تاريخ اللغة الكوردية ولهجاتها

ديلاور زنكي
ترجمة: شيركو حسو
“اللغة هي شرط الوجود الأول. وحدة الكورد تكمن في وحدة اللغة الكوردية. وتبدأ هذه الوحدة بوحدة الحروف”.   (جلادت بدرخان)

كوردستان كانت موطن بناء الحضارات القديمة حسب المؤرخين والمعطيات من علم الآثار، في كوردستان الجنوبية بالقرب من جبال زاگروس حيث تقع قريتا (چَرمو) و(شانيدار) حيث أن هذه القرى بنيت في عام 6700 قبل الميلاد، وهي من القرى الأولى والأقدم التي بنيت في العالم. ومما لا شك فيه أنها كانت الفترة التي تحول فيها الانسان من الصيد إلى الزراعة وتربية الحيوانات.
قبل عشرة آلاف عام في الشرق الأوسط وخاصةً في كوردستان، كانت تزرع الحنطة والشاودار والفاصولياء، وفي هذه المنطقة أيضاً ولأول مرة تمت تربية وترويض الحيوانات كالماعز والأغنام والخنازير. وقد عثر علماء آثار أمريكيون وألمان وأتراك في العام 1985 بمدينة آمد وفي منطقة (أرخني) على منزل تحت الأرض وقاموا بتنقيبه وقد وجدوا أن هذا البيت يعود إلى قرابة 9000 عام.
بلا شك فأن قدم اللغة مرتبط بوجود الانسان، وتطور اللغة مرتبط بتطور الانسان من الناحية التاريخية والاجتماعية والجغرافية والاقتصادية. حسب علماء اللغة فاللغة الكوردية لغة هندوأوربية أولية (Proto-Indo-European) ومن الأرومة الآرية، وحسب المؤرخين فإنها تعود إلى 5000 عام ق.م.
طلائع المتحدثين بهذه اللغة كانوا يكنون بـ(الكورگـان) وذلك في منطقة (براري أوراسيا) وقد عاشوا بين نهر الفولغا جنوب بحيرة قزوين وبين شرق نهر الرون وغرب جبال الأورال . وثد أطلق عليهم لاحقاً اسم (الآريين).  وقد كانوا يتكلمون بلغة واحدة قبل أن يتفرقوا وينتشروا في منطقة أوراسيا. بعد ان تباعدت القبائل الآرية انتشرت هذه القبائل في قارتين، من الهند وشمال آسيا حتى قارة أوربا. بعد هذا الانتشار والتباعد ظهرت مجموعات لغوية متمايزة وتفرعت هذا اللغة. لكن هذه القبائل لم تنسى أصول لغاتها الآرية وكل هذه اللغات التي ظهرت بينهم سميت باللغات الهندوأوربية.
حسب المؤرخين فإن (الكوتيين) الذين سكنوا زاغروس منذ 3800 سنة ق.م هم الكورد الأوائل، كان للكوتيين لغتهم الخاصة قبل مجيء الآريين إلى جبال زاغروس. لذلك نستطيع أن نقول أن اللغة الكوردية الأولية (Porto-Kurdish-Language) كانت اللغة الكوتية التي كانت متداولة في العام 1000 ق.م، ومن الواضح أن اللغة الكوردية في العام 1500 ق.م تأثرت بالمصطلحات والكلمات الآرية عند بداية الهجرات الآرية إلى زاغروس (كوردستان الحالية) أي أن ذلك الزمن كان زمن الهجرات الآرية. وقد هاجرت الشعوب الآرية قبل 2000 من الميلاد من القفقاس إلى منطقة كوردستان الحالية، ومنهم الكاسيون الذين جاؤوا إلى زاغروس والميتانيون الذين إستقروا إلى جوار الكاسيين الغربي في منطقة دجلة وطوروس. عندما قدم الكاسيون إلى منطقة زاغروس كانت هنالك أقوام تقطن المنطقة قبلهم وهم الكوتيون واللولويون. كما أن المنطقة التي أتى إليها الميتانيون كانت موطناً للهوريين والنايريين والسوباريتيين، بعدها بفترة حكم الميتانيون والكاسيون شعوب المنطقة. وفرضوا عليهم لغتهم الهندوأوربية ونظامهم الاجتماعي. قام الميتانيون بتوسيع رقعتهم الجغرافية حيث أمتدوا من جبال زاغروس وبحيرة وان شرقاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط غرباً ومن طوروس شمالاً حتى الأراضي السورية جنوباً. أما الكاسيون فقد استمر وجودهم المنتظم حتى سنة 1 ق.م وقد برعوا في الفنون والصناعة وكان متقدمين في هذين المجالين.
كانت امبراطورية ميديا الكيان الكوردي الأول والأوسع. وقد كانت المرة الأولى التي تتوحد فيها الأسر والقبائل والمناطق الكوردية في دولة واحدة. وقد ضمت هذه الدولة في نهاية القرن الثامن عشر قبل الميلاد المناطق الممتدة من بحيرة أورمية وأكباتان وحتى جبال زاغروس. كانت مدينة همذان الحالية حاضرة الميديين وكان الدين الزرادشتي ديانتهم، حيث كان زرادشت نبياً للكورد والإيرانيين وتم كتابة (الأفستا) كتاب الديانة الزرادشتية المقدس على جلود الدواب.
حسب المخطوطات التاريخية والمؤرخين فإن كلمة (كورد) كلمة قديمة جداً، حيث كانت موجودة قبل 2000 سنة من الميلاد. وفي ذلك الوقت كانت الشعوب المجاورة للكورد ومؤرخيهم يطلقون على الكورد أسماءً مختلفة حسب معارفهم ولغاتهم. وقد أطلقوا العديد من المسميات على الكورد حتى فترة الكاردوكيين، ففي هذه الفترة وما تلاها أصبح الأمر جلياً وأخذت مصطلحات مثل (كاردوخ، كاردو، كاردوك..) تظهر في وثائقهم المكتوبة، وقد عاش الشعب الكاردوكي بين بحيرة وان ونهر دجلة وجبال زاغروس. استعمل لفظ “الكورد” دلالة على الشجاعة والقوة، أولى الكتابات التاريخية حول الكورد كتبت على يد (زينوفون) اليوناني في الأعوام 400-401 ق.م حيث عبر كوردستان وأشار إلى الكورد في كتابه الذي يعتبر مرجعاً مهماً للكثير من الباحثين، أشار زينوفون إلى موطن الكاردوكيين باسم (كاردوكا) وفي يومنا هذا هنالك إجماع بين المؤرخين على أن (كاردوك، كورد، كاردوكا) ما هي إلا كوردستان الحالية. وحسب زينوفون فإن كاردوكا تبدأ من شرقي نهر دجلة مروراً بجبل جودي وبحيرة أورمية.
كذلك حسب المؤرخين وعلماء الآثار فإن الانسان عاش في كوردستان منذ 10 آلاف عام، وقد شهد موطن الكورد العديد من الهجمات والهجرات والمحن والكوارث، ومع ذلك فإن الكورد لم يتركوا وطنهم كوردستان وبقوا على أرض آبائهم وأجدادهم، وقد حافظوا على وجودهم تحت مسميات عدة كالعشائر والقبائل والإمارات والدول.
اللغة الكوردية لغة تحويرية حسب علماء اللغة والتاريخ واستمدت قواعدها من أصلها الآري، وبلا شك فإن هذه اللغة كلغة مستقلة لشعب مستقل ترتبط وتفسر ويتم تطويرها عبر الأزمنة التي مر بها هذا الشعب.
في العام 700 ق.م أخذت اللغة الكوردية-الميدية مكانها كلغة هندو-أوربية وقد بقيت لغة حُكم لمدة 150 سنة، وفي الفترة (700-550) أثرت اللغة الآرية على اللغات الأخرى الموجودة في نفس المنطقة، وخصوصاً بعد مجيء الميديين واستلامهم السلطة، وقطعاً يمكننا أن نقول أن اللغة الكوردية الحالية لغة هندوأوربية مستقلة وأن اللغة الكوردية-الميدية التي ظهرت في العام 500 ق.م كانت لغة الدين والعادات والسلطة في الإمبراطورية الميدية. ومن الواضح أن اللغة الكوتية-الميدية استمرت بدون لهجات حوالي 1000 عام أي إلى العام 500 للميلاد.
ومما لا شك فيه وحسب السياق التاريخي، بعدما انهار نظام الحكم المركزي والفكري فإن اللغة الكوردية اتجهت نحو التفرّع. وخصوصاً بعد أن خضع الكورد لحكّام غرباء عنه. بعد هذه الفترة بدأت موجة الهجرة من هذه المنطقة وتوزعت القبائل والعشائر. وبسبب الطبيعة الجبلية لكوردستان فقد ازداد تشرذم العشائر وقاطني تلك المنطقة عن بعضهم وصعب التواصل فيما بينهم، وأصبحت هنالك لهجة خاصة حول أي نهر أو جبل في كوردستان. ومع مرور الزمن تكونت اللهجات المحلية وانتشرت.
ومع هذه الهجرات ومع الوضع الفكري والجغرافي والاجتماعي والاقتصادي في كوردستان وبسبب صعوبة التواصل بين العشائر واختلاط بعضها الآخر في نفس المنطقة تكونت أربعة لهجات أساسية. تحديداً في العام 1500 للميلاد نشأت هذه اللهجات، وهي:
الكوردية الشمالية، الكوردية الوسطى، الكوردية الجنوبية، الكوردية الگورانية
اللهجات الكوردية:
في المجال البحثي فإن أقدم مصدر هو كتاب (شرفنامه) لكاتبها (شرف خان البدليسي)، وقد قسم العشائر والتجمعات من الناحية اللغوية والمناطقية  والوضع الاجتماعي إلى أربعة أقسام:
1-   القسم الأول: الكرمانج
2-   القسم الثاني: اللور
3-   القسم الثالث: الكلهور
4-   القسم الرابع: الگوران
يقول (م. محمود بايزيدي) في إحدى كتاباته في العام 1858:
(الكرمانجية التي يتحدث بها سكان وان وموش وبايزيد وقرس وكذلك الكورد الذين يقطنون روسيا وايران وسكان منطقة بوتان وهكاري وهمدان وسمتي ودياربكر والموصل وحتى داخل بغداد، تختلف عن تلك التي يتكلم بها أهل السليمانية وشارزور من طائفة الزرزا والمكري والببه والبلباسان)
وكما هو واضح فقد ذكر البايزيدي في عمله هذا اللغة الكوردية باسم (الكرمانجية) وفي معرض حديثه عن اللهجات فقد ذكر بوتان وهكاري وروندي.
نشر گفرنلي في الأعوام 1836-1837 عدة مقالات عن اللغة والاثنوغرافيا الكوردية. وقد قسم اللغة الكوردية إلى قسمين تحت مسميين: الكوردية العليا (الشمالية)، والسفلى (الجنوبية):
العليا: المكرية، الهكارية، الشكاكية والبايزيدية.
السفلى: اللورية، الكلهورية، اللكية والگورانية.
أما أوسكار مان فقد قسم اللغة الكوردية حسب اللهجات إلى ثلاثة أجزاء: الغربية والشرقية والجنوبية، وقد ذكر اللهجة الزازاكية ضمن الگورانية، وعد اللهجة الگورانية ضمن اللهجات الكوردية.
أما د. ماككنزي فقد عد الگورانية لغة مستقلة، لكنه صنف اللغة الكوردية كلهجة فارسية وسطى.
بدوره قسم العالم الاجتماعي التركي زيا الكورد إلى خمسة أقوام هي: الكرمانج، الزازا، السوران، الگوران واللور.
يقول (علاء الدين سجادي): تحتوي اللغة الكوردية لهجتين رئيسيتين هما:
اللهجة البوتانية التي يطلق عليها في الوقت الحاضر اسم “البهدينية” ويتحدث بها كورد تركيا وسوريا وكورد الموصل. أما اللهجة الثانية فهي المكرية التي يقال لها في وقتنا الحاضر “السورانية” ويتكلم بها الكورد الباقون أي الكورد الذين يقطنون شمال شرق وشرق العراق وكورد أردلان ومكريان.
بالنسبة للدكتور كمال فؤاد فإن اللهجات الكوردية تقسم كالتالي:
1-   الكوردية الغربية: (الكوردية العليا-الشمالية: العفرينية، الجزيرية، البوتانية، السنجارية، البادينية، الهكارية والشكاكية)
2-   الكوردية الشرقية: (الكوردية السفلى- الجنوبية ويقال لها الوسطى أيضاً: السورانية، السليمانية، المكرية، السنَيية)
3-   الكوردية الجنوبية: (الخانقينية، الفيلية، الكرمنشانية، اللكية، الكلگايية، الكلهورية، البرَوندية)
4-   الكوردية الگورانية-الزازاكية: (الهورامانية، الكنولَيية، الگهوارية، البوجلانية، الزنگنية)
يقول د. كمال منتقداً: (تلك اللهجة التي سميتها باسم اللهجة الجنوبية يطلق البعض عليها اسم اللورية)
فؤاد حمه خورشيد: عد اللهجات اللورية الكبرى والصغرى من قبيل اللهجات الكوردية وذكرها ضمن اللهجات الجنوبية.
قام محمد أمين هوراماني بجهود كبيرة في هذا المجال وقال في هذا السياق أن اللهجات الكوردية تقسم إلى:
1-   الكرمانجية الشمالية (العليا): (البهدينية)
2-   الكرمانجية الوسطى: (السورانية)
3-   الكرمانجية الجنوبية (السفلى): (الگورانية)
ويذكر لهجات الكرمانجية الجنوبية على أنها: الهورامانية، اللورية، الباجلانية، الزازاكية، ويضم اللهجات الزنگنية والشبكية ضمن اللهجة الباجلانية.
يقول مالميسانج أن هنالك خمس لهجات كوردية أساسية:
1-   الكوردية الشمالية (الكرمانجية)
2-   اللهجة الكوردية المتداولة في كوردستان الوسطى ويطلق عليها أحياناً اسم الكوردية الجنوبية (أو الكرمانجية السفلى) ويقال لها (السورانية) ولكن هذه التسمية خاطئة.
3-   اللهجة المعروفة باسماء كردكي، كرمانجكي، زازاكي أو الدملكي وهو يرى الزازاكية بقسمين هما: اللهجة الديرسمية واللهجة المتداولة في چولگ وآمد وسويرك.
4-   اللهجة الگورانية: والتي يطلق عليها اسم الهورامية أيضاً، وهي قريبة من اللهجة الزازاكية الدملكية.
5-   مجموعة اللهجات الكوردية الأخرى المحكية في كوردستان الجنوبية ولها عدة فروع منها: الكرمنشاهية واللكية واللورية والسنجابية والكلهورية وهي متداولة بين قسم من كورد إيران والعراق.
أما حسب مراد جوان فاللهجات الكوردية هي:
1-   الكوردية الشمالية (الكرمانجية) وهي اللهجة الأوسع انتشاراً. وتتكون من أ. الكرمانجية الغربية  ب. الروندية  ج. الشكاكية   د. الهكارية  ه.البوتانية  و.البادينية  ز. السنجارية  ح. الكرمانجية الوسطى.
2-   الكردية الوسطى (السورانية): أ. السورانية  ب. السليمانية  ج. المكرية  د. السنَيية.
3-   الكوردية الجنوبية: أ. الخانقينية  ب. اللورية (أو الفيلية)  ج. الكرمنشاهية  د. اللكية.  ه. الكلهورية  و. البَرَوندية  ز.  الكولبافايية.
4-   الكوردية الگورانية: أ. الهورامانية  ب.الباجلانية
5-   الكوردية الزازاكية (الدملكية، الكرمانجكية): أ. الديرسمية  ب. الچولگية-السويركية
المصادر:
– Amed Tîgrîs û Aso Germiyanî. Dîroka Kurd û Kurdistanê.. Stockholm-1990.
– Fûad Heme Xorşîd, Zimanî Kurdî, Dabeşbûnî Diyalektîkaniy, çapxaneyî Afaq Al-arebiye, Bexdad,10985.
-Fûad Heme Xorşîd, Zimanê Kurdî û belavbûna coxrafî ya zarawayên wê. Çapxana Elwîsam, Bexdad, 1983.
-Malmîsanij, Dimilkî miyan di ciyayeya vatişan, Hêvî, Kovara çandiniya giştî, Parîs, no:2,1984.
-Mehmed Emîn Hewramanî, Zarî Zimanî Kurdî le Terazûyî Berwîrd da, 1981.
-Mûrad Ciwan, Zimanê Kurdî, Rojnameya Armanc, hej:135-138,sal:1993.

-Şerefxanê Bedlîsî, Şerefname.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…