(طائر الحرية)

  إلى معتقل ثورة الحرية آراس كمال الحسن الذي أتم السنتين في سجون الطاغية

جاويدان كمال

سنتان مضت:
وأنا أطالعُ وجهكَ صباحَ مساء
أضحَكُ مَعكَ
أُفَكِرُ مَعكَ
أَبكيكَ

أُناديكَ
أتحدثُ إليكَ كما لم أفعل من قبل،
أشكو لك طبائِعَ البشرِ وما حلَّ بحُلمِكَ
وبالبلد.
سنتان مضت:
وحمزة الخطيب يستشهد في اليوم ألفَ مرّةٍ
وحمص مازالت تتلقى في اليوم ألف قذيفةٍ
وعفرين تقاوم في اليوم ألف كتيبة.
سنتان مضت:
والساسةُ بالدم ما زالوا يتاجرون
يجتمعون في اليوم مَرّةً ويفترقون ألف مرّةٍ.
سنتان مضت:
والمَعبَر يُفتَح في اليوم مَرّةً ويُغلق ألف مرّةٍ
ليُضَمّد أسلاكًا شائكةً
ويَحرِق أحلامًا وأفئدةً هرمة.
سنتان مضت:
والشعب مشتت بين شهيدٍ
وجريحٍ
وفقيدٍ
ومُعتَقَلٍ
ومهاجر.
سنتان مضت:
وأنت تصغي،
رغم ما تعانيه تصغي
لا عيناك تدمعان ولا قلبك يجزع
شامخ كعادتك كالجبال التي عشقتها
حالم كعادتك كطائر السنونو الذي أحببته
نَضِرٌ جميلٌ،
كيومٍ ربيعيٍّ ماطرٍ
كزهر الرمانِ
كقوس قزح
كالحريةِ.
سنتان مضت:
و( آلا ):
ابنتُ أخيكَ الصغيرة التي حضنتها من المرات آلافا..
 قد نسيت تمامًا ملامِح وجهِكَ البريء.
سنتان… ليست بالقليلة يا أخي،
أخي
أخي
سنتان مضت:
والدمعة حاضرةٌ بيننا
واسمك
وقصصك
وأشعارك منقولة بيننا.
سنتان مضت:
وأنا أُرَدِدُ كل ذلكَ على مسامِعكَ
وأسألك:
أهذا ما ضحيتَ من أجلهِ
أهذا ما سُجِنتَ من أجلهِ؟
سنتان مضت:
وأنت تبتسمُ وتقول:
الغدُ أجمل…
هكذا تختصر كل شيء في أمل،
في ابتسامة،
في حلمٍ تقولُ فيه..
لابُد لهُ أن يتَحقق.
1562013

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أعلنت منشورات رامينا في لندن، وبدعم كريم من أسرة الكاتب واللغوي الكردي الراحل بلال حسن (چولبر)، عن إطلاق جائزة چولبر في علوم اللغة الكردية، وهي جائزة سنوية تهدف إلى تكريم الباحثين والكتّاب المقيمين في سوريا ممن يسهمون في صون اللغة الكردية وتطويرها عبر البحوث اللغوية والمعاجم والدراسات التراثية.

وستُمنح الجائزة في20 سبتمبر من كل عام، في…

في زمنٍ تتكسر فيه الأصوات على صخور الغياب، وتضيع فيه الكلمات بين ضجيج المدن وأنين الأرواح، يطل علينا صوتٌ شعريّ استثنائي، كنسمةٍ تهبط من علياء الروح لتفتح لنا أبواب السماء. إنه ديوان “أَنْثَى عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ” للشاعرة أفين بوزان، حيث تتجلى الأنوثة ككائنٍ أسطوري يطير فوق جغرافيا الألم والحنين، حاملاً رسائل الضوء، ونافخاً في رماد…

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…