كونى ره ش
المدرسة الحمراء (Medreseya Sor)؛ هذه المدرسة أو الجامعة بناها (الأمير شرف خان بن الأمير عبدال خان)، من أمراء (آزيزان)، الذين حكموا إمارة بوتان حقبة طويلة من الزمن، من نهاية انهيار الدولة المروانية الكوردية في فارقين ولغاية نفي الأمير بدرخان من جزيرة بوتان الى جزيرة كندية في عام 1847م. بناها من ماله الخاص، على سور بلدة (جزيرة بوتان) المعروفة بين الكورد بجزيرة (مير شرف) نسبة إليه، من جهة الغرب، على مقربة من نهر دجلة ووقف عليها أراض وعقارات وقرى كثيرة كقرية عين ديوار، التي كانت إحدى اوقافها..
كانت هذه المدرسة أو الجامعة (الحمراء)، تضم عدداً كبيراً من طلبة العلم الدائمين واساتذة مختصين يدرسون فيها كافة انواع العلوم والفنون الدينية والدنيوية من جميع ارجاء كوردستان، مثل: نحو وحديث وفقه وفلسفة وطب وحساب وتنجيم وميكانيك.. وكان الطلاب يأكلون وينامون على حساب الأمير شرف خان ومن تبعه لاحقاً من العائلة الآزيزية وبشكل مجاني.
واليوم، الأميرة سينم خان جلادت بدرخان المولودة في دمشق عام 1938م، بالمنفى والمقيمة بهولير عاصمة اقليم كوردستان العراق، يحق لها المطالبة بإرث عائلتها من الحكومة التركية، بموجب شروط الديمقراطية والقوانين الدولية الخاصة بمثل هذه الأمور، كونها سليلة الأمير شرف خان، باني هذه المدرسة. فهي ابنة الأمير جلادت بدرخان، رائد الثقافة الكوردية الحديثة وحفيدة الأمير بدرخان الآزيزي الذي نادى بفصل الدين عن الدولة، عبر مقولته الشهيرة (الدين لله وكلنا أخوة). هذه المقولة التي تناضل من اجلها شعوب الشرق الأوسط منذ سنوات واريقت دماء غزيرة في سبيل تحقيقها..