تصريح من ممثلي المكون السرياني الآشوري في الائتلاف الوطني حول تشكيل الحكومة المؤقتة

 استنادا إلى النظام الداخلي للإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، يعتبر المكوّن السرياني الآشوري أحد المكوّنات المؤسّسة للإئتلاف. لكن تمّ تجاهل ذلك تماما عند تشكيل الحكومة المؤقتة من قبل الدكتور أحمد طعمة الذي قدّم تشكيلته الوزارية لاجتماع الهيئة العامة للإئتلاف بتاريخ 9/11/2013 بقصد نيل الثقة على الحكومة التي خلت من أيّ تمثيل للمكوّن السرياني الآشوري، علما أنّ التشكيلة التي كان قد اعتمدها السيد غسّان هيتو قبل أشهر، راعت تمثيل كلّ المكوّنات الوطنية بما فيها المكوّن السرياني الآشوري.
إذا كان هناك من يتذرّع بإبعاد هذا المكوّن الأصيل الذي قدّم الكثير للثورة السورية انطلاقا من زعم رفض مبدأ المحاصصة، فإنّ منطق المحاصصة كان حاضرا بقوّة في هذه التشكيلة وتجلّى هذا من خلال طريقة عرض وتقديم الدكتور طعمة والتعريف بأسماء الوزراء بناء على انتماءاتهم القومية والطائفية التي لم تسبّب حرجا للبعض، وبمعزل عن افتقار البعض لمعايير الكفاءة والمهنية المطلوبة لمواجهة الاستحقاقات والتحدّيات التي تفرضها الثورة، فإنّ هذا التشكيل ينطوي على التنكّر لقاعدة أساسية كانت قد أجمعت عليها الهيئة العامة للائتلاف وتقضي بضرورة أن تكون الحصّة الأكبر من الوزارة لأهل الداخل، في حين أنّ معظم أعضاء التشكيلة الوزارية يعيشون في الخارج ومنذ عقود.
إنّ المكوّن السرياني الآشوري وكما هو معروف ينتمي إلى الديانة المسيحية، لكنّه لم يدخل إلى الإئتلاف أو لأطر المعارضة الوطنية انطلاقا من خلفية دينية أو طائفية، بل على أسس وطنية تجمعه إلى كل السوريين، وأسس قومية تهدف إلى الحفاظ على وجوده وعلى هويته المميّزة ضمن إطار وحدة سوريا أرضا وشعبا، وإذا كان البعض يتّخذ من قلّة عدد أبناء هذا المكوّن قياسا بالمكوّنات الأخرى حجّة لتهميشه، فإنّ الأحرى بهؤلاء أن يسائلوا أنفسهم عن أسباب تناقص عدد السريان الآشوريين وعن أسباب هجرتهم. 
إنّنا كممثلين للمكوّن السرياني الآشوري في الإئتلاف وأطر المعارضة الوطنية إذ نسجّل اعتراضنا واحتجاجنا الشديد على هذا التهميش والإقصاء المتعمّد الذي نرى فيه التفافا على مفهوم الشراكة وإخلالا بمبدأ المساواة وابتعادا عن أسس الديمقراطية، فإنّنا نؤكّد أنّ هذا لن يشغلنا عن نضالنا الوطني ولن يحدّ من دورنا في العمل مع كافة القوى الوطنية من أجل تحقيق أهداف ثورة الشعب السوري في الحرية والعدالة والديمقراطية والشراكة الوطنية الكاملة
المجد والخلود لشهداء الثورة السورية وعاشت سوريا حرّة وأبيّة
استنبول 11/11/2013
ممثليّ المكوّن السرياني الآشوري في الإئتلاف الوطني

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

الكتابة البقاء

لم تدخل مزكين حسكو عالم الكتابة كما حال من هو عابر في نزهة عابرة، بل اندفعت إليه كمن يلقي بنفسه في محرقة يومية، عبر معركة وجودية، حيث الكلمة ليست زينة ولا ترفاً، مادامت تملك كل شروط الجمال العالي: روحاً وحضوراً، لأن الكلمة في منظورها ليست إلا فعل انتماء كامل إلى لغة أرادت أن…

أعلنت دار الخياط – واشنطن عن صدور رواية جديدة للكاتب والباحث السوري مازن عرفة بعنوان «نزوة الاحتمالات والظلال»، لتضاف إلى سلسلة أعماله الأدبية التي تجمع بين العمق الفكري والخيال الجامح، وتفتح أفقاً جديداً في السرد العربي المعاصر.

وتطرح الرواية، التي جاءت في 190 صفحة من القطع الوسط، عالماً غرائبياً، تتقاطع فيه نزوات الطغاة مع رغبات الآلهة،…

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…

عبد الستار نورعلي

في الليلْ

حينَ يداهمُ رأسَك صراعُ الذِّكرياتْ

على فراشٍ مارجٍ مِنْ قلق

تُلقي رحالَكَ

في ميدانِ صراعِ الأضداد

حيث السَّاحةُ حُبلى

بالمعاركِ الدُّونكيشوتيةِ المطبوخة

على نارٍ هادئة

في طواحينِ الهواء التي تدور

بالمقلوبِ (المطلوبِ إثباتُه)

فيومَ قامَ الرَّفيقُ ماوتسي تونغ

بثورةِ الألفِ ميل

كانتِ الإمبرياليةُ نمراً..

(مِنْ ورق)

بأسنانٍ مِنَ القنابلِ الذَّرية

ومخالبَ مِنَ الاستراتيجياتِ الدِّيناميتية

المدروسةِ بعنايةٍ مُركَّزَة،

وليستْ بالعنايةِ المُركَّزة

كما اليوم،

على طاولته (الرفيق ماو) اليوم

يلعبُ بنا الشّطرنج

فوق ذرى…