المرقدُ العالي

عبد الستار نورعلي

أُطلقُ الليلَ سحاباً..
ماطراً..
بين آلاءِ عيونكْ.
أشربُ النبعَ سخيناً،
فأنا البردانُ،
قد حمّلني الشوقُ مرايا،
تعكسُ الوجهَ.. 
على ذاكَ الترابْ، 
حيث مزّقتُ فؤادي 
بين عينيها،
وتلكَ القافلةْ.
 
أقفلتْ أوراقيَ الحُمرُ 
شبابيكَ شبابي ،
واستعاضَتْ 
بشبابيكِ الرمادْ.
مرَّتِ العنقاءُ 
فوق الدارِ، قالتْ:
يا ابنَ بابِ الشيخِ،
يا ريحِ الدرابينِ/ البيوتِ الآيلةْ..
للنزوحْ،
قُمْ منَ النومِ، استفقْ،
فسنينُ العمرِ مرَّتْ في الزوايا، 
والخبايا الحالمةْ
دونَ صوتْ.
قمْ منَ النومِ العوافي، 
واصرخِ اليومَ، 
فما صرخةُ مظلومٍ
سوى سيفٍ منَ الصوتِ،.. 
فقمْ!
يا ابنَ بابِ الشيخِ،
شيخُ المرقدِ العالي..
(نصيرُ الفقراء)
ها يناديكَ، 
يحيّيكَ
على الصبرِ الجميلْ.
 
كنتَ طفلاً 
مرحاً
نابضاً
راكضاً..
بينَ الميادينِ الرحابْ،
سابحاً..
في فضاءِ المرقدِ العالي،
يناديكَ حمامُ الدوحِ
من فوق المنائرْ، 
ويصفِّقْ
بجناحين منَ النورِ،
وفيضٍ منْ حبورْ.
قمرٌ في كبدِ الليلِ
واسرابُ نجومْ،
همْ حواليكَ،.. 
فقُمْ.
رقدةُ الحرفِ سؤالٌ 
يتردَّدْ..
في زوايا المرقدِ العالي،
تعالْ..
بيننا،
حلِّقْ،
ستلقى الكوكبَ الدُريَّ.. 
دوَّاراً معكْ،
والنجومْ..
ساهراتٍ 
في ثنايا مضجعكْ،
 
قمْ،
وطِرْ،
مثلما العنقاءُ طارتْ..
من رمادِ الخصبِ،
فاخضرَّتْ حقولُ الروحِ
ما بينَ رياحِ الشرقِ،
والغربُ طواكْ
في جناحين منَ النارِ،
ولكنَّ الجسدْ
ظلَّ في خصبِ ترابٍ..
لا ينامْ…. 
عبد الستار نورعلي
الثلاثاء 24 أغسطس 2021 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أعلنت دار الخياط – واشنطن عن صدور رواية جديدة للكاتب والباحث السوري مازن عرفة بعنوان «نزوة الاحتمالات والظلال»، لتضاف إلى سلسلة أعماله الأدبية التي تجمع بين العمق الفكري والخيال الجامح، وتفتح أفقاً جديداً في السرد العربي المعاصر.

وتطرح الرواية، التي جاءت في 190 صفحة من القطع الوسط، عالماً غرائبياً، تتقاطع فيه نزوات الطغاة مع رغبات الآلهة،…

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…

حاوره: إدريس سالم

إن رواية «هروب نحو القمّة»، إذا قُرِأت بعمق، كشفت أن هذا الهروب ليس مجرّد حركة جسدية، بل هو رحلة وعي. كلّ خطوة في الطريق هي اختبار للذات، تكشف قوّتها وهشاشتها في آنٍ واحد.

 

ليس الحوار مع أحمد الزاويتي وقوفاً عند حدود رواية «هروب نحو القمّة» فحسب، بل هو انفتاح على أسئلة الوجود ذاتها. إذ…