ياسر إلياس
أتيت إلى كلمة (الرائد ) فوقعتُ في نقرة (الرأد) فتركتُ الرائد و انشغلت بالرأد
و هذا باب من أبواب كثيرةلم أَجِد من نوه بتعريبه أو انتبه لعجميته .
يقول الجواهري:
نُغني الحياة ونستغني كأنَّ لنا
رأدَ الضحى غلةً والصُّبح والفلقا
جاء في لسان العرب مادة (رأد )
(الرَّأْدُ : رونق الضحى ، و قيل هو بعد انبساط الشمس و ارتفاع النهار ، و قيل رأد الضحى : ارتفاعه حين يعلو النهار أو الأكثر : أن يمضي من النهار خمسه ) انتهى كلام ابن منظور .
الجواليقي يقول : العرب تختلف فيما ليس من كلامها . أريدك أن تتأمل القلقلة و القلعنقيل في شرح معاني هذه الكلمة و مرد ذلك عدم أصالتها في اللغة العربية ، و حداثة إدخالها و إدراجها في اللسان العربي إثر استيطان المسلمين العرب في كردستان.
و هذا يفسر أيضاً اللغط لدى معلمي العربية و متعلميها في فهم معانيها كما يفسر سوء الترجمات الأجنبية عن العربية و سوء الترجمات العربية عن الإنكليزية كما يفسر عدم استقرار المصطلحات العربية و مدلولات الكثير من ألفاظها المعجمية و علة ذلك منابتها الأجنبية ولو سألونا لأنجدناهم بالماء الذي يشفي الغليل .
و الكردية بوصفها لغة أماً للعربية تحفل
بالكثير من أسماء الشمس منها :
Rok
Mêhir
Roz
Ahor
Hor
Hetav
Xurşîd
Roj
Xorşîd
Xor
tav
(روك ، ميهر – روز -آهور – هور -خور – خورشيد— روژ -تاڤ- هَتاڤ) و أسماء أخرى كثيرةللشمس لم نذكرها ليس بينها كلمات عربية و لا عجمية ! و نأتي لكلمة : الرَّأد : التي تم أخذها من ro- و roj- و روك- و roda، رودا
ولكي نحل الإشكالية العويصة التي وقع فيها ابن منظور و أصحابه الجهابذة فإن هذه الأخيرة (رودا-roda)تعني شروق الشمس (وقت البزوغ).
و أعمار هذه الكلمات تناهز آلاف السنين
و بها ربط الكرد أسماء الطريق(rê- ra-
Rêk- rêç)
لأنَّ الطريق يحتاج للشمس للسير فيه
و منها سألج لكلمة (الرائد ) التي جاءت في نفس باب رأد حيث أخذوها من
Rêda- rêder- rêdî -rada-
و التي أخذ الإنكليز منها أيضاً كلمة road
بمعنى الطريق .
و إذا سردنا أسماء الشمس الكردية مع اشتقاقاتها الكثيرة جداً مع بعض الشواهد الشعرية و الأدبية كما يفعل بعض الأحجاميين لاحتجنا فيها وحدها لكتاب في حجم مجلدات لسان العرب .
………….
جاء في لسان العرب لابن منظور :
الدَّرْدَبيسُ :الشيخ الكبير الهِمُّ،
والعجوز أَيضاً يقال لها: دَرْدَبيسٌ؛ وأَنشد:
أُمُّ عِيالٍ فَخْمَةٌ تَعُوسُ،
قد دَرْدَبَتْ، والشيخُ دَرْدبيسُ
العَوْسُ: هو الطَّوَفانُ بالليل. ودَرْدَبَت: خَضَعَتْ وذلت.
( دردبيس ) كلمة كردية من مقطعين دالين
دَرْد: Derd, بمعنى الهم ، المحنة
و bêj , (محدث ، سارد ، قاص )
وذلك لا يكون إلا حين يكبر المرء و تكثر تجاربه و خبراته في الحياة .
و أبدل العرب ال (j) بالسين لفقدان (j)
في الأبجدية العربية
و لها ما يماثلها عندنا في الكردية
,Derdekêş,دردكيش
Derdepis، دردپِس
و الأولى تعني شيال هموم
و الثانية تعني ابن الهموم عن كبير السن
صاحب التجارب الكثيرة
و pis
تعني ابن
كما في
Pismam
Pisxal
ابن العم ، ابن الخال .
أما الفعل دَرْدَب : فقال العرب في معناه
دردب الرجل : إذا خضع بسبب شدةٍ
و اشتقوا حروف الفعل و دلالته من المبنى و المعنى اللذين في كلمة (درد ) Derd
الكردية التي تعني : الشدة و المحنة و المصيبة ..
الدارصيني ، الدارسين ، دارچين
كلمة كردية انتشرت على نطاق واسع لهذة النبتة التي كانت تأتي من نواحي الهند على الحدود الصينية و الدليل
, دار : شجرة باللغة الكردية Dar
و (صين ) الصين : بلد المنشأ و الورود
(Darçîn)بالكردية
أما كلمة القرفة فهي من كاروڤا (கருவா)
اللغة التاميلية .
و نأتي إلى كلمة :
(الفَدَوْكَس) وإذا فتحتم لسان العرب فستجدونها في مادة (فدكس) و في معناها
يقول : الشديد ، أو الغليظ الجافي ، و الفدوكس : الأسد . و لم أجد من ينوه إلى أصلها غير العربي،لكنني فور أن وقعت عيني عليها عرفتُ كنهها . يفتخر الإخوة العرب بكثرة الأسماء التي أعطوها للأسد ، و نحن لنا الفخر بأن الكثير من تلك الأسماء هي من أصول كردية و لنا الحق في هذا الفخر
كوننا ننتمي لحضارة عمرها المسجل المدون أكثر من عشرة آلاف سنة
(فدوكس ) كالعادة من مقطعين دالين
(فدا ) Fida , فداء
و Kes, بمعنى الشخص ، المرء ، الإنسان
و فداكس ، fidakes
Fidawkes: تعني بالكردية المغوار ، الباسل ، البطل ، القحام ،
و هذا يحيلنا إلى كلمة (فداء ) الكردية
التي أخذها الإخوة العرب من
Pêde, pêda, pêdad
و هي كلمة كردية10000000 /100