نوستالجيا 2

عمران علي
كالشمال .. 
جاثية أنت 
يرمقك  البعيد 
وعلى كتفه صرّة ترحاله 
يحبو صوبك كاللهفة 
وعلى قبالة منك 
 تنكمش من تلقائها البيادر 
قلقة خطواته 
ويكبله التردد
يتحين مرايا الضفة 
ليتهيأ شارات العبور 
يمضغ لفافة تبغ 
متجاهلاً الكمائن المنضوية للمبادرة 
وسحنات القادمين 
يتمتم ملئ حنجرته 
يسهو عن درك المفاجئة 
فيما عيناه منذورتان للقمة
ونزق نزواتها
وحين يتبارى للصعود 
ترتأيه الأسلاك 
يتشابك غنائه 
ويتوه عن المسير
يبحث عن حزمة ضوء في سترته 
يعلوه الدويَّ 
يحتمي خلف ساتر هش
كان الأشقاء أعدّوه متراساً 
تنهال عليه شظايا التراب 
وهو ممسك بالصرّة
يهامس قرارة اصراره
لن يحيدني عنها عوائهم 
ولن يخذلني المعبر الرحيم 
بحنق ينادي
لاتنامي أيتها الشمالية 
قادم أنا وإن كنت بساق مبتورة
أو أشلاء يدٍ تنازع على مشارف 
الصعود .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…