ياسر إلياس
أهدي هذا البحث الفيلولوجي المتواضع
إلى الأمة الكردية العظيمة في وطنها المحتل الممزق إلى أربعة سجون استيطانية …
إلى روح المعلم الأول ((زرادشت )
إلى أصدقائي الكرام في الصفحة
من أين جاء العرب ب (السحر ، الفجر ، الظهر ، العصر ) ؟ لقد تأملت في هذا النسق المسجع و يبدو للوهلة الأولى منطقياً و يتبع نظاماً فيلولوجياً معيناً خاصة من ناحية نهاياته الختامية بالحرف (راء) وإذا كان العرب فعلاً قد ساروا وفق نظام دلالي أو صوتي معين جعلتهم يضعون لمواقيت اليوم كلماتٍ تخضع لمنطق دلالي أو صوتي جدير بالملاحظة كهذا النسق الميقاتي الملفت للأنظار فلماذا انقطعت سلسلة المواقيت و الراءات عند العصر وأين الكلمات المتماشية المتناسقة مع هذا النسق للدلالة على المغرب و العشاء و حين تسبر أغوار معاجم العربية و تفاجأ بالكم الهائل من التخبط و التناقض و الضياع في تفسير معانيها تدرك أن هناك علة تقع خارج مدركات المتكلمين بالعربية و واضعي مفرداتها و مصنفي معاجمها .
هذه الكلمات تخضع لموسيقا صوتية متأتية من الانتهاء بحرف الراء و مع ذلك الكلمات تشرح في العربية و ينظر إليها على أنها وحدات بنائية قالبية جامدة يتم التفتيش عن معانيها من خارج ما تدل عليه الحروف نفسها ، و يزول العجب مجدداً كما شأن معظم المفردات التي تقدم لنا نفسها على أنها عربية حينما تدرك بنظرة فاحصة
أصولها الكردية الآرية الآفستائية الزرادشتية
و أقدم هنا هذا البحث الفيلولوجي المتواضع الذي لا يقبل الشك و لا الطعن هدية للأمة الكردية العظيمة و هدية لروح المعلم الأول زرادشت وأبناء شعبه و أسلافه الذين وهبوا البشرية جمعاء
الأبجدية مفردات الحياة و الحضارة و العلوم هذه المفردات التي تعيش بها البشرية جمعاء عرباً و فرساً و تركاً وهنوداً بما فيها اللغة الإنكليزية التي اقتبست نصف كلماتها من أسلاف الكرد السومريين .
أبدأ ب كلمة Hor, هور ، بمعنى الشمس عند الكرد ، و هو موجود في الاسم الأعظم لإله الرسول (زرادشت ) أهورامازدا ، و بالشمس (Hor) سمي أجداد الكرد بالهوريين ( الإمبراطورية الهورية) لما للشمس من مكانة مركزية لدى الكرد القدماء و أقتبس بيتاً شعريا لأمير شعراء الكرد الكلاسيكيين (ملاي جزري ) : وردت فيها هذه الكلمة :
Ji wêjeya klasîk
Taze kişandî xet bi xet
Hor û fireşte kê we dîn
Nazik û xob û sirşirîn— (Dîwana Melayê Cizirî ~1640, Melayê Cizîrî)
السحر :
بالكردية : : Sahor
-SIHAR-Sihor, sîhor Sahor
Sihor, sîhor
و هو الوقت قبل الشروق
مشتقة من ١-
Sa: الظل
Sih- sî:، خيال الشيء، الظل ، طيف
Saye- sî- sih- الظل
٦٩٩ص، القاموس المنير
و الكلمة saye يترافق الظل فيها مع الصحو الهادئ
ومن ٢- Hor: بمعنى الشمس
إضافة توضيحية
………………..
لشرح التناقض الذي وقع فيه العرب
لمعنى (سهر ) الذي يشتقه الكرد من السمر و المؤانسه إلى وقت السحور
و Seherî
سهري- لحن و مقام كردي
و seh- sehbûn
الحس و الحاسة و الشعور
و seherî, سهر ، تسامر في الليل إلى وقت السحور .
في حين أبدل العرب الهاءمن الكلمة الكردية sehor- sihor-
Suhore- sihar-
حاء فقالوا : سحر – و سحور
إلا أنهم وقعوا في التناقض و الاضطراب
و الحيرة .. حينما اشتقوا من نفس الكلمة الكردية كلمة أخرى و هي (سهر )
لتدل عندهم على عدم النوم ليلاً
(السهر ) سهر يسهر سهراً ، لكنهم وضعوها في بابٍ مغاير ، : و شرحوها
بشكل سيّء ، لعدم معرفتهم بأصل ورودها
مع أنها هي أيضاً مشتقة من السحور
التخبط الذي وقع فيه اللغويون العرب
في شرح معاني (سحر ، و سحور – )
و (سهر -يسهر – سهراً ) سببه أنهم أخذوا
مادتين من جذر كردي واحد لكنهم وضعوا
أحدها في باب (سحر) ، و وضعوا الآخر في
باب (سهر )
مع أن سهر يسهر سهراً : تعني السمر و المؤانسة إلى وقت السحر ..
و سهر يسهر سهراً مشتقة مثل
Sehar- sehor- sihar
من التوقيت ، الميقات ، الوقت
و تجنب ابن منظور و سواه الالتفات إلى هذا جهلاً ، أو عمداً ، و أتوا بتفسيرات
عجيبة لكلمة (السهر ) فقالوا هو الأرق،
امتناع النوم ليلاً ، و قالوا : الساهرة: الأرض
وجه الأرض و الساهرة : الفلاة ، في تفسير الآية:( فإذا هم بالساهرة) و قالوا ربما سميت الأرض بالساهرة( لأن الكائنات الحية فيها نومهم و سهرهم )و أورد ابن منظور دلالات لاشتقاقات أخرى كثيرة أورها صاحب اللسان مع إيراد الأقاويل المتعارضة في معانيها مما عهدناه في أسلوب و طريقةشرح معاني الكلمات في المعاجم العربية التي عوضاً عن أن تزيل عجمتها تزيد من غموضها و استغلاق معناها .(يرجى الرجوع إلى لسان العرب لابن منظور مادة سحر – و مادة سهر )
2-الفجر : بالكردية: VIJHOR-VIJAR
الفونيم v الكردي يدل على التفتح و الانبثاق عموماً
ve- vebû- انفتح و تفتح و تفتق
Vejî- vejiya- انبعث، انبثق
Vejîn- انبعاث، انبثاق
٦٠٩-٦١٠
القاموس المنير
Vejhor- vijhor- fijhor
Vejhor, vejar- vijar- fijar: الفجر ، انبثاق
الشمس
و الاشتقاق واضح و بين من vija
بمعنى انبثق ، انبعث
و Hor, بمعنى الشمس
3- الظهر : بالكردية: ZAHAR-ZIHAR
ZIHOR- ZEHAR
(Z)
من الأحرف الكردية التي تدل على التناسل و التوالد و الزيادة
و قد شرحت أصل الفعل Zêde
بمعنى زاد يزيد سابقاً بالتفصيل
Zahor-
Za: ارتفاع الدرجة، التزايد،
المصباح المنير ( كردي – عربي ) ص٩١٤
Zahor: ظهر
حين تصبح الشمس في منتصف السماء
و تشتد حرارتها
4-العصر : :بالكردية -ASAR-ISAR-ASHOR -ASHOR
مشتقة من :
—
أفق : ASO- ASU- SO
Asoyî- أفقي
ص٢١
القاموس المنير
و من : HOR
و ذلك حين تهبط الشمس مجازياً و تصبح في أحد طرفي الأرض فتكون أفقية .
4-المغرب: بالكردية: AVAHOR- ÊVAR
المصباح المنير ، ص ٢٥٩
Avahor:êvar, المغرب ، غروب الشمس
مشتقة من :
AVA: غروب
HOR:شمس
و نشكر الرب أن العرب لم يصلوا إلى هذه الكلمة التي يستخدمها أطفالنا الكرد الذين في بطون أمهاتهم و بقيت لتكون شاهداً على أصيلاً دامغاً لا يأتيه الباطل أبداً على كردية (السحر – و الفجر – و الظهر – و العصر ) و نشكر الرب أن كلمة
AVAHOR- ÊVAR
لا يستخدمها الفرس أيضاً
لأن العرب اعتادوا على نزع كل فضيلة من الكرد و إلصاقها بالفرس
و Avahor- التي أصبحت عند الكرد بمرور آلاف السنين للتخفيف :ÊVAR
ينطقها الكرد أجمعين و هي مستخدمة حتى الآن لغروب الشمس مشتقة من Ava
بمعنى :غروب و Hor
بمعنى الشمس
و لم تطلها يد العرب و هي الدليل القاطع
من دون جدال و لا نقاش على فلسفة نسق مواقيت اليوم عند الكرد ، و على صحة التحليل الفيلولوجي الذي استخلصت نتائجه بشكل لا يقبل الشك و التشكيك.
فتكون مواقيت اليوم الكردية على الشكل التالي بمراعاة التخفيف كما في كلمة
Êvar
فتكون :
SIHAR: سحر : ،سِحار،
VIJAR:، فجر ،ڤِژار
ZIHAR:، ظُهر ، زِهار
ASAR:،عصر ، أسار
ÊVAR:، مغرب، إِيڤار
أما كلمة العشاء ، و عشية و عشاء
التي جاءت عند العرب للدلالة على ميقات
ما بعد المغرب فقد خالفت النسق المسجع الذي ينتهي بحرف الراء (راء كلمة
HOR
الكردية التي تعني الشمس
أما في الكردية فإن نظائرها التي تدل على الوقت لما بعد وقت الغروب لا تزال موجودة لدى الكرد وبالتقصي فلدينا كلمة
Hingûr, المساء
و أصلها من Hinghor
٣٦١، المصباح المنير
و Hingê- Hingî
حين – ذلك الوقت
٣٦٠
المصباح المنير
و Hingorî, (هِنگوري ) هو الوقت من المغرب و حتى النوم
جاء ذلك في قاموس الهدية الحميدية
ص ٢٣٦
و أصلها Hinghorî
و هي من Hing -هِنگ بمعنى حين .
و Horî- هوري – نسبة للشمس Hor
و هذه الكلمة أيضاً بقيت عندنا نحن الكرد
خاصة دوناً عن الفرس و العرب مثل
Avahor- Êvar- إيڤار :
بمعنى المغرب
لتؤكدا معاً سلامة و صواب و دقة نتائج
هذا البحث اللساني الفيلولوجي المتواضع.
أدعو مخلصاً و جاداً الشعراء و الكتاب الكرد إلى تبني كلماتهم هذه ذات الجذور الكردية الفصيحة القحة و إعادة الاعتبار و الألق إليها و تضمينها في أعمالهم المؤلفة بالكردية بصوتها و نبرتها و تهجئتها الكردية
لا (العربية ) و أدعو واضعي القواميس الكردية إلى الترحيب بمفرداتهم مع تضمين شرح مقتضب لكيفية دخولها العربية .