حوار مع الشاعر اللبناني تيسير حيدر

أجرى الحوار: نصر محمد 
شاعر لا تمل من شعره . وكأن الشعر على يديه قد استعاد شعوره فصار مرهف الإحساس.  كلماته سهلة وبسيطة . فلا تكاد ترى فيه لفظة غريبة . او عبارة موحشة . ألفاظه بسيطة وعذبة . تكاد من عذوبتها ترق وتشف حتى ترى بياض قلب صاحبها .. انه الشاعر تيسير حيدر ضيفنا وضيفكم لهذا اليوم
اظن أنني تعلمت ُ وأنميت طاقة الشعر من مفاتن الطبيعة الساحرة البساطة  التي تجاورنا نحن أطفال الريف واجعلنا مكللين بالأخضر ليل نهار. زيتون الروح، السماء الزرقاء كالحب. الجبال التي تنتظر أقدامنا الطفولية لتعانق سحر ارواحنا وتلثم شذى بسماتنا المعذبة بثقل الفقر وعرق العمل المضني في زراعة التبغ في ظروف قاسية.
تعلمت في مدرسة القرية التي كانت تئن من  النقص في كل متطلبات التعليم، غرف تدريس موزعة في غرف مستأجرة .
بعد انتقالي إلى بيروت ومتابعة دراستي في دار المعلمين عدت إلى القرية مدرسا للأطفال.
نلت اجازتين في اللغة العربية والجغرافيا .علَّمتُ في الصفوف الثانوية.
طبعت أصدارا واحدا سنة ٢٠١٤ “عشق الريف”
اتابع منذ سبع سنوات اصدقائي على صفحات الفايسبوك الذي أحدث عندي نقلة نوعية في أساليب التعبير ومواضيعه لتواصلي مع الأدباء المبدعين في كل الدول العربية .
قلبي يزهر كل يوم في هذا العالم الإفتراضي الذي اعترف بقدراتي الروحية  .
الاحق الجمال في قلوب الناس والطبيعة  .
احاول جمع نصوصي الكثيرة وإصدارها ورقيا .
اتعلق بخشبة خلاص وحيدة في هذا العالم المظلم الظالم وهي مشروع الحب .
العلم والحب والدولة المدنية والإعتراف بالآخر هي مستقبل الكون وإلا سيبقى العالم ساحة حرب .
السلام للكرة الأرضية يبتدئ من أقلام الأدباء والعلماء الطيبين ..ثورة القلب ضد الظلم!
تيسير حيدر_لبنان
أنا ظِلُّكِ !
إنْتَبهي وَأنْتِ مُسْرعةُ الخُطى أنْ تَتَعَثَّري ،فَستكونُ مُصِيْبتي أكْبر، سُقوطُكِ يَجْعَلُني أنْدَثِر.
أنا ظِلُّكِ وقَد أضِيْعُ ، إلْتَفِتي دائماً خَلْفكِ وإلى اليَمينِ واليَسارِ ،غَذّي قَلبي بنَظَراتِكِ .
وَإنْ ذَهَبتِ إلى نَبعِ ماءٍ لا تَقْتربي كَثيراً مِمَّا يَجْعَلُني أغْرَقُ في الوَهْمِ .
هَلْ وَضَعْتِ عَلامَةً فارِقَةً تَعْرفيْنني مِنْها ،؟ قدْ يَكونُ سُعالي الدَّائم ،أو احْمِرار وَجَنتيّ المُسْتَمِرّ أو ضَياعي ،يُهْديْكِ إلَيَّ ،وَلَكِنْ حَاذِري أنْ تُناديْني فَقَد يُصْبحُ الوَهْمُ حَقِيقة فَتَضِيْعُ القصائدُ وَأتِيْه .
وَإنْ أحبَبْتِ أن تُسَلِّمي عَلَيَّ ،تَحَدَّثي قَلِيلاً وَأنْتِ وَحِيدة ،فَأكونُ في فُسْتانِكِ عُرْوَةً تُحَدِّثُكِ كالآلاتِ اللاَّقِطَةِ لِمُراسِلاتِ التِّلفزيونْ.
إجْمالاً ، أنا سارِحٌ أيْنما كُنْتِ ،صَحِيْحٌ أنَّكِ تَنْسينني من وَقْتٍ لِآخر ولكِنَّني أعْلَمُ وَبكُلِّ صَراحةٍ أنَّني بَنَيْتُ قَصْراً فَوقَ قَلْبكِ المُسْتديرِ كَحَبَّاتِ اللَّوزِ وَأنَّني أنْتَظِرُ أنْ لا يَنْكَسِر، أنْ يَبْقى اللُّبابُ غَنِياً بمَذاقِ الغِياب !!
– بداية كيف بدأت رحلة الشاعر تيسير حيدر في عالم الشعر والأدب. من اي شاعر بدأت وهل وصل شاعرنا إلى ما يريد ؟
* اعتقد أنني ومنذ طفولتي اتمتع بفيض شفافية جعلتني أتأمل في معنى هذه الحياة .اجهزة استشعار قلبي متأججة. 
بداياتي الشعرية كانت في بداية مرحلة المراهقة حيث كتبت نصوص الحب والوجدانيات.
في أودية قلبي براكين معاناة سريالية 
تجعلني أكتب ولا اشبع .ألاحق الماضي بنهم واحس بأنه حقل ساحر لمتابعة مسيرتي الشعرية بغزارة..
– هل للكلمات عند تيسير حيدر روائح يمكن استنشاقها بلذة. يمكن طردها من أمكنة الحواس بعنف . يمكن الوثوق بها في إثناء الكتابة ؟
* تأسرني وتهيمن على روحي الطبيعةُ في كل الفصول بحيث أنني وعندما أتوجه للقائها كل يوم أمسي عاشقها .تتعانق حواسي وتجعلني في لذة الإبداع.
للكلمات عبير نبيذي موافق للشعر.يبدأ قلبي بقطف ذبذبات الجوار ويشوفها كلمات مزهرة كأمها الأرض.تهيمن على قلبي الصور وتغمر حواسي بلهب العشق المستعر ،يرافقني هذا الشعور ويخصب روحي .ويستمر البركان الروحي….
– لكل شاعر رسالة ماهي رسالة الأستاذ تيسير حيدر كشاعر ؟
* انا إنسان محب كنهر ، كزهرة، كقبلة. عشق الحياة نسغ قصائدي .لذتي بعد كتابة النص بلحظات لا توصف لجماليتها ،تجعلني أحس بسعادة السلام الداخلي كحجلة ترعى أفراخها في أعالي الروح.
أحب أن أرى الفرح والإعجاب من اصدقائي بنصوصي لا اكثر…
حلمي ان أبدع واروي نصوب الناس محبة.
– هل تحمل الجوائز والأوسمة والمهرجانات دلالة ما قد تجذب إليها مبدع دون سواه؟
* انا مع كل نشاط أدبي في مجتمعاتنا العربية الى تحتاج لبذار الثقافة والادب. اتمنى ان تكون الجوائز والاوسمة والمهرجانات لمستحقيها .كلنا نعرف اننا نعاني كثيرا من الجدب الثقافي واي مسار أدبي اشجعه واشارك فيه وابني آمالا عليه، فالشعراء العرب اليوم يبذرون معاناتهم بإبداع وشجن فني غامر.
– ثمة من يعتقد باختزال عمر الشاعر في قصيدة وحيدة يتيمة، قد تجيء كباكورة للمنجز على ترامي ظلاله، وقد تتوسطه أو تذيله.. القصيدة ذات مطلع” إذا الشعب…” لأبي القاسم الشابي، مثلا.. إلى أيّ حد يمكن تزكية هذا الطرح أو تفنيده؟
*اظن ان ينابيع الشعر هي الحياة اليومية للمبدع  في مجتمعه وفي الكرة الأرضية المشتركة في هموم الفقر والظلم والحب والحقد والسلام ،هي رافد هام للشاعر.
والرافد الثاني هو الإحساس الجمالي الفني .
بناء عليه أجد أن الشاعر المبدع هو الذي يرتوي من مجمل هذه الينابيع .
القصيدة اليتيمة الساحرة الإبداع تدهشني ،هي وردة ،ولكن الشعر حدائق وجنات ورود في جلول جبل الروح.
– يقال ان بعض الشعراء يكتبون قصائدهم وان البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن اي الشعراء انت وكيف تولد القصيدة لديك ؟
* تجذبني بداية اشتعال القصيدة وتجعلني مكبلا ،لا يد ولا رأي لي سوى الإذعان للعاشقة المشتهاة .تهيمن على روحي الأحاسيس المستعرة ويبدأ عناق الكلمات .
اضيع وامسي في عالم ساحر كالتنويم المغناطيسي لدقائق وعندما تشبع الكلمات عناقا في وداعها لقلبي تطل القصيدة بزهو وتبسم لي .
– نرى في كتاباتكم شيئا من السياسة . هل يستطيع الشعر ان يعبر عن قضايانا السياسية والاجتماعية ؟
* الشعر كائن روحي جامع لأغصان الحياة المتشعبة الخصب ومن الطبيعي أن يشارك الفقراء همومهم ويطمح الى بناء دولة القانون والعدالة الإجتماعية ولكن بلمعات روحية ساحرة المجاز والصدق وليس بأسلوب سياسي مباشر.
– ماهي الروافد التي صنعت تجربتكم الشعرية . هل خاض شاعرنا غمار الرواية او القصة ؟
*  انا حصادة شعر التهمه منذ طفولتي واتذوقه بسعادة، في المرحلة الإبتدائية من التعليم كنت استعر حبا بالنصوص في كتبي المدرسية للغة العربية وأعجب بالأناشيد المطلوبة باللغة الفرنسية .
كان الشعر يغذي روحي بشحنات السعادة في محيط جاف الحب .
– ماذا عن كتاباتكم الشعرية.  هل صدرت لكم اية منشورات يمكن أن نتعرف عليها ؟
* عندي إصدار واحد وهو بعنوان “عشقى  الريف” وقعته منذ سبع سنوات .
إجمالا انا اعيش مع الجمال والفن بمتابعة ألوف الشعراء العرب المبدعين على صفحات العالم الإفتراضي والتفاعل معهم وهذا يرضي روحي.
–  هل لنا أن نتعرف إلى مجموعة من قصائدكم  ؟
*  لذَّةُ الخلود…
يحبو الصباح 
ينتظرُ الرَّضعةَ الأولى 
الشمسُ تتمهَّلُ في تنميةِ ثديها 
تُدفئُ القلب 
ترفرفُ بجناحيها الهائلين شفافية 
تتهادى في الأفق الأخضر 
تُبهجُ الروح 
تبسم 
تتأجَّجُ 
تُباهي الكونَ بنهم عشقها للكائنات وترضعُ المساءَ بشوقِ لذَّةِ الخلود…
….    …..   …..
 في غَابَةِ السِّنديان !
أنا الآنَ في عَراءِ الرُّوحِ ،يَضُمُّني السِّنديانُ الحَمِيمُ !     
لا صَهِيْلَ خَيْلٍ ،لا دَوَاعِش ،لا احْتلال ،الحُرِّيَّةُ في قَلْبي والتِّلال !         
حَنِيْنٌ حَولي !       
الأشْجارُ قَابلَةٌ لِلْحُبِّ ،الأحْجارُ تَهْمِسُ وتَتَواطَأُ على إسْعادي لِلْمُكوثِ والإسْتِقرارِ في حُضْنِها !    
الأعْشابُ البَرِّيَّةُ الجَافَّةُ تُغَرِّدُ السَّعادَةَ !      
أنا حَمَلٌ ،طَائرٌ ،سَمَكَةٌ مُلَوَّنَة ،أنامِلُ أطْفالٍ يُغَنُّون !    
لا مَجَالَ لِلَّهْوِ ،لَنْ أُضَيِّعَ وَقْتي في الفَلْسَفَةِ ،فَأنا في الثَّغْرِ الحَمِيمِ ،أرْشفُ الشَّوْقَ !     
النَّايُ يَنْقصُني لِأغَنِّي ،لَكِنَّ شَغَفي لِلْغابَةِ يُمْطِرُني أنْغاماً ،أوركِسْترا الفَرَح !    
عَالَمي جُذوعُ أشْجارٍ وَأغْصانٌ وَارِفَةُ الدُّنُوِّ إلى قَلْبي !     
لَنْ أسْمَحَ لِلْماضي ،لِلْحاضِرِ ،لِلْمُسْتقْبَلِ أن يَسْتَغِلَّني ،أنْ يَزْرعَ في خَلايايَ مَفَاهِيْمَهُ !    
أنا أتُوْقُ إلى أوْراقِ الأشْجارِ ،اُقَبِّلُها وليَفْعَلِ العَالَمُ ما يَشَاءُ !!    
النَّشْوَةُ غُيومٌ تُمْطِرُ في قَلْبي !!!!
…..    …..   …… 
غُرفةُ جَدِّي …
مُتْرعةٌ بعَبَقٍ مُنْهمِر ..ماضٍ يَسِيلُ كَنَهرٍ جَوفِيٍّ يَنْبجِسُ في اللَّحظَةِ الحَمِيمةِ لِلرُّوح ..
جَدَّتي تَرتقُ منْدِيلَها وجَدِّي يُهَيِّئُ الحَليبَ النَّاشِفَ لِلقطَط ..
زَمنُهُما حدِيقةٌ تُزَيِّنُ جَمالَها بالدَّواري فقط..
إبْرِيقُ الشَّايِ أسْمرُ كَغَيمةٍ ماطِرة والنَّحْلُ العاشِقُ يُلاحِقُ حَبَّاتِ السُّكَّرِ المُنتشِرةِ بفَوضىً فوق حَصِيرةٍ والِهةٍ بأرضِ الغُرفة .
جَدِّي يَصْرخُ في ارْتِشافِ الشَّاي باسْتمتاعٍ  وجَدَّتي تَتَسلَّى بخِيطانٍ تحيكُ بها عُشَّ العُمرِ الذي شارَفَ على خَرِيْفِه ..!!
….   ……    ……
 في يومِ الشِّعْرِ العالَمي…
أعرفُ أنَّكَ قَميصي الذي يُشْعرني بدِفء القلبِ حتَى الإحْتراق أحيانا ..
أعرفُ أنَّكَ تؤلِمني لشَفافيَّةِ أوتارِكَ وأنَّكَ تَتَذوَّقُ رَهفَ النَّحلِ والورْدِ ،تُتابعُ بِتَلَصُّصٍ ملِكةَ النَّحْلِ واليَعْسوب ،تقومُ بعَملِيَّاتٍ اسْتِشْهادِيَّةٍ وَهْمِيَّةٍ على حدودِ القريَّةِ مع المُحْتلِّ وتعودُ بعدها بقصِيدةٍ فاتِنةِ الإنْتصار…
تُلامِسُ تَنانِيرَ الجميلاتِ عن بُعْدٍ وتُلَوِّنُهاعيناكَ عِشْقا ..
تَرتمي بجانبِ حدائقِ الشُّهداءِ وتُعفِّرُ قلبَكَ وأناملَكَ بِمُتابعةِ حكاياتِ ومراثي أحِبَّائهم…
لا تنامُ إلاَّ والعالَمُ والكُرةُ الأرضِيَّةُ تفوقُ سُرعةُ حركَتِها سُرعةَ تِدَفُّقِ دَمِكَ بين الصُّخورِ والأشْواك ..
تَتَذَكَّرُ الخادِماتِ الأجنبيَّاتِ في المنازلِ اللَّواتي قُتِلنَ او انْتحَرْنَ بعِيداً عن بسماتِ ودموعِ أطفالِهِنَّ الشَّارِدة ..
أعرفُ أنَّكَ تلومُني _أيُّها الشِّعرُ _لِأنَّ في جُعْبتي أكثرَمن ديوانين مُهْملين كأوراقِ الوَردِ الجافَّةِ من حبيبةٍ مَجهولةٍ غَنَّتْ لها فيروز وسَرَدَتْ قِصَّتَها املي نصرالله وماتَ جُبرانُ وهو يَتألَّمُ مُتَيَّماً بها..
أعرِفُ كُلََ شيىءٍعَنكَ أيُّها المُلتهِبُ كالبراكينِ ولكِنَّكَ في قلبي جذْوةُ عِشْقٍ ،أقْبَلُها كَيفما كانتْ لِأنَّ حياةَ الشُّعراءِ كُتلةُ لَهَبٍ وحُبٍّ !!
21_3_2018
….  …..   ….
 التُّفَّاحُ الفَذُّ..
كيف أطهو الشِّعْرَ العالَميَّ وأجعله كدِبْسِ البندورةِ الذي كانت جدَّتي تلهبهُ بحطَبِ الرُّوح؟!
كيف أحصلُ على عسلِ الشِّعرِ والنثرِ كقُفرانِ النحلِ التي كان والدي يصنعها من خشبِ الصَّبر لِنَلحسَها بشهيَّةِ الخُلود؟!
كيف أحصلُ على دواوينِ شعراءِ العالَم كما كنتُ أسْطو على بستانِ التُّفاحِ في جوارِ قريتي يومِ كنتُ أنقلُ الماءَ لِزراعةِ التَّبغِ في الأوعية المعدنية لمسافةِ خمسةِ كيلومتراتٍ فوق ظَهرِ الدَّابَّةِ ؟!
وأنا لا أزالُ حتى هذه اللحظةِ أتَحسَّرُ على مذاقِ ذاك التُّفاحِ الفَذّ!!
22_7_2018
– كلهم يكتبون للحب معه وعليه. ماذا يكتب الأستاذ تيسير حيدر وماذا كتب للحب. هل يستطيع الشاعر أن يكتب الحب بصدق ؟
* مَجاز ..
وأنتَ تَفْرطُ حَبَّاتِ الرُّمَّانِ ،أنامِلُكَ تَتَلَعثمُ من شَغَف .يَبسمُ لكَ بَرِيقُ سائلِها الزَّهْرِيِّ بفَرَح .
تَنْتشرُ وتَتَفرَّقُ بِرَقْصٍ ماتِع فوق طاوِلةِ طَعامِك كَطيورِ الحَجلِ بِمناقِيرِها المُحَلاَّةِ بِفَنِّ الجَذْب .أطِلْ مُدَّةَ اسْتمتاعِكَ ،أدْخلِ المَجازَ المُعانقَ لِلرُّوح وتَذَكَّر النَّهْدَ الذي تُحِبّ،تَدَرَّبْ على لَذَّةِ الإمْتاعِ واخْفضْ هَمْسَ بَنانِك لَعَلَّ قُربَكَ _في البُستانِ_أشْجاراً تَسْترقُ السَّمْعَ ،اخْفضْ هَمْسَ بَنانِك !!
تيسير حيدر_لبنان
– برأيكم هل تنصف الدولة اللبنانية ومؤسساتها المعنية  الشاعر والكاتب اللبناني ؟ وهل من كيانات او أطر تجمع الشعراء والكتاب اللبنانيين ؟
*  الشاعر في لبنان يبني صرح قصائده بنهم قلبه للحرية والإبداع والحب والسلام والدولة آخر من يهتم .
في المدن يلجأ الشعراء والكتاب الى كيانات أدبية اما في الريف فالوضع قاحل.
– أتاح فضاء النّت إمكانية النشر الحر، بعيدا، سواء عن مبدأ اللاغائية والعبثية التي تنتهجها منابر إعلامية كثيرة، تعوزها الخبرة والدراية في تقييم وفرز الصالح من الطالح فهي تشرع الباب على مصراعيه لمن هب ودب في مجال الإبداع عموما، تحشو كل ما يعرض عليها، يهمها تأثيث صفحاتها فقط، وأخرى وإن متخصصة تقع فريسة لخيوط سمّ الاصطفافية والاكتفاء بأسماء القيدومين وإقصاء الأصوات المبتدئة مهما بدت جودتها وجديتها وحدة زوايا معالجتها للراهن.. هل للنص الرقمي معايير يجدر بالواعدين مراعاتها؟
* فضاء النت واسع للإبداع وللغث من الكتابة .الأديب هو الذي يرسم ويلون مستقبله بجهده وثقته في ما يبدع.
العالم العربي في ضياع روحي وعلى الأدب ان يخوض في لجة الصراع بمهارة وإخلاص للنجاة وزرع بذور المستقبل المزهر.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…