خالد جميل محمد
خاص بولاتى مه
توصيف الحالة
في العقدين الأخيرين، زادت عملية التكريمِ وتوزيعِ الجوائز الثقافية والأدبية والفنية في مجتمع رۆژاڤایێ كوردستان (كردستان سوريا)، في الوطن والمهجر على السواء، حتى صارت ظاهرةً تستدعي الوقوف عندها، ودراستها، ونقدها، وتحليلها، والكشف عن أبعادها وآفاقها، إضافة إلى السؤال عن الجدوى الحقيقية والفعلية منها والدوافع وراء غزارتها الملفتة للانتباه والمثيرة للدهشة والاستغراب، مقارنة بعدد السكان والمبدعين، بالشكل الذي تبدو فيه تلك العملية والمضمونِ الذي أُفرِغَ من معناه المأمولِ، حيث تأخذ هذه العملية، في معظم صورها وحالاتها وعلى نطاقٍ واسعٍ، طابعاً من الفوضى وانعدام التنظيم، إضافة إلى سِمة الاستخفاف بها، غالباً، وتسفيهِها بصورة أفقدَتْها قيمتَها وجعلتْها خاويةً من صفة الرُّقيِّ التي من المفروض أن تلازمها ما دامت تكريماً لحالةٍ إبداعية متميزة، إلا أنَّ ما عرفته هذه العملية من تعدد وانتشارٍ غير مناسبٍ وغير موفَّق، جعلاها رخيصة إلى الحدّ الذي يستدعي السُّخطَ والرفض ممَّن يَتُوقُون إلى التغيير وتجاوز الجمود والتقليد وحالة التكاثر والتوالد في مثل هذه العمليات، كما يستدعي وجوب البحث عن طرائق بديلة تكون أكثر سُموّاً ونُبلاً مما هي عليه الآن من سُقمٍ واعتلال واعوجاج.
تَفَشّي ظاهرةِ تَعدُّدِ الجوائز والتكريمات، يميناً وشِمالاً، بالصورة التي هي عليها راهناً، في مجتمع رۆژاڤایێ كوردستان (كردستان سوريا)، لا يختلف إساءةً عن الكمِّ الكثير المثير للتساؤل، من التنظيمات السياسية والثقافية والإنسانية، وتشظّيها وتكاثرها هنا وهناك، دونما رادع أو ضابطٍ أو قَبُول للنَّقد، في تلك الرقعة الجغرافية المحدودة المساحة، وذلك الجزء من كردستان، الذي لا يحتمل التعدادُ السكانيُّ فيه هذا العددَ الهائلَ من -بين قوسين- (الأحزابِ والتنظميات السياسية المتوالدةِ بعضُها من بعضٍ، وقد تجاوز عددها ستين حزباً وتنظيماً بل أكثر، واتحاداتِ الكُتّابِ والأدباءِ والمثقفين والفنانين والمبدعين، وقد بلغ عددها أكثر من ثلاثين تنظيماً بأسماء تكاد تكون متطابقةً ومتماثلةً ومتشابهةً، والجمعياتِ الخيريةِ، ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ، ومنظماتِ حقوقِ الإنسانِ، ومنظماتِ حقوق المرأة، ومنظماتِ حقوق الطفل، والمنظمات القانونية والاقتصادية، والفِرَقِ الفنية، إضافةً إلى مكاتبِ وهيئات ولجان مَنحِ الشهادات الفخرية في الدكتوراه والدبلوماسية والبرمجة اللغوية العصبية، فضلاً عن فيديوهات البث المباشر والمستوى المتدني لمعظمها لا لكلها بالإطلاق، في معالجتها السطحية للموضوعات والمشكلات والقضايا الكبيرة والصغيرة..)، وفي خضم هذه الكثرة العجيبةِ، يزداد الجَهلُ تفاقماً، وتحتل الأمّيَّة اللغوية والثقافية محلَّ الوعي، ويُزاحِمُ الجَهَلةُ أربابَ العقل والإبداع والابتكار، وتحاصرُ آفاتُ الادِّعاءِ كلَّ فكرٍ متنور من حقّه أن يصرخ في وجه هذه الحالة المرَضية/ الوباء، بكلمة “كفى”.
التكريم في ميزان النقد
يُراد النقدُ من هذا النقد، ليسَ غيرَ، فهو يهدف إلى النقد والتوبيخ المطلوب إزاء هذا الخطر الداهم والآفات المستشرية، ولا يقصد من ورائه أيُّ تقليل من قيمة الجهود الرامية إلى تقدير الجديرين بنيل الجوائز والتكريمات، وهي جهود جديرة بالشكر والتقدير، كما لا يراد به إنكار الأهداف النبيلة من وراء تلك التكريمات، وهي أهداف لا يُحكَم عليها في هذا السياق بسوءٍ، ولا يُنظَر إليها بريب أو ظنٍّ، لكنّ انتشارها بهذه الحالة الظاهراتية المرَضيّة التكاثرية، خَلَطَ الصالحَ بالطالح، والجيدَ بالرديء، والجاهل بالعالم، حتى صار كلّ بضعة أشخاص يبتدعون لأنفسهم جائزة أو أكثر، باسْمٍ أو أكثرَ من أسماء الراحلين من الساسة أو الأدباء، لدرجة أنه لا يكاد يبقى أحدٌ من الراحلين إلا وباسْمه جائزة أو أكثر، تخليداً لذِكراه، وتثميناً لدوره، فكانت ولا تزال هنا وهناك، جائزة أو أكثر باسم (جكرخوين، أوصمان صبري، جلادت بدرخان، مشعل التمو…) مثلاً، بحيث تُوزَّع الجوائز بكرَمٍ وجودٍ فريدين، مما يستوجب إعادةَ النظر في المسألة، وترتيبِ الأولوياتِ وخطَطِ التكريمات، رأفةً بالناس في معاناتهم العميقة ومشكلاتهم الكبيرة، ومصائرهم الضائعة في غبار صراعات الأطراف المانحة للجوائز، على أحقية طرف دون آخر، بمنح جائزةٍ ما، وكأنّ ما تتضمنه تلك الجائزة من محتوى وشكلٍ، فعلاً جديرٌ بأن تتسبب بــــ(صراع الأخوة)! هذا إنْ غُضَّ النظر عن الصراعات الأخرى في ميادين الأحزاب السياسية والمنظمات وغيرها، مما ينعكس سلباً على معنويات الناس ومشاعرهم ومواقفهم.
هذا التقدير للراحلين والأحياء، في الجوائز الفقيرة المقصودة هنا، لا يزال يقتصر في معظمه، على كرتونة أو درع نحاسي أو بللوري فحسب، كما بلغ الأمرُ حدّ الاكتفاء بصورة فيسبوكية لشهادةٍ ذاتِ تصميمٍ جاهزٍ إلكترونياً، تُنشر في الصفحة الزرقاء، أو في بعض المواقع المغمورة إقليمياً وعالمياً، ثم لا تلبث أن تضيع في ركام المنشورات الهائلة العدد، وينساها الجمهور، بل يتناساها مستلمُها أيضاً، لأنها لم تترك في مسيرة حياته الإبداعية أثراً مهماً، هذا إنْ كان الحاصل على تلك الجائزة جديراً فعلاً بالتكريم، أو إن كانت الجهة المانحة جديرة أيضاً بأن تُكَرّمَ مبدعاً حقيقياً، أو إن كانت الجائزة نفسها تستحق أن يفخر بها طرفا الاستلام والتسليم. ومن طرائف هذا الموضوع أنّ جهةً من تلك الجهات الكريمةِ، منحت جائزتها الكرتونية لأحد المبدعين، لكنها، كما صرّح ذلك المبدع لهذه الدراسة خاصةً، لم تكلّف نفسها، على الأقل، عَناءَ إرسال تلك الكرتونة إليه بالبريد أو بأي طريقةٍ ممكنة، وقد طال انتظارُه أملاً في أن تُرسلها تلك الجهة المانحة، حالماً بأن يتباهى بصورتِه معها منشورةً في صفحات التواصل الاجتماعي، أمام الأحبة والخصوم، إلا أن تلك الجهة اكتفت بمنشور فيسبوكي، بأنها منحت المبدع الفلاني جائزة عام 2021 “لجهوده الكبيرة” في مجال الإبداع(!).
الجانب القيمي للجوائز
ترى هذه الدراسة أن الفقرَ الماديَّ للجهة / الجهات المانحةِ لمثل هذه الجوائز، سببٌ كافٍ لأن تعتذر تلك الجهةُ / الجهاتُ عن مواصلة مسيرتها في توزيع الجوائز بجود وكرم لا يكلفانها سوى كرتونة أو صورة إلكترونية لكرتونة أو شهادة امتياز، ضمن منشور فيسبوكي، وأن تلتفت إلى ما تستطيع القيام به بدلاً من ذلك النوع من “التكريم الفقير”، كما أشار إلى ذلك، الكاتب الكرديُّ حليم يوسف، في أحد منشوراته، حيث إن الجوائز المقتصرة على كرتونة مستطيلة الشكل، أو صورة إلكترونية لشهادة فيسبوكية، أو درع زجاجي أو خشبي فحسب، إنْ كانت مقبولة مدة عقود من السنين حتى الآن، لأسباب تتعلق بمستوى الوعي السائد والظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وغيرها من المبررات والحجج المهترئة من كثرة الاستعمال والتكرار، فإن الوقت قد حان للمطالبة بوجوب إحداث تغيير حقيقي في طبيعة هذه الجوائز وقيمتها، وطرائق تقديمها، وتسليمها واستلامها، وضبطها بمعايير يعجز عنها مستسهلو عملية التكريم ومسترخصوها، ممن لا يزالون يرتضون أن يُحَجّموها في إطار رخيص شكلاً ومضموناً وقيمةً. فإما كذلك، وإما لا بدّ لتلك الجهة / الجهات من الكفّ عن مثل هذه التكريمات التي تسيء إلى قيمة الذين تكون الجوائز بأسمائهم، من مبدأ أن عدم وجودها خيرٌ من هذا الوجود الهشّ الذي لا يليق بقامةٍ إبداعيةٍ حقيقيةٍ عزيزة النفس، تعرف قيمتَها وتستحق تكريماً يليق بها مادياً ومعنوياً واحتفالاً واحتفاءً، ولا تليق بقامةٍ تأسست الجائزة باسْم صاحبها (الراحل)، بحيث يُرتقى بهذه الجوائز لأن تكون حلماً لكبار الكتاب والمبدعين، وأن تكون لها ولمانحيها ولمستلميها وللِّجان المشرفةِ عليها والمشاركةِ في ترشيح الأسماءِ، هيبةٌ وتقديرٌ بحجم هيبتها وقيمتها، بل تكون دافعاً لإنتاج أدبي، ثقافي، فنّي وفكري رفيع القيمة والمستوى.
لبلوغ هذا الهدف لا بد من اعتماد برامجَ وخططٍ وآلياتٍ تعتمد عدداً من الشروط والمقومات والمعايير والمقاييس التي من شأنها أن ترتقي بالتكريم إلى مستوى حضاريٍّ أكثرَ رُقِيّاً وأغلى ثمناً من الصورة التي تبدو عليها حالياً، أو أن تتوقف تلك الجهات الكثيرة عن هذه (المكرمة)، حيث يمكن أن توصف هذه الصورة الراهنة من التكريم بأنها ضرب من خداع النفس والجمهور، في ظل الانتشار الواسع غير المنضبط وغيرِ السَّوِيِّ لهذه التكريمات/ الجوائز التي لا يكاد يمرّ أسبوعٌ إلا وتُمنَح فيه جائزةٌ أو شهادة تقدير أو دكتوراه فخرية أو أكثر من ذلك الصنف من الجوائز، على مستوى مجتمع رۆژاڤایێ كوردستان، في الوطن والمهجر، لـــ (مبدع) أو أكثر، فضلاً عن تعمُّدِ الجهات المانحةِ لتلك الجوائز، تهميشَ شخصياتٍ مبدعةٍ جديرةٍ بالتكريمِ، غالباً، وتُقدِّمُ عليها شخصياتٍ أقلَّ شأناً وكفاءةً وإبداعاً، لكنْ بما أن العملية لا تتجاوز كرتونةً رخيصةً أو ما يكاد يعادلها في القيمة من درع أو زجاجة او خطاب تمجيديٍّ طنّانٍ، فلا بأس من ذلك، لكن لو كانت التكريمات ذاتَ قيمة مادية ووفق أصول وشروط وقواعد صارمة، وبمبالغ مادية ثمينة وحفلاتٍ راقية، وعن طريق لجان اختصاصية نزيهةٍ، فقد كان ممكناً أن تسلك عملية التكريم منحى أكثر عدلاً وإنصافاً وقيمةً… وجَمالاً.
الموضوع هنا، في هذا السياق، يخص الأحياء مِمّنْ يُكرَّمون، حيث صار الحديث في موضوع تكريم الراحلين، بعد وفاتهم، أمراً مكروراً غيرَ ذي تأثير، في حين أن الجهات التي تتبنى تكريم الأحياء بجوائز فقدت قيمتها المعنوية أيضاً، إلى جانب انعدام قيمتها المادية، لم تلتفتْ بعينٍ فاحصةٍ إلى مئات الجوائز العالمية والعربية ذات مئات آلاف الدولارات والأوسمة الذهبية وغيرها مما لا مجال للخوض في التذكير به، إضافة إلى طباعة الكتب والترويج لها، لتتعلم منها كيف يجب أن يكون التكريم، وما هي واجبات الجهات التي تكفل منح الآخرين جوائزَ وتكريماتٍ، وما هي الآليات والأجواء التي يفترض أن تجري فيها عمليات التكريم، وما هي الشروط والمقومات الواجب توافرها في الجهات والشخصيات التي ترشّح المبدعين لنيل الجائزة، لكنَّ واقع الحال يُظهِر جلياً أن في عملية التكريم الكرتوني، بعد كل هذه التجارب، استخفافاً ما عاد يرتضيه منطقٌ قَوِيم وعقلٌ سليم. وهنا يقتضي السياق أنْ يشار إلى أنَّ كثيرين من المرشحين لنيل تلك الجوائز أيضاً، في معظم الأحوال، أشخاصٌ لا علاقة لهم بالإبداع ولا يستحقون حتى تلك الجائزة الكرتونية، لكن التسيّب وغياب النقد والطبيعة العشوائية والفوضوية واللامسؤولة لأغلب الترشيحات لنيل الجوائز، هي التي تُقصي الجديرين حقاً بالتكريم، وتُعلي من شأن غيرهم.
أظهرت المتابعة والتواصل مع أكثر من عشرة أشخاص حاصلين على جوائز من هذا النوع، أو مساهمين في تكريم غيرهم، أن معظم الجهات التي تمنح (المبدعين) جوائزَها، لا تعتمد معاييرَ النقدِ الحقيقيِّ الاختصاصيِّ والتقييمَ الموضوعيَّ المنصفَ، بقدر ما تعتمد على أمزجة أشخاصٍ أو جهاتٍ لا علاقة لهم/ لها بالمجال الذي تُمنح فيه تلك الجوائز، كما أن معظمها لا يستعين بلجان من أهل الاختصاص أو الأكاديميين للنجاح في عملية ترشيح الجديرين بنيل الجوائز والتكريمات، حتى تخرج هذه الجوائز / التكريمات من الأدراك الدنيا التي بَلَغَتْها في مجتمع رۆژاڤایێ كوردستان. وفوق ذلك كله فإن معظم تلك الجهاتِ معدومةِ الحالِ، لا تستطيع تسيير أمورها، ولا تملك قدرة مادية تسمح لها بدعوة مستلم جائزتها الكرتونية إلى حفلة عشاءٍ شبهِ فاخرة، فكيف بها إن طولبت بمنحه مبلغاً من المال يعادل ما تمنحه جائزةٌ عالمية أو عربية، مثل نوبل أو دبلن أو كتارا أو الشارقة أو غيرها.
يندر أن يكون منح الجوائز والتكريمات في مجتمع رۆژاڤایێ كوردستان، في الوطن والمهجر، ضمن حفل مناسب يليق بالتكريم الحقيقي، وقد بلغ عددها أكثر من عشرين جائزة، ومعظمها يخلو من أي مكافأة مادية جيدة، ما عدا قليلٍ منها، مثل جائزة (اتحاد مثقفي رۆژاڤایێ كوردستان/ HRRK) التي انفردت بمنح من تكرمه بمبلغ ألف دولار أمريكي، وهو رقم قياسي في هذا المجال، لا يعلوه رقمٌ آخر، وهذا المبلغ يوزع على شخصين كل عام. أما جائزة مهرجان القصة القصيرة الكردية، فإنها (في مهرجان 1-5/7/2021)، منحت الحائز على المرتبة الأولى مبلغ مليون وخمسمئة ألف ليرة سورية، أي ما يعادل أقل من 600 دلاور أمريكي، كما منحت الحائز على المرتبة الثانية مبلغ مليون ليرة سورية، أي ما يعادل أقل من 400 دولار أمريكي، ومنحت الحائز على المرتبة الثالثة مبلغ 500 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل أقل من مئتي دولار أمريكي. أما جائزة (آرتا للعطاء والإبداع) فإنها تمنح مبلغ 500 ألف ليرة سورية، لفنّانٍ أو أكثر.
وثمة جوائز أُخرى كثيرة، لا يقلل هذا النقد من قيمتها وقيمة الجهود التي تتكفلها، لكنّ الواقع أن معظهما يكاد يكون لا ضرورة له خاصة أن تلك الجوائز تخلو من أي مكافأة مادية أو حفل تكريمي مناسب وقيّمٍ، يليق بالمبدعين الذبن تكون الجوائز تخليداً لذكرى أصحابها، ومنها: جائزة/ جوائز أوصمان صبري، جائزة / جوائز جكرخوين، جائزة/ جوائز مشعل التمو، جائزة اتحاد كتاب كردستان – سوريا (بِشَرطةٍ بينهما)، جائزة اتحاد كتاب كردستان سوريا (بلا شَرطة بينهما)، جائزة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، اتحاد مثقفي رۆژاڤا، جائزة أحمدێ خاني، جائزة ملا أحمدێ پالۆ، جائزة رشيدێ كرد، جائزة تیرێژ، جائزة رۆنی للمرأة الكردية في قامشلۆ، جائزة حركة الطلبة الكرد في جامعة الحسكة، جائزة مهرجان الشعر الكردي، جائزة مركز سوبارتۆ للدراسات العلمية، جائزة جوان ميراني، وجوائز أخرى كثيرة.