أيها الفيسبوكي الجميل..

رقية حاجي

مثلك أنا، ضاق بي وطن واتسع لي هذا الفضاء الأزرق؛ رغم أنني أعرف بأن هذه  البقعة هي الأكثر ظلماً على وجه الأرض، والأضيق رغم إتساعها، يوهمك امتلاك صفحة فيها بالإنتماء للعالم الرقمي، ويرسم على شفتيك ابتسامة رضا مؤقتة..
نتوغل في زرقته، وننسى بأنه يشترك مع البحر في لونه وغدره…
أيها الفيسبوكي الجميل؛
كن في هذا العالم مثل عابر قلم، استظل بصفحاته ثم رحل؛ ولا تعوّل على سكانه أي أمل؛ فكل ما فيه قد يختفي بكبسة زر..
و احذر من الذين يختبئون خلف الأقنعة الصفراء؛ لأن بعضهم يحمل قلوباً ملونة، يحتمون خلف شاشاتهم المشحونة بالكهرباء لا بالمشاعر، ولا يمنحونك إلا الوقت الفائض عن حاجتهم..
إذا كان لك صديق على أرض الواقع، فتمتع بقربه، وإذا كان لديك حبيب لا تفوت لقاءه، قد يمنحك هذا العالم أصدقاء لا حصر لهم، لكنه لن يمنحك دفء صديق حقيقي واحد، ولا قلب مُحب ينبض باسمك فقط.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إلى أنيس حنا مديواية، ذي المئة سنة، صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة
إبراهيم اليوسف

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا، بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفًا، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلًا وجوديًا، حاسمًا، مزلزلًا. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته،…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…