صدور كتاب «جماليات الدلالات الصوفية في المعجم اللغوي لديوان الجزريّ»

عن دار الزمان للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق صدر كتاب جديد بعنوان: جماليات الدلالات الصوفية في المعجم اللغوي لديوان الجزريّ (العشق المُنصهَر الديانات والثقافات) للباحثة الأكاديمية الدكتورة صافية زفنكي، ومراجعة البرفسور رفيق سليمان. يقع الكتاب في 320 صفحة من القطع الكبير.
هذا الكتاب هو استكمال للعمل الذي بدأه الملا أحمد زفنكي في كتابه (العقد الجوهري)، ومتابعة للجهد الذي بذله في الشرح اللغوي والتفسير الأدبي. ويقوم منهجه على دراسة أشعار ديوان الملا الجزري، على المستويين المعجمي والدلالي.
يتركَّز الجانب المعجمي، على جمع المفردات التي استعملها “الملا الجزري” في شعره، ومن ثمَّ فهرسة هذه المواد ضمن نوعين من المعاجم، معاجم بحسب الموضوعات، ومعجم أبجدي ألفبائي. فمعاجم الموضوعات تقوم على فرز مفردات “الملا الجزري” إلى حقول دلالية مختلفة، بحسب المواضيع الأكثر تردّداً في شعره، ومن ثم تذييل خاتمة هذا الكتاب بفهرسة المواد وفق الترتيب الأبجدي الألفبائي. 
الهدف من هذا التتبع المعجمي، هو تقصّي تطور بعض المفردات، وما اتخذته من معان في تلك الفترة، في مسعى لإدراج هذا العمل في مشروع المعجم التاريخي للغة الكردية، فشِعر “الملا الجزري” يمثّل مرحلة من مراحل تطور اللغة الكردية عبر تاريخ تغيَّراتها. ويمكن إدراج معجمات هذا العمل ضمن المعجم الوصفي لأنّه يرصد مفردات أحد أبرز شعراء الكورد في تلك الحقبة. ويمكن أن يثري معجماتُ الحقول الدلالية اللغةَ الكردية بمفردات ومرادفات من مجالات ومواضيع مختلفة، فالمفردات الكردية التي استخدمها الجزري تشكِّل جزءاً من الإرث اللغوي في الثقافة الكردية. وبذلك يمكن أن يغني هذا الكتاب أربعة أنواع من المعجمات في اللغة الكردية(معجمات: بحسب الموضوعات، وألفبائية، ووصفية، وتاريخية).
إلى جانب هذا الرصد المعجمي للغة الملا الجزري، يتابع هذا العمل ما بدأه “الملا أحمد زفنكي” في شرحه لديوان الجزري، من خلال الدراسة الدلالية لشعر الجزري، بتوضيح دلالات أبرز المفاهيم والرموز الصوفية، التي تحاشى “الملا زفنكي” الخوض في غمارها، ونأى بنفسه عن التوغل في أفكار المتصوّفة وفلسفاتهم، تاركاً للقارئ حرية التلّقي لهذا الشعر وفق رؤى أدبية مختلفة. لذا توّلى هذا الكتاب دراسة أبرز الرموز الصوفية وتحليل دلالاتها، وعلاقة هذه الرموز ببعضها، من خلال الصور الفنية الشعرية للجزري، في مسعى إلى كشف جوانب أدبية من شعره، واستنباط جماليات شعره، وذلك اعتماداً على شرح “الملا زفنكي”، ومن خلال سلك منهج يقوم على تتبع التوزيع السياقي لدلالات المفردات التي كان الجزري يردّدها في شعره، بعيداً عن العمليات الإحصائية، بغية التعرُّف على طبيعة لغة الجزري، ولإضاءة جوانب من رؤاه الشعرية، وفكره الصوفي، بدون التوغُّل في تفاصيل الفلسفات الصوفية وتشعباتها.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غريب ملا زلال

“إن لم تجدني بداخلك، فإنك لن تجدني أبداً”
قول قاله جلال الدين الرومي، تذكرته وأنا أطوف بين أعمال التشكيلي رشيد حسو، بل أحسست أن أعماله تلك تخاطبني بهذه الجملة، وكأنها تقول لي: التفت إلى دواخلك فأنا هناك، وإذا أردت أن تقرأني جيداً اقرأ ما في…

فراس حج محمد| فلسطين

تعالَيْ
متّعي كُلّي بأعضائكْ
من أسفل الرأس حتّى رَفعة القدمينْ
تعالَيْ
واكتبي سطرينِ في جسدي
لأقرأ في كتابكِ روعة الفنَّيْنْ
تعالَيْ
واشعلي حطبي على شمع تلألأ
في أعالي “الوهدتين”
تعالَيْ
يا ملاكاً صافياً صُبّ في كأس امتلاء “الرعشتينْ”
تعالَيْ
كي أؤلّف أغنياتي منهجاً لكلّ مَنْ عزف الهدايةَ

في نضوج “الزهرتينْ”
تعالَيْ

كيْ أقول لكلّ خلق اللهْ:
“هذا ابتداع الخلقِ ما أحلاهْ!
في انتشائك شهوة في موجتينْ”
تعالَيْ
مُهْرة مجنونة الإيقاعِ
هادئة عند…

“في الطريق إلى نفسي” هو عنوان الديوان الثالث عشر للشاعر الكردي السوري لقمان محمود، وقد صدر حديثًا عن دار 49 بوكس في السويد. في هذا الديوان يكتب الشاعر قصائده بخبرة شعرية واضحة المعالم، بما تملكه من حساسية الرؤية وخصوصية الالتقاط والتصوير والتعبير. فالشاعر شغوف منذ ديوانه الأول “أفراح حزينة” عام 1990، بشدة التكثيف اللغوي وحِدَّة…

خالد جميل محمد

في وظيفة اللغة والكلام

لا تخلو أيُّ لغةٍ إنسانيةٍ من خاصّيةِ المرونةِ التي تجعلها قابلةً للاستخدام ضمن جماعةٍ لغوية كبيرة أو صغيرة، وهي خاصيّة تعكِس طواعيةَ اللغةِ، وقدرتَها على التفاعل مع المستجدات، بصورة تؤهّلها لأن تُستخدم في عملية إنتاج الكلام بيسر وسهولة، متوسِّلةً عدداً من الطرائق التي تَـزيدُ اللغة غِنىً وثراءً، ويمكن أن تتمثل…