقطتها .
وكان حِمْلي في هذا الطريق بالمقابل ثقيلاً جداً، خصوصاً جهة المتاعب التي عانيتها في الطريق هذا، من جهة ذوي السلطة في إيران وتركيا، والتناقضات القائمة بين جنوب كردستان وغربها، إلى جانب أعباء اقتصادية حيث كانت ثقيلة علي كذلك.لأنني طفتُ في الكثير من المدن والمناطق والجبال والوديان والشعاب والسفوح لكردستان، وهذه  بدورها زادت من أعبائي كثيراً من خلال ما قمتُ به .
وإحدى الصعوبات التي أريد تسميتها، هي أنني كنت أريد التقاط صور الزهور في أجزاء كردستان الأربعة ونشرها في كتابي، إنما للأسف، لقد حاولت ثلاث مرات دخول غرب كردستان، وكما قلت آنفاً، فإنه جرّاء التناقضات العالقة بين الطرفين، لم تسنح لي الفرصة، وفي إحدى المرات حاولت دخول غرب كردستان من جهة الشمال ” في تركيا ” فباءت تلك المحاولة بالفشل كذلك، وخوفي هو أن يرافقني هذا الحلم إلى مثواي الأخير، حيث لا أستطيع ضم زهور غرب كردستان إلى كتابي، وبغية المعرفة، فإنني أريد أن تكون الصور الملتقطة هي صوري بالذات، لهذا السبب، لم أطلبها من أي كان، لأن جميع صور قاموس الورد خاصتي، جرى التقاطها بجهاز الكاميرا خاصتي أيضاً.
ربما يحصل عندما ينظر قارىء ما في الكتاب، فيتلقى أثر العمل مستسهلاً إياه ( دون تقدير الصعوبات المرافقة له ) سوى أن الطرق التي عبَرْتها، تشهد على ما جرى. مثال ذلك، ما جرى معي سنة 2016 من أجل التصوير حيث تسلقت الجبل في شرق كردستان، وعهلى حدود تركيا، فصوَّبت مدافع العسكر التركي قذائفها علي، ونجوت بصعوبة فائقة، وفي سنة 2019، في جنوب كردستان ، دخلت حقل الألغام سهواً ” دون دراية مني ” وعلى هاتيك الجبال كنت أتعثر وأسقط أرضاً مراراً، وأتعرض لإصابات كذلك .
ومن قبل بوليس إيران بالمقابل، تم توقيفي مرتين، وبعد استجواب شديد معي، أطلِق سراحي، وكذلك في ستانبول، إذ بسبب اسمي والشكوك المثارة حول اسمي، جرى توقيفي لبعض الوقت، وحقّق معي، ثم أطلِق سراحي بعدها.
صحيح أن العمل هذا في عمومه كاتن ملقى بعبئه على عاتقي، إنما أريد أن أسمّي تعب بعض الأشخاص، وألا يجب نسيانهم، وقد قدموا لي يد العون كثيراً. هنا أوجّه الشكر إليهم كافتهم، خصوصاً آميدي أمين شيروكي، فرهاد شكاكي، فوزية، ادريس جاسمي، وكل الأشخاص الذي ساعدوني في هذا الجانب، وفي الصدارة طبعاً، شكري للأستاذ عزيز غمجفين، حيث إن كل زهرة كنت أحضّرها، أرسلها إليها للترتيب، كان يتفرغ لها، ويصوبها موقعاً، ويدقق في الصورة لضبطها.
وفي الحقيقة، فإنه من جهة التصوير، أقول عن أنني لست متخصصة حيث الصور جاءت دون خبرة، وأقولها كملاحظة على خلفية من الحر والشمس والبرد الشديد، حيث كان لون بعض الورود في بعض المناطق يبدو خلاف نظيرها في مناطق أخرى، سوى أنني بذلت كل ما في وسعي لتأتي الصور أكثر شفافية ودقة.
وبصدد تسمية الئورود كذلك، فهناك أسماء، في الواقع، لا وجود لها في الكردية، وأطلقت أسماء كردية، تبعاً لأسماء عالمية على بعض الورود، وأسماء أخرى أيضاً، وقد سألت في المناطق التي التقطت فيها صوراً، وأسماء ثالثة أبقيتها كما هي في أسمائها الأصلية الأجنبية.
في 22-9/ 2019
شيلان دوسكي
كلمة الغلاف الخارجي : قاموس الورد
في هذا القاموس المصوَّر، قائمة بأسماء الزهور بالكردية ، تبعاً لحروفها اللاتينية، حيث تسلست أسماء عائلاتها علمياً. قاموس الورد هذا يتكون من ” 120 ” عائلة، ومن ” 1100 ” نوعاً من أسماء الورود، الزهور والنبات، وهي مسجَّلة بأسمائها العلمية، الكردية والألمانية.
إن الهدف من ربط الصورة بالاسم، هو تقويم عملية الفهم أكثر حول أنواع الزهور ولونها وشكلها، والكتاب معد للصغار والكبار.
وقد أردتُ من قاموس الورد أن يكون نظير وثيقة مصوَّرة وتقديمها  للقرّاء والمكتبات الكردية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…