عبد اللطيف الحسيني/هانوفر
أسمعُ أصوات الهدهد تحتَه, لكنّي أَصَمُّ, أرى الوحشة في كلّ زواياه, لكنّي ضرير, فعن أيّ بيتٍ أتحدّث وأي بيت أراه ؟
تتعرّش تشقّقاته وحشةُ سنوات السواد, تركتْ فيه السنواتُ الوحشةَ والسوادَ و غادرته, كأنّ البيتَ سرقَ مخلّفات الطفولة التي مدحتها.
الأفضلُ لك – أيها البيتُ المتعَبُ – أن تتفرّج على المارّة المُتعَبين, الأفضلُ لكِ – أيتها الشجيّة – ألا تتركيه لأنه سيناديكِ بعدَ لحظةٍ من الآن, الأفضل لكَ – أيها المتعب – أن تلتفتَ إليه قبلَ أنْ تمرّ ببيتٍ يجاورُه. “فكلّ بيت بيتُه” : بيتٌ للوحشة وآخرُ لحياة تئنُّ.
هل تسمعُ أنيناً ؟ فهو بيتي حينَ أتنفّسُه؟
كلّ مَنْ يمرّ به يتركُ أثراً : الورقةُ المتقصّفةُ لتلك الشجرة, القطرةُ التي لا ماءَ فيها لتلك الأمطار.
……
أنا البيتُ الذي غادرَه كلًّ شيءٍ.