الرسالة السابعة والثلاثون.. قادمٌ إليك في عيد الحبّ

فراس حج محمد

أسعدت صباحا أيتها الغانية المغتنية الحلوة الشهية الجامحة
أحبّ أن أحدثك عن الحب في شهر الحب، هل عليّ أن أقول لك إنني اشتقت إليكِ جداً، وأكثر من أي وقت مضى، بي رغبة كبرى لاحتضانك والالتحام بك حتى آخر أحشائك، والتمتع بكريستال جسدك البلوري. أمس وكالعادة تصادفني إحدى صورك في “ذكريات الفيسبوك”، يا لهذا الجسم كم تشغلني تفاصيله، يبدو فخذاك شهيّتين، أسترجع ما أعرفه من لونهما الوردي منذ رأيتهما أول مرة قبل سنوات، يا لهذه الشهوة التي تتلبسني كلما سمعت صوتك، أو رأيت صورتك، فما بالك إن رأيتك وجها لوجه؟ 
إن في داخلي بركانا بالكاد أمنعه من الانفجار كلما التقينا. يا لله كم أحبك أيتها الشهية. لعلك تدركين الآن سبب وجعي عقب كل لقاء، نفترق فيه، ليذهب كل واحد منا في طريق لينام في حضن شخص آخر. كم هو مؤلم أن أتركك تذهبين فأعود أجرّ أذيال الفشل والانكسار والهزيمة. أشعر بالعبث وقد اجتاح كل دقائق روحي.
لا شك في أنني افتقدتك أمس، وامتنع عليّ النوم، قلقت قلقا شديدا، أحاول أن أراك، وأنا سابح في العتمة، تمتد يدي نحو الهاتف المحمول، أكتب لك رسالة عاجلة، محاولا أن أجعلك تتحدثين معي ولكن دون فائدة، لا أستطيع النوم، لا شيء فيّ يريد أن ينام، أحاول مرارا ذلك، ولكن دون جدوى.
على أي حال لقد نمت متأخرا جدا، وصحوت باكرا جدا أيضا، كأنني لم أنم إلا ساعتين أو ثلاث على أبعد تقدير، وليس معي في الحالتين أحد سواك، أفكر فيك طوال الوقت في هذه الأيام، لا أدري لماذا، أشعر في داخلي بالفقدان، أخشى من فقدانك بالبعد عني، هذه خشية حقيقية منذ مدة وهي تجتاحني بألمها. لا أدري لماذا، هاجس من القلق الشديد يفتت رأسي. 
الأسبوع الماضي راجعت الطبيب كما أخبرتك، ما زالت حالتي كما هي، أعاني من فيروس في الدم، لا أدري ما السبب، يمنعنى من النوم، حكّة في جسدي كله من قدمي حتى كامل جسمي، كلما حككت جسدي زاد اشتعالا، لقد بكيت بالفعل من سوء هذه الحالة، لا أستطيع الاستقرار بسبب ذلك، أظل مشغولا بنفسي يحكني جلدي، إنه أمر مزعج، في العمل، وفي البيت وفي كل لحظة. لم يفلح الدواء بإنهاء هذه الحالة إلا بالتسكين الذي قد يستمر أحيانا ساعات، لكنه يعود لمراوغتي مرة أخرى. أعتقد أنه لا داعي للقلق، فقد أخبرني الطبيب أن هذه الحالة غير خطيرة. 
سأترك أمر المرض جانباً وأعود لأحدثك عن الحب والكتابة والشعر، هل وصلك مقال الكاتبة صفاء أبو خضرة عن كتاب “نسوة في المدينة”؟ فقد أرسلته إليك في البريد الإلكتروني، ولم أقرأ لك ردا عليه. أتمنى أن أقرأ شيئا من ذلك أو أسمع رأيك عندما تحادثينني صوتيا إن كان هناك مجال لذلك اليوم. أعرف أنك مشغولة طوال الوقت، وثمة ظروف قد تمنعك من الحديث، ولكن اجعلي لي ولو خمس دقائق. أظن أنني أستحق. لا تضحكي علي بسبب هذه الثقة أو هذا الغرور. فأنا أظن أنني جدير بك وبقراءتك لي.
أنهيت أمس أيضا بناء ديواني الجديد “وشيء من سرد قليل”، بعثته لبعض الأصدقاء لقراءته، ربما أعطوني بعض الملاحظات، أستعد لنشره، ربما يكون ذلك قريبا، جاء الديوان في (180) صفحة عادية (صفحة A4)، ستتجاوز عدد صفحاته ربما بعد “المنتجة” المئتين. إنه ديوان حب في المجمل، لفت انتباهي فيه قصيدة “الحب في شهر فبراير”، قصيدة كتبتُها العام الماضي (فبراير 2020) ونشرتها في (2/3/2020)، ولكن ليس على نطاق واسع، استحضرت فيها بعض قصص شباط وعلاقة الرغبة الجنسية للقطط فيه. أحببت أن تكوني قطتي ولكن ليس في فبراير وحده. كم أتمنى أن أتذوق طعم لذتك ونشوة شهوتك، ولكنك ما زلت تتمنعين وترفضين. في القصيدة أيضا انتباه للزمن فقد قلت القصيدة في سنة كبيسة، يكون فيها شهر فبراير 29 يوماً، راجعت التقويم، واكتشفت أنك أيضا ولدت في سنة كبيسة، يا لهذه الصدفة الرائعة. وفي الديوان قصائد كثيرة تتحدث عنك وعن تفاصيل شخصية جدا.
في عيد الحب القادم بعد ثمانية أيام تحديدا، ثمة مفاجأة سأقدمها لك، متمنياً ألا تخذلني الظروف فلا أتمكن من صناعة هذا الطقس الاحتفالي بك، فيا ليتها تكون الفرصة مواتية، فتغدقين عليّ بالقبل، وتضمينني إلى حضنك الدافئ، وتشبعني ثمارك الناضجة من أخمص قدميك حتى أعالي النهد.
متشوّق لرؤيتك، فإلى لقاء قريب راجياً ألا تكوني معي بخيلة، فقلبي ذاب من طول انتظار هطول مائك الذي آمل أن يغسل هذا الوجع المركب.
أحبك حتى النهاية، المشتاق إليه بلهفة: فراس حج محمد
6/ شباط/ 2021

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…