فدوى كيلاني
-1-
الطفلة الصغيرة
التي خجلت على قاتلها
فمسحت آثار أصابعه
وسكينه
عن روحها ودمها
عيناها
ظلتا مفتوحتين
على صباح
سوريا الجديد …
-2-
أسأل أمي
عن حارتنا وأشجارها
عن الأطفال والأحلام المدماة
عن جارتنا الشقراء
تحكي قصة فراق زوجها
بعد أن راح ….ولم يعد …
عن الفرح المصلوب
في هذا العيد
على الشرفات وأمام الأبواب
عن الوجوه
الأحلام المنكسرة
أسألك عن كل شيء
وأسأل عنك …عنك …يا أمي .
-3-
صديقتي
الحمامة المذعورة نفسها
حطت هذا اليوم
على باب السجن الكبير
في هذه المدينة
المدمرة
غير مكترثة بأصوات الطائرات
والمدافع
والرشاشات
ورائحة الموت الثقيل
حاملة ما أمكن من ماء
ودفء
تقدمهما
لفتى عاشق …جميل
وهو مرمي في غياهب زنزانة
منسية
مواصلاً أنينه المرير
المرير