أبكتني… دنيا

توفيق عبد المجيد

إلى قديسة الدرباسية …
إلى الشهيدة
دنيا
إلى الأب المفجوع والأم الثكلى
إلى الأعمام  والأشقاء والأهل
والأصدقاء

إلى أخي أشرف
أرجو أن تقبل مني هذه النبضات
فهي من أب مفجوع قبلك
أقسم على نفسه أن يذرف الدموع كلمات
معبرة تبكي كل فتاة كردية
لكن الفارق كبير
بنيتي ماتت في المشفى
ورأيت بأم العين شهقتها الأخيرة
أما بنيتنا دنيا
فقد اختطفتها رصاصة غادرة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بنيتي … دنيا
وتأبى الجراح أن تندمل بعد مرور
 أعوام أربعة
وتأبى الدموع أن تعود إلى منبعها
فتنحدر قطرات قطرات
ويأبى الحزن المتمرد إلا أن يخيم ويقيم
في جسم أنهكه المصاب
وقلب انهالت عليه الطعنات
دون رحمة
والضحية الوحيدة دائماً
هذا المجرّح الذي تقصدته  السيوف والسهام
من جميع الجهات
صبراً أخي أشرف
صبراً أختي أم دنيا
صبراً أيتها العائلة المنكوبة
أجل … أحبتي
ها هي دنيا تطل للمرة الأولى والأخيرة
تلك الفتاة المتفوقة الوحيدة
ابنة الثمانية عشر ربيعاً
بعينيها البنيتين
وشعرها الفاحم
وقدها الممشوق
تطل كعروس البحر
تحميها النوارس من خطر الأمواج
واسماك القرش والحيتان
تزفها إلى مثواها الأخير
في موكب جنائزي مهيب
 
لقد ودعت الجامعة والرفيقات
الدفاتر والكتب والأقلام والممحاة
ودعت الوجع والألم
والمعاناة
اختصرت السنين
تجاهلت الأحلام وأمشاطها
وألعاب الأطفال
بعثرت كل أشيائها
وقررت أن تحلق مع الطيور وتهاجر
إلى مكان بعيد
إلى جنان الخلد
 
بنيتي دنيا
لقد سبقتك ملهمتي لورين
ابحثي عنها
اسألي عنها
فلن تتوهي
سيدلك عليها الكثيرون
إنها صاحية العينين السوداوين
الواسعتين
والشعر الأسود
والخصر النحيل
والجمال الخلاب
صادقيها واسكني معها
وبلغيها تحياتي وأشواقي
بلغيها أنني كتبت الكثير وما زلت
وفاء لها وتلبية لوصيتها
 
أجل أخي أشرف
لقد أبكتني دنيا
أبكتني مرتين
الثانية عليها

والأولى على لورين

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…

شكري شيخ نبي ( ş.ş.n)

 

والنهد

والنهد إذا غلا

وإذ اعتلى

صهوة الثريا وابتلى… ؟

فما ضل صاحبك

ولا جرى في الغوى… !

 

والنهد

اذا علا

حجلين اضناهما

الشرك في اللوى

او حمامتين

تهدلان التسابيح في الجوى… ؟!

 

والنهد

اذا غلا

عناقيد عنب

في عرائش السما… ؟

توقد الجلنار

نبيذا في الهوى… !

 

والنهد

اذا غلا

وإذ اعتلى صهوة الثريا والنوى

تنهيد في شفاه التهنيد…؟

كالحباري

بين مفاز الصحارى

اضناه

مشاق اللال والطوى… !

 

والنهد

اذا علا

وإذ اعتلى كالبدر وارتوى… ؟

فما ضل صاحبك

ولا وقع في شرك…