فاطمة والنهر!

فراس حج محمد/ فلسطين
كانت هناك “فاطمةُ” تغرفُ من موجةِ النهر
حفنة ماءٍ 
وتغسل عضوها فيهِ
ومع أترابها تعلّق ثوبها في الظلّْ
أتاها على عجلٍ رجل يُسمّى امرأ القيسِ
يحمل خمرة وعينين وقلباً وبعض عبثْ
حياة ثانويّةْ
هل تعلّق في ضفّة النهر مياهاً ليلكيّة؟
كيف كان الوقت يومئذٍ؟
ماذا تفكّر فاطمةْ؟
وبأيّ قطعة غيم ستلتفّْ؟
أكانت سطوة المَلك العظيم ميّتة بها؟
أكانت تضاجع نهرها وتروي ماءها دون سيّدات النهرْ
تناجي الماء في وَلَهٍ وسرّ؟
أكان بها حنين ما لشيء لا تراه الشهوة الجامحة؟ 
أكانت تفكر بالسؤال أمِ الجواب؟
أم الغوص في المياه الدافئةْ؟
كيف صارت فاطمةْ 
بعد شؤم الرؤية المتجلّية؟
تكره امرأ القيس شديداً 
وتكره المُلْك والشعرَ
وتنسى النهرْ
تحبّ كلّ شيء دونما شيءٍ من الغيرةْ
هي امرأة جديدةْ
مثل ذاك النهر أيضاً 
تبدّل كلّ حين ذاكرةْ
لكنّها لم تنس يوماً أٓنْ تحرَش النهر بها
وعذّبتْ مَلِكاً
وصارت في القصائدِ “فاطمةْ”
تشرين أول 2020

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…