في تأمّل تجربة الكتابة.. بخطّ يدكِ أدينكَ فأين هي شجاعتك؟

فراس حج محمد/ فلسطين

هل كنت متوقعاً أن يقوم أحمد زكارنة بالهجوم عليّ؟ بالتأكيد نعم، لأنني ببساطة لا أظن أنه يستطيع احتمال الحقيقة، وفي ذلك الهجوم الذي وفّر “ملطمة فيسبوكية” لأصدقائه ليشتموني، على الرغم من أنه لجبن فاضح مترسخ فيه، إذ لم يذكر اسمي، ولم يُحِل أصدقاءه على المقال الذي يفند أخطاءه المعرفية والنقدية في كتاب “وعي الهزيمة”، وسعى عبر شبكة علاقاته المشبوهة إلى حذف المقال من موقع المجلة التي نشرته. وهذا بلا شكّ فيه جبن مضاعف وارتعاب من نور الحقيقة الذي أعشى بصره وأعمى بصيرته؛ إذ كان المقال في موقع فأصبح في عشرات المواقع. فكيف له الآن أن يسيطر على المقال وقد أضحى منشورا واطلع عليه عشرات الآلاف من القراء في أنحاء الدنيا، شرقا وغربا، من الشمال إلى الجنوب؟ 
إنه كمن “جاء يكحلها فأعمى عينيها”، و”اتسع الخرق على الراتق”، وأصبحت الفضيحة عالمية “بجلاجل” كما يقول إخواننا المصريون. ألا قاتل الله التسرع؛ ما أفدح مفاجآته غير السارة التي تضع صاحبها في ورطات لن يخرج منها سليماً ومعافى!
لقد أتعب زكارنة نفسَه في الرد على الفقرة الأولى فقط، تلك التي اشتمّ فيها شيئا من الشخصنة، وما هي كذلك، ومن يقرأ المقال يعرف ارتباطها بالمقال من جهة موضوعية، غير اعتباطية، لأنه رأى في الرد عليها مخرجا من الإحراج وحفظا لماء وجهه الذي أريق عندما عمّمت المقالة على الكتّاب جميعا، ولأنني لست جباناً، وأتمتع بشجاعة متناهية الحد بعثته لكتّاب فلسطين قاطبة بمن فيهم هو نفسه، وأوصلته كذلك للأستاذ محمود شقير الذي تربطني به علاقة من الاحترام المتبادل، وعندما أنتقده لا أنتقد شخصه، وإنما هو توجيه لاحترام قدره وكلمته، فلا يبذلهما مجاناً في المكان الخطأ، وأظن الأستاذ شقير سيعترف بينه وبين نفسه إن قرأ مقالي، بأنني لم أتجنَ عليه ولا على زكارنة، ومعهما البروفسور محمد عبيد الله.
لقد خدع أحمد زكارنة قراءة وأصدقاءه خديعة كبرى عندما أوهمهم أنّ المقال متجه نحو الشخصنة، ولذلك هيّجهم في تركيزه على النقطة الأولى، ولم يستطع ولن يستطيع الرد على بقية المقال الذي هو نقديّ تخصصي الذي لن يفهمه. وإن انزلق إلى الرد فإنه سيعاني كثيرا من الصعوبة البالغة، فهو غير مجهّز مفاهيميا لذلك إلا بالمزيد من الخلط والخلل والشطط.
ومن المفارقات الحادة الصادمة التي بكل تأكيد ستصدم زكارنة نفسه؛ أنّ ردود الكتّاب على المقالة التي جاءت في رسائل البريد الإلكتروني كانت تؤكد وجهة نظري، عدا وجهة نظر النّقاد المعتبرين الذين اطلعوا على المقال، مؤكدين صحة ما كتبتُه منهجيا، وقد اطلعوا على الكتاب أو مقالاته المنشورة مستقلة أيضاً، ويعرفون طريقة الكاتب الملتوية في الكتابة والحديث الإذاعي، ولم ترق لهم تلك المقالات، فهي ليست واضحة، ولم تظفر منها بشيء مهم، كما قالوا، بل إن أحدهم وصف شقير وعبيد الله بأنهما كانا منافقين فيما كتباه عن الكتاب، وليسا مجرد مجاملين فقط، شاكراً على نحو خاص صديقين؛ أحدهما أكاديميّ؛ فقد اتصل بي مادحا جرأتي في الكتابة، وأنني لم أقل في الكتاب سوى الحقيقة، معبرا عن سعادته بالمقال. وأما الصديق الآخر فالكاتب رائد الحوّاري الذي وفّر من صفحته الشخصية مكاناً لإعادة نشر المقالة، واستقبال الردود عليها والاعتناء بها.
أما اللاطمون مع زكارنة على صفحته- الذين أغلبهم لم يقرأ كتابه- للأسف- فمنهم من أرسلت لهم المقالة، ولكنهم التزموا الصمت، ولم يدافعوا عن زكارنة ويوقفوني عند حدي، بل إن في صمتهم عدم احتفال بالموضوع من أساسه، فلم يعيروا الأمر اهتماما، وإما أنهم متزلفون منافقون، يحبون أن يشبعوا لطما في هذه الملاطم. فالموضوع أصلاً لا يحتمل “النزق” و”النرفزة” والاهتياج.
إن المعول عليه في الاختلاف هو التزام الأدب، ومراعاة خلُق الاختلاف، ولم يلتزم زكارنة بهما ألبتة، وهنا يفتقد زكارنة للكياسة واللباقة وحسن النقاش ويفتقر إلى أدنى معايير الاختلاف، فوصفني بالكاذب والمدلس وقليل الأدب، وليس مهماً ما قال، فأنا أعرف نفسي وأعرف ما كتبت، ولم أكتبه انتقاما ولا تهوينا من شأنه الشخصي، لا سمح الله، فما كنت أحسبه أنه صديق، وبيننا مودة كان يظهرها لي كلما التقينا، لا أدري لمَ قلب لي ظهر المجنّ؟ فمن حقي أن أكتب في أي كتاب وأن أقول رأيي فيه، حسب قناعاتي الشخصية ودراستي المنهجية الأكاديمية للأدب، وتخصصي في النقد تحديداً، وليس نهاية العالم أن يأتي كتاب “وعي الهزيمة” كتابا مليئا بالمغالطات النقدية، فزكارنة ليس ناقدا، ولا يصنف ناقدا، ولن يحسب في يوم من الأيام على النقاد، ولن يصبح ناقداً محترفا على المدى المنظور، فليس لديه ما يؤهله ليتزيّا بزيّ النقاد ومناهجهم المنضبطة لقصور بنيويّ في جهازه المفاهيمي، فما هو على أحسن حال إلا كاتب مقال تذوقي انطباعي يستعرض فيه مخزونه الثقافي “اللقيط”؛ غير المنهجي. وهذا ليس عيباً ابتداء، فليس وحده هكذا، فمثله كثير، فجلّ كتابنا يشبهونه، ولكن من “نشر عرّض نفسه للنقد” كما يقول غوستاف لينسن.
لن أنجرّ إلى المهاترات بطبيعة الحال، لكنّ زكارنة نفسه هو الذي بحث عني، وأصرّ على أن يهديني كتابه “وعي الهزيمة”، يبدو أنه لم يكن في وعيه تلك اللحظة أو أن الوعي خانه، أو لعله كان يعدّني في زمرة الذين يمتدحونه ويهللون له دون وجه حق، فأدلّس ساعتئذ على القراء، وأضللهم وأكذب عليهم عندما أسوّق لهم كتابا مضلّلا للوعي وللحقيقة، فالرائد لا يكذب أهله، وقرائي ومتابعيّ هم أولى الناس بمعرفة الحقيقة، ولهم أن يناقشوني، ويختلفون معي. ولن أشتم قارئا عمري، حتى في غمرة الهجوم عليّ عندما كتبت مقال: “أجمل ما في المرأة ثدياها” ومقال: “السمات المشتركة بين الكمامة والكيلوت”، تلك المقالة التي يهوّن من شأنها زكارنة ويلمز بها، ويتفّه الإشارة إليها بقوله: “صاحب مقال الكمامة والكلسون”. أعتقد أنه لم يفهمها كما فهمها العارفون وهم قلة على أية حال. ولن ألومه؛ فهذا مقدار وعيه المهزوم، وهذه هي حدود قدراته العقلية والنفسيّة، وعلينا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم، ولا نحملهم أكثر من طاقتهم الاستيعابية والإدراكية، فمن الظلم أن أطالب زكارنة بأن يفهم ما كتبت، ولكن عليه بالمقابل أن يفسح المجال لأن يفهم النقاد أقواله ومصطلحاته المغلوطة، ويبينوا أخطاءه التي جاءت “خبط عشواء” مميتة للنقد، من أيّ باب وجهتها فلن تجد فيها ما يسرّك.
لم أكن أحبّ أن ننزلق إلى مثل هذا والله، وكنت أتمنى لو تمت المناقشة وجها لوجه؛ بعيدا عن لغة الردح والشتائم، فقد سبق أن كتبت في أحد حلقات برنامج له مقالا، لم تعجبني الحلقة، واعترف لي أمام كثير من الأصدقاء غير مرة أنني كنت على حق، وأنه بالفعل لم يكن قد حضّر نفسه جيدا للقاء، فسارت الحلقة على الوجه الذي سارت عليه، وبينت ذلك بالتفصيل في موقعه من ذلك المقال. اتصل بي زكارنة يومئذٍ، وشكرني وأكد وجهة نظري وأفكاري في ذلك المقال، وبقينا أصدقاء.
على أية حال كيف يتحول “الصديق المبدع” الذي هو أنا كما وصفني زكارنة عندما أهدى إلي كتابه “وعي الهزيمة” إلى “مدلس وكاذب”. المسألة ليست بحاجة إلى كثير من التفكير، إنما هو الإنسان هكذا، كما قال فيه خالقه جلّ وعلا: “قُتل الإنسان ما أكفره!”.
وفي نهاية هذه الوقفة أود أن أثبت لزكارنة ما قاله الأصدقاء عنه في رسائلهم إليّ في البريد الإلكتروني، متحفظاً على أسمائهم، لأنه ليس من حقي أن أورد أسماءهم، فلستُ مثيرا للفتن والشغب، وحتى أجنبهم الوقوع في مذبّة لسانه السليط، عدا رسالة الناشر صالح عباسي التي سأبدأ فيها، فقد كتب إلي ردا يقول فيه:
“تحياتي أيها العزيز، أنا دائماً مع النقد الموضوعي، ما كتبته جميل وواضح، رغم أنه كان مسّاً لصديقي الذي أحب محمود شقير، ولكن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. إذ إنه لا يمكن أن تكتب مقدمة أو تظهيراً لكتاب دون أن تمتدح المؤلف، هكذا جرت العادة. سلمت يمينك، ولك محبتي وتقديري”.
وهذه رسالة روائي فلسطيني، له روايات متعددة، واطلع على كتاب “وعي الهزيمة”، فكتب:
“صديقي فراس، لقد وصلني الكتاب، ولم أستطع أن أقرأ منه سوى 30 صفحة، وبعدها تواصلت مع كاتب صديقي فوجدته يحمل فكرتي، فلم أكمله. لا أختلف معك في ما كتبته، بل هو حقيقي ودقيق، لكن ما أستغربه هو قدرتك على قراءة عمل لم يعجبك، حرفا حرفاً، ثم إنشاء ست صفحات عنه. لا أستطيع هذا شخصيا.
الكتابة أمانة، هذا دقيق، وعلى الناقد أن يكون موضوعيا غير منحاز إلا إلى الجمال، لكن السؤال هو: هل تجد زكارنة ناقدا لنكتب نقدا لنقده، وأنت تعرف خطورة نقد النقد، وأي أعمال قدّم لها نقدا بخلاف القراءات والحوارات الإعلامية الرسمية.
مرة أخرى، أغبطك على نفَسك الطويل، لكني أعتقد أن الكتاب سيموت كما مات آلاف أو عشرات غيره بسبب ما ذكرت أعلاه عنه، فلا هو بالنقدي، ولا بالإعلامي، ولا بالأكاديمي، وفيه مجاملات لكل واحد على حدة.
أعتز بصداقتك، لا تثقل على نفسك فليس كل صحيح مناسباً في عالم النقد، وكما قال عمر بن الخطاب “أرخصوه أنتم”.
وإليكم أيضا هذا الرد: “هذا الشيء (الشخص) لا يستحق مجرد الكتابة عنه سلبا أو إيجابا”.
وهنا رسالة من كاتب لا أعرفه شخصيا ولا أظن أنه يعرف زكارنة، أو التقاه يوما، فقد كتب في رسالته: “الأستاذ فراس حج محمد ليتني أطلع على الكتاب لأطابق بينه وبين ما قلته فيه. ولكنني أفترض أن كلامك الرصين في الجرح والتعديل حول الكتاب أصاب الحقيقة، وعرفني بماهية الكتاب وعثراته. وأوافقك “الرأي أنه من المحمود للنقاد جميعا أن يكونوا انطباعيين ….”. من المهم الإشارة إلى ما ذكرته عن محمود شقير، وكيف كال للكتاب مدائح ليست فيه، ولا يستحقها فهذه في نظري خيانة أدبية هو في غنى عنها. أشكرك فقد أمتعتني”.
وفي تأكيد مقتضب يؤكد أحد الأصدقاء ما جاء في المقالة، بقوله: “احترامي الشديد لما كتبته”.
وأخيرا أختم هذه الردود بهذه الرسالة، تقول فيها كاتبتها: “الرائع والمبدع الكبير الأديب فراس حج محمد، تحية احترام وتقدير وبعد:
الموضوع متابعة مقالك “هواة النقد وعثرات الأقلام”، وما أبهجني حقًا العمق العلمي والثقافي العام الذي ناقشت فيه الكاتب أحمد زكارنة، وأثرت قضية لطالما ابتعد عنها نقادنا تحسبًا من ردود الفعل التي من الممكن أن تثير البلبلة في الساحة الأدبية، وأنت أعلم بحالنا وبمشهدنا الثقافي الذي يتشكل من (الكوتات)، وفي الغالب يقع اختيار أصحابها ضمن العلاقات والمصالح المتبادلة في خدمة المبدع دون غيره وإن كان الآخر هو الأحق.
ولا أستهجن أن تُخلط الأوراق عند زميلنا أحمد زكارنة الذي عمل في برنامجه على مدار سنوات ضمن رؤيته وحكمه على الكاتب من بعيد ودون متابعة إبداعه والغوص في تفاصيل وعمق ما يكتب، فليس الكل شبه الواحد، والعكس صحيح، فما لنا علينا، وما علينا لنا نحن النقاد، وكتابة الحقيقة التي تحتاج لصوت كبير يطلقه مبدع كبير وكاتب بحجمك أيها العزيز فراس.
وأخيرًا أتمنى ألا تقطف كلماتك من بيننا، وألا يكسر قلمك الحر، وأدامك راقيًا ومبدعًا ومفكرًا كبيرًا ونبعًا من العطاء. تقديري وأكثر”.
إن كل تلك الردود لهي أصدق عندي من بعض ردود أصدقاء زكارنة الذين هم بالمناسبة أصدقائي، ولا أدري كم هم مطلعون على ما كتبتُ من كتب ودراسات، ولا أظنهم يجهلونني إلى هذا الحد المريب، إلا إذا عملوا بمبدأ “التجاهل”. ولكن ينبغي لأحدهم أن يحافظ على ألقابه العلمية ويحترم عقله، فليس شيء أهون من استجلاب العداوة، كما قال العارفون. مع علمي في نهاية المطاف أن “الجدل” مشروع، إن التزمنا الأدب بعيدا عن التجريح والشتائم، فلتتسع صدورنا إن كنا فعلا مثقفين، نحترم الأشخاص والآراء ونناقشها بروية وعمق.
ومن بين تلك الردود الفيسبوكية التي أحبّ إعادة إدراجها هنا ردّان (وهما ليسا من صفحة زكارنة)، الأول للكاتبة والروائية المغتربة هناء عبيد، تقول: “مقالة عميقة. قلم الأستاذ فراس حج محمد يحمل وعيا متفرّدا لم أجده في أقلامٍ أخرى، مع تحفّظي على بعض مواضيعه”، وفي موضع آخر، تعلق الأستاذة هناء قائلة: “قلمك متمكن جدا أستاذ فراس، أجده القلم الأكثر وعيا في مجال النقد”.
وأما الرد الثاني فقد جاء من الأكاديمي والروائي الدكتور أحمد حرب فكتب: “مقالة جيدة أتفق مع كثير من النقاط التي وردت فيها، مع تحفّظي على نبرة الاستخفاف بالآخرين التي صبغت أسلوب الكاتب”. هذان الردان مهمّان بالنسبة لي ليس لأنهما يدعمان وجهة نظري في مقالة “”هواة النقد وعثرات الأقلام”، بل لأنهما مبنيان على معرفة، سواء معرفتي ومعرفة أسلوبي وإنجازاتي في عالم الكتابة كما توحي بذلك الزميلة هناء عبيد، أو معرفة النقد وأبجدياته كما هي الحال لدى الدكتور والروائي والأكاديمي أحمد حرب.
وختاماً، على الكاتب أحمد زكارنة أن يشكرني لو كان من أهل الفطن، لا أن يجنّد شبكة معارفه الذين هم على شاكلته لحذف المقال من موقع مجلة الجديد الإلكتروني، أو لو تروّى قليلاً، ليحاسب نفسه أولا وألا تأخذه العزة بالإثم والسباب والانتقاص، ولم يتعامل بمنطق الزعران في الرد وحذف المقالة، فقد نشرتُ عن كتابه في “مجلة الجديد”، وهي مجلة مهمة وازنة لها سمعتها البحثية والنقدية التي ستكون موضع شك ومساءلة أخلاقية بعد حذفها المقالة والانصياع لرغبة شخص لم يعجبه ما كُتب عنه، وكأنه لا بد لنا أن نأتي بتصاريح مشفوعة بالقسم؛ أن فلانا رضي عما كُتب عنه لتنشر المجلة المقالة. إنها تفاهة بالغة السوء. 
كأنّ زكارنة لم يعجبه أن يكون له اسم بين كتّاب مجلة محترمة ويطلع على تجربته قرائها المهمين، علماً- وهذه فائدة أخرى- ربما ستساهم هذه المقالة بانتشال الكتاب من وهدة النسيان والموت، وسيقبل على قراءته كثيرون، وربما دفعتهم مقالتي للكتابة عنه، مخالفين لي أو مؤيدين ليس يعنيني ذلك شيئاً، فقد قرأت بعض المقالات المادحة، لكنني عذرت كتابها، فهم ليسوا نقاداً، وإنما أصدقاء للكاتب وصديقات له، أرادوا وأردنَ أن يرفعوا ويرفعنَ من معنوياته. 
علينا أن ندرك أنه لا شيء نهائيّ في الأدب والنقد، وإن كانت الأمور تتجه إلى الموضوعية والعلمية، لكنها تحتمل الاختلاف في الآراء إلى حد التعارض أحياناً، وهو أمر محمود ما التزمنا الأدب، مع قناعتي أنني صرفت من الوقت الكثير وأنا أكتب هذه الكتابة، فالموضوع كله لا يستحق أن ننفق فيه كل هذا الضجيج، ولكنها شهوة الكتابة التي تأخذ صاحبها إلى حيث يجب ألا يذهب لو فرمل قليلاً، أو منح نفسه مزيدا من الصبر والتأمل.
أيلول 2021

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…