منح الشاعر السوري محمد علاء الدين عبد المولى جائزة الشاعر حامد بدرخان

  جائزة الشاعر حامد بدرخان في الذكرى الرابعة والعشرين على رحيله:
يتزامن إعلان جائزة الشاعر الكبير حامد بدرخان، ابن عفرين- شيه، مع أحداثٍ مأساوية تعصفُ بمدينته الخضراء، مدينة السلام والزّيتون. هذه المدينة الوادعة التي لها مكانة خاصّة ومميّزة لدى السّوريين عامة والكُرد منهم خاصّة، أينّما كانوا، حيث تنفردُ جغرافيتها باحتضان غاباتٍ ثرية من الزيتون، ومنحتْ الطبيعة فيها أهلَها الكَرمَ والشّجاعة والقيم الكردية النبيلة، بيد أنها تعرضت للاحتلال التركي منذ 18 آذار 2018، من قبل تركيا وبعض الفصائل “المرتزقة” التابعة لها، وقد عاث فيها هؤلاء قتلاً، ودماراً، وتهجيراً، وحرقاً، وسرقة آثار، وموارد، وانتهاكات إلخ في إطار مخطط  محاولة محو وجود الكرد في وطنهم.
في هذه الظروف العصيبة التي تعيشها عفرين وبلداتُها، ومنها «شيه، شيخ حديد» بلدة الشاعر الكبير حامد بدرخان تعلنُ لجنة جائزة الشاعر حامد بدرخان للإبداع، التي يرعاها الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكُرد (رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا سابقاً)، ضمن سلسلة جوائز الاتحاد الأدبية، عن منحه الجائزة في دورتها الجديدة لشاعرٍ سوري ساهم في إثراء المشهد الثقافي، بالإضافة إلى مواقفه الإنسانية التي تسجل له، ومن بينها مواقفه من الكرد.
  فقد تداولت لجنة تحكيم «جائزة حامد بدرخان» الشاعر الكردي السوري الكبير الراحل “1924-1996” أسماء عددٍ من المبدعات والمبدعين الذين يتّسم منجزُهم الأدبي الإبداعي بإعلاء القِيَم الإنسانية والجمالية التي حملها الشاعر بدرخان، في عشق  الحرّية وتوسم الحقّ، وانتهاج التجديد والحداثة، ولموقف المقاومة؛ والتي دافع عنها في سلوكه، كما اشتغل بدأب، واجتهد بعمق، لكي تنعكس بقوّة وأصالة في نصّه الشعري، بلغات متعددة وأسلوبيات ثرّة. وقد قرّرت اللجنة، بإجماع الأصوات، منحها للشاعر السّوري محمد علاء الدين عبد المولى، حيث وجدتْ أنّ إبداعاته تحفل بالسّمات السابقة، وتجسّد القيم الإنسانية السّامية التي ينشدُها السّوريون كلّهم. والشاعر عبدالمولى من مواليد مدينة حمص في 28/5/1965 سوريا، ويقيم في هانوفر-ألمانيا.
– تأثّر في طفولته بالمناخ التراثي الذي كان سائدا في الأسرة لا سيّما وأنّ والده كان أحد المراجع الرّوحية والدينية في المدينة، فتكوّنت أولى ملامحه الثّقافية بين طقوس روحيّة ‏تراثيّة، وهناك ولدت علاقته مع الكتاب والقراءة.
– نال تعليمه في مدارس مدينة حمص، المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.
– منذ بداياته الشّعرية بدأ بكتابة المقالات النقدية.
– شارك في مئات الأمسيات والمهرجانات الشعرية السورية والعربية، وفي عدّة محافل وجامعات سوريّة ومكسيكية وألمانية.
– بقي عضواً في اتحاد الكتاب العرب في سوريا منذ عام 1991 حتى نيسان 2011 حيث قدم طلب انسحاب منه على خلفية موقف الاتحاد من الانتفاضة السورية في مراحلها الأولى.
– أقام منذ شباط 2011 حتى شهر تشرين الثاني 2015 في المكسيك بدعوة من مؤسسة Casa Refugio Citlaltépetl عن طريق منظمة ICORN
– منذ آخر سنة 2015 تلقى منحة لمدة سنتين من مؤسسة حنّة آرندت Hannah-Arendt-Scholarship   في مدينة هانوفر (ألمانيا).
صدرت للشاعر أعمالٌ كثيرة شعرية ونقدية، منها: في حداثة الروح، أربعون الحصار عن وزارة الثقافة السورية، المدفن السوري واحد عن دار ضفاف – الأردن. وهمُ الحداثة (مفهومات قصيدة النثر نموذجاً) في النقد التكاملي: دراسة نظرية وقراءات تطبيقية.
وتشكر الأمانة العامة للجائزة السادة الكتاب والأدباء: صبحي حديدي وكل الذين ترأسوا الجائزة، والجدير بالذكرأن الجائزة تمنح لأحد الشعراء الذين يتسمون بمواقف إنسانية من الكرد، وقد منحت في دوراتها السابقة لعدد من الشعراء: علي كنعان- منذر مصري. فرج بيراقدار. فواز قادري. كما منحت جوائز فروعها التكريمية لكل من: نازلي خليل- رشيد عبدالمجيد- مها بكر.
 
مقطع من (القصيدة الكردية) للشاعر عبدالمولى:
الكورديّ صديقي
من قبل مجيءِ السّلطانِ
وبعد سقوط السّلطانْ
نحنُ على سفحٍ مشتركٍ نرفع قرن الشمسِ إلى مخدعه
نشعل في آذار نجوم النّوروزِ
ونرقص حول النّيرانْ
النارُ الأولى الأولى
تحرقُ أشواكَ الشكّ وتومضُ ملءَ بيوت الإيمانْ
الكورديّ أخي
وأصابعه فوق الأوتارِ تؤسّس لي بيتاً للرّوحِ
وتفتحُ باباً لا بوّاب عليهِ ولا حرّاسْ
الكورديّ يضمّ الطّنبورَ الحنّانَ كعاشقةٍ لا حدّ يحدّ لياليها
لا سور يسوّرها حين ترنّ تئنّ تحنّ تجنّ تمنّ على قزحِ الحبِ بكل الأقواسْ
يبني من إيقاع أصابعهِ أحلاماً كنتُ حلمت بها من قبلُ
يعمّر “نهاوندَ” ويسكن فيها ثانيةً
يستحضر “زريابَ” وكأس الغسق الطّافح في كرمنشاهْ
الكورديّ أخي… وأنا والكورديّ نسيلُ على وترٍ أوّاهْ
 
الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
 
وقد تألفت لجنة التحكيم في هذه الدورة من: حيدر عمر- تنكزار ماريني- جان دوست- صبري رسول- إبراهيم اليوسف وبرئاسة الشاعر السوري فرج بيرقدار أميناً عاماً للجائزة
29-4-2020
الأمانة العامة لجائزة حامد بدرخان للإبداع الشعري
 
 
إيميل الجائزة:
hamidbedirxan@gmail.com
رئاسة الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
Ynrks2004@gmail.com
 
 تصريح من إبراهيم اليوسف
 
 
عد وفاة الشاعرالكبيرحامد بدرخان دعوت عبرالصحافة إلى طباعة نتاجاته الكاملة، و تحويل بيته إلى متحف، وإطلاق جائزة باسمه، وهكذا تأسيس مركز ثقافي أو مؤسسة باسمه وغيرذلك، وقد حققت السيدة نازلي خليل وزوجها رشيد عبدالمجيد  بعض ذلك من خلال اشتغال رشيد عبدالمجيد صديق شبابه على مخطوطاته، وتدقيقها، وإعدادها، وتقديمها للطباعة، وكان مقرراً أن أكتب مقدمة الأعمال الكاملة ” العربية” إلا أنه بسبب سفري تم الانقطاع بيني واللجنة،وكان هذا الأخير من أوائل شيوعيي عفرين وترك الحزب لاحقاً، واستمر كشخصية وطنية يسارية.
بعد سفري إلى الخليج، دعوت لتأسيس جائزة حامد بدرخان للإبداع، وضممت إليها عدداً من الكتاب والإعلاميين والنقاد، بحيث تكون رئاسة الجائزة في كل مرة لكاتب سوري صديق للكرد. صديق لحامد، وهكذا بالنسبة للجائزة نمنحها لمن تتوافرفيه شروط محددة: رؤى إنسانية. تقبل الآخر. الابتعاد عن الموقف العنصري تجاه الكرد، وهو السبب الذي جعل الجائزة تتأخر أحياناً، لأنه قد  يكون هناك شاعر ما ذو موقف من الكرد في يوم ما عندما تعاطف معهم كمواطنين إلا أنه انقلب عليهم –مثلاً – في مرحلة مابعد الثورة، وما أكثرالأمثلة، وإن ليست لنا سيطرة على من يغيرموقفه لاحقاً.
أدرت الجائزة في دورتها الأولى،  ثم ترأسها د. صبحي حديدي- الناقد المعروف، ويديرها الآن الشاعرالسوري فرج بيرقدار المعتقل لسنوات طويلة لدى نظام البعث
أول من نال الجائزة في العام2008 كان الشاعر علي كنعان، صديق حامد. صديق الكرد، والذي لايفتأ يكتب لهم وعنهم
ثم نال الجائزة الشاعر منذر مصري الذي يعيش في الوطن، وهو شاعر ذو موقف من الاستبداد،  وقد نالها في دورتي  2016 -2014كل من: فرج بيرقدار- فواز قادري
ثمة هدف للجائزة وهو التجسيرنحو الآخر، والانفتاح نحوه، لاسيما شركاء المكان الذين يتجردون من المواقف المتشنجة تجاه الكرد، لهذا السبب أو ذاك. أعرف أن المهمة صعبة لاسيما إذا قسنا الأمور بمقياس آخر وهو تأثر المواقف-لاسيما في ظل الحرب والسنوات العشرلبارومتر السياسة.
تشكلت الجائزة في هذه الدورة من:
جان دوست-  حيدر عمر-تنكزار ماريني- إبراهيم اليوسف
صبري رسول
برئاسة الشاعر السوري  فرج بيرقدارأميناً عاماً للجائزة
ومن المقررأن تنفتح الجائزة وتتطور، ويكتب لها نظام داخلي جديد بحيث أن يكون لها أكثرمن فرع،  وأن تكون هناك جائزة للشباب،  ولكتاب الكردية، ولمبدعي الآداب العالمية ممن هم  محبو السلام ولهم مواقف إيجابية من الكرد
والجديربالذكرأن الجائزة تحت إشراف الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، وهو أول مؤسسة لأصحاب الأقلام، تأسس في الوطن باسم: اتحاد الكتاب والصحفيين الكرد انطلق عام2004  من الوطن ومن ثم رابطة الكتاب والصحفيين الكرد ليستقرالاسم في مؤتمرالاتحاد عام2016 على:
الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا و يضم مئات الكتاب والإعلاميين، وهو مكون من مؤسستين: الاتحاد العام للكتاب الكرد والاتحاد العام للصحفيين الكرد
وثمة بطاقة من الرئيس مسعود بارزاني للاتحاد في العام2005

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…