صدور رواية «خارطة الجبل» للكاتبة زهرة أحمد

الجبال لا تنحني وخارطتها السامية لا تنتهي عند القمم.
إنها الخارطة المشرقة حتى في أحضان الغروب.
خارطة كوردستان، يفوح من تضاريسها عبق رائحة الشهداء، وعلى قمم جبالها نُحتت أبجدية الفداء للبيشمركه، لتعانق المجد الأزلي.
إنه النهج المقدس!
صدور رواية ” خارطة الجبل ” الرواية الأولى، الكتاب الرابع للكاتبة الكوردية زهرة أحمد بعد إصدار مجموعتين قصصيتين وكتاب البيشمركه مسعود بارزاني وإرادة الاستفتاء.
– قصة وطن “مجموعة قصصية عام 2017م.
– أبجدية الجبل” مجموعة قصصية عام 2018م.
– البيشمركه مسعود بارزاني وإرادة الاستفتاء 25 أيلول عام 2019 .
خارطة أشرقت في اللاحدود. كما لا حدود لإشراقتها، إنها خارطة النهج، نهج الكوردايتي، نهج البارزاني الخالد في ذروة الشموخ كما قمم نذرت للنضال .
لتنسج خارطة الشروق الأبدي.
هكذا تحطمت الحدود وتلاشت، إنها صدى الثورة، صدى أيلول، كما أنشودة الحرية.
لا حدود لإرادة الحرية بالرغم من أنين الحدود الجريحة، المبعثرة، كأنقاض الحرب بين حبر اتفاقيات تقسيم الخريطة الجيوسياسية.
الحدود لم تكن عائقة بالرغم من سلسلة العوائق المتتالية..
الشعور القومي حطم اتفاقيات تقسيم الحدود بين السهل والجبل، لم تبق سوى حبر وتواقيع تتربع على جهل التاريخ.
خارطة الجبل: حروف أبجدية تحمل روح وطني في روحها، آمال وآلام إنسانه، وما يربطه بقوميته، بهويته، بأصالة مكانه، من صلات وثيقة، تكاد تتوحد مع روحه وفق شيفرة لما تفكك سر رموزها.
تحمل الرواية بين طياتها أحداثاً واقعية مفعمة بعبق التاريخ في امتداده عبر مدارات لامتناهية.
واقع يتزاوج مع الخيال، وتحضر الشهادة والوثيقة و الذكريات، هكذا تتالى فصول الرواية.
أحداث بطولات شامخة، ملاحم صنعها شجعان بواسل، مبادئ سامية، حروف من أبجدية النضال والتضحية، رسختها ثورة أيلول المجيدة التي قادها القائد ملا مصطفى البارزاني، تلك التي حفرت قدسيتها في قلوبنا وأرواحنا، لم تتعثر في طريقها الى الخلود.
أحداث الثورة من كتاب البيشمركه الأسطورة، الرئيس مسعود بارزاني ” البارزاني والحركة التحررية الكوردية الجزء الثالث، ثورة أيلول 1961- 1975″
أبطال الرواية حقيقيون، بطولاتهم حقيقية، أسماء بعضهم حقيقية، بينما أسماء بعضهم الآخر من وحي الخيال.
تلك الشخصيات بملامحها وصدقها ونضالها، بتفاصيل حياتها، باعتبارها الجزء الأساسي في رسم الأحداث تنطبق على كل قروي، كل مناضل كوردي، كل امرأة شامخة من نساء كوردستان في روحها، لتكون الجزء المعطر والمشرف من الثورة على طرفي الخريطة الجيوسياسية، في جنوبها وغربها.
أسماء القرى في الرواية من وحي الخيال، لكنها في ملاحمها ومواصفاتها، تنطبق على كل قرية من قرانا في ريف منطقة ديرك وكل قرانا الكوردية، وهي تعانق بجمالها وأصاليتها عناوين الشموخ.
لا يزال الكثير وأنا أيضاً، نحتفظ بذلك الراديو الذي كان مصدر السعادة اللامتناهية في القلوب على امتداد خريطة كوردستان. صوت المذيع في إذاعة الثورة ” لێرە دەنگێ کوردستانا عیراقێ یە ” هنا صوت كوردستان – العراق، لا يزال يعانق طقوس الأمل في أرواحنا.
المكان بكل طقوسه، في التحامه لأحداث الرواية ساهم في نسج عطر الحياة وجمالياتها الكونية.
إنه الواجب القومي، الكوردايتي، النهج المقدس ، ” ريبازا بيروز ” ، ما دفع بالشباب في غربي كوردستان، بالرغم من كل العوائق للالتحاق بثورة أيلول ونيل شرف البيشمركايتي، شرف التضحية من أجل كوردستان.
وكأنها تشمل كل بيشمركه التحق بالثورة من غربي كوردستان،
وكأن لسان حالهم عنفوانهم وحبهم السامي للوطن للأرض للحرية.
ليكشف خفايا روح الكورد ويوثقها في أحداث لا تزال تنبض في قلوبهم، والكثير منهم نال شرف الشهادة.
لم أستطع الحياد في نسج الأحداث، التي كانت تنبض روحاً في روحي، لأنني كنت كغيري جزءاً من بعض تلك الأحداث، أبي كباقي الآباء كانوا جزءاً مشرفاً من تفاصيل تلك الأحداث.
كما تتحدث الرواية عن سطور ذهبية لنضال الحركة السياسية الكوردية في غربي كوردستان ومناضليها في زمن الاستبداد وفرمانات التعريب والمشاريع الاستثنائية، والصعوبات التي كانت تواجههم خلال مسيرتهم النضالية، وفي كل آذار أثناء الاحتفال بعيد نوروز القومي بسريته الجميلة وطقوسه المقدسة.
سيرة نضال معطرة بصباحات القرويين، المنداة بالأمل وأناشيد موسم الحصاد.
من ثورة أيلول إلى الاستفتاء بل ثورة الاستفتاء، تاريخ نضالي شامخ، ركائز شامخة، ملامح لتقرير المصير، لشعب يستحق أن يعيش بحريته وكرامته الانسانية.
إنها خارطة بلا حدود، خارطة الجبل في عين الشمس، المشرقة بدماء الشهداء تشرق ولن تغيب إلا لتشرق…
إنها خارطة الجبل الشامخ، نهج البارزاني الخالد.
يقول الشاعر ابراهيم اليوسف في مقدمة الكتاب:
خلال عملها السردي الأول- خارطة الجبل- تتناول الروائية ثورة الملا مصطفى البارزاني، والبطولات التي كان يحرزها البيشمركة الأبطال على قمم الجبال الشماء، بأسلحتهم البدائية البسيطة، مقارعين أحد أقوى الجيوش في المنطقة. إذ تدور الأحداث في أكثر من مكان، وإن كانت تنطلق من مشاهدات بطلة الرواية- مهاباد- سليلة الأسرة الكردية الأصيلة التي تقيم في كردستان الغربية، أو كردستان سوريا، إلا إن قرب القرية التي تقيم فيها البطلة والقرى الأخرى من حدود كردستان الجنوبية، أو إقليم كردستان وحضور الثورة الكردستانية في كل بيت، عبر أجهزة الراديو-الترانسستور- الذي يصدح بعبارة: لێرە دەنگێ کوردستانا عیراقێ یە ” هنا صوت كردستان – العراق ” التي يستمع إليها والد الطفلة بطلة الرواية، أو راوية الأحداث والتفاف الفلاحين من حولها، وهكذا بالنسبة لمعلم القرية، بل إننا لنجد رجالاً وشباباً من أهل القرية، من كردستان سوريا يشاركون في تلك الثورة.
من أجواء الرواية : ” الشمس كعادتها تعانق وجوهاً شامخة، غارقة في أصالة ملامحها، وهي تضع خطط الثورة وتتقد ذروة عنفوانها بحكمة قائدها ملا مصطفى البارزاني.
– هكذا هم العظماء
– الجبال لا تنحني
على الجانب الآخر وفي غربي الخريطة الجيوسياسية المنقسمة سياسياً، حيث الامتداد الكوردستاني لعنفوان الثورة، ” لێرە دەنگێ کوردستانا عیراقێ یە ” صدى الصوت يحمل أحلامهم على بساط الزمان متخطياً كل منحدرات المكان. “
وفي نهاية المقدمة يكتب ابراهيم اليوسف:
أخيراً، لابدَّ لي من أن أخرج- كما فعلت في البداية- عن شروط تقديم العمل الفني للإدلاء بشهادة عن هذه الكاتبة التي كرست حياتها، من أجل القيم السامية العليا، بروح- بيشمركه حقيقية، مقتفية أثر خطاهم على أطواد الجبال، ولكن عبر ما تنتجه كتابياً، أو ترسم خريطته، وعبر ركائز موقفها المبدئي، لكي أراها- كما هي- أنموذجاً فريداً، واستثنائياً، في هذا المجال، وهو ما يشاطرني في الرأي، والموقف والتقويم، كل من يعرف مثلي سيرتها الحياتية المضيئة التي تصنفها كمبدعة مبدئية، على خط النار الأول، من دون أن تنشغل إلا بقيمها الغارقة في العلو والطهر والإخلاص!
 
لوحة الغلاف : للفنان التشكيلي ديلاور عمر
التصميم والتنسيق الفني : إبراهيم محمد
يقع الكتاب في 250 صفحة من القطع المتوسط.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…