في التصانيف والتصاريف.. غرابيل النقاء والوباء

رقية حاجي
كثيرٌ من النَّاس يريدونك أن تسمعهم، لكنهم غير مستعدين لسماعك..
بعضهم يريدون أن يُملوا عليك النصائح، وهم آخر من يأخذ بها..
وبعضهم غارق في الأخطاء ، فإذا رأى خطأً واحداً قد بدر منك قذفك بألف حجر .
بعض النّاس مشغولون عنك؛ بك..
غير مستعدين لإنفاق نصف ساعة في مساعدتك، لكنهم ينفقون نصف النهار في الحديث عنك..
يحللون تصرفاتك بناءً على نواياهم، ويطلقون أحكامهم من منطلق مقاييسهم الخاصة، وكأنهم القالب المُعتمد للمثالية.
بعضهم يُحب رؤيتك مكسوراً، ويتلمظ لمراقبتك وأنت تجر أذيال خيبتك، يشككون في قراراتك ويراهنون على حياتك، وكأن الدنيا تلف في فلكهم، والشمس تُشرق من حِجرهم.
قليلون هم من يفتحون قلوبهم لسماعك، قليلون من يجدون بعض عيوبك مزايا لأنها تجعل منك (أنت)..
قليلون هم من ينفقون الساعات ليشاركوك أفراحك أو أحزانك، وعندما يتحدثون عنك يعّطرون اسمك بالمديح، و يدعون لك بظهر الغيب.
قليلون أولئك الذين يعتبرون نجاحك نجاحهم وسعادتك سعادتهم، وتقدمك ازدهارهم..
قليلون هم من يسترون ضعفك و يرممون هشاشتك، ويدفعونك للقمة وأنت آمنٌ من خديعتهم..
قليلون، لكنهم موجودون..
فإذا حظيت بأحدهم، لا يحزنك ألفٌ ممن سواهم،  النّاس بمعدنهم لا بعددهم..
كندا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…