محمد مندلاوي
يستطرد السيد محمود قائلا: ثم يختبرني متعالمًا غير عالم بسؤال عن التنوين فيقول: ((الشيء الآخر، هل أن الفتحتين، التنوين، ترسم على الواو كما أنت دونتها، أم على الألف هكذا: واواً؟ على أية حال هذا ليس موضوعنا. أنا فقط أشير إلى هذه الأشياء، لأن السيد محمود عيسى تكلم بأسلوب… وكأنه أبو أسود الدؤلي.))
وأقول المتعالم؛ لأن صاحبنا وهو يختبرني في معرفتي اللغوية بالتنوين وقع في أخطاء لغوية فاحشة: فأورد هل الاستفهامية مع أم وهذا خطأ مولد، وفتح همزة إنّ بعد هل وهذا خطأ فاحش، وأخطأ في اسم (أبو الأسود الدؤلي) فضلًا عن ركاكة الجملة مبنى ومعنى.
أما اختبار التنوين الذي حاول أن يختبرني فيها صاحبنا (المعلم) تعود لسماعه معلومة منقوصة حول رسم التنوين على الحرف الذي يسبق الألف، فقد افترض صاحبنا خطأها لأني رسمتها على الألف، ومع أنه نفسه لم يلتزم برسمٍ واحدٍ لتنوين النصب وهذه أمثلة مما كتبه: (كاتباً باحثا، قائلاً: أولًا) فتأملوا يا رعاكم الله ورددوا معي:
يا أيها الرجل المعلم غيره… هلا لنفسك كان ذا التعليم
وسأورد له كلام الدكتور (محمَّد عبد النَّبىِّ) حول رسم التنوين لعله ينتفع وينتصح:(يقولون لكَ: فى حالة نصب الاسم يُوضَع التَّنوين على الحرف الذى قبل الألف، فنقول: رأيتُ محمَّدًا، (بوضع التَّنوين على الدَّال)
وأقول لكَ: ضع التَّنوين قبل الألف أو على الألف، فكلاهما صوابٌ، والأرجح – عند كثيرينَ – أن نضعَ التَّنوين على الألف وليس قبل الألفِ، وألخِّص المسألة فيما يأتي:
1- مسألة التَّنوين فيها اختلافٌ بينَ المشارقة والمغاربة، وكلاهما صوابٌ؛ فالخليلُ وأصحابُه يضعون التَّنوين على ما قبل الألف، وهناكَ غيرهم يضعون التنوين فوق الألف.
2- وضع التَّنوين على الألف اختاره علماءُ كثيرون؛ فهو الذى عليه نُقَّاطُ المدينة والبصرة والكوفة، ولو راجعْنا كتاب ” المُحكم في نَقْطِ المصاحفِ” لوجدْنا الإمام أبا عمروٍ الدانيّ دافعَ عنه كثيراً، وقال: وعليه الجمهور من النُّقاط (ص 62)، وقال الإمام محمَّد بن محمّد المعروف بالخزَّازِ:
وإنْ تقفْ بألفٍ في النَّصبِ … هما عليه في أصحِّ الكتبِ
أي: يوضَع التَّنوين على حرفِ الألفِ، فالهاء في ” عليه ” عائدةٌ على الألفِ، وانظرْ لقوله: ” في أصحَّ الكَتْب ” أي: هذا هو الأصحُّ. (راجعْ دليل الحيران على موارد الظَّمآن ص 349).
3- هناكَ مذهبٌ ثالثٌ يضع حركةً واحدةً على الحرف الذى قبل الألف، وحركةً أخرى على الألف.
4- هناكَ مذهبٌ رابعٌ يضع حركةً واحدةً على الحرف الذى قبل الألف وحركتين على الألفِ، والأصحُّ – كما سبق عند كثيرين – وضع التَّنوين على الألفِ
يُرجى التَّثبُّت والبحث في مسائل اللُّغة قبل أن نحكم على قولٍ بصحَّةٍ أو خطأ، فالأمر واسعٌ، والتَّسرُّع يضرُّ اللُّغة). انتهى كلام الدكتور الفاضل عبد النبي، وأدعو صاحبنا أن يقرأ الجملة الأخيرة من كلام الدكتور مرارًا لحاجته إليها.
وسأورد له كلام الدكتور (محمَّد عبد النَّبىِّ) حول رسم التنوين لعله ينتفع وينتصح:(يقولون لكَ: فى حالة نصب الاسم يُوضَع التَّنوين على الحرف الذى قبل الألف، فنقول: رأيتُ محمَّدًا، (بوضع التَّنوين على الدَّال)
وأقول لكَ: ضع التَّنوين قبل الألف أو على الألف، فكلاهما صوابٌ، والأرجح – عند كثيرينَ – أن نضعَ التَّنوين على الألف وليس قبل الألفِ، وألخِّص المسألة فيما يأتي:
1- مسألة التَّنوين فيها اختلافٌ بينَ المشارقة والمغاربة، وكلاهما صوابٌ؛ فالخليلُ وأصحابُه يضعون التَّنوين على ما قبل الألف، وهناكَ غيرهم يضعون التنوين فوق الألف.
2- وضع التَّنوين على الألف اختاره علماءُ كثيرون؛ فهو الذى عليه نُقَّاطُ المدينة والبصرة والكوفة، ولو راجعْنا كتاب ” المُحكم في نَقْطِ المصاحفِ” لوجدْنا الإمام أبا عمروٍ الدانيّ دافعَ عنه كثيراً، وقال: وعليه الجمهور من النُّقاط (ص 62)، وقال الإمام محمَّد بن محمّد المعروف بالخزَّازِ:
وإنْ تقفْ بألفٍ في النَّصبِ … هما عليه في أصحِّ الكتبِ
أي: يوضَع التَّنوين على حرفِ الألفِ، فالهاء في ” عليه ” عائدةٌ على الألفِ، وانظرْ لقوله: ” في أصحَّ الكَتْب ” أي: هذا هو الأصحُّ. (راجعْ دليل الحيران على موارد الظَّمآن ص 349).
3- هناكَ مذهبٌ ثالثٌ يضع حركةً واحدةً على الحرف الذى قبل الألف، وحركةً أخرى على الألف.
4- هناكَ مذهبٌ رابعٌ يضع حركةً واحدةً على الحرف الذى قبل الألف وحركتين على الألفِ، والأصحُّ – كما سبق عند كثيرين – وضع التَّنوين على الألفِ
يُرجى التَّثبُّت والبحث في مسائل اللُّغة قبل أن نحكم على قولٍ بصحَّةٍ أو خطأ، فالأمر واسعٌ، والتَّسرُّع يضرُّ اللُّغة). انتهى كلام الدكتور الفاضل عبد النبي، وأدعو صاحبنا أن يقرأ الجملة الأخيرة من كلام الدكتور مرارًا لحاجته إليها.
ردنا على استطراد الطويل للسيد محمود: أنا لست متعالماً كما زعمت يا محمود، وذلك لسبب بسيط جدا،ً لأن ليس لدي أي علم حتى أتظاهر به وينطبق علي كلمة متعالم؟. لكن، دعنا نقبله منك مع بقية اتهاماتك الكيدية لنا،لكني أرى، حتى أن المتعالم، يكون أفضل من المتعالي الأجوف؟. لا يحتاج أن نخوض كثيراً فيما زعم السيد محمود أعلاه، لأنه للأسف لم يكن لائقاً فيما قال، وليس رأياً فيه وجاهة. يقول أنني كتبت اسم أبو الأسود بدون ألف لام هكذا أبو أسود، لقد قرأت الاسم وهو أمامي لكني كتبته بدون ألف لام، هل أن كتابته بهذا الرسم أبو أسود يعطي معنى آخر كما في رسم كُرد وكورد؟؟ هل هناك شخص آخر عند العرب يُكتب اسمه أبو أسود الدؤلي غير أبو الأسود الدؤلي؟ لا أعتقد هذا. وفيما يخص كتابة الفتحتان (التنوين) وهذا رسمها ” ً ” بعد أن شطحت يميناً ويساراً يا محمود قلت الآتي في ردك علينا: وأقول لكَ : ضع التَّنوين قبل الألف أو على الألف، فكلاهما صوابٌ، والأرجح – عند كثيرينَ – أن نضعَ التَّنوين على الألف وليس قبل الألفِ. عجيب أمر محمود بعد كل هذا اللف والدوران الذي أخذنا معه فسر الماء بعد الجهد بالماء!!. ألم نقل نحن لا يجوز وضعها على الحرف قبل الألف؟ ها أنك وجدت ثغرة لكي تهرب منها وتزعم أن كتابة كلاهما صواب أن كان قبل الألف أو بعد الألف؟. عزيزي صدقني أنا لا أريد أن أبين نفسي في هذا المضمار وذلك لسبب بسيط لأني لست أهلاً له، فقط أتساءل، لقد وضعت يا محمود الكسرة تحت الفاء هل يجوز هذا؟ أليست العربية لا تقف على المتحرك؟. ثم، هل أن “الذي” يكتب بالألف المقصورة أم الياء؟ أرجو أن لا تقل لي شمال إفريقيا يكتبون هكذا. أرجو أن لا تتعصب علينا وتقول أنت أيضاً يا محمد مندلاوي أخطأت في كذا وكذا، أقول لك نعم يا سيد محمود، أنا لا ألتزم بقواعد اللغة العربية كثيرا، ولا أستسيغها،بل حتى لم أدرسها دراسة منهجية، لكن أنت كما أخبروني إنك مدرس لغة عربية، فعليه إذا تخطأ فيها يعتبر خطأك إثماً ترتكبه ضد اللغة المذكورة. وفيما يتعلق الأمر بالتنوين بين المشارقة والمغاربة، تقول: فيها اختلاف، لكن كلاهما صواب. كيف بالأبجدية المغاربية التي دون بها القرآن برواية الإمام ورش الذي يقرأ في شمال إفريقيا؟ بينما الشرق يقرؤون القرآن برواية الإمام حفص. إن مملكة العربية السعودية منعت قراءة القرآن بغير رواية حفص. وحصل العكس في الجزائر، هي الأخرى منعت قراءة القرآن بقراءة حفص، ويقرؤون القرآن برواية ورش. أتدري لماذا يا محمود؟ لأن هناك اختلافات في الحركات والضوابط وبعض الأحرف بينهما وهذا يغير المعنى تماما؟. يقول محمود: أقول المتعالم. أحذرك يا محمود؛ أن تتطاول علي ويخرج من فمك… مثل هذا الكلام الجارح لأن في جعبتي الكثير منه، مستعد أن أسطر لك منه أبياتاً عديدة على وزن شعر شاهنامة الفردوسي وأسود بها لك صفحات وصفحات. سبق وقلت لك أنا سألتك بـ”هل” وهو حرف استفهام لطلب التصديق، ويجاب عليه بنعم أو لا. يا أستاذ اللغة، هذا ما يقوله المعجم العربي. أنا لم اختبرك يا سيد، ولم اختبر أحد ما قط، ولا أميز نفسي عن أي شخص آخر، لأنني أأتي في نهاية الجميع بمسافة طويلة جداً. تقول أني لم التزم بكتابة التنوين ربما، لكن الذي أعرفه أن اللغة العربية لا تقف على المتحرك؟، ولا تبدأ بساكن؟ الخ. انتهى ردنا على الجزئية أعلاه.
يقول السيد محمود: ثم يستمر صاحبنا في شحطاته وخروجه عن الموضوع بعد أن ظن أنه عاد إليه فيقول كلامًا عن تاريخ التنقيط محاولًا تعليمي هكذا (اعلم يا محمود) متلبسًا لبوس الدؤلي ليلقي عليّ محاضرة في التشكيل، ألا هزلت! ولا يعلم أن من كثر كلامه كثر سقطه؛ فيقع في أخطاء لغوية فاحشة لا مجال لحصرها، ويحاول يوثق كلامه (العلمي) بـ ” يقال، هناك من يقول، يقول، تقول العرب” ويسوق بعض التساؤلات على هيئة الباحث الرصين والناقد المكين، وكله كلام لا طائل منه، لأنه جاء في غير مكانه ولا حاجة لذكره، لكنه يلصق بعضه ببعض في صورة فرانكشتاينية مشوّهة، لكني سأحسن الظن بالأستاذ، فقد تكون من مقال آخر له والتبس عليه الأمر، فلنعد لمقاله…. أظنه عاد!.
ردنا على ما قاله السيد محمود: هذا أنا يا محمود أبين رأيي بالتصريح لا بالتلميح؟.ثم، لا أنسب لنفسي كلام الغير الذي يجب أن يؤطر بالتنصيص؟؟. لم أخرج عن الموضوع يا محمود، لقد جئت لك بالقرائن والدلائل كبرهان وبينة كي تتعظ. أنا قلت لك أن التنقيط والتشكيل ابتكر في العهد العباسي أي بعد مجيء الإسلام بزمن، بينما عمر الشعب الكوردي يسبق حتى العقيدة المسيحية التي تسبق الإسلام بسبعة قرون، فسألنا، يا ترى كيف كتبت العرب اسم الكورد قبل ابتكار الحركات؟. وجئت لك برسم اسمي عَمْر وعُمَر قلت لك أن العرب وضعوا في ذيل اسم عَمْر حرف الواو حتى يميزوه عن اسم عُمَر، يا ترى ماذا وضعوا في وسط اسم “كـ ر د” حتى لا يختلط قراءته ومعناه مع الأسماء الأخرى المشابهة عندهم؟. للمرة الثانية اعتديت علي بكلمة هزلت. أحذرك أن قلت كلمة ثالثة بذيئة سوف أوشحك بسيل من الكلمات التي تليق بك. لا يا محمود، لم ولن يلتبس علي أي شيء، أعرف جيداً ماذا أقول ضد كائن من كان لا يحترم شعبي الكوردي ووطني كوردستان، ويحاول أن يدخل أسماءً وتسميات غريبة في ذهن المواطن الكوردي يحط من قدره وقيمته ويخرجه من الحضيرة البشرية كاسم الكُرد بالضمة الذي تتبناه، بينما الكوردي الأصيل يكافح بلا هوادة من أجل ارتقاء شعبه إلى مصاف الشعوب التي لها بصمة على جبين التاريخ، لأننا كشعب كوردي قديم تأخرنا في القرون الأخيرة بسبب بعض المعتقدات البالية كثيراً عن ركب الحضارة، فلذا يجب أن نسابق الزمن حتى نصل إلى أهدافنا القومية النبيلة بسرعة فائقة. انتهى ردنا على الجزئية أعلاه.
يتبع
“الكبرياء هي حصة الحمقى” (هيرودوت)
23 06 2020