أقامت منظمة حقوق الإنسان في سوريا-ماف و المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية، وبالتعاون مع الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، و جمعية هيلين للثقافة والفنون في إيسن/ألمانيا، في يوم الجمعة الماضي ٢٨-8-2020امسية ثقافية فنية حقوقية شملت أكثر من فقرة، في البداية رحب الكاتب حفيظ عبد الرحمن بالحضور وألقى الضوء في كلمة مقتضبة عن أهمية التوثيق والشهادات العيانية للنساء الإيزيديات في تبيان حقيقة جرائم داعش للعالم وذكر قائلا ” بأننا الآن إزاء قصة مصورة من بين آلاف القصص ل حلا موسى الحاضرة معنا في هذه الأمسية، هذه المرأة الإيزيدية التي اختطفت مع عائلتها وزوجها وأولادها من منزلها وبيعت أكثر من مرة لأشخاص مختلفين من داعش، واتخذت كمستعبدة جنسية وفي الخدمة المنزلية والاسترقاق وتم بيعها كسلعة في أسواق النخاسة، حالها حال الآلاف من السبايا الإيزيديات لدى تنظيم داعش الإرهابي.
في ظل تفضيل كثير من النساء المغتصبات والمُعنفات العراقيات الصمت خوفًا من أي تداعيات سلبية آنية، أو مستقبلية لهن و لعائلاتهن، وآثرن التستر وإخفاء جراحهن على عيون الناس، وذلك على النقيض من أغلب الناجيات الإيزيديات اللاتي يخضن معركة مفتوحة ومستمرة ضد تنظيم داعش ونجحن في مواجهة الحقيقة وهدم جدار الخوف والاستكانة والسكوت درءًا للفضيحة الاجتماعية كما يقال. بالرغم من أن المجتمع العراقي يغلب عليه الطابع المُحافظ الذي يعرقل حركة النساء في كسر القيود الاجتماعية تحت يافطة ثقافة “العيب” و”العار” إلا أنّ الناجية الإيزيدية أبلت بلاءاً حسناً من خلال انفتاحها على المنصات الإعلامية ووقفت بكل إقدام وروت قصتها ومعاناتها تحت سطوة الإرهاب الداعشي وتحدثت بكل جرأة عن الجرائم الكبيرة التي ارتكبت بحقها وطالبت بالعدالة ودافعت عن حقها أمام الرأي العام بكل صدقٍ وشجاعة،هذه الشجاعة التي ورثتها من تاريخ معاناة الإيزيديين وصبرهم وجلدهم ، والتي استمدتها من حليب الأم الشنكالية الطاهرة وصمودها في وجه المحن على مرّ الزمن” .
بعدها تم عرض الفيلم التوثيقي المعنون فيلم دار لتجارة النساء لمدة 24 دقيقة وهو فيلم أنتجته فضائية رووداو بالتنسيق مع المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية وهو فيلم وثائقي عن قصة الناجية حلا موسى، في شهر اغسطس / اب 2019 ، تم تصوير الفيلم في مسرح الجريمة، الأماكن الحقيقية التي تعرضت فيها الناجية للعنف الجنسي والاسترقاق والبيع والشراء ….. إلخ من الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها على أيدي إرهابيي تنظيم الدولة الاسلامية “داعش ” في الموصل و تلعفر، وكيفية نجاتها واستقبال الإيزيدية لها على المستوى الاجتماعي والعائلي والديني واحتضان المجتمع لها ولجميع الناجيات، حيث ولأول مرة يتم تسجيل وتصوير قصة سبية لدى داعش في جغرافية ومكان الجريمة ” الاسترقاق والعنف الجنسي وأسواق النخاسة……. ” الفيلم من إخراج : شالاو قرداغي كتابة وقراءة التعليق: ناصر علي، الكاميرة والتصوير: حیدر عمر، جنگۆ شریف، هونر بکر، هیڤیدار زبير، دانا نوزاد.
من ثم تحدثت الناشطة خوناف حاجو عن أهمية وجرأة المرأة الإيزيدية ودورها الفعال في وضع العالم للصورة الصحيحة لتنظيم داعش وأفعاله الإجرامية بحق الإيزيديين ودعت المجتمع الكوردستاني إلى ضروة دعم الناجيات ومساندتهن .
أما الناشط كامل زومايا تطرق إلى إجراءات العدالة للوصول الى انصاف الضحايا وجبر الخواطر وثمن عاليا إلى دور الناجية حلا موسى كونها تمثل صوت باقي الناجيات والمسيحيات ودعا إلى العمل المشترك بين الأقليات العراقية للتصدي لموضوع جرائم داعش .
اما الكاتب حسو هورمي رئيس المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية تحدث عن تجربته الدولية مع الناجيات وقال ” لقد تكلمت الناجيات الإيزيديات المعنفات بكلِّ قوة وإصرار في المنابر المحلية والمنصات الدولية عن جرائم إرهابيي دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام، وناشدن العالم الحر والمجتمع الدولي في إنصاف ضحايا الإبادة الجماعية وتحقيقا للسلام ، ونبذ العنف. وهذا الحراك الدولي والمحلي للناجيات وعلى أكثر من صعيد، قد ساهم بصورة كبيرة في تعرية تنظيم داعش الإرهابي وفضحه وإبراز القضية الايزيدية الى المنابر العالمية والمحافل الدولية واللاتي بدأن بهدم حاجز الخجل الاجتماعي والسكوت الذي لا يمكن أن يجدي نفعاً مقابل ذلك الكم الهائل من الجرائم من العنف الجنسي والاسترقاق والعبودية والاتجار بالبشر والأسلمة الإجبارية والانتهاكات الجسدية والاعتداءات النفسية التي اقترفها عناصر تنظيم داعش بحق المختطفين والمختطفات الإيزيديات”.
ثم تم فتح باب النقاش أمام الحضور حيث شارك فيها مجموعة الشخصيات التي مثلت جمعيات ومؤسسات مدنية وبادر الصائغ حميد صالح كوري بتقليد الناجية حلا موسى برمزية معبد لالش المقدس وبعد ذلك منحت المؤسسة الإيزيدية الدولية لمناهضة الإبادة الجماعية الناجية حلا موسى شهادة تقديرية تثمينا لدورها الرائد في تصويرها قصتها بشكل ديكودراما بمسرح الجريمة في الأماكن الحقيقية التي تعرضت فيها الناجية للعنف الجنسي والاسترقاق والبيع والشراء ….. الخ من الجرائم والانتهاكات التي تعرضت لها على أيدي إرهابيي تنظيم “داعش ” .
يذكر ان الدعوة كانت خاصة-اسمية- بسبب إجراءات الوقاية من تفشي وباء الكورونا .
المانيا 2020.08.28