أربيـل

عبد الستار نورعلي

قالوا الكثيرَ عنكِ، قالوا: ..
إنّكِ المنفردةْ،
حُسناً، بهاءً،

قوةً مُوحَّدةْ.
في سالفِ الأيامِ قدْ
أوقفَني البوليسُ في
حدودِ بابِ الوطنِ المسروقِ ..
قالَ: مَنْ تكونُ؟!
قُلْتُ: إنّي لونُ تلكَ القلعةِ ..
الصامدةِ المنفردةْ
وهذه الأرضِ التي
أنهارُها، سهولُها، جبالُها
واحدةٌ مُوحَّدَةْ.
الموتُ والضباعُ والغِربانُ ..
والسيوفُ والقُضبانُ ..
والعيونُ فيها ..
مِنْ رياحِ هجمةِ الصحراء ..
مِنْ غَزْواتِ تلكَ الأحْصِنةْ،
مارقةً، وحشيةً، مُدَجَّنةْ.
جاءتْ من الكهوفِ خلفَ ..
الأسطرِ السوداءِ، والصفراءِ ..
في رداءِ سيلِ المَلْعَنَةْ
والكِذبةِ المُبطَّنةْ !
الأمنُ والآمالُ والنجاحُ ..
والغناءُ والمَـرَحْ
لا تستقيمُ في الذي
يحملُ في كتابِهِ الموتَ ..
ولونَ الدمِ، والسيوفَ، والتَـرَحْ،
لا يرتضي سبيلُهُ
مَنْ عاشَ وانشرَحْ.
الموتُ والدماءُ والدمارُ ..
في عيونهِ فَـرَحْ!
هوليرُ! ..
بغدادُ على طريقِهمْ
ساقيةٌ للدمِ ..
والبكاءِ والألمْ،
بغدادُ، قيلَ، منْ ذُرى القِمَمْ،
شامخةً، باسلةً
ترفلُ بالقوةِ والنِعَمْ!
واليومَ في القاعِ معَ الرِمَمْ.
فأينَ قلعةُ الأسودِ ..
والإباءِ والشَمَمْ؟!
وأينْ تاريخُ الحضاراتِ التي
تسمو على الأُمَمْ؟!
أينَ الخيولُ والرماحُ والسيوفُ ..
العالياتُ بالمعالي، بالهِمَمْ؟!
وأينَ شِـعرُ المدحِ والفخر الذي
صدّعَ تاريخَ العَـلَمْ؟!
أينَ العَلَمْ؟!
“اللهُ أكبرُ فوق رأس المعتدينَ”..
وهذهِ بغدادُ ..
بينَ المعتدينَ كراتُ لِـعْبٍ
في القَـدَمْ!
حتامَ  تبقى في القدَمْ
معجونةً بنجيعِ دَمْ،
وبسارقٍ ومُزوِّرٍ  ومخاتلٍ،
وبلاعقٍ وسَخَ القَدَمْ؟!
عبد الستار نورعلي
الخميس 3/10/2013

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…