من ملفات جريدة القلم الجديد وبالتعاون مع موقع «ولاتي مه» عن الأدباء والكتاب والفنانين الكرد، ملف الدكتور نورالدين زازا – الحلقة (4/4)

في ذكرى مناضل وأديب: الدكتور نورالدين زازا
رئيس تحرير جريدة بينوسا نو: خورشيد شوزي
باقتراح من المفكر الصديق إبراهيم محمود رئيس تحرير الجريدة السابق، وبالتعاون مع موقع “ولاتى مه – welatê me” – استطعنا في “بينوسا نو” أن نعد ملفاً عن مناضلنا الكبير الدكتور نورالدين زازا- لنشره على أربعة أجزاء- نجلي خلاله بعض الحقائق، لاسيما أنه ومنذ أن وطأت قدما الدكتور  زازا  هذا  الجزء  من  تراب وطنه تعرض لحملة شعواء من قبل الأنظمة المحتلة لأرضه، بعد أن ألظت نيران الحقد أفئدتهم، لأنهم لم يستطيعوا أن يغيبوا كردستان عن قلوب أبنائها، ولا استطاعوا أن يخمدوا جذوة الحب بين الأرض وجذورها أبناء الكرد. 
حاول الإخوة والأخوات الكتاب أن يلقوا بعض الضوء على ما تركه مناضلنا وراءه من إرث نضالي و ثقافي، ومن معاناة شاهدة عيان المثقف الكردي فيه، وأي تاريخ سُجّل باسمه حتى الآن، وكيف تم التعامل معه، ونظَرة كل منهم في هذا التاريخ، وفي شخصه باعتباره شاهداً على مأساة نضال، و ثقافة، ومأساة مثقف ظهر في الزمن الكردي الصعب، ولا زال هذا الزمن مستمراً، وأريدَ له أن يكون خارج ديموغرافية كردستانيته، ليموت وفي روحه حسرة من كرديته، وكيف يتم التعامل مع ذكراه إلى الآن هنا وهناك… كل حسب نظرته. 
وفي الجزء الأخير من الملف لايسعنا إلا أن نشكر كل من ساهم في إغناء هذا الملف الهام، كما نأمل من جميع المققفين عند تناولهم السيرة النضالية لشخصيات كردية أن يلتزموا الحياد في أفكارهم و أبحاثهم ليكون النقد والتحليل دقيقاً وموضوعياً، وأن لا يطلقوا أحكاماً جزافاً في وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من المنابر، فاللدراسات النقدية يجب أن تكون معمقة ومستندة إلى مصادر موثوقة، ومراعاة الأوضاع العامة للزمان والمكان في والظروف المعاشة في تلك الفترة، كي تكون الاستفادة من تجارب هذه الشخصيات النضالية معنوياً وسياسياً، وبذلك نكون قد خطونا خطوة نحو تخطي عتبة الجهل بما حدث في الماضي؟ لأن التشتت والتخوين وخلق الحجج في توسيع شرخ الخلافات وتصعيد الصراع الداخلي بين القوى الكردية ستكرر نفسها بأساليب مغايرة؟ 
=====
الصورة أكبر من إطارها: عن الدكتور نورالدين زازا غير المقيم بيننا طبعاً
كتابة العنوان، وما يلي العنوان، والتقديم للنصوص واختيارها وترجمتها والتعليقات عليها وعلى الصور إبراهيم محمود
شاهدة قبر نورالدين زازا في لوزان، ومكتوب عليها اسمه الحياة التي عاشها ” 1919-1988 “، وكتابة تشير إلى حقيقة ما كان يعرَف به وإشادة به.
( للشاهدة كلمتها التي تؤمم لمتوفيها حياة تتعدى نطاق المقبرة، كما هو شأن كل من هو أكبر من قبره ، حال الشاهد على حياة قائمة باسمه كثيراً، أعني به نورالدين زازا. المترجم )
========
صورة الراحل نورالدين زازا، ومكتوب بالفرنسية من الأعلى إلى الأسفل:
ذكرى
طالما الإنسان يستمر في القهر والاضطهاد في جميع أنحاء العالم ، فإنه لا يمكن للبشرية أن تحلم بأيام أفضل.
ن. ز ” حياتي الكردية، 1982 
للانتقال من من أيام إلى أيام أفضل منها، سيحمل الرجالُ الرجالَ
ناظم حكمت
( صورة ليست له، وله: ليست له، لأنها مختارة كصور كثيرة له، اختيرت كثيراً لتسويقه بغية تأمين رصيد حياتي ما لمن يفتقرون إلى الحد الأدنى من أثر صورة ما، ينظَر فيها، وله، لأنها تظل في الواجهة، وتعدِم من يسوّقونه وكانوا فاعلين في إقصائه عما كان عليه الكرديّ بحق . المترجم )
www.hommages.ch
=====
 
( إن تكن جيلبرت وراء نشْر هذه الصورة فنعم اليد المختارة لأنها تتبصر طرق جهاتها الكثيرة والمنيرة . المترجم )
كردستان: صدمة جيلبرت فافر –زازا ” بالفرنسية “
Kurdistan: le coup de gueule de Gilberte Favre-Zaza
  تاريخ النشر 11 شباط 2010
نور الدين زازا ، زعيم سياسي وكاتب ، مؤلف ” حياتي الكردية ” على وجه الخصوص.  إنها امرأة غاضبة جداً وهي عائدة من سوريا. جرّاء فكرة أن هناك تمثالاً نصفياً لزوجها الراحل ، الكاتب والزعيم الكردي نور الدين زازا ، يكون إلى جانب صورة بشار الأسد، وهي فكرة لا تُحتمَل بالنسبة لجيلبرت فافر زازا. وتطلب المساعدة من السفارة السويسرية في دمشق بهذا الصدد. 
وتبعاً لشهادتها:لم يكتف نور الدين معاناة لا في عهد الأب حافظ ولا تحت الابن بشار ، إنما يجب أن يعاني أيضاً وهو في قبره! لا علاقة له برئيس دولة لا تحترم الديموقراطية ، لا في سوريا ولا في دول الجوار ، وقد تواصل تعنيف الكرد باسم العروبة ، وكذلك الديمقراطيين في سوريا. 
تبدأ القصة إلى حد ما مصادفة، عندما تكتشف جيلبرت فافر-زازا في لوزان حيث تعيش ، عبر تصفحها للانترنت ، أن “مركز نور الدين زازا الثقافي” قد افتُتح في 15 تموز في قامشلي ، معقل القومية الكردية. “هذا ومن دون استشارتي أنا أو ابني ، دون طلب الإذن باستخدام اسم زوجي”.
والتباهي أمام النظام بجلاء.
وللوقوف على حقيقة الأمر ، تذهب جيلبرت إلى سوريا. سوى أنها عندما وصلت إلى دمشق ، تخلت عن متابعة السفر إلى قامشلي ، بناءً على نصيحة العديد من الأشخاص ، بمن فيهم الدبلوماسيون السويسريون ممن كانوا حذرين للغاية دائماً. ” الوضع سيئ ، علاوة على ذلك ، كانت هناك عدة اعتقالات للكرد في كانون الأول: وللتوجه إلى قامشلي ، كان من المفترض أن أعرض للخطر الأشخاص الذين كنت سأتحدث معهم ، لخطر حدوث مشاكل. »، كما برّرت جيلبرت فافر زازا.
ولكن، وهي لم تذهب إلى قامشلي، فقد زارها أشخاص من هناك وهي في دمشق، ولم يترددوا في القيام بهذه الرحلة الطويلة ، مرتين وخلال تسع ساعات في الحافلة! وقالوا لي: “نور الدين زازا لنا” ، إنه رمز مقاومتنا. من خلال المجيء لرؤيتي ، وكان ذلك وسيلة لتكريم زوجي الذي توفي في سويسرا منذ 21 عامًا “.
ولا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى يكون لدى جيلبرت فافر زازا لمعرفة حقيقة الأمر، ومن جهة المخاوف الممكنة. وهي تعلم أن الكردي الذي افتتح هذا المركز الثقافي هو رئيس واحد من 14 حزبًا كرديًا من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (PDK) الذي أنشأه نور الدين زازا في عام 1957. ووفقًا لجيلبرت زازا ، كان الرجل يفعل أي شيء لاسترضاء النظام. وهي طريقة واحدة لهذا السياسي في أن يقف إلى جانب التعريب الذي يريده النظام وثمة شخصية معترف بها ومحترمة من قبل كرد سوريا.
www.swissinfo.ch
==========
غلاف كتاب نورالدين زازا، في طبعة مختلفة بالفرنسية، وهو يحمل عنوان : حياتي الكردية، أو صرخة الشعب الكردي، 1982
في الزاوية اسم زوجته السيدة فافر
( صورة أخرى حياتية، ضحك الحياة لمن أرادها حياة كرده مشرقة، وهو ينزف من داخله في جهات الحياة الأربع، طائر بتروس يزداد تحليقاً في الحياة بدمه المتبصر. المترجم )
www.amazon.de
=======
حفل توزيع الجوائز في لوزان يوم 21 كانون الأول 2020
” بالفرنسية “
سيتم إرسال الملفات عبر البريد الإلكتروني حتى 31 تشرين الأول 2020.
جائزة نور الدين ظاظا. تم إنشاؤه عام 1989 من قبل زوجة نور الدين زازا ، الكاتب والصحفي جيلبرت فافر زازا ، بالاشتراك مع المعهد الكردي في باريس.
كان الكاتب والزعيم السياسي الكردي نور الدين زازا ، الذي توفي في لوزان في 7 تشرين الأول 1988 ، يؤمن بأهمية الصحافة ودور الصحفيين في  “إيقاظ الضمير” .
من أجل إدامة ذاكرته وكذلك لتشجيع الصحفيين على عدم نسيان الناس حيث كانوا في كثير من الأحيان ضحايا لمؤامرة الصمت ، تم إنشاء هذه الجائزة.
وقد كانت هذه الجائزة مخصصة بداية للصحفيين المعروفين ، وقد تم فتح هذه الجائزة الآن لأشكال أخرى من وسائل الإعلام.
وهي تُمنح للصحافي الذي ، من خلال موهبته ونشاطه المستمر ، رفع الوعي العام بالقضية الكردية.
جائزة نور الدين زازا ” 1 “.  تم إنشاؤهاعام 1989 من قبل زوجة نور الدين زازا والكاتبة والصحفية جيلبرت فافر – زازا.
كان الكاتب والزعيم السياسي الكردي نور الدين زازا ، الذي توفي في لوزان في 7 تشرين الأول 1988 ، يؤمن بأهمية الصحافة ودورها في “إيقاظ الضمير” .
ومن أجل إدامة ذكراه وكذلك لتشجيع الصحفيين على عدم نسيان الناس حيث كانوا في كثير من الأحيان ضحايا لمؤامرة الصمت ، تم إنشاء هذه الجائزة.
كانت هذه الجائزة مخصصة في البداية للصحفيين المعروفين ، وقد تم فتح هذه الجائزة الآن لأشكال أخرى من وسائل الإعلام.
وهي تُمنح للصحافي الذي ، من خلال موهبته ونشاطه المستمر ، رفع الوعي العام بالقضية الكردية.
وبالفعل فقد منح الجائزة هذه لثلاثة عشر صحفياً:
أنطوان بوشارد ، صحيفة دي جنيف
برنارد لانجلوا ، بوليتيس، فرنسا
مارك كرافيتز ، ليبراسيون ، فرنسا
جان جويراس ، لوموند ، فرنسا
جان كلود بوهرر ، سويسرا
كريس كوتشيرا ، صحفي مستقل ، فرنسا
آلان كامبيوتي ، ليبدو ، سويسرا
فيليب دومارثراي ، 24 هوريز، سويسرا
ميشيل فيرييه ، لوموند ديبلوماتيك ، فرنسا
رجب دوران ، مراسل التحرير ، تركيا
فرانسوا كزافييه لوفات ، مصور فوتوغرافي مستقل ، فرنسا.
ماري جيجو ، لوموند ، فرنسا
أريان بونزون ، صحفية مستقلة فرنسا 2010
editionsdutigre.com
Prix Noureddine Zaza 2020
========
نور الدين ظاظا / حياتي الكردية ” بالفرنسية “
هذا العمل نشِر لأول مرة في عام 1982 ، وهو ينتمي إلى ذاكرة الشعب الكردي ، وسيكون دائماً على علاقة بالحاضر. ويتتبع الرحلة السيرة الذاتية للكاتب والزعيم السياسي الكردي نور الدين زازا ، الذي توفي في لوزان عام 1988 بعد أن تعرض للسجن والتعذيب في معظم دول الشرق الأوسط.
فمن تركيا إلى العراق ، ومن سوريا إلى سويسرا ، عبر لبنان ، لن يتوقف هذا الرجل عن المواجهة حتى ينال شعبه أبسط الحقوق الثقافية والإنسانية.
ولا تقتصر شهادة نور الدين زازا على كردستان. فهناك أكثر من 120 شخصية من أصول مختلفة – أرمن ويهود ويونانيون وعرب ودروز – حيث يشكّل الضحايا والجلادون قوة هذه الشهادة التي تلقي الضوء على التاريخ المعاصر في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقد وُلد نور الدين زازا في كردستان التركية تحت حكم الإمبراطورية العثمانية ، وواجه ، وهو في السادسة من عمره ، الدراما الكردية. ولقد دعا هذا الديموقراطي المتحمّس ، الذي أصبح سويسرياً في عام 1978، الشرق الأوسط إلى كونفدرالية دول على الطراز السويسري.
www.culturactif.ch
========
غلاف كتاب نورالدين زازا ” حياتي الكردية “، وفي الاسفل إيجاز محتواه، بدءاً من ولادته في مادن، وانتهاء بوفاته ودفنه في لوزان السويسرية، وفيه بحث عن خلاص الشعب الكردي، باللهجة الزازية .
( كما هي الصورة السالفة الشبَه، هي هذه الصورة ولو في اتجاه آخر. الجهات كانت تظر إليه حباً. المترجم )
========
صورةالوصف: https://kurdistan.photoshelter.com/img/pixel.gif
صوت كردستان ” وبالفرنسية والانكليزية ، في الأسفل ” والتي كان يصدرها في أوربا، كماهو معلوم.
( الصحيفة عينها، والحياة عينها، والحياة المنشود عينها. بمقاييس نورالدين زازا، وليس سواه . المترجم ) 
الدكتور نور الدين زازا، كما  لو أنه يحلم وبوجه وسيم، والابن جهة اليسار، وهو بادي الإبتسامة، كأنه يترجم ملامح وجه الأب
( صورتان تكمّلان بعضهما بعضاً، يقول الابن الناضج ما كان الأب الناضج كما هو حق النضج أن يكون عليه شنكو الولد الصالح ، أباً ناضجاً. المترجم )
==========
( في أي عمر كانت جيلبرت مع صورتها ببهاء أحمرها المشع، وابتسامة تؤمم حياة لطالما اشتهاها نورالدين زازا؟ ! المترجم  )
حلمي للشرق الأوسط Mon rêve pour le Proche-Orient ” رأي الكاتبة جيلبرت فافر زازا “: بالفرنسية “
29 حزيران2015
  
رأي
تشير جيلبرت إلى أن الحلم بالسلام لم يعد من الممنوع ، حتى في المناطق التي تشكو من الحروب والصراعات بين الأديان ، كما تعتقد جيلبرت فافر ، تلك الكاتبة السويسرية وزوجة الراحل نور الدين زازا ، الكاتب والزعيم السياسي الكردي.
وفي رأي لها.
وقد ولدت في سيون في 2 تشرين الأول 1945 ، حيث باشرت الكتابة في سن الثانية عشرة وتنشر (القصائد وتتنشط في الصحافة جنباً إلى جنب مع دراستها) في السادسة عشرة.
وتكتب جيلبرت تحت عنوان :حلمي للشرق الأوسط
في صحيفة يومية ناطقة بالفرنسية في أيار 1984 ، دعا الكاتب والزعيم السياسي الكردي نور الدين زازا * إلى شرق أوسط على غرار النموذج السويسري. إذ سوف يتعايش العرب واليهود والكرد والدروز والفرس والمسيحيون والمسلمون هناك في وئام إذا تم الاعتراف بحقوقهم. وقد توفي زوجي في عام 1988 دون أن يرى مشروعه قيد التحقيق ، ومن دون أن يشهد كذلك تدهور هذه المنطقة من العالم. ولم يكن مصير الشرق الأوسط دون اهتمام بالنسبة لي ، كان لدي حلم …
إذ حرصاً منه على رفاهية شعبه وتحريره من العقوبات ، كان النظام الإيراني يتحاور بكل صداقة وصراحة مع حكومة أوباما. وعلى أساس قوة هذا الاتفاق الجديد ، ستتخلى طهران عن دعم بشار الأسد وحزب الله اللبناني. سيُطلب من القلة المتحمسة الذين يدافعون بانتظام عن تدمير إسرائيل التزام الصمت.
وتظهِر عنف النظام السياسي في دمشق، وما ينتظره الجزاء العادل من قضاء دولي مرتقب .
وتستدرك جيلبرت قائلة: 
في حلمي ، يتفق السوريون على أن داعش والمتطرفين الإسلاميين الآخرين يجدون السبب. إنهم معًا ، سيصنعون سوريا جديدة حيث يتمتع كل من العرب والكرد والأرمن والمسلمين والمسيحيين والدروز والعلويين والعلويين بالحقوق نفسها. ويمكن للاجئين العودة إلى ديارهم وإعادة بناء بلدهم.
في العراق ، إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي لم يعد يطمح لأن يصبح “دبي جديدة “. وسيواصل تطويره وفقاً لمعايير أكثر إنصافًا وديمقراطية حقيقية.
في أماكن أخرى من العراق ، سيتمكن الشيعة والسنة من التصالح ، إما معاً أو على أساس مقاطعتين محددتين ، إحداهما مخصصة للشيعة والأخرى للسنّة.
لن يكون لبنان غارقًا بعد الآن من قبل اللاجئين (الفلسطينيون موجودون هناك منذ عام 1948 … والسوريون منذ عام 2011) وسيتم الاستقرار السياسي أخيراً. وكان سيؤسس دستوراً جديدًا وضعه الفرنسيون بعد أن عفا عليه الزمن تمامًا. كيف يمكن للمرء أن يتمالك نفسه دون أن يضحك على الزعم عام 2015 أن رئيس الدولة ماروني ورئيس الوزراء سنّي والرئيس شيعي؟ هذا الدستور في زمن آخر ، والذي يرتكز بشكل مخجل على أساس طائفي ، حيث حرم لبنان من القادة السياسيين الذين كانوا سيتجنبون الكثير من الحروب والمصائب في لبنان. وكان الخطأ الوحيد في هؤلاء أنهم ليسوا من “الدين الصحيح” مثل غسان تويني ، المحرر والصحفي صاحب الرؤية ، الذي كان يوناني أرثوذكسي وبالتالي لا يستطيع حكم بلاده.
لكني لم أخرج من حلمي بعد.
في القدس ، سيعترف الإسرائيليون أخيراً بالظلم الذي عانى منه الشعب الفلسطيني. وستقوم الحكومة بتعويض الفلسطينيين الذين طردوا من أراضيهم عام 1948 حيث تم تعويضهم من قبل الألمان.
ستعاد المستوطنات لأصحاب الأراضي الأصلية.
لن يخاف البعض من الآخرين. لم يعد الآخرون يرهبون البعض الآخر. ودولة فلسطين ستكون موجودة.
يمكن أن يختبر اليهود والفلسطينيون والمسيحيون والمسلمون روح التعايش تلك التي نادى بها غسان تويني يومياً.
في جميع أنحاء المنطقة ، سوف يبدأ عصر الازدهار. فالعلاقات الثقافية والتجارية ستكثف أو بالأحرى تنعش ، كما كانت موجودة في وقت واحد. وفي جميع البلدان ، كما كان الحال في لبنان قبل الحرب ، ازداد عدد الزيجات المختلطة.
وسيذهب الإسرائيليون لاكتشاف جمال البتراء وبعلبك وتدمر وبرسيبوليس ” عاصمة الإمبراطورية الأخمينية، وتعني بالفارسية عرش جمشيد، وباليونانية المدينة الفارسية . المترجم “.
وقد يرى الإيرانيون والسوريون والعراقيون واللبنانيون مرتفعات الأرض المقدسة الثلاثية …
وتقول مختتمة مقالها بالتالي: 
وعندما أستيقظ ، عندما أسأل ابني الكبير: “ما رأيك في حلمي؟” ، كان يجيبني: “أمي ، أنت مثالية،  ذلك ما لا يمكن إصلاحه … ألا يمكنك أن تري أن العالم قد تغير؟”
سوى أنني أرفض اليأس ولن أتغير. ولست الوحيدة. إذ من الشرق الأوسط إلى أوربا ، وفي كل مكان ، يتشارك الناس في اليوتوبيا.
في 22 أيار ، أبلغتني صحيفة ” ليبراسيون ” أنه في هذا العام ومرة أخرى في برلين ستولد أكاديمية الديوان ، التي سيكون رئيسها مصريًا وأستاذ الفلسفة الإسرائيلي. كان دانيال بارنبويم هو المحفّز. وسيعمل هناك عشرات الطلاب صحبة آلاتهم ، بالإضافة إلى البيانو ، وستتم دعوتهم لأخذ “دورات تعليمية فلسفية”.
للموسيقى كأداة للسلام ، حيث أضاف القائد هذه المرة الفلسفة.
ولا شك أن الموسيقي الكبير قد رأى بالفعل أن السلام كفاح طويل. ولن تكون الفلسفة أكثر من أن تفتح العقول والقلوب.
وفي عام 1999 ، أنشأ دانييل بارنبووم مع صديقه الكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد أوركسترا الديوان الغربي الشرقي ، وهي أوركسترا سيمفونية تجمع موسيقيين عرب وإسرائيليين. وبعد الأداء في جميع أنحاء العالم – في جنيف ورام الله والدوحة والمغرب والولايات المتحدة وأوروبا – تشارك الأوركسترا في برنامج مهرجان لوسيرن القادم. في 16 آب ، وسيلعب دور ديبوسي وبوليز وتشايكوفسكي. أما بخصوص الحفل الموسيقي يوم 17 آب ، مع بيتهوفن وشونبيرج ، فسيكون غي براونشتاين وكيان سلطاني عازفين منفصلين.
لهذا لم نفقد كل شيء. لم يعد من الممنوع الحلم بالسلام في الشرق الأوسط وفي العالم. * في سيرته الذاتية ، “حياتي الكردية” ، يسترجع مسار رحلته من كردستان من تركيا إلى سوريا ، ومن لبنان إلى سويسرا.وقد ترجم هذا الكتاب بعد حجْبه إلى التركية والكردية والعربية.
لقد قال لي ابني “أمي ، أنت مثالية، هناك ما لا يمكن إصلاحه”. إلا أنني أرفض اليأس
وقد ألفت جيلبرت فافر حوالي عشرة كتب ، آخرها ، لغة الآلهة “La Langue des dieux” ، نشرت دار L’Aire
وتأتي الآراء التي نشرتها: الزمن Le Temps من شخصيات تتحدث عن نفسها. وهي لا تمثّل موقف بأي حال من الأحوال.
=========
الحكايات والقصائد الكردية
مكتوبة أو إعداد من جهة نور الدين زازا
الرسوم التوضيحية من قبل جانكلود رويلر
إصدارات الشعوب والإبداع
” بالفرنسية “
ملاحظة من المترجم: اخترت نقل المقدمة مع حكاية وبعض القصائد ومقال لزازا في نهاية الكتاب بالاسم المذكور، وهو في ” 60 ” صفحة إلى العربية، من باب الاطلاع، ودون رسوم.
تمهيد
ليس من فصل قطعي بين مبتدعي القصص والخرافات في التاريخ ، كما يقول كلود روي. حيث إننا هنا في قلب الموضوع. ونور الدين زازا ، دكتور في العلوم الاجتماعية والتربوية من جامعة لوزان ، نسخ حكايات عرقها وقاوم بشجاعة من أجلها. وقد أسس في عام 1957 الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا ،وذلك لحماية ثقافة ووحدة مهددة للغاية. سوى أنه اُعتقِل بل وحُكم عليه بالإعدام. لهذا فإن كردستان ليس لها وجود سياسي خاص بها ، إنما هي موجودة فقط في مجابهة الاضطهاد ، في حرب البيشمركة البارزانية وفي تقاليدها الثقافية. اسحق واحداً وامحُ الآخرين وستعيش كردستان. هذا ما يعمل أعداؤه بموجبه. “لا يوجد شيء كردي ، لا شيء “! يقولون. إنما ستعيش كردستان. ومن أجل إنقاذ ثقافة ، أي هوية متنازع عليها ، من الضروري الذهاب إلى الأصل ، والذهاب إلى مركز هذه الحرارة: فالأساطير. كانت تنتقل شفهياً من عصر إلى عصر ، وكانت في البداية تعويذة سحرية ، رغبة ، أملاً يتحقق بفعل تكرارها. إنها ضرورية على مختلف مستويات الحضارة ، فهي تأتي من ذلك المصدر الأبدي الذي تغمر فيه كل الحياة. وإذا انتهت ، كما نرى في الغرب ، فإنه  حتى أغنى البلدان ستتجمد حتى الموت. لأن اللغة تميز شعبًا ، ربما أكثر من حدوده ودياناته. 
التعبير المباشر والشعبي هو عبقريته. كنز حكاية نور الدين زازا يكشف عن الروح الخاصة للكرد. إننا في عالم الشجاعة والحب والتحدي. يستحضر فيلم: سيامند “Siyamend” جبل سيبان Sipan المرتفع المضاء بشمس سوداء. يطلق الراعي الشاب سيامند النار بقوسه ، ويرمي الرمح ، ويمتطي حصاناً مثل جميع رفاقه ، والأفضل من ذلك. يركض مع الريح فوق السهول ، ويمسك بشاة أو عجل أو رجل دون أن يقطع مساره. بلحية الإخوة السبعة الذين رفضوه ، يسعد حبيبته خديجه بعينين أرجوانينتين، ويخفيها في كهف. ونجح ببراعة للغاية ، حيث نجح في تشتيت القوافل وأصبح ملك البلاد. إنما كان شديد الشغف بالصيد ، فهو لا يعرف كيف يحترم حب الغزال لأنثى ويقتله بسهم. والحيوان ، الذي يهز قرونه ، يدفعه إلى الهاوية. ثم ترتفع صرخة خديجه: – يا سيبان! يا صخور وجبال ووديان! لا تقف في طريقي! أوجِد لي طريقة افتح لي طريقة اسمح لي بالانضمام إلى سيامند! وأن أكون قبراً له ولم أعد زوجة! كما نرى ، المرأة الكردية محبة وطوعية. في قصيدة جاسمي جليل “خطبة عروس” هي وردة برية: إذا لم تلمسني فلن أكون سعيداً. تعال ، اصطحبني ، خذني إلى الجبل … لا تخشى أن تقول لوالديها: أريد من أحب. أما بالنسبة للرجل الكردي فهو مقدام دائما. “كانيب يلدريم” نور الدين زازا ، بإيقاع فخور ورجولي للغاية ، يعبر عن ذلك بشكل جيد للغاية. والأم الكردية رزينة. اضطرت الأم إلى التعرف على رأس ابنها المقطوع الذي سقط في الثلج ، ونظرت الأم بعيدًا نحو الجبال وأجابت:
– إنما رأس الخروف هو الذي يحمي الله الكباش التي في الجبل! هكذا تنتهي أغنية ملحمة “حفيد موسى بك مختار”. لكن الفكاهة؟ إنه بالكامل في قصة “الله والبارودة”. والحنين إلى ينبوع الشباب على الذهب المدفون؟ في “أسطورة بنجول” و “القبر الأبيض”. وما الحيلة ، الذكاء؟ في ” البصل والثوم “Pîvaz et Sîro” ، الأخوان اللذان كان يُطلق عليهما اسم البصل والثوم. الإلمام بالحيوانات وهبَة مراقبتها؟ هذا السر في أن الشعوب الرعوية لديها أكثر من غيرها ، ينفجر في “مزمار تشيكو” ؛ نجح في صنع كبش ، وهو رأس قطيع ، يتسلق سلمًا رأسيًا ، على الرغم من الاحتياطي الهائل من الدهون الموجودة في ذيله على شكل مروحة. نتذوق هذه التفاصيل ، حيث نتحرك لنجد هنا شجيرات الورد التي تتفتح في الوادي حيث مات صيامند وخادجي ، هذه المعجزة المزدوجة ، هذه النباتات ، هذه الأشجار التي لا تزال ترتفع على قبر العشاق. لكن فراشات تحلق فوقهما وانقسم نجم سيبان أيضًا. يبقى فقط أن نتمنى للكرد بلدهم الحقيقي: كردستان معترف بها بكل حقيقتها الرائعة.
س. كورينا بيلّلي
الكلب والرجُل
 منذ زمن بعيد ، كان الكلب ، مثل كل الحيوانات البرية ، يعيش بمفرده في الغابات والمروج ، بدون رفيق أو صديق. وفي يوم من الأيام ، عندما تضغط عليه الوحدة ، انطلق بحثًا عن صديق ، عن رفيق يمكن أن يشاركه أفراحه وأحزانه. وهكذا ، كان يسافر طوال اليوم ، في الريف. وقرب المساء ، قابل الأرنب وسأله: – يا الأرنب الصغير! ألا تريد أن تكون صديقي وتعيش معي؟ – نعم لمَ لا ؟ يجيب الأرنب. فيتجول الصديقان الجديدان في الغابة معًا ويجدان منزلًا محميًا جيدًا لقضاء الليل. لم يكد يجلسان هناك عندما يمتد الأرنب ليقع في نوم عميق بينما يظل الكلب مستيقظًا. وقرابة منتصف الليل ، يبدأ بالنباح. وعند نباحه العالي ، يستيقظ الأرنب ببداية: – ماذا تفعل لتنبح هكذا؟ يسأله. هل فقدت عقلك؟ ألا تعتقد أن الذئب يستطيع سماع صوتك ، ويكتشف ملجأنا ، ويسرع إلينا ليلتهمنا؟
عند سماعه يتكلم هكذا ، أصبح الكلب متأملًا: “اخترت لنفسي صديقًا غريباً ” ، قال في نفسه. إنه خائف جدًا ، هذا الأرنب الصغير. يجب أن يكون الذئب شجاعًا. وهو الذي سأجده ليكون صديقي. سيتم التنفيذ قبل الانتهاء من سرد طلبك. يترك الأرنب ويذهب صعوداً وهبوطاً بحثا عن الذئب. بعد فترة ، وجد نفسه في الغابة في مواجهة ذئب. عند رؤية الكلب ، يستدير الذئب ويستعد للإقلاع. لكن الكلب يناديه بلطف ويقول: – يا ذئبي الشجاع! أرى أنك تنوي الهروب من، ألست مساوياً لكم وأستحق أن أكون ضمن مجموعتكم؟ أعلم أنني أبحث عنك بالضبط لأقدم لك صداقتي. لذا ابقوا معي ، فأصبحوا أصدقاء وعاشوا معاً. ويشعر الذئب ، متأثراً بحنان الكلب ، بالاطمئنان والاسترخاء. ويلتفت إلى الكلب ، يتفحصه، وبتمعن فيه بعينيه الناريتين ، ويجيب: – أجدك طيبًا ومخلصاً ؛ أنا سعيد بقبول الصداقة التي تقدمها لي. ومع اقتراب الليل ، سعى الكلب والذئب إلى ملجأ آمن. بعد العثور عليه ، يقضيان شطراً من المساء هناك يرويان القصص ويضعان الخطط. وأخيراً ، ينام الذئب فجأة. ليبقى الكلب مستيقظًا حتى وقت متأخر من الليل ، ثم ينبح. وعند نباح الكلب العالي ، يستيقظ الذئب مرتجفًا وغاضبًا ، ويقول للكلب: – من طلب منك أن تنبح هكذا؟ إذا بذلنا الكثير من المتاعب للعثور على منزل ، كان ذلك لحماية أنفسنا من خطر الدب. مع نباحك ، سوف توجهه إلينا. عند رؤية رد فعل الذئب ، يفكر الكلب: 
– كان يعتقد أن الذئب مصاب بالفعل ، لكنني كنت مخطئًا في حسابه. في الواقع ، ليس لديه قوة ولا شجاعة.
إنه يخاف من الدب ويرتعش عند التفكير فيه. يجب أن يكون الدب قويًا وشجاعًا. سوف أذهب إليه. يتخلى الكلب عن الذئب ويركض ليقطع الغابة والريف على أمل مقابلة الدب هناك. ليراه بالقرب من الكرم ويقترب منه بهذه الكلمات: – يا أيها الدب القوي الجسور! ألا تريدنا أن نعيش معًا لنشارك في نكسات الحياة ومتعها؟ يرحب الدب باقتراح الكلب بتعاطف. يقضيان اليوم في الصيد والأكل. وفي الليل ، يحتميان في كهف. فيختار الدب قاع التجويف وينام على الفور. ويبقى الكلب عند المدخل ، وكالعادة ، يباشر في وقت متأخر من الليل بالنباح. فيوقظ صوت الكلب الدب من نوم عميق ويدفع به إلى القفز. ويرتجف في كل مكان ، يتوسل الدب للكلب ليصمت: – من فضلك توقف عن النباح ، وإلا ستدع الرجل يكتشفنا. إذا سمعك هذا ، فلن يفشل في مفاجأتنا وقتلنا. – كلمتي ! صرخ الكلب لنفسه ، هذا الصاج ليس لديه معدة. إنه خائف من الإنسان. إنه الرجل الذي يجب أن يتحلى بالشجاعة. سأذهب لرؤيته دون تضييع وقتي. يتخلى عن الدب في الكهف ويركض بحثًا عن الرجل. يستكشف الغابات والموج والغيضات والشجيرات ليجده يقطع شجرة. – أوه أيها الرجل! لنصبح أصدقاء ونعيش معًا. يقاطع الرجل عمله ويفحص الكلب بلطف ويبتسم له: – حسنًا. دعونا نعيش معا ونصبح أصدقاء. قال بثقة تعال اتبعني. والرجل يأخذ الكلب إلى المنزل. في المساء ، يذهب إلى الفراش وينام على الفور.
لكن الكلب يظل مستيقظًا ويبدأ في النباح حوالي منتصف الليل. يستمر الرجل في النوم. ويضاعف الكلب نباحه. ودون أن يتحرك الرجل. يبدأ الكلب من جديد. ثم يستيقظ الرجل ، وينهض من سريره ، ويتجه نحو الكلب ، ويضرب رأسه وأذنيه ويسأله بلطف: – هل هناك شيء خطأ يا صديقي؟ هل تخاف هل ستشعر بالوحدة لكن ها أنا … آه ، فهمت ، أنت جائع بالتأكيد. انتظر لحظة. سأحضر لك بعض الطعام. يذهب الرجل إلى المطبخ ليجد طبقًا مليئًا بقطع اللحم والخبز. يضعه أمام الكلب ويستدير إلى سريره. يتكئ الكلب على الطبق ، ويأكل بعض اللحوم والخبز ، ثم يستغرق في النوم. في تلك الليلة أصبح الكلب صديق الرجل ولم يدعه مرة أخرى.
في أسفل الصفحة، تقول الحكمة: من لا يخاف من زوجته، لا يكون له بيت
خطبة عروس  La déclaration d`une fiancée
(وردة برّية أنا
 لا يزال برعمي مغلقاً
  الشمس والندى
  طرحا المخصب علي
  إذا لم تلمسني
  لن أزهر
إذا لم تلمسني
 أنا لن أعطّر
وردة برّية أنا 
وردة جبلية أنا
بعيدة عنك !
يتفتح الحب مع المداعبات:
الارض تلين من جذوري
 مع حبك
إذا لم تلمسني
لن أزدهر إذا لم تلمسني
أنا لن أعطّر
وردة برية أنا
وردة جبلية أنا
بعيدة عنك !
أيها البستاني المجدّ ، المغرم بالورد
تعال ، اصطحبني ، اصعد بي فوق الجبل ..
د.جاسم جليل (1960)
كانيب يلدريم Canip Yildirim *
“تركيا المتحضرة “
“تركيا الأوربية “
 أدانت كانيب يلدريم
بالسجن ستة عشر عامًا 
 كانيب يلدريم
أربعون عاما
طبيباً
للحق
لديه شعر أبيض
أبيض مثل القطن
كانيب يلدريم
أربعون عاما
ممَّن تتفاوت أعمارهم في السجن
 تركيا “الديمقراطية”
 لم يقتل ولم يسرق
 طلب الحرية
 باحترام الكرامة
 لشهدائه
لحبه للعدالة
رمتْه
بين براثن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا 
تسمي نفسك كردياً
أنتَ تدعي أن هناك شعباً كردياً !
صرخ في وجهه المدعي العام 
للمحكمة العسكرية في دياربكر
الجمهورية
أسسها أتاتورك
تعترف في هذا البلد بشعب واحد فقط:
الشرطة السياسية التركية.
الشعب التركي.
ليس من شعب كردي
ليس من لغة كردية
ليس من موسيقى كردية ،
ليس من شيء كردي
ليس من شيء
أعلِن كلمة “كردي”
فهي تريد انهيار
وحدة البلاد
فهي تهدف
إلى تصفية تركيا
كما أنني أتهمك
بالخيانة العظمى
واسأل عن رأسك
و 90 متهماً هم شركاؤك.
كانيب يلدريم
أربعون عاماً
حيث شعر أبيض
أبيض مثل القطن
أدانته
المحكمة العسكرية
بستة عشر عاماً في السجن
وطوال الوقت
لن تراه زوجته وولا أولاده 
فقط من خلال القضبان
يوم الأحد
سيحضرون له البرتقال …
نور الدين زازا (1973)
*- محامي، سياسي عاش بين عامي 1925-2015، درس في باريس، وعاد للعمل في تركيا، فكان رئيس تحرير صحيفة ” İleri Yurt”، أي ” وطن متقدم “، ونشر قصيدة ذات صيتها، هي ” Qimil”، أي ” نقل ” وهي لصديقه الكاتب الكردي المشهور موسى عنتر، اعتقِل وحوكم في محاكمة ” 49 “، بتهمة العداء للدولة وكونه كانت يخصص عدة صفحات لنشر قصائد بالكردي، وكان ذلك يعني تحدياً سافراً للدولة، وكتب عنه محمد أوزن، على أنه شاهد على مختلف الحكومات التركية المتعاقبة.. ( المصدر: tr.wikipedia.org،  واللافت هنا أيضاً، أن المفكر وعالم الاجتماع التركي الكبير، صديق الشعب التركي كتب مقالاً وفاء لنضالات يلدرم، باسم  Canip Yıldırım Kütüphanesi: أي : مكتبة كانيب يلدرم، موقع  www.zazaki.net
 ، وهذا يؤكد نباهة زازا . المترجم ).
أمي العزيزة Ma chère mere 
أمي العزيزة ، والدتي المحِبَّة
لا أريد بطلاً
  ليس من بطل
 لا أريد نبيلة
النبيل مستبد
أمي ، والدتي المحبة
 لا أريد شيخاً
 صحيح أن زيه نظيف برّاق
 سوى أنه أسود
كقاع المقلاة
لا أريد راعي غنم
 سرواله ملطخ بالطين دائماً
لا أريد راعي بقر
باطن قدميه مشقوق
لا أريد عالماً
إذ يشوّه بالحبر والقلم
 وهو فخور بذلك
 لا أريد رجلاً ثرياً
 ثروتهم تكون جرح قلبهم
لا أريد رجلاً فقيراً
لا يجرؤ على النظر في الوجه
أمي ، والدتي المحبة
 أريد أن أتبع طريق وعدي
  أريد ما أُحبُّه
====
من مقال لنور الدين زازا، عن الوضع الكردي وتمزق وطن الكرد، في نهاية كتابه ” حكايات وقصائد ” وبالفرنسية، كما نوهَّتُ:
في تركيا
الكرد غير موجودين
 خلال المحادثات في مؤتمر لوزان ، حاولت أنقرة استرضاء الكرد ، فذهبت إلى حد إعطائهم لمحة عن دستور دولة اتحادية تركية – كردية. إنما عندما تم توقيع معاهدة لوزان ، لم يكن مصطفى كمال – أحد الأتراك الشباب السابقين الذي أصبح رئيسًا للجمهورية التركية الجديدة بطيئاً في خرْق وعوده والتزاماته التعاقدية. حيث أمر بإغلاق المدارس الكردية واعتقال الوطنيين والمتنفذين. وبدأ الاضطهاد مجدداً، وتم تطبيق إجراءات صارمة في كردستان. فثار الكرد. لكن بدون أي مساعدة ودعم ، وتم ذبحهم. وقد كتب ارمسترونغ في كتابه “مصطفى كمال” في ذلك الوقت “كردستان دمَّرها الحديد والدم  Le Kurdistan fut dé¬ vasté par le fer et par le sang “. وبعد القمع الوحشي لحركات التمرد ، طورت حكومة أنقرة عقيدة عدم وجود الشعب الكردي. فلم يعد يشار إلى كرد تركيا إلا بالتعبير الشهير “أتراك الجبل”. وهكذا أصبح وصف المرء نفسه كردي جريمة لا تغتفر. وتم اعتماد إجراءات بحق من يتحدثون الكردية.
الأمة التركية الوحيدة لها الحق في المطالبة بالحقوق العرقية في هذا البلد ؛ كما قال رئيس الوزراء عصمت إينونو في عام 1930: “لا يحق لأي عنصر آخر” ذلك. وعلى الرغم من سياسة الإرهاب والترحيل والمجازر العنصرية هذه ، فإن الحكومات المتعاقبة في الجمهورية التركية لم تنجح في إبادة الكرد ولا في تركيا ذاتها. وفي السنوات الأخيرة ، كانت الصحوة القومية بين الشباب الكردي لدرجة أن الجيش التركي عاد مرة أخرى إلى الحياة السياسية ، إلى درجة أنه أعلن حالة الحصار وإخضاع المناطق الكردية لرحمة الجند. واليوم ، تقاضي المحاكم العسكرية آلاف المثقفين الكرد بتهمة تسمية أنفسهم كرداً. وهم يتعرضون إلى السجن من 10 إلى 15 سنة.
هناك مصدران خاصان بالفقرة المذكورة، وهما:
1-صحيفة “ميليت” التركية 30 آب 1930.
2- صحيفة الجمهورية التركية بتاريخ 11 و 13 تشرين الثاني 1971
في العراق
 استقلالية معينة
وكيف يعامل كُرد العراق؟ في عام 1918 ، احتلت بريطانيا العظمى كردستان العراق ، المعروفة باسم كردستان الجنوبية. وبغية الحفاظ على مصالحهم النفطية ، لم يتردد الإنجليز في ضمه إلى الجزء العربي من العراق وإيجاد دولة موحدة تحت رعاية الأمير فيصل. ومع ذلك ، فإن هذا الضم لم يجر دون شروط.إذ تعهدت الحكومتان البريطانية والعراقية بمنح الحكم الذاتي للشعب الكردي واحترام حقوقه. وفي هذا البلد كذلك ، لم يتم الوفاء بالالتزامات. فقد تعرض الشعب الكردي هناك لسياسة خيبة الأمل والقمع. وفي مواجهة هذا الوضع ، اضطر الأكراد إلى المواجهة. ومن عام 1919 إلى عام 1945 ، تبعت سبع ثورات بعضها بعضاً. وقد تم قمعها جميعًا بالتدخل الهائل لسلاح الجو الملكي البريطاني. فاندلعت آخر ثورة كردية في العراق عام 1961 في ظل دكتاتورية عبد الكريم قاسم. وعلى الرغم من تدمير البلاد من حهة الجيوش العراقية المسلحة بأحدث الأسلحة ، فقد تمكن الأكراد من لجْم قوتهم. وفي 11 آذار 1970 ، أوقفت السلطات في بغداد الأعمال العدائية واعترفت بالحكم الذاتي للمناطق الكردية.
إنها وعود مكتوبة جميلة …  واليوم تماطل بغداد في تطبيق الاتفاقيات التاريخية لعام 1970 حرفياً وتسعى لاستفزاز الكرد. وهكذا ، فإنه في 29 أيلول 1971 ، نجا مصطفى برزاني ، الزعيم الأسطوري لكرد العراق ، بصعوبة من هجوم خبيث دبرته القيادة العراقية. وفي كلتا الحالتين ، فإن الموقف الذي حصل عليه كرد العراق قوي للغاية ولا يتعرض لخطر التضعضع بسهولة. حتى لو تم تشكيل تحالف ثلاثي تركي – إيراني – عراقي جديد.
في إيران
ديمقراطية للبلد في مجموعه
منذ القرن السادس عشر ، كان الكرد في بلاد فارس ممثلين بإمارتين كبيرتين شبه مستقلتين: آردين ولورستان ، وعدد من الخانات. لقد اعتمدوا على السلطة المركزية من خلال تبعية رمزية أكثر من تابعة حقيقية. كانت مدن مثل سنه وكرمنشاه وسعود بولاق مراكز للثقافة والأدب والفن الكردي. قرب نهاية القرن التاسع عشر ، قامت الأسرة الحاكمة من الخجّار ، بتعزيز مركزية الدولة ، بوضع حد للاستقلال شبه الذاتي للمناطق الكردية.
استثمروا اللحظة المناسبة لتحرير مناطقهم من قبضة طهران. حتى أنه كان من الممكن بالنسبة لهم إرساء أسس جمهورية صغيرة تتمتع بالحكم الذاتي في منطقة مهاباد. إن هذه الحركة لا يمكن أن تظل طي الكتمان من قبل القوى التي كانت مهتمة بهذا المجال. ففي عام 1947 ، ساعدوا إيران في تدمير جمهورية مهاباد. واغتيل قاضي محمد رئيس الجمهورية ومئة من معاونيه دون أي شكل من أشكال المحاكمة.
وفي عام 1947 ، ساعدوا إيران في تدمير جمهورية مهاباد. حيث اغتيل قاضي محمد رئيس الجمهورية ومائة من معاونيه دون أي شكل من أشكال المحاكمة.
واليوم ، تحاول طهران إعاقة الوعي القومي الكردي بإيديولوجية إيرانية شاملة. فتعتبر هذه الإيديولوجية كل الشعب الإيراني ، بما في ذلك الشعب الكردي ، أمة واحدة. وتلك ذريعة لوقائع علمية مثل التقارب اللغوي بين الكردي والفارسي والعلاقات العرقية والتاريخية بين الشعبين. سوى أن الشباب الكردي لا يقتنع بهذا الهراء. فينظمه الحزب الديمقراطي الكردي ، وهو يقاتل من أجل الحكم الذاتي للمناطق الكردية في إطار الدولة الإيرانية. ومن أجل إقامة الديمقراطية في جميع أنحاء البلاد.
في سورية
ليست مدرسة وإنما الجيش
 حتى ظهور الجيش إلى السلطة ، عاش الكرد في سوريا على انسجام مع الأغلبية العربية في البلاد. فقد جلس الكرد في برلمان دمشق ، وشغل كبار المسئولين مناصب حكومية ومن ثم ضباط خدموا في الجيش. وعلى الرغم من عدم السماح لهم بالدراسة في مدارسهم بلغتهم، كان للكرد الحق في نشر الكتب والدوريات باللغة الكردية. وقد تغيَّر كل شيء مع الانقلابات العسكرية وخاصة مع ظهور حزب البعث. لتتفاقم مخاطر القومية العربية وتتخذ منعطفاً عنصرياً ، نازياً، وفاشياً. وبعد عام 1958 ، ركَّزت الأنظمة المتعاقبة في سوريا مهاجمة الأكراد بعنف مهمة لها. فتم فصل الضباط والمسئولين والمعلمين والأكاديميين الكرد بلا شفقة. وجرى حظْر أي منشور باللغة الكردية. فتعرض الكرد الذين ينتهكون هذه السياسة للتعذيب الوحشي والاعتقال لسنوات وللنفي. وفي مناطق الجزيرة الكردية ، تم وضع خطة جهنمية لانتزاع الأراضي من الفلاحين الكرد وترحيلهم إلى داخل البلاد. وتم سحب الجنسية السورية من عشرات الآلاف من الكرد. ليحرَّم أطفالهم من الحق في التعليم. سوى أن مفارقة غريبة  قامت، وهي أنه عندما يبلغون سن أداء الخدمة العسكرية ، يتم حشد هؤلاء “البدون” على الفور في الجيش وإرسالهم إلى الجبهة السورية الإسرائيلية.
بحسب مقال بقلم نور الدين زازا نشر في الأسبوعية السويسرية: البناء “Construire”.
ن. ز
====
نورالدين ظاظا: مسيرة مناضل 
صديق شرنخي 
نورالدين ظاظا ولد في مادن كوردستان الشمالية سنة 1919م في شباط من عائلة والده ينتمي الى الباشوات الكورد وأصحاب مناجم النحاس في تلك المنطقة، وقد ساهمت هذه العائلة في نشاطات ثورة الشيخ سعيد وتعرضوا بسبب ذلك الى اضطهاد الدولة التركية وقمعها وتشتيت أبنائها. حيث اصطحبه أخيه الدكتور أحمد نافذ معه مهاجراً الى سوريا، كانت دراسته الابتدائية في تركيا والثانوية في المدارس الداخلية في سوريا، وانتقل إلى الدراسة الجامعية في لبنان ودرس في بيروت العلوم السياسية، ثم أصبح مذيعاً بمحطة ناطقة باللغة الكوردية أطلقها كاميران بدرخان حتى سنة 1947م، وكان برنامج صوت كوردستان باللغة الكوردية. 
ولارتباطاته المبكرة بالحركة الكوردية في جنوبي كوردستان حاول الوصول إلى حزب هيوى سنة 1944م، ولكنه اعتقل وأخفق بالوصول إلى هناك فاعتقلته السلطات العراقية وسلمته إلى الاردن حيث تم اطلاق سراحه، وفي لبنان بالترافق مع دراسته وعمله في الإذاعة الكوردية أسس جمعية الطلبة الكرد سنة 1947م مستفيداً من الاجواء الديمقراطية المساعدة في تلك المرحلة وكان يكتب ويراسل بنفس الوقت المجلات الكوردية الصادرة في لبنان وسوريا حين ذاك مساهماً بكل جهد يخدم لغته الأم. 
وقد كتب في مقدمة كتابه “ممي آلا”: أيها الكورد إذا أردتم صون وجودكم وحمايته من التمزق والضياع تعلموا لغتكم قبل كل شيء وعلموها للآخرين، وإذا أردتم أن تعرفوا أنفسكم وتبنوا المعرفة الصادقة على طريق التقدم والازدهار مع الشعوب الأخرى وتحيوا بكرامة وعزة أيضاً تعلموا لغتكم, وعلموها للآخرين.
شاركت عائلته عبر الدكتور أحمد نافذ الانضمام إلى جمعية خويبون سنة 1937 م، والتي كانت المنظمة الأم للحركة السياسة الكوردية في سوريا، والمصدر الذي جسد الفكر القومي، والحاضنة الأولى للمناضلين الكورد، ولم يكن ظاظا بعيداً عن أجواء تلك المنظمة التي حاولت استئناف الثورة في شمالي كوردستان. 
وتضامناً مع شعبه في شمالي كوردستان/تركيا أسس أيضاً جمعية هيفي وهو ما يزال طالباً في سوريا حيث قامت بالكثير من النشاطات وأيقظت الشعور القومي لدى الكورد هناك ومهدت عملياً لتأسيس حركة كوردية منظمة في سوريا. 
إزاء رؤية نورالدين للأمور طلب أخاه الأكبر منه سناً أن يدرس الطب لكنه قرر الخوض في العمل السياسي قائلاً: (حرصت أن أعيش بين الكورد محاولاً تنظيمهم وتثقيفهم لاستقبال اليوم الذي يتغير فيه الوضع في منطقة الشرق الاوسط حيث كان من الواضح أن خارطة الشرق الأوسط التي كانت مرتبطة بسلسلة متوالية من الظروف ستتغير) ما أشبه اليوم بالأمس.
خلال مرحلة دراسته للعلوم السياسية والاقتصادية في الجامعة الفرنسية في بيروت فتح نورالدين في عام 1946 مدرسة ليلية لتعليم اللغة الكوردية قراءة وكتابة حتى عام 1947م. وخلال تواجده في لبنان أسس مع عصمت شريف وانلي وآخرين (جمعية الطلاب الكرد) أواخر عام 1947م. وبعد حصوله على الإجازة الجامعية سافر إلى سويسرا لتحضير رسالة الدكتورة، وفي أوروبا باشر بعدة نشاطات صحفية ومحاضرات منها تقديم مذكرة الى الأمم المتحدة عام 1948 يشرح فيها القضية الكوردية حيث لم تلقى اذاناً صاغية سوى من مندوب يوغوسلافيا حين ذاك قال لهم: سيأتي اليوم الذي ستحصل فيه كوردستان على استقلالها.
يسجل لهذا المناضل تأسيس أول رابطة للطلاب الكورد في اوروبا عام 1949 م، وقرروا حينها إصدار صحيفة (صوت كوردستان) باللغة الكوردية والإنكليزية والفرنسية، حُوربت هذه النشاطات من قبل الحكومات المسيطرة على كوردستان وبمساعدة أحزابها الشيوعية واليسارية بدعوى أنها تعبر عن الشوفينية الكوردية وتخالف وحدة الطبقة العاملة.
ففي مؤتمر بودابيست للشباب الديمقراطي العالمي حضر نورالدين وتمت محاربته من جانب الأحزاب الشيوعية في كل من تركيا والعراق وإيران وسوريا خلال حرب كلامية عنيفة، وعملوا ما في وسعهم لمنعه من تقديم تقريره باسم الكورد. ورغم ذلك تم قبوله في الاتحاد الدولي للطلبة كممثل لكوردستان. 
وخلال مرحلة بقائه في أوروبا لم ينقطع عن أية نشاطات كوردية كوردستانية سواء في أوروبا أو متابعاته في أجزاء كوردستان حيث أسس ودعم الكثير من الجمعيات والنشاطات للطلبة الكورد الأوائل في أوروبا.
وفي نهاية شهر حزيران 1956 م حينما أنهى شهادة الدكتورة في العلوم التربوية وقبل رجوعه الى سوريا أحيا مرة أخرى في ذلك الصيف (جمعية الطلبة الكورد في أوروبا) التي تعرقلت أنشطتها كما ذكرنا بسبب محاربة الأنظمة الغاصبة في كوردستان والجو الدولي الذي كان لغير صالح الحقوق القومية للشعوب بسبب تأثير طيف الأحزاب الشيوعية في المنطقة الكوردية والعالم. 
ورغم ذلك عقد المؤتمر الأول للطلبة الكورد في أوروبا ما بين 10- 16 آب 1956 في مدينة فيس بادن الألمانية وذلك باسم (الجمعية الثقافية للطلبة الكورد في أوروبا) بدلاً من (جمعية الطلبة الكورد في أوروبا). والظروف الآنفة الذكر أجبرت الطلبة على إطلاق هذه التسمية بسب المد اليساري وعقلية كل شيء من أجل الثورة العالمية.

عودة نورالدين ظاظا من أوروبا وانضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا:
يعود الدكتور نورالدين إلى سوريا في صيف 1956 حيث رحبت به الصحف السورية الصادرة حين ذاك كشخص سوري نال شهادة ومكانة عالية يفتخر به الوطن السوري حيث تصدرت عناوين بعض الصحف خبر عودته من جامعة لوزان. وبمجرد وصوله إلى سوريا بدأ يعد العدة لتنظيم جهود الكورد في إطار الدفاع عن وجودهم وتأمين حقوقهم حيث لم يكن لهم وقت ذاك تنظيم يجمعهم سوى بعض النوادي والمحاولات الشبابية،  وكان العديد من الكورد منتمين الى الحزب الشيوعي السوري الذي كان متقدماً آنذاك. وينافس حزب البعث العربي الاشتراكي الشوفيني وليد النازية الذي أسسه ميشيل عفلق. فكان الكورد مهددين من قبل حزب البعث ومخدوعين من جانب الحزب الشيوعي الأممي نظرياً.
إذاً فنتيجة الوعي القومي خلال الصراع الدائر في سوريا حين ذاك بين القوى العربية والشيوعية في المنطقة، ولتأثير بقايا قادات خويبون وفكره القومي، ولتواجد نواة تنظيمية هنا وهناك على أرض كوردستان سوريا، وكذلك غياب آية قوى تعترف بالحق الكوردي المشخص حيث بدء أبناء الشعب الكوردي يشعرون بقوة وبصورة واضحة بهويتهم القومية وشرعية حقوقهم وديمقراطية طموحهم، تنكب القادة الأوائل لمشروع بناء حزب كوردي ديمقراطي قومي تصادف ظروف نضوجه مع عودة الدكتور ظاظا، حيث شارك مباشرة في كتابة نظامه الداخلي على أساس المركزية الديمقراطية وبرنامجه السياسي بعد أن طرح عليه ذلك أوصمان صبري ورشيد حمو وحميد درويش والآخرين. 
يقول حميد درويش في ذكراه سنة 2006 (تعرفت على الدكتور ظاظا عند عودته من أوروبا سنة 1956 بعد أن أنهى دراسته في علم الاجتماع من جامعة لوزان، توطدت العلاقة معه عن طريق روشن بدرخان وكذلك أوصمان صبري، وعندما طرح أوصمان صبري فكرة تشكيل حزب سياسي كوردي أواسط 1956، كان ظاظا حينها في مقدمة الذين ساهموا بدور في وضع البرنامج السياسي للحزب المقترح، وآثر في البداية أن يكون خلف الستار، وحض الناس على الانخراط في الحزب).
وفي فترة قصيرة من انطلاقة الحزب 14 حزيران 1957 شهدت كل المدن والقصبات الكوردية التفاف منقطع النظير حول الحزب الوليد حيث وصل عدد أعضائه إلى الألوف من مدينة دمشق وحلب وعفرين وكوباني والجزيرة، وتلقت آرائه ومطبوعاته كل مجاميع شعبنا كأداة عصرية منظمة ذات برنامج وتنظيم قومي كوردي هرمي على أساس المركزية الديمقراطية. 

قيادته للحزب الوليد: 
بعد مساهمته الفعالة كما قلنا في كتابة البرنامج السياسي والنظام الداخلي للحزب والذي تضمن فيه الهدف النهائي “تحرير وتوحيد كوردستان” كشعار أساسي. ومن أجل كورد سوريا النضال لرفع الاضطهاد عن كاهل الشعب الكوردي والاعتراف بالحقوق الثقافية الكوردية حسب قول خليل محمد وهو أحد مؤسسي الحزب. 
أعلن الحزب من منزل محمد علي خوجه في حلب وهو أيضاً من المؤسسين والموقعين على بيان الحزب في 14 حزيران 1957 م، وبعد سنة من اجتماع اللجنة المركزية عام 1958 م يقول حميد درويش بأننا طلبنا منه الانضمام رسمياً إلى صفوف الحزب، وانتخب بنفس الجلسة باقتراح أوصمان صبري بأن يكون رئيساً للحزب. وكان يؤمن بدوره كما يقول حميد درويش أن القضية الكوردية في سوريا لا يمكن حلها الا في ظل نظام ديمقراطي برلماني. وسوف يرد في دفاعه أمام المحكمة فيما بعد رؤيته هذه.
وهكذا ظل في منصب رئاسة الحزب من 1958 حتى 1961، وفي هذه السنوات الثلاث من عمره وعمر الحزب حصلت تغيرات كبيرة على الساحة السياسية السورية من الانقلابات والفوضى السياسية وكذلك على الساحة الكوردية السورية وضمن البارتي نفسه، كما شهدت سوريا في تلك الفترة تحولات بارزة في الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وكذلك انفجر الخلاف في حزب البعث الحاكم حول القضية الديمقراطية ومستقبل سوريا والبناء الاشتراكي فيما بعد.
وبالعودة إلى برنامج الحزب وبرنامجه الداخلي نرى منذ قيامه بتشكيلتيه الاجتماعية والسياسية يحمل بذور انقسامه لكن ظل متماسكاً بفعل النشوة القومية حتى واجه أول امتحان له في حملة تصفية الحزب عام 1960 والتي شملت في البداية آلاف المعتقلين حتى غربلتهم عند 80 عضواً من قياديين وكوادر الحزب المتقدمة. ولإبراز بعض هذه المفارقات الاجتماعية مثلاً التي تدل على ان هذه الشخصية كانت متقدمة على عصرها يقال بأنه ذات مرة سافر رشيد كورد إلى دمشق، وحين عاد سأله الشاعر جكرخوين هل التقيت نورالدين ظاظا وكيف تراه :؟
أجاب بأنه رجل مثقف وذكي ونزبه للغاية لكنه لا ينفعنا، فساله جكرخوين مستغرباً وكيف ذلك؟ أجاب رشيد لأنه مثقف كبير إشارة الى موقف مجتمعه من المثقفين آنذاك.
وفي مرة أخرى عند زيارة دكتور نورالدين للقامشلي قال لأحد رفاقه (ربما عبدالله ملا علي) قال له أرجو أن تأخذني لأرى بعض رفاق القاعدة فأخذه مرافقه الى سوق القامشلي يشير الى بعض الحمالين وبائعي الأرصفة والعربيات والعمال الزراعيين بأن هؤلاء هم رفاقنا. 
استغرب نورالدين ظاظا وقال: ابهؤلاء نعمل ونحقق الانتصار ؟ باستفهام استنكاري.
وأمام مد الحزب في كل خلية مجتمعية كوردية وتفاعل الوعي القومي الديمقراطي المتنامي لدى الكرد مع التيار الوطني الجارف المعادي للاستعمار والداعي الى استقلال البلاد وتطورها الوطني الديمقراطي. ازاء ذلك لم يبق أمام سلطات الوحدة التي كان يقودها عبدالحميد سراج الذي بنى جهاز أمنياً رهيباً لا يتوانى عن قتل وسجن الأبرياء، وانشأ المكتب الثاني لجهاز مكافحة الحركة السياسية مهمته الأساسية إيذاء وتدمير الحركة الوطنية السورية وخاصة الحزب الكوردي الفتي.
بدأت الاعتقالات من 5 – 12 آب 1960 حيث تم اعتقال حوالي 5000 شخص كوردي ثم أطلق سراحهم ما عدا القيادة والكوادر وطبعاً على رأسهم نورالدين ظاظا. 

تجربة الاعتقال والسجن وبداية الافتراق:
بداية أستذكر قول المناضل أوصمان صبري بأن (الشعوب الحية تحيي أمواتها، أما الشعوب المتخلفة فتدفن أحياءها)
بعد اعتقالهم مباشرة تم تحويل نورالدين و أوصمان صبري إلى المحكمة العسكرية في حلب 8 آب 1960، وطلب ملازم التحقيق من ظاظا كتابة تقرير يبين فيه سبب تأسيس الحزب، وكان هذا تقريره في اليوم الثاني من وصوله الى حلب (إذا كنا قد أسسنا الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا فهذا يعود الى انه منذ 1949 لم تفعل السلطات المتعاقبة سوى أنها داست بقدمها على الديمقراطية في سوريا والغت الحقوق التي كان يتمتع بها الكورد تدريجياً. ومنذ 1955 لجأت السلطات التي تسيطر عليها البعثية الشوفينية إلى تحطيم أشرطة الكاسيت والسجن لمن عثر معهم على كتب باللغة الكوردية، إن وحدة مصر وسوريا ….. جعلت هذه السياسة أكثر عنصرية وفاشية واستبدادية. واليوم ليس هناك ضباط كورد في الجيش ولا موظفون بمستوي عال والمستقبل يبدو لنا مظلماً وهكذا… مما دفعنا ان نؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا).
ملاحظة: يبدو انه كانت هناك هيمنة بعثية على السلطة الحاكمة حتى قبل وصولهم الى دست الحكم في سنوات 1955 الذي يذكرها الدكتور هنا.
ورغم موقف ظاظا الواضح والجريء أمام التحقيق الأول والذي يقر في نهاية إفادته -مما دفعنا أن نؤسس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في سوريا- ولم يقل بصريح العبارة بأننا جمعية ثقافية أو غيرها. ومع ذلك ظهر الخلاف وتطور شرحه بين القيادة (المعتقلة) وهي أمام المحكمة العسكرية فيما بعد في دمشق حول ما ورد عن إجابتهم أثناء الاستجوابات والافادات والدفاع، فلقد انقسم الرفاق في السجن بين فريق يلتزم حرفياً ببرنامج الحزب ونظامه الداخلي تزعمها اوصمان صبري الذي يقول ( إننا حزب سياسي بحت) ومجموعة أخرى تصدرها نورالدين ظاظا اقترحت التكتيك المرن تحت ضغط التهديد بالإعدامات الجماعية، فما كان يصر على تعريف (حزب سياسي بحت) تجنباً للأحكام القاسية رغم انه كان الالتزام شاملاً من قبل الطرفين بأسم الحزب الديمقراطي الكوردستاني وحتى شعاره تحرير وتوحيد كوردستان، وكان الاختلاف شأن تكتيكي لم يتعدى تبعات الاحكام القضائية.
يقول حميد درويش: هو أراد أي الدكتور ظاظا ان يحافظ على زملائه من الشعارات القومية لحمايتهم داخل السجن من الاحكام القاسية وبذلك أراد التضحية بنفسه وسمعته. ويبدو كذلك ان نورالدين ظاظا كان يصرح لرفاقه في السجن كما قال لي ذلك خالد مشايخ بأنه ليس حملنا وحدنا في السجن كما قال لي ذلك خالد مشايخ بأنه ليس حملنا وحدنا تحرير وتوحيد كوردستان. اما اوصمان صبري فكان عكس ذلك الطرح ومع حرفية ما جاء في برنامجهم السياسي 
من جهتي أعتقد انه كان في داخل السجن وكذلك بعض القيادين الذين ظلوا بمنأى عن الاعتقال في الخارج ساهموا في توسيع الخلاف وحرض أحدهم ضد الآخر بدلاً من رأب الصدع وذلك لمصلحة حزبية آنية ضيقة. وبالتالي كانت تقودهم هذه الجدالات التي لم يتوقف عندها سابقاً المؤسسون قبل إعلان الحزب منها:
هل الحزب يعبر عن شعب يقيم على أرضه التاريخية أم هو أقلية قومية مهاجرة ؟… ويتبع ذلك هل الحزب تنظيم فكري سياسي ثوري أم جمعية إصلاحية ؟
رغم أنه في المذكرة المقدمة من قبل ظاظا الى المحكمة العسكرية في دمشق -والتي سنناقشها بتوسع- لم يذكر فيها ما ينفي المفهومين السابقين من الناحية السلبية. إضافة لأسباب الأزمة البرنامجية التي جاءت في ظروف هيمنة المفاهيم الشوفينية السائدة للعدو حين ذاك والشعارات المغالية التي رفعت بالضد منها أوقعت الحركة في مأزق نظري برنامجي، ولم تنجح في رسم الأهداف القريبة ولا البعيدة والعلاقة بين الخاص الكوردي والوطني السوري العام، والبرنامج الاجتماعي، وتحديد العدو والصديق داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى البعد الكوردستاني المحتمل.
فشكل الخلاف في إطاره النظري ظاهرة تخلف فكري عام حيث تمظهر بالطعن الشخصي والكيدية إزاء مساوئ البعض والتكتل الشللي.
جميعها انطلقت بعد اختلافات المحكمة العسكرية في دمشق، ولم تصل إلى القواعد حقائق غير هذه الحوارات بحيث لم يتسنى إطفائها في المهد والتي عبرت مرة أخرى عن عجز قيادة الحزب في حل أزمتها بالطريقة المناسبة.

بدء الانشقاق نظرياً من خلال المذكرة التي قدمها نورالدين ظاظا إلى محكمة آمن الدولة العسكرية العليا في دمشق:
إذاً بدأت أزمة الرفاق الأولى وهم داخل السجن، وذلك من خلال التقييمات والتحليلات النظرية التي قاموا بها إزاء الوضع الجديد الذي وجودوا أنفسهم مجبرين على التعامل معه، فإما أن يقودهم إلى الإعدام ربما أو أقلها إلى الأحكام الطويلة الأمد في ظل سلطة عنصرية قومية شوفينية لا تتوانى عن فعل أي شيء، وهكذا نرى أن تطور لهجة الخطاب تتغير حسب نجاح السلطة في تدمير معنوياتهم. فلو لاحظنا لهجة الدفاع في يوم 8 آب 1960م أمام المحكمة العسكرية في حلب. غيرها عن المذكرة المقدمة في دمشق أمام محكمة أمن الدولة العسكرية العليا. يتجلى هنا الفرق بين الحزم والإدانة في المحكمة الأولى والثانية للنظام. 
أما في تاريخ 31/12/1960م أمام محكمة أمن الدولة العسكرية العليا في دمشق نقتطف بعض المفردات منها للمقارنة مع المرحلة الاولى، وكذلك نلتمس منها مدى التكتيك الذي مورس في هذه المذكرة للتهرب من الأحكام المحتملة، مما شكل ذلك بعض الابتعاد عن روح المنهاج والنظام الحزبي الموضوع سابقاً رغم اقترابه هنا وهناك من الأهداف الأساسية المطلوبة كوردياً. فلقد أشار في بداية التقرير:(أقدم لكم بياناً بالوقائع والحوادث التي تثبت سياسة التمييز العنصري تجاه الشعب الكوردي) وهذه جملة مفتاحية بنيت عليها الوقائع فيما بعد لشرح المظالم الفجة من قبل النظام ضد شعبنا. حتى يشير بوضوح إلى وجود شعب كوردي يعيش على أرضه التاريخية حيث يؤكد (وجود الشعب الكوردي الذي كان ولا يزال يعيش في أرضه ضمن نطاق جمهوريته العربية المتحدة) وهذين العنصرين تم تضمينهما في الدفاع وهما مقررين في برنامج الحزب، يقدم أيضاً في الصفحة الأولى واجب الدولة في حماية مقومات وخصائص ولغة الشعب الكوردي من خلال ضرورة التزام الدولة بمجموعة القرارات الصادرة من الأمم المتحدة ومؤتمر باندونج ومؤتمر تضامن شعوب آسيا وأفريقيا والتي ورد فيها (استنكار كل سياسة ترمي لإذلال الشعوب واستعبادها) أن إسقاط هذه المفاهيم الدولية على مسألة معالجة قضيتنا حين ذاك كان من الترف الفكري والسياسي مقابل إرادة عدوً غاشم. فحينما تحصر المذكرة (حقوق الشعب الكوردي لغوياً وما إليها حقوقاً مشروعة وطبيعية للكورد المستوطنين في الجمهورية العربية المتحدة) نلاحظ هنا استعماله الحقوق اللغوية مرة واستعماله كلمة مستوطنين وليس شعب كوردي يعيش على أرضه التاريخية كما كان قد ذكر سابقاً أمام التحقيق في حلب وهذه مقارنة سلبية لغير صالحه.
وفي ما يلي من المذكرة يتحدث عن الدمج والتعريب مما (يؤدي الى سياسة العنصرية بالضرورة وبشكل حتمي) هنا يورد السياسة العنصرية فقط دون الفاشية والاستبداد.
فيما بعد في البندين الأول والثاني: يحاول أن ينصح هؤلاء العنصريين بأن يلتزموا بالقرارات الدولية مثل غيرهم من الدول التي حلت مشاكلها الداخلية.
يقول في البند الثاني: (ترك هذه السياسة وإعطاء الكرد حقوقهم) هنا تعودنا أن نستعمل صيغة الشعب الكوردي وليس الكرد كي لا يكون هناك خلطاً بين كرد مستوطنين أو مقيمين وشعب يعيش على أرضه التاريخية، ولقد تم تداول هذه التعابير في حينها بين أعضاء الحزب أيضاً لم يفسر هنا أية حق للأكراد هل هو حق تقرير المصير مثلاً ؟ أم حقوق لغوية ؟ أو سياسية أو ثقافية ؟ هذه النقاط تداولت أيضاً في الشارع الكوردي بقوة كأحد أسباب الخلاف حين ذاك.
يقول في البند الثالث: عن اللغة الكوردية (وكونها لغة شعبية حية) لم يقول لغة قومية ثانية في البلاد. للوهلة الأولى حسب تركيزه على النضال الكوردي من أجل لغته يخال لنا انه نضال لغوي فليس إذاً بهذه الوسائل فقط نحقق نضالاً من أجل بقاء أمة ونيل حقوقها كاملة. وفي جوابه للمحكمة عن الحوادث والوقائع التي طلبوها منه يقول: (اولاً 1- عدم الاعتراف رسمياً بوجود كيان للشعب الكوردي في الإقليم الشمالي) في هذا الطرح يتوخى اعترافاً سياسياً للشعب الكوردي وهذه نقطة قريبة من المطلب السياسي في المنهاج، ويرفقها بأمثلة تغيير الأسماء الكوردية للقرى والمناطق، ومنع تسجيل الولادات بأسمائها الكوردية، وكذلك منع تداول الصحف للمسألة الكوردية. 
وفي الفقرة ثانياً يعود الى التركيز على منع اللغة الكوردية ومصادرة الكتب ومحاربة الثقافة الكوردية، وعدم السماح بفتح النوادي بكل أنواعها. دون الأقليات الأخرى. 
وهنا نجحت المذكرة في تقديم صورة واضحة وشاملة لمجموعة ممارسات النظام القمعي ضد الكورد والتي ما تزال سارية الى يومنا هذا كخط ثابت للأنظمة المتعاقبة.
أما فقرته ثالثاً من المذكرة المقدمة يعرض فيها (إن النظرة العنصرية تؤدي إلى حرمان الكرد من حقوقهم كمواطنين ومن الدلائل على ذلك) يكمل هنا ممارسات السلطة في سوء توزيع أو حرمان الكورد من أراضي أملاك الدولة وحصرها بالعرب، وكذلك في تنازع العقارات بين الكورد والعرب حيث يساند القضاة العربان دائماً، ثم يعرج على حرمان الكورد من التسجيل في دوائر النفوس والتي كانت فيما بعد سبب ظهور ما يسمى أجانب الحسكة. وكذلك طرد وترسيب الطلاب الكورد عمداً. ومن الناحية السياسية عدم تمثيل الكورد في البرلمان إلا بنسبة رمزية لا تتماشى مع عددهم أبداً.
حقيقةً نجح في استعراض مجمل آلام شعبنا في تلك المرحلة وهو لم يكن إبن المنطقة، مما يدل على أنه كان هناك تشاركية من قبل الجميع في السجن حول عرض المظالم فليس من حق أحد أن يقول أن المذكرة وبنودها أغفلت عنا حين ذاك. ولو قدمنا نحن الآن مذكرة مماثلة الى النظام لما استطعنا أن نفصل أكثر في تلك المعاناة لشعبنا.
اما البند الرابع فتضمن: (إن سياسة التمييز العنصري تدفع بعض المسؤولين الى القيام بأعمال تجاه الكرد تمسهم في كرامتهم وطنياً وتشعرهم بأنهم أناس غير موثوقين، ومن هذه الأعمال) لاحظ هنا استعمال كلمة التمييز العنصري أو العنصرية ولا يتعدى في التعريفات مرة ثانية إلى الشوفينية أو الاستبداد كما أورد في تقرير حلب الى المحقق العسكري. كما يتناول في هذه الفقرة بنجاح اشتداد وتيرة التصفية وتسريح الموظفين الكرد والمعلمين ومنع تسجيلهم في المعاهد والكليات العسكرية والشرطة، بالإضافة الى نقل من ظل موظفاً الى أماكن بعيدة أو غير مهمة، وكيف ان النظام شكك في وطنيتهم ليسحب منهم أسلحة المقاومة الشعبية، ومن تجربته الشخصية يعرض حادثين إثباتاً على تلك الممارسات الممنهجة.
آخر المذكرة: ينتقل الى المطالب ليقول: (آمل وضع حد لها والنظر الى الكرد نظرة واقعية تتناسب مع واقعهم الموضوع كمواطنين عاديين في الجمهورية العربية المتحدة ولكنهم أكراد) هنا إشكالية كبيرة في استعماله لتعابير الكرد وليس الشعب الكوردي ثم تسميتهم كمواطنين عاديين في الجمهورية، هل نفهم هنا بأنه كان يطرح مبكراً مفهوم المواطنة كحل حيث لم يكن موجوداً مثل ذلك في المنهاج والبرنامج السياسي لهذا الحزب، فأين من هذا وشعار تحرير وتوحيد كوردستان؟
في موضوع مقترحات الحل يقول: 
(ان القضية تتطلب نظرة جديدة لهذا الواقع الذي نحن فيه، وحلاً جذرياً لرغبات ومطالب الكرد العادية والطبيعية) الغموض والتهرب يكتنف هذه التعابير إذ أنه لم يقدم مطلباً واضحاً ومحدداً يتطابق مع ما كتب في البرنامج فيلخص مطالب الكرد بالعادية والطبيعية فماهي ؟؟ يورد في النهاية (إن محكمتكم الموقرة سوف تلعب دورها الإيجابي في هذه القضية بمساندتها للمظلومين والمحرومين وكشفها الحقائق المرة والدوافع الشريفة المخلصة لأعمالنا موضوع الاهتمام).
جاءت خاتمة البيان ضعيفة ودون مستوى حزب جماهيري وقائد كبير عجز أمامه جلادو دمشق صارخين في وجهه “ها آلم يحن الزمن أيها الكوردي القذر لتصبح عربياً”، فيعتبر هكذا طلب لمساندة المظلومين والمحرومين بمثابة طلب استرحام غير مقبول موضوعياً من قائد كبير حوله الآلاف من الكورد المستعدين لعمل أي حركة من أجلهم وهم في السجون. بسبب هذه المذكرة وما انبثق منها من رؤى وأفكار جديدة في تناول القضية الكوردية ومخاطبة العدو الذي لم يكن لا ديمقراطياً ولا حتى إنسانياً في تعامله الطويل مع الشعب الكوردي ومسألته منذ ما قبل إنشاء الحزب وحتى الآن. ومن خلال الجدل الذي انطلق داخل السجن تم اكتشاف الكثير من نقاط الضعف في المفاهيم التي بني عليها الحزب والشخصيات التي حملت رسالة هذه المفاهيم. غدا الصراع قوياً داخل جدران المعتقل ولكنهم صمدوا معاً حتى إطلاق سراحهم جميعاً في 8 آب 1961 م تحت ضغط الشارع الكوردي السوري والضغط الأوربي الذي شكله أبناء الجالية الكوردية في الخارج، وكذلك مساهمة الوضع الدولي والإقليمي الذي ساعد أيضاً في انطلاق ثورة أيلول في جنوبي كوردستان/العراق فيما بعد. ورغبة الحاكمين في تقديم الوجه الملمع من سلطتهم التي نخرتها خلافات الوحدة السورية المصرية.
تحت جميع هذه الأسباب وجدت هذه القيادة نفسها طليقة في الشارع الكوردي وبين رفاقهم الذين كانوا قد تلقفوا الخلافات الحاصلة التي تسربت إليهم من غير المنضبطين والمسؤولين أنفسهم. وهكذا لم يكن موقف رفاق الحزب من قيادته وموقف القيادة من بعضهم مثلما كانوا يوم اعتقالهم قبل سنة ونصف. ولكنه رغم ذلك التفتت الجماهيري حول قائدها في 20 من تشرين الثاني 1961م حينما جرت انتخابات مجلس الشعب ورشح فيها الدكتور نورالدين ظاظا ونال جميع الأصوات الكوردية  التي اكتسحت الصناديق في الجزيرة مما أرهب سلطات الانفصال حين ذاك فزورت النتائج ومنعت وأوقفت جميع فعاليات الانتخاب.
المرحلة الأكثر إيلاماً في حياة هذا المناضل وحزبه:
المرحلة الأكثر إيلاماً في حياة أول تنظيم كوردي سوري هو إنه لم يحافظ على قيادته موحدة، ولم يحافظ على جماهيره الوطنية الواسعة، ولم تستطع هذه القيادة تحمل بعضها البعض بحيث لجأت الى الخيار الأكثر قساوة وهو الإجراءات ضد بعضهم نتيجة مجريات المحاكمات السابقة في السجن واختلاف التحليل والموقف.
يقول حميد درويش: اتخذت اللجنة المركزية قراراً متشدداً ضد نورالدين ظاظا وطرده من الحزب، وعلى أثرها دفع الحزب الى الهاوية العميقة. وكان هذا الإجراء هو أحد الأسباب التي دفعت نورالدين لأن يترك سوريا ويقيم في لبنان لبعض الوقت، ومن ثم الذهاب الى سويسرا حتى وفاته في 7 تشرين الاول 1988م).
والسؤال الذي يطرح نفسه: ألم يكن من الأفضل عقد مؤتمر حزبي مباشرة بعد الخروج من السجن لتقييم الوضع و الخروقات للنظام أو المنهاج، والمحاسبة الجماعية في ذلك المنبر الذي لا بد انه كان سيحافظ على وحدة الحزب بأقل تقدير، وذلك بوسيلتين: 
 أ – إما تعديل البرنامج حسب ظروف المرحلة الجديدة.
 ب – أو الابقاء على البرنامج وإيجاد أشخاص يتحملون تبعة الالتزام، واختيار قيادة جديدة بإرادة جماعية وصيانة كرامة الآخرين من القادة بشكل ديمقراطي. 
ذلك الانقسام الأول كان لعنة ظلت تلاحقنا حتى الآن بشكلها المتراكم والمتمثل بالانقسامات اللامتناهية….! 
رحم الله المناضل الفذ الدكتور نورالدين ظاظا ولتبقى ذكراه خالدة في مسيرة شعبنا الى يوم النصر.
=======
الدكتور نورالدين زازا، صاحب الفكر الحر  و الإرادة الطليقة
قهرمان مرعان آغا
عندما يأتي ذكر اسم الراحل د. نورالدين زازا وسيرته الشخصية والسياسية بين أبناء الشعب الكوردي وبخاصة في غرب كوردستان، يصعد إلى الذاكرة فكرتين، أولاها صورة رجل متعلم ومتنور و ليبرالي. ثانيها، الشخصية السياسية القيادية الأولى، لأول تنظيم سياسي قومي، رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني/ الكردي في سوريا ويصاحب الفكرتين شعور وأسى وأسئلة أخرى، لماذا لم يكْمِل مسيرته السياسية في إطارها الجمعي وتنحى جانباً يعمل بمفرده في بلاد الغربة.
فمن جملة الأسئلة التي تطرح بمناسبة حالة الانقسام التي طالت الجسم التنظيمي للحزب السياسي الكوردي في سوريا واستمرت على مدى أكثر من نصف قرن، قصة اختلاف قيادة الحزب أثناء الاعتقال في زمن الوحدة بين مصر وسوريا، فيما يتعلق بأهداف الحزب وأسمه (الكوردستاني/الكوردي… تحرير وتوحيد كوردستان) وضرورة التمسك بها من عدمها في الاستجوابات أو الدفوع والمرافعات خلال المحاكمات التي جرت لهم آنذاك، حيث أصبحت منصة، لزعزعة الثقة والمصداقية بدعوى الحفاظ على المبادئ ومن ثم التشهير والاتهام بين تكتلين وأكثر فيما بعد (حيث انقسم الحزب على نفسه يساراً و يميناً) وعبرت بوضوح بين إرادتين مختلفتين، أحداهما تمثل الواقعية السياسية الواعية حسب ظروف تلك المرحلة والتي مثلَّها رؤية رئيس الحزب د. نور الدين زازا وإرادته الحرة الطليقة، عن تلك الإرادة المُقيَّدة بفكرة الايديولوجيا، التي أصرَّ عليها سكرتير الحزب (آبو) أوسمان صبري والتي تمثلت في المشاعر الثورية التي كانت سائدة تحت يافطة العناوين والشعارات الكبرى البعيدة عن الواقع، حيث تبدَّلت الأمور عند تأسيس الحزب في حزيران/1957في ظل الجمهورية السورية وبوجود تعددية سياسية وحياة برلمانية وحريات مدنية ونقابية، منه…
وعند تشكيل الجمهورية العربية المتحدة في شباط /1958، التي أنهت الحياة السياسية من خلال حل الأحزاب في سوريا وتسخير مقدرات الإقليم الشمالي (سوريا) لدعم الخطاب القومي وآلة الدعاية الناصرية للوحدة العربية من المحيط إلى الخليج، في ظل تصاعد الأفكار و السياسات العنصرية المتطرفة في مواجهة التطلعات القومية للشعب الكوردي، حيث باتت الدولة الأمنية تخييِّم بظلالها على المشهد السياسي و الاجتماعي في سوريا من خلال سلطة المكتب الثاني و مباحث أمن الدولة و أصبح الكورد مستهدفون بذواتهم الشخصية وفي هويتهم القومية وتعتبر المذكرة التي قدمها الدكتور نورالدين زازا من خلال مرافعته لدى محكمة أمن الدولة العليا العسكرية في دمشق عام 1961، أثناء اعتقال قيادة الحزب في آب/1960، وثيقة تاريخية حول معاناة الكورد في ظل حكم الوحدة.
يتبين لنا من خلال قراءة تلك المذكرة والنظر إلى مضامينها، مدى تحلي د. نورالدين زازا بالفكر القانوني والسياسي وبالنظرة الواعية في تناول معظم القضايا التي جابهت الشعب الكوردي وحزبه الوليد، ويعتبر كما هي الحقيقة رائداً في الفكر الحقوقي ومدافعاً شجاعاً عن وجود الشعب الكوردي وقضيته العادلة.
ـ يأتي في مقدمة المذكرة، صيغة الشعب الكوردي في الإقليم الشمالي (سوريا) في (….الجمهورية العربية المتحدة)، كشعب له تمايزه القومي وخصوصيته الثقافية، كشعب أصيل يعيش على أرضه التاريخية ويؤكد على حقيقة مقومات وجود الشعب الكوردي القومية، بأنه (…. واقع ملموس وموضوعي … الذي كان ولا يزال يعيش على أرضه… وهو شعب له لغته وعاداته وتقاليده الخاصة به… ظل متمسكاً بها ومحتفظاً بنسماتها على مرَّ التاريخ  و توالي العصور….) ويؤكد على العيش المشترك ورخاء الإنسان وحفظ كرامته.
ـ كما يثبِّت في مذكرته مفهوم الحقوق المشروعة للشعب الكوردي، مستنداً على الخصائص والمقومات التي يتمتع بها الشعب الكوردي وإلى حقوق الإنسان التي تؤكد عليها مواثيق الأمم المتحدة والهيئات الشعبية والمجتمعية والمؤتمرات الدولية ويشير إلى مؤتمر عدم الانحياز و عبد الناصر أحد مؤسسي هذا الحلف،  أنَّ (….مسألة قتل ثقافة شعب، جرماً يعاقب عليه مؤتمر باندونغ ومؤتمر تضامن شعوب آسيا وأفريقيا في القاهرة وكذلك في أغلب المؤتمرات والاجتماعات التي حضرها ويحضرها سيادة الرئيس جمال عبد الناصر، يؤكد بإصرار على حقوق الشعوب وضرورة احترام مطاليبها ورغباتها….) ويذكِّر ببيان عبد الناصر مع الرئيس السوداني المتضمن (.. استنكار كل سياسة ترمي لإذلال الشعوب واستعبادها وتنقص من كرامة الإنسان بسبب اللون والجنس والعقيدة).
ـ يشير إلى ضرورة التزام الجمهورية العربية المتحدة بتعهداتها أمام الهيئات والمؤتمرات الدولية (… باعتبارها عضواً وطرفاً فيها، تجعل من حقوق الشعب الكوردي اللغوية وما إليها حقوقاً مشروعة وطبيعية للأكراد… لا يمكن التغاضي عنها وإنكارها…) .
ـ يبين سياسة  التعريب التي تمارسها السلطات والتي تشكِّل أساس كل عوامل التفرقة العنصرية (.. إنَّ هذا الواقع من جانب.. و إنكار وإتباع سياسة طمس هذه الحقوق وسياسة الصهر ودمج وتعريب الأكراد بشتى الوسائل من جانب آخر، تتولد (سياسة العنصرية) بالضرورة وبشكل حتمي ..)
ـ بيان الوقائع التي تثبت سياسات الصهر والتمييز والتفرقة العنصرية التي تطال وجود الشعب الكوردي في دولة الوحدة ، حيث يؤكد للقاضي تمهيداً ، ثلاث نقاط  ، لا بد َّ أنْ يتفهمها :
* إنَّ العبرة في إقرار حقوق الشعوب ليس في مجرد الاعتراف بها بموجب قرارات و بيانات، بل العبرة في التنفيذ و تمكين الشعوب من ممارسة حقوقها والاستمتاع بمزايا تلك الحقوق .(.. لم تعد حقوق الشعوب مجرد قرارات وبيانات تسطر على صفحات، بل تلك الحقوق، دخلت إلى مستواها التطبيقي العملي في بلدان عديدة من تلك التي تضم قوميات وشعوب متعددة (.. سويسرا، بلجيكا، كندا..إندونيسيا…)… جعلت شعوبها تتمتع بحقوقها المشروعة و بذلك حلت مشاكلها الداخلية…) .
* يؤكد على العيش المشترك بين العرب والكورد من خلال الاعتراف بحقوق الشعب الكوردي ونبذ العنصرية التي لا تخدم الوحدة الوطنية ويشير إلى حتمية الديمقراطية في حياة الشعوب (إنَّ التمييز العنصري لا يؤدي إلى تفسخ رابط الأخوة العربية الكوردية  فحسب وإنما إلى بذر بذور الشك و عدم الثقة بين الشعبين… وتضر بالمصلحة الوطنية وعلى العكس إعطاء الأكراد حقوقهم..، توطد أركان التضامن العربي الكوردي وتظهر البلاد بمظهر تعاوني، ديمقراطي صحيح).
* إن عدم الاعتراف باللغة الكوردية وحرمانها في التعليم والتحدث بأساليب المنع والإرهاب،  كونها لغة حية, سيدفع الشعب الكوردي بحكم الفطرة إلى تعلمها بوسائل شتى وطرق مختلفة وهذا ما حصل بالفعل مع الحكومات والأنظمة التي تعاقبت على حكم سوريا ويا للمفارقة، كانت إذاعة القاهرة, افتتحت قسم اللغة الكوردية، تبث الأخبار والأغاني في مواجهة عبد الكريم قاسم / العراق وتمنع الشعب الكوردي في سوريا/ دولة الوحدة العربية من التحدث بلغته الأم (ارتقاء اللغة الكوردية إلى المجال الدولي، كونها لغة حية تردد كلماتها و أغانيها وموسيقاها في عدة إذاعات عالمية في مقدمتها إذاعة (القاهرة، العراق،ايران … وتدرس في مدارس وجامعات عدة بلدان (السويد، العراق، باريس ….)
ـ ويضيف (بأن عدم الاعتراف رسمياً بوجود كيان للشعب الكوردي في الأقليم الشمالي… وبفتح المجال أمام بعض الموظفين التنفيذيين  …) يزيد من سياسات التمييز العنصري بطريقة فجة وعارية وهي تشمل ـ الاعتداء على الأشخاص بسبب الانتماء القومي ـ تغيير وتعريب أسماء القرى والبلدات الكوردية ـ منع تسجيل أسماء الأطفال المواليد  بأسماء كوردبة ـ منع ارتداء الزَّي الكوردي ـ إغلاق الصحف التي تتناول العلاقة الكوردية العربية على أسس وطنية ـ عدم السماح بممارسة حقوق الطبع والنشر فيما يتعلق بالحقوق اللغوية الكوردية ومصادرة الكتب ودواوين الشعر وتوقيف الأشخاص على إثر ذلك ومنع فتح نوادي وجمعيات كوردية ومنع الموسيقا الكوردية ـ حرمان الكورد من الانتفاع بأراضي الاستيلاء والإصلاح الزراعي الذي نفذه عبد الناصر في عام/ 1959 ـ الانحياز الى جانب العرب عند التحكيم في المنازعات العقارية ـ منع الكورد الغير مسجلين في دوائر النفوس من التسجيل المباشر أسوة بالعرب واعتبارهم مكتومي القيد وعرقلة الإجراءات بالنسبة لحقوقهم المدنية وبالتالي حرمانهم من حق التعليم والانتخاب وخدمة العلم ـ طرد الطلبة الكورد من الامتحانات الثانوية دون سبب ـ عدم تناسب عدد النواب الكورد مع عددهم الفعلي بالنسبة لمجوع السكان في الجزيرة مع منح العرب نسبة تتجاوز أضعاف تمثيلهم الحقيقي ـ تسريح الموظفين الكورد من الوظائف العامة ومنع قبولهم في المعاهد التعليمية وكليات الجيش والشرطة ـ منع الكورد من حمل السلاح وحصرها بيد العرب (المقاومة الشعبية) ـ منع النشطاء و السياسيين من الكورد من السفر ومصادرة وثائق الس

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…