حوار مع الأديبة القديرة نارين عمر مؤسسة الاتحاد النسائي الكردي في سوريا

 

  حاورها بهجت أحمد
  
   كانت المرأة الكردية عبر مختلف العصور سنداً وعوناً للرجل الكردي، فمن أيام الميتانيين والميديين وأميراتهم نفرتيتي والتي أصبحت زوجة فرعون مصر وامتيس زوجة نبوخذ نصر ملك بابل الكلداني إلى ست الشام خاتون مروراً باسيناث البرزاني وعادلة خاتون وليلى زانا وليلى قاسم  وأسماء غيرها كثيرة سجلها التاريخ  بحروف من ذهب، وقد استمرت أحفاد تلك الخالدات في السير على نهجهم في العصر الحديث. 
  سنسلط اليوم الضوء على الاتحاد النسائي الكردي في سوريا والذي انطلق من مدينة ديريك عام 2012م كإحدى المؤسسات التي ظهرت بمبادرة من النساء الكرديات، وسنلتقي بصاحبة الفضل والمبادرة في تأسيس هذا الاتحاد الأستاذة القديرة نارين عمر لتحدثنا عن فكرة تأسيس الاتحاد والصعوبات التي لاقتها. 
كيف خطرت لك فكرة تأسيس الاتحاد النسائي الكردي في سوريا؟  
بعد الأحداث المثيرة التي عصفت بمنطقة الشّرق الأوسط وسوريّا تسارعت وتيرة التّغيّرات والمتغيّرات فيها بشكل كبير، أدّى إلى ولادة منظّمات المجتمع المدنيّ على كافة الأصعدة السّياسية والفكريّة والأدبيّة والثّقافيّة وغيرها؛ ما جعل الشّعب الكرديّ أيضاً يسارع إلى الانخراط في صفوفها، وتشكيل منظّماته وتنظيماته، ومن ضمنها الاتحاد النّسائيّ الكرديّ في سوريّا. 
منذ بداية شبابي وحتّى الآن أسّستُ، وساهمتُ في تأسيس العديد من الكروبات والجمعيّات الثّقافيّة والأدبيّة والاجتماعيّة، ومن ضمنها كان حلمي وحلم بنات جيلنا تشكيل اتحاد نسائيّ خاص بالمرأة الكرديّة في سوريّا، وجاءت البداية الجديّة في 2004 وما بعده حيث أجرينا اجتماعات ومفاوضات حثيثة لتحقيق حلمنا ولكنّها لم تثمر عن تشكيل الاتحاد المنشود لأسباب وعوامل عدّة، بل تشكلت عدة جمعيات نسوية. 
مع بداية أحداث 2011م وجدتُ أنّ الفرصة ملائمة لتحقيق حلمي بتشكيل اتحاد نسائيّ لنسائنا، فطرحت الفكرة على بعض النساء، وافقت بعضهن على الفور، وانتظرت بعضهن لفترة إلى أن تمكّنت من الموافقة النّهائيّة، وبعدها أدركتُ أنّ بإمكاننا تحقيق إنجاز هامّ. 
اتصلت في البداية مع روشن ديا جوان وبريخان، وكان ردهما فورياً حيث قالتا: ” نحن معك في كل ما تقترحينه، ونبصم لك بالعشرة وعيوننا مغمضة” ولكن بقية النساء انتظرتهن لفترة من الزمن إلى أن أخبروني بموافقتهن. 
بعد تأكيدي من موافقتهنّ قرّرنا أن ندعو نساءنا وبناتنا للانضمام إلى اتحادنا الذي أسميناه “الاتحاد النّسائيّ الكردي في سوريا، Hevgirtina jinên kurd li Sûriyê”. 

  

2- حكي ويُحكى الكثير عن النّظام الداخلي للاتحاد، هل بإمكانك أن تحديثنا عنه؟ 

النّظام الدّاخلي للاتحاد:  

بدأنا نسعى إلى كتابة نظام داخليّ للاتحاد يكون شاملاً ومتوافقاً مع أهداف ومتطلّبات المرأة في المرحلة الرّاهنة وفي المستقبل أيضاً، وقد ساهمت العديد منهنّ في طرح اقتراحاتهنّ الشّخصية أو من خلال مصادر أحضروها.  
أودّ أن أشير هنا إلى مسألة هامّة تتعلّق ببنود النّظام وفحواه، حيث ذهبتْ العديد من نسائنا إلى أنّ الاتحاد اعتمد كليّاً على بنود النّظام الدّاخليّ لإحدى جمعيّات المرأة الكرديّة جملة وتفصيلاً، والذي أحضرته بعض الأعضاء، لكنّ كلامهم هذا يجانب الصّواب تماماً، لأنّنا اعتمدنا على مصادر عدّة بالإضافة إلى آرائنا ومقترحاتنا، وأنا شخصيّاً توليتُ أمر النّظام، اعتمدتُ على خبرتي التي كانت قد قاربت الثّلاثين عاماً في خدمة قضيّة المرأة، وتأسيسي أو مساهماتي في تأسيس العديد من الجمعيّات والاتحادات منذ عام 1983م، ومعظم المحاولات التي تمّت في الفترة ما بين 2004 -2010 م، أي فترة ما قبل الأحداث ساهمتُ فيها بشكل جدّيّ، واستمرّت جمعيّتنا إلى عام 2011،ثمّ اطلعتُ على الكثير من الأنظمة الدّاخليّة لعدّة دول وشعوب من خلال المصادر الورقيّة أو الانترنيت، ولم أترك حتّى نظام ڤيتنام واليابان وجنوب افريقيا إلا واطلعتُ عليه، وقمتُ بصياغته، وكتبت بنوده وتفاصيله على جهاز الكمبيوتر. 
يجدر بالذّكر أنّ جهاز الكمبيوتر لديّ تعطل لفترة وكان عند المصلّح، فاضطررت للذّهاب إلى بيت بعض الزميلات، لصياغة وكتابة النّظام  بشكله النّهائيّ، وبعد أن تم تصليح جهاز الكمبيوتر لديّ أتممت كتابة النظام وصياغته، ثم عرضته على بعض مكتبات ديريك لطباعته فاعتذروا خشية المعاقبة لأنهم ظنّوا أنّ فيه ما يجلب المتاعب لهم إلا مكتبة واحدة طبعته واشترطت عليّ ألا اذكر اسمهم إذا حصل أي طارئ. 
أودّ أن أنوّه إلى ملاحظة يجب ذكرها:
إذا كنتُ قد طرحتُ على زميلة من هنا وأخرى من هناك بعض بنود النّظام وناقشتها معها لا يعني مطلقاً على أنّ أية واحدة منهن قد شاركتني في صياغته النّظام لأنّ أكثر من زميلة ادعت ذلك، وبعد أيّام عرضنا هيكلية النّظام على الأعضاء وتمّ قبوله، ولكن بعد أيّام انسحبت بريخان ثمّ روشن لأسباب تخصّهم. 

  

3– متى تم الإعلان عن الاتحاد؟ 

بدأنا بتشكيل الّلجنة التّأسيسيّة، وتشكلت من: نارين، ديا مسعود، ديا أحمد، بيمان، نجاح”، وأعلنا عنه في 13-2-2012م. 

 بعد أقل من شهر انضمت إلينا زميلتنا زوزان رمضان، والحق يقال إنها كانت نشيطة جداً، وبفضلها انضمت نساء كثيرات إلى الاتحاد، ولكنها اضطرت فيما بعد إلى ترك الاتحاد، ومن ثم دعت إلى تأسيس اتحاد نساء كردستان سوريا وأسسته مع مجموعة من نساء ديريك. 
انضمت إلينا كذلك تشكيطاف كالو مع نعيمة فندي بعد أن حلت جمعيتها.  
بدأت بعدها رحلاتنا المكوكيّة إلى مختلف المدن والنّواحي والقرى بدءاً من ديرك، ومروراً بكركي لكي، رميلان، تربسبيه، قامشلو بأحيائها المختلفة، عامودي، سري كانيه، بالإضافة إلى تواصلنا مع حلب وعفرين ودمشق الشّام، وقد التف من حولنا عدد لا بأس به من النّساء. 

  

 ٤- من هنّ النساء الأوائل اللواتي تواصلت معهن مع زميلات ديريك؟ 
النّساء الأوائل اللواتي تواصلنا معهنّ من خارج ديريك: 

گركي لگي: كانت ليلى عمر أول امرأة تواصلنا معها وعن طريقها تعرفنا على نوژين وشادية وسميرة ديا بلند وميديا وصفية عمر، ومزكين كنعان وزهرة، وصافيناز وشهناز، وأميرة وأخريات لم تعد الذاكرة تسعفني بأسمائهن. 

قامشلو: خلات حاجي، رقية حاجي، خانم هيبو، عزيزة فرحو -وهنا أوجه السلام والرّحمة إلى روح زوجها المناضل محمد سعيد حسيني الذي بارك لنا الاتحاد وحضر كونفرانس قامشلو، لكنّه نصحني أكثر من مرة أن أنتبه إلى ما يجري- وكذلك ن 
نجاح فندي، سلامة عبد الله، نارين متيني، آريا جمعة، أم آراس وابنتها سيبانا، مهوش شيخي وأعضاء جمعية شاوشكا ولكنهم لم ينضموا إلينا وبقيت علاقاتنا متواصلة، ، باران بارافي، هيام محمد، حياة قجو وكل واحدة منهن أرسلت دعوات إلى أخريات للانضمام إلى اتحادنا. 
عامودا: منال حسيني وأخريات 
الحسكة: شيرين كدو، نوفين خضر، كما التقينا بنساء دربيسية وسري كانيه، وتواصلنا مع نساء عفرين ودمشق الشام، وأعتذر من كل امرأة لم أذكر اسمها 

  

٥- ما هي نقاط النجاح والفشل في الاتحاد؟ 
بدأ الاتحاد يسير خلال الأشهر السّتة الأولى بشكل هادئ وجيّد، وقد أرسلتُ نظامنا الدّاخليّ إلى العديد من الأطراف الكردية والكردستانية داخل الوطن وخارجه بسبب علاقاتي المتواصلة معهم خلال سنوات طويلة، وأصبحنا عضواً في  المجلس المحليّ للمجلس الوطنيّ الكردي في سوريا في أكثر من مدينة وبلدة، وكنتُ أوّل امرأةٍ من ديرك تدخل المجلس ممثّلة عنهم. 
الفشل والانهيار:  
مع الأسف بدأ الاتحاد يتراجع ويسير نحو الانهيار، وبالتّالي لم يستمر، وانتهى بالفشل نتيجة أسباب وعوامل عدّة: 
أوّلاً: أولاً: ألغينا فكرة الرّئاسة، واعتمدنا فكرة القيادة الجماعيّة، وكان هذا خطأ أتحمّل مسؤوليّته بشكل كبير، لأنّ أيّة مجموعة صغيرة كانت أم كبيرة بحاجة إلى مَنْ يديرها بحزم لكي ترسو إلى برّ الأمان. 

ثانياً: شكّلنا الّلجنة التّأسيسيّة قبل أن نتواصل مع نساء المناطق الأخرى، فاقتصرت على نساء ديريك فقط، وهذا خطأ أيضاً أتحمّل مسؤوليّته بشكل كبير لأنّي كنتُ أمتلك خبرة مسبقة في مثل هذه الأمور، وكان عليّ أن أثبت هذه الخطوة، كان هذا أحد أهمّ وأبرز أسباب الفشل، لأنّه أجّج نار خلافات حادّة بين أعضاء ديريك والمناطق الأخرى خاصة في كركي لكي وقامشلو، خلافات أساءت إلى سمعة الاتحاد كثيراً. 

ثالثاً: عقدنا مؤتمرنا التّأسيسيّ الأوّل في ديرك يوم 17-تموز-2012م أي بعد شهور من إعلان الاتحاد، وكذلك أبقينا على اللجنة التأسيسيّة الأولى، وفي المؤتمر طالبتْ نساء كركي لكي وقامشلو بوجوب اتساع أعضاء اللجنة التّأسيسيّة، كما عرض عليّ عدد كبير من زميلاتنا بكركي لكي وقامشلو ما يلي: 

– أن أعلن عن وجوب تسمية رئيسة للاتحاد وعلى الفور وتوسيع الهيئة المؤسّسة.  
– إذا لم يتم ذلك وجوب تأجيل المؤتمر، أو تسميته بالمؤتمر التمهيدي لحين انعقاد المؤتمر الأول. 

– محاسبة بعض النساء اللواتي كنّ غير مؤهلات للعمل ضمن الهيئات الإدارية والقيادة العليا ولسوء سلوكهنّ مع الأعضاء. 

 صارحتهن بأنه لم يعد بالإمكان تحقيق مطالبهن ولكني وعدتهن أن تعقد أعضاء كلّ منطقة كونفرانسهن الذي سيكون بمثابة مؤتمر مصغّر لهن، والأعضاء المنتخَبات يُعْتبرن في اللجنة التّأسيسيّة فيها. 
هنا أؤكد على أنني أتحمّل جزءاً كبيراً من فشل المؤتمر لأنّه كان عليّ أن أتدخّلَ، وأنقذ الموقف، وأعيد الأمور إلى مسارها السّليم. 

كما أودّ أن أشير إلى مسألة هامّة تتعلّق بعدم تدخّلي أو تأنيبي للأعضاء: لأنّني كنت أحترم الجميع، وأحاول أن أجعلهنّ يعتمدن على نفسهنّ أكثر، وكنت أخشى إذا أجبرتهن على ذلك أن يتهمنني بالتّكبّر والأنانيّة وفرض رأيي بالقوّة -مع الأسف بعضهن ألصقن فيّ هذه التّهمة فيما بعد زوراً وبهتاناً لذلك كان عليّ أن أكون حازمة وصاحبة قرارات حاسمة. 

رابعاً: جهل النّساء الأعضاء بإدارة مثل هذه المنظّمات لانعدام خبرتهنّ وعدم مشاركتهنّ فيها من قبل باستثناء قلّة قليلة من النّساء اللواتي عملن، وكنّ يعملن في منظمّة المرأة في أحزابهنّ، وكان يجب مراعاة ذلك منذ البداية وضبطهنّ لأنّ هذا كان أيضاً أحد أهمّ أسباب فشل الاتحاد.  

خامساً: تدخّل عناصر بعض الأحزاب الكرديّة في شؤون الاتحاد، ومحاولة إمالة الاتحاد إلى صفوف حزبهم بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين كانوا يدّعون أنّهم “مستقلّون”، وهؤلاء كانوا السّبب المباشر والهامّ في انهياره، لأنّ عناصر الأحزاب أعلنوا عن نيّاتهم بشكل مباشر دون لفّ أو دوران، بينما الأشخاص المدّعون للاستقلاليّة كانوا يفعلون فعلتهم في الخفاء ووراء كواليس خبثهم وضعفهم بشكل يدعو إلى الاشمئزاز، لأنّهم بالأصل معتادون على المجاملة وتقبيل اليدين، والرّكوع عن القدمين والانحناء المبالغ فيه لكلّ مَنْ بيده مصلحتهم الخاصة وتحقيق رغائبهم. 

خامساً: فكرة الاتحاد كانت جديدة على معظم نساء الكرد في سوريّا، لذلك فكرة الاندماج معه ومع أهدافه وبنوده وتوجّهاته كانت صعبة عليهن، مع الإشارة إلى أمر هامّ جدّاً لا بدّ من ذكره لأنّه التّحصيل الحاصل للسّبب الذي ذكرته.  

سادساً: أحد أهمّ أسباب فشل الاتحاد هو عدم إخلاص نسبة كبيرة من النّسبة للاتحاد، وعدم وفائهنّ والتزامهنّ ببنوده وأهدافه، لأنّ هؤلاء انضممن للاتحاد بدافع تحقيق مصالح شخصيّة وعائليّة وعشائريّة، والبعض منهنّ مدفوعات من أحزابهنّ أو أزواجهنّ، والبعض غيظاً بالنّساء الأخريات وحسداً منهنّ خاصة إذا كانت النّساء من ضمن عائلتها أو عشيرتها على مبدأ “ما في حدا أحسن من حدا”، فوجدنا كلّ امرأة حملتْ معها عُقَدَها الاجتماعيّة والبيئيّة والأسريّة، وهنا أؤكّد على بعض أعضاء الهيئات الإداريّة تحديداً في كلّ مدينة وناحية.  

إذاً لم تكن المرأة متحرّرة حين انضمت إلى الاتحاد، وهذا أمر لم ولن نختلف عليه، ولكن المصيبة أنّها لم تحاول أن تتحرّر من تلك العُقَد والرّواسب على الرّغم من محاولتها إسقاطها على النّساء الأخريات من داخل الاتحاد ومن خارجه. 
الاتحاد انتهى: بالنّسبة للاتحاد الذي دعوتُ إلى تأسيسه وأسّسته مع بعض الصّديقات انتهى، ولم يعد له أيّ وجود فعليّ وحقيقيّ، ولسببين هامّين وجوهرييّن: 

السّبب الأوّل: بعد حدوث الخلافات والاختلافات بين الأعضاء حصل أوّل انشقاق في ديرك، أو لنقل استقالة بعض الأعضاء، والعديد منهنّ بادرن إلى تشكيل اتحاد جديد أسمينه “اتحاد نساء كردستان سوريّا” وكذلك في كركي لكي انشقّ الاتحاد إلى اتحادات وانضمّ قسم من الأعضاء إلى اتحاد نساء كردستان، وبدأت كلّ امرأة تسعى إلى جمع بعضهنّ من حولها والإعلان عن اتحادها وبنفس الاسم، وقد أخذت نساء كركي لكي منّا الوقت والجهد الطّويلين والكبيرين لحلّ خلافاتهنّ، مع الأسف لم نفلح في ذلك. 

السّبب الثّاني: عندما شكّلت الأحزاب الكرديّة الأربعة  “الاتحاد السّياسيّ” للانضمام إلى حزبٍ واحد هو “الحزب الدّيمقراطيّ الكردستاني- سوريا” حاول تشكيل مؤسّساته وتنظيماته، وكان من اهتمامات بعض أعضاء الحزب الالتفاف حول الاتحادين:  
“الاتحاد النّسائيّ الكرديّ في سوريّا”و”اتحاد نساء كردستان سوريّا”، وبذلوا جهوداً كبيرة في توحيد الاتحادين، ولكي يرضوا الطّرفين فقد أكّدوا لهما أنّهم لا يطلبون منهما الانضمام إلى حزبهم، فقط هم يريدون لعب دور الوسيط الخيّر. 

بالفعل نجحوا في ذلك، وحلّ كلّ اتحاد نفسه، ودمجوهما في اتحاد واحد هو: “اتحاد نساء الكرد” ولكن ونتيجة ظهور الخلافات من جديد بعد عقد كونفرانسهن، وفوز بعضهنّ “بالقيادة والرّيادة” وفشل بعضهنّ انشقّ الاتحاد إلى اتحادين، ولكن المصيبة أنّ كلّ اتحاد عاد إلى اسمه القديم.  

لهذا السّبب أيضاً وهو الأبرز والأهمّ لم يعد للاتحاد النّسائيّ الكردي أيّ وجود، ولا يحقّ لأيّة امرأةٍ أو جهة أن تدّعي أنّ تاريخ تأسيسها هو “13 شباط 2012م” بل عليها أن تختار تاريخ انشقاقها وتعدّه تاريخاً لتشكيله وتأسيسه.  
  

6- ماذا جرى بين نساء الاتحاد أثناء انتخابات المجلس الوطني الكردي في ديريك، وما قصة ضرب النسوان بعضهم بعض بالكراسي؟ 
أشكرك ماموسته الرائع على سؤالك الرائع والقيّم، وسوف أخبرك بتفاصيل ما جرى تحديداً قبل يوم الانتخابات: 
كنت في المجلس الوطني الكردي من قبل ممثّلة عن الاتحاد النسائي، وبعد أن تم الإعلان عن يوم المؤتمر الجديد طلبوا مني أن أخبر زميلاتي في الاتحاد عن ذلك، ودعوتهم إلى اجتماع عاجل لتحديد مرشّحتنا للانتخابات، في يوم الاجتماع رشحت نفسي وكذلك رشحت بيمان نفسها أما باقي الزميلات فقد أكدوا على أن ظروفهم لا تسمح لهم بذلك. 

بعد يومين اتصلت بنا بيمان وأخبرتنا أنها تسحب ترشيحها ولم تعد ترغب في ذلك، فتم الاجماع على أن أكون المرشحة الوحيدة للاتحاد النسائي. 

قبل إجراء الانتخابات بيومين أخبرتني إحدى الزميلات أن نجاح أيضاً تريد أن ترشح نفسها، وأكدت عليّ أن نقبل بذلك لأن نجاح مسكينة فلنحقق رغبتها، فقلت لها: تعرفين وأعرف جيداً أننا انتهينا من هذه القصة وإذا قبلنا بترشيحها سنكون قد اخترقنا نظامنا الداخلي ونظام اجتماعنا الفائت رغم ذلك سوف أقبل بها مع أنها لم تخبرني ولم تخبر زميلاتنا بذلك، واقترحت عليها أن نجتمع لنتفق على مرشحة ذلك ونأخذ برأي الزميلات، قالت لي: ومن قال إن نجاح المسكينة قادرة على أن ترشح نفسها، تعرفين ظروف بيتها وأولادها. 
قبل يوم الانتخابات زارني في البيت بعض قيادات الأحزاب وقالوا لي حرفياً: 

لقد اخترناك لأن تكوني مرشحتنا عن أحزابنا، فأجبتهم: ولكنني مرشحة عن اتحادي. قالوا: 

إن لم توافقي فإننا سنرشح امرأة أخرى. على الفور أخبرت زميلاتي بذلك، وأخبرت نجاح إما أن تكون هي المرشحة أو أنا، فقالت: إذاً سوف أسحب ترشيحي. 
في يوم الانتخابات، وحين قرئت الأسماء فوجئت بأحد أعضاء المجلس يقرأ اسم نجاح وندى كمرشحتين، فذهبت إليه وقلت: أين اسمي؟ قال لي: اتحادكم أبلغنا باسم واحد واسمك ليس ضمن القائمة. 
لا أنكر أنني وقتها وبخت أعضاء المجلس ووبخت زميلاتي أيضاً وحكيت بعصبية لأنني أدركت أنني تعرّضت لخيانة كبرى. 
عندما نادوا على اسم نجاح، فوجئت بها تقول بابتسامة مستفزة: 
بصراحة كنت أنا مرشحة الاتحاد ولكن زميلتنا نارين مصرّة على أن تكون هي المرشحة، وهنا ارتكبت غلطاً فادحاً آخر من أغلاطي حين أمسكت اللاقط وقلت: لا بل أنا كنت المرشحة وسوف أنفذ رغبة زميلتنا نجاح وأرشحها هي. 
كان عليّ أن أحكي القصة التي كتبتها الآن أمام جميع زميلاتنا وأمام أعضاء المجلس لكي يعرفوا القصة كاملة، ويعرفوا المؤامرة التي حيكت ضدي من قبل بعض زميلاتنا والخيانة التي تعرضت لها. كان يجب أن أكون مرشحة الاتحاد ولا أخلق لنفسي منافسات وهميات في الاتحاد أمام الجماهير. 

بعد ما حدث انسحبت بهدوء من قاعة الانتخابات، وتوجهت نحو البيت. 

بعد ساعات اتصلت معي بعض نساء الاتحاد تلفونياً، وقالت لي إحداهن بنبرة بكاء ودمع: 
(( دخيلك ماموسته نارين الحقينا، بخودي كما أن بعض نسوان الاتحاد جعلونا نتآمر عليك ونبعدك عن الترشيح للمجلس فإنهنّ الآن تسببن بإشعال فتنة كبيرة بين الأحزاب وأعضاء المجلس الوطني، ونتيجة خلاف بينهم بعد فوز المرشحة ندى ورفض أعضاء الأحزاب والمجلس المؤيدين لنجاح فقد تقاتلوا وأصيب بعضهم بجروح وشباب كل طرف وصلوا وقد تكبر المشكلة)). 
على الفور أتيت بسيارة أجرة، ووجدت أن الأمور صعبة للغاية، وهناك تهديد ووعيد من تلك الأطراف لبعضهم البعض، على الفور اتصلت ببعض أعضاء اللجنة التنفيذية والإدارية في المجلس وببعض قيادات تلك الأحزاب وشرحت لهم ما حصل بالضبط، فأكد لهم جميعهم أن ما حدث وصار هو تصرف شخصي من بعض اعضاء المجلس وبعض أعضاء احزابهم، ووعدوني أن يتداركوا ذلك بشكل فوري. 

بالفعل تم بفضل الخيّرين وقيادات المجلس والأحزاب إنهاء الخلاف، وقاموا بإجراء صلح بين الأطراف المتنازعة. 

هنا أود أن أطرح أسئلة واستفسارات: لماذا اتهموني بأني قد تعاركت مع بعض الزميلات بالكراسي وهذا لم يحدث، بينما القتال والعراك صار بين أعضاء المجلس والاحزاب لأن كل طرف كان يناصر مرشّحة على حساب الأخرى، واتهموا بعض بتزوير الانتخابات؟ لماذا لا تعترف بعض أعضاء اللجنة التأسيسية والإدارية  للاتحاد النسائي في ديريك أن القتال بالكراسي والأيدي واللسان كان بسببهن وبين أطراف المجلس والأحزاب؟ لماذا تمت إخفاء الحقيقة وحاصروا الخلاف بين نارين عمر ومنافسات وهميات لها؟ 
هناك حقائق اخرى لن أتطرق إليها حدثت في يوم الانتخاب وقبله بساعات، ومرة أخرى أؤكد على أن بعض أعضاء المجلس والأحزاب قاموا بذلك بتصرف شخصي ولا علاقة لقياداتهم العليا بذلك. 

  

٧- هل تواصلت معك بعض النساء عندما قررت أن تتركي الاتحاد؟ وما موقفهن مما جرى؟ 
قبل أن أجيب على سؤالك، أودّ أن أوضّح أنّ علاقاتي مع معظم زميلاتي في ديريك كانت ممتازة ورائعة وما تزال. 
كانت علاقاتي كذلك مع نساء كركي لكي وقامشلو ممتازة أيضاً قائمة على الوداد والتفاهم والاحترام المتبادل، ولم يحصل خلاف صغير أو كبير بيننا، 
كان هناك فقط بعض نساء ديريك اللواتي حاولن إلحاق الأذى بي وهنّ من حاولن تشويه سمعتي لدى نساء باقي مناطقنا الأخرى، وأنا واثقة مما أقول، حيث تواصلت معي الكثير منهن وأكدن على ذلك، وأبدين أسفهن على ما تعرضت إليه، بل وبعضهن طلبن مني أن أعود إلى الاتحاد وأن يعلنوني رئيسة له، ولكنني شكرتهن، وأخبرتهن أنني لو كنت أسعى إلى الرئاسة لأعلنت عن نفسي رئيسة للاتحاد منذ اليوم الأول. 
بكل تأكيد ولحد هذا اليوم أتلقى اتصالات ورسائل من الكثير من نساء وفتيات الاتحاد يعبّرن عن أسفهن لما حدث لي، ويقدّمن لي اعتذارهن ويؤكدن على أن هناك نسوة ساهمن في فشل الاتحاد وفي الإساءة إليّ شخصياً للانفراد بقيادة الاتحاد ولغايات أخرى لن أذكرها إلا في الوقت المناسب. 
أوجّه رسالة شكر ومودّة إلى كلّ امرأة ساندتني، وما تزال تساندني، وكلّ امرأة وقفت إلى جانب  الحقيقة والوجدان: 
 روشن ديا جوان، زوزان رمضان، فلك ديا مسعود التي ظلت مخلصة لي وتتواصل معي، بريخان. 
من كركي لكي:، ليلى عمر ومزكين كنعان. 
 من قامشلو عزيزة فرحو التي أعدت كتاباً عن المنظمات النسائية الكردية بعد أحداث 2011 وعندما أعلنت عن كتابها في  صفحتها على الفيسبوك كتبت في المنشور: ” أهدي كتابي إلى روح محمد سعيد حسيني والكاتبة والشاعرة نارين عمر المؤسسة الفعلية للاتحاد النسائي الكردي في سوريا”، موقف مشرف من الصديقة الراقية عزيزة لا يمكن نسيانه مدى العمر، وهي شاهدة صادقة على كل الأحداث التي مرّ بها الاتحاد من البداية وحتى النّهاية، وخانم هيبو التي تواصلت معي وأبدت اسفها حيال المعلومات الخاطئة التي نقلتها إليها بعض النسوان ومن بينهم نسوان ديريك. 
خانم كانت رائعة معي وآريا جمعة كانت تستضيفنا على الأغلب في بيتها، وتقدّم لي احتراماً خاصاً وكنت أبادلها الاحترام ذاته، ونارين متيني، وباران بارافي، وسلامة عبدالله ديا لاجين البوطانية الديركية الوفية وقمرة ديا آراس وابنتها سيبانا، وقد استضافوني مع عائلتي في بيتهم ولن أنسى استضافتهم لنا، نجاح هيفو التي انتسبت إلى الاتحاد فيما بعد ولم نكن قد التقينا من قبل، ولكنها عرفت فيما بعد بدوري الرئيسي في تأسيس الاتحاد، وتقابلنا شخصياً أكثر من مرة وعبرت لي عن صدمتها من الأخبار الكاذبة التي لفقتها بعض زميلاتنا في ديريك عني. 
كلّ الشّكر والامتنان إلى كلّ امرأة ما تزال ضمن صفوف الاتحادات حتّى الآن وتعمل بإخلاص وصدق وهي تعتقد وتظنّ أنّه استمرار للاتحاد الأوّل. 

  

٨- نسمع كثيراً مقولة مشرّفة بحقك شخصياً تقول: 
 “”نارين عمر أحدثت ثورة اجتماعية وثقافية وادبية في عالم نساء الكرد بعد تأسيسها للاتحاد وقبلها بنشاطها لوحدها في ميدان الأدب والكتابة والمرأة”. ماذا حققت للاتحاد وللنساء الذين دعوتهم للانتساب إليه؟ 
أنا فخورة جداً وسعيدة حين أتلقى من بعض أهل ديريك وقامشلو وغيرها ومدننا الأخرى هذا الثناء والمديح، والذين يقولون ذلك هم بكل تأكيد شهود عيان على ملى قمت به لأجل شعبي ومجتمعي منذ أكثر من ثلاثين سنة، ومقولتهم تثبت أنّه مهما حاول بعضهم طمس الحقيقة وتزوير وتزييف الحقائق والإساءة إلى الآخرين فإنّ شعبنا ومجتمعنا يفتخر بوجود أشخاص آخرين مخلصين وأوفياء يسعون إلى إظهار الحقيقة وإثبات الحقائق. 
لهؤلاء خالص امتناني وشكري وبفضل صدق مشاعرهم وأقوالهم أستمر وأعطي. 
كلّ ما أستطيع قوله: صحيح أن الاتحاد قد فشل وانقسم على نفسه ، ولم أحقق منه غاياتي المرجوة إلا أن نسبة كبيرة من نساء الاتحاد انطلقن إلى ميدان الكتابة والنشاطات والأحزاب والمجتمع، وحققن ما لم يحلمن تحقيقه، وهذا الأمر يسرّني ويريح بالي وضميري. 

  

 ٩- هل هناك نية لإعادة تأسيس اتحاد مماثل في بلاد الاغتراب؟ 
ليست لي أية نية حالياً في إعادة تأسيس الاتحاد، لأن تجربة الاتحاد السّابق علمتني أنّ المرأة بوعيها وإخلاصها تستطيع أن تحقق ما تريد. 
أفكر حالياً بأمور وقضايا أهم من تأسيس اتحاد نسوي أو جمعية أو كروب، بل أتطلع إلى تحقيق ما هو أسمى أحقق من خلاله أحلامي في خدمة شعبي ومجتمعي، وللإجابة بوضوح أكبر على سؤالك سأورد هنا هذه العبارات التي كتبتها كجواب على سؤال وُجّه إليّ في حوار سابق: 
(( تستطيع المرأة أن تكون صاحبة كيان مستقل خاص بها، وتستطيع أن تدخل مختلف مناحي الحياة وتبرز نفسها من خلالها بكفاءة واقتدار إذا أرادت هي ذلك وسعت إلى تحقيقه، وذلك بالانطلاق أوّلاً من ذاتها بتحريرها من المظاهر السّلبية الرّاسخة فيها، وإطلاق سراح الإيجابية والحسنة منها وتوظيفها لخدمة بناء نفسها وكيانها من جديد لتكون قادرة على المساهمة في تأسيس مجتمع سليم ومتكافئ.  
على المرأة ألا تركب الموجة كما يُقال وألا تدخل أي عالم سواء كان عالم الأدب والكتابة أو السّياسة أو الفنّ والعلم وغيرهم لتبرز ذاتها فقط أي من باب الرّياء والأنانية أو إغاظة النّساء الأخريات إن لم تكن مؤهّلة لذلك. عليها أن تدخل المجال المناسب لقدراتها المعرفية والعلمية والأدبية. هناك مقولة أردّدها على الدّوام: ” المرأة في كلّ أنحاء العالم ليست بحاجة إلى مَنْ يدافع عن حقوقها أو يسترد لها هذه الحقوق، المرأة ذاتها قادرة على تحقيق ذلك من خلالها ثقتها بنفسها وبقدراتها ومن خلال مواجهتها لكلّ الظّروف والعراقيل التي تعترض سبيلها، أمّا الحقوق التي يكتسبها المرأة النّاشطة والمناضلة وبالتّعاون مع المجتمع فعلى الأغلب تستحوذ عليها 
المرأة الأنانية والانتهازية التي تستغلها في غالب الأحيان بشكل خاطئ وتكون نتائجه سيئة)). 

  

١٠- من المعروف أنك كنت المسؤولة المباشرة للاتحاد النسائي الكردي في سوريا الذي تأسس عام 2011 والناطقة الرسمية باسمه في المؤتمر والكونفرانسات ووسائل الإعلام المختلفة، هل تستطيعين أن توضحي لنا ذلك؟ 
صدقت ماموسته القدير، كنت ألقي كلمات الاتحاد على الدوام، وكنت النّاطقة باسم الاتحاد وللتأكيد على ذلك سوف أكتفي بأمثلة أتيت بها من بعض المواقع الالكترونية الكردية والعربية التي كانت تغطي مجريات مؤتمر الاتحاد النّسائي وكونفرانساته: 
((انعقد المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد النسائي الكردي في سوريا يوم الثلاثاء الموافق لـ 17-7- 2012 تحت شعار:

        (من أجل حياة أفضل للمرأة الكردية والمجتمع الكردي)

بحضور وفود من المجلس الوطني الكردي في سوريا والمجلس المحلي في ديرك وبلدة كركي لكي ووفود الأحزاب السياسية الكردية ومنظمات المرأة في الأحزاب السياسية والتنسيقيات والمنسقيات الكردية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة. 

– افتتح المؤتمر بالوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح شهداء الكرد وكردستان وشهداء الثورة السورية، ثم عُزِفَ النشيد القومي الكردي (أي رقيب, ومن ثمEy reqîb)

قامت الشاعرة والكاتبة “نارين عمر” بإلقاء كلمة الاتحاد النسائي الكردي في سوريا باللغة الكردية، أوضحت فيها  الأسباب والعوامل التي دعت الى تأسيس الاتحاد النسائي، وتحدثت عن أهداف الاتحاد التي تتلخص في تأكيد دور المرأة في جميع النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والسعي إلى تهيئة المرأة للمرحلة المستقبلية لسوريا الغد، ومحاربة كل العادات والقوانين التي تكبل المرأة وتحد من دورها, والعمل لتمكينها من ان تكون صاحبة قرار في المجتمع وفي السياسة, والتأكيد على دورها في مراكز الريادة……)). 
وكذلك كتبوا عن كونفرانس قامشلو: 
(( بتاريخ 3/10/2012 وبحضور قيادات بعض الأحزاب الكردية وممثلي منظمات المجتمع المدني من بينها العديد من المنظمات والجمعيات التي تخص شؤون المرأة, عقد فرع قامشلو للاتحاد النسائي الكردي في سوريا كونفرانسه الأول في قاعة المؤتمرات بقامشلو. بعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء والنشيد القومي (أي رقيب) 
القت السيدة نارين عمر كلمة الاتحاد النسائي الكوردي في سوريا باللغة الكوردية , تطرقت فيها الى الاسباب التي دعت الى تأسيس الاتحاد النسائي وتحدثت عن أهداف الاتحاد التي تتلخص في تأكيد دور المرأة في جميع النشاطات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية واعداد المرأة للمرحلة المستقبلية لسورية الجديدة ومحاربة كل العادات والقوانين التي تكبل المرأة وتحد من دورها, والعمل لتمكينها من ان تكون صاحبة قرار في المجتمع وفي السياسة, والتأكيد على دورها في مراكز الريادة.. واشارت نارين عمر في كلمتها الى علاقات الاتحاد النسائي مع منظمات المجتمع المدني وسبل التعاون معها من اجل احقاق حق الشعوب التي تئن تحت سياط الظلم والاضطهاد)).  
 ١١– سؤالي الأخير سيكون حول أمور تودين أن تظهريها ولم ترد في أسئلتنا لك؟ 
أشكرك على كلّ الأسئلة الهامة والقيّمة التي طرحتها، ولكنّني أودّ أن أشير إلى بعض الملاحظات التي أرى بوجوب ذكرها وإن تبيّنت لبعض قرّائنا الأعزاء أنّها ليست بذات أهمية ولكنّها مهمّة لي: 
الملاحظة الأولى: 
من المؤسف أنّ بعضهم أخبرني أنّ بعض الزميلات في فرع ديريك قمن بحذف كل صوري ونشاطاتي التي قمت بها لصالح الاتحاد من صفحة الاتحاد على الفيسبوك، وكذلك قمن بحذف وقابلاتي التلفزيونية والإذاعية ومحاضراتي وأمسياتي الشعرية والثقافية التي أقمتها باسم الاتحاد ومن الفيديوهات الموجودة عندهم، ولكنهن نسين أنها كلها موجودة لدي ومحفوظة عندي وهي موجودة على مختلف المواقع الكردية والعربية التي كنت أرسل إليها نشاطات الاتحاد ولدى الكثير من زميلاتنا. 
طبعاً لم أزعل من زميلات ديريك اللواتي فعلن ذلك لدى سماعي لهذا الخبر، بل زعلت عليهن لأنني أدرك تماماً أن قلة خبرتهن في مثل هذه الأمور وعدم نضج تجربتهن لحد اليوم جعلتهن يفعلن ذلك وكذلك جهلن بأمور الإعلام والصّحافة ووسائل التّواصل الأخرى المرئية والمسموعة والمقروءة.  

الملاحظة الثّالثة: عندما كنت أذهب إلى مناطقنا الكردية والقرى والنّواحي الأخرى  كانت زميلة لنا تترجاني أن تتحدث إلى الحضور بعد حديثي إليهن مباشرة وتقول لي: 

“أنت معروفة لدى الجميع، دعيني أتحدّث إليهنّ ليتعرفن عليّ ويحببني”، فكنت أسمح لها بالحديث، وكذلك عرفتها على الكثير من الشخصيات، وفي جلسة نقاش بيننا قالت لي:” إنك كنت تخافين الحديث إلى الآخرين لذلك كنت أتحدث بالنيابة عنك” مؤسف هذا الكلام ومقرف أيضاً. 

الملاحظة الرابعة: 

سوف أورد فقرات من رسالة وصلتني عام 2014 موقعة باسم بعض المخلصين من شعبنا أرسلوها لي، وطلبوا مني أن اوافق عليها لينشروها في وسائل الإعلام، لكنني شكرتهم، وفضّلت أن احتفظ بها وألا ينشروها: 
يعدّ القائد “أوسمان صبري” المؤسّس الأوّل والفعليّ لأوّل حزب كرديّ في سوريا لأنّه أوّل شخص دعا إلى تأسيسه وإنشائه، وفيما بعد اعتبروا كلّ الأشخاص الذين وافقوا على اقتراحه، وأسّسوا الحزب معه من المؤسّسين.  
نارين عمر أيضاً هي أوّل امرأة دعتْ إلى تأسيس الاتحاد النّسائيّ الكرديّ في سوريا في عام 2012م، لذلك من الطّبيعي أن تُنسب إليها هذه الحقيقة)). 

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ألمانيا- إيسن – في حدث أدبي يثري المكتبة الكردية، صدرت حديثاً رواية “Piştî Çi? (بعد.. ماذا؟)” للكاتب الكردي عباس عباس، أحد أصحاب الأقلام في مجال الأدب الكردي منذ السبعينيات. الرواية صدرت في قامشلي وهي مكتوبة باللغة الكردية الأم، تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط، وبطباعة أنيقة وغلاف جميل وسميك، وقدّم لها الناقد برزو محمود بمقدمة…

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…