صدرت لإبراهيم اليوسف ثلاثة كتب جديدة على موقع -أمازون- الدولي وهي: أطلس العزلة- ديوان العائلة والبيت وخارج سور الصين العظيم: من الفكاهة إلى المأساة- يوميات كاتب وجماليات العزلة في أسئلة الرعب والبقاء.
من أجواء أطلس العزلة وهو كتاب اليوميات المكتوب بلغة أقرب إلى عالم الشعر، وفيه نصوص استغرق خلالها المؤلف في عوالم الوجوه التي من حوله: الأهل. الأقرباء. أفراد الأسرة، واحداً واحداً حيث يسميهم بتفاصيلهم، بالإضافة إلى شؤون فضاء المكان: المطبخ. الصالون- المكتبة- الحمام- غرفة النوم-الممر- الشرفة- شجرة النافذة، كما إنه مضى أبعد وهو يستذكر أخوته الراحلين.
من أجواء المجموعة:
مقطع الفيديو الذي وصلني
اليوم، صباح العيد
من شقيقتي في” تل أفندي”
لكم آلمني
ذلك التلُّ العالي
وأنا أراه مقوّس الظّهر
ذائباً
يزحف على أطرافه….
وجوهٌ كثيرة عرفتها هناك
لا شيء يدلُّ عليها إلا شواهد ممحية الحبر
في أول المقبرة شقيقاي:
بهية ومحمد فائق
وقربهما عبدالعزيز في قصص رؤياه…
ضمن السور الحجري الذي هندسه أبي!
-من نص احتضار تل-
أما كتابه- خارج أسوار الصين العظيم، فهي يومياته ككاتب. يوميات أهله. بلغة السرد. بلغة المقال الساخر، يتحدث فيه عن رؤيته لجائحة كورونا منذ أن سمع بها لأول مرة، وإلى لحظة ديمومة الحجر، ومما جاء فيه:
أحد جيراننا في المبنى، وهو من كردستان/ العراق، رأيته، في أواخر شهر شباط، ينزل من سيارته التي أوقفها قرب بوابة المدخل، أكياساً و كراتين مملوءة ببعض المواد التموينية، ومستلزمات الحمامات، بالإضافة إلى عبوات المعقمات وغيرها. وقف قربي، ووضع ما كان يحمله بين يديه على الرصيف، وقال:
انظر، جاري، لقد اشتريت ما يلزم أسرتي من مؤونة تكفي سنة! إنها المواد التموينية “الناشفة” والمعلبات، والشاي، والقهوة، وبعض الأدوية، والمطهرات، والمعقمات
سألته:
ولم كل هذه المشتريات دفعة واحدة؟
بينما كتابه” جماليات العزلة هو يتناول جائحة كورونا بلغة القراءة المتأنية، أو شبه المتعمقة التي تكاد تقارب الدراسة ومما جاء في الكتاب:
لن أقدم- هنا- سيرة فيروس “كورونا”، فهذا ليس شأني، ولن أزجَّ نفسي في مواجهة أمر ليس من دائرة اختصاصي، و للسبب ذاته لن أتابع الخطَّ البياني للآفة التي أصابت الصين، في قلبها، أو خاصرتها: ووهان، فذلك شأن تابعه العالم كله، من أقصاه إلى أقصاه، عن قرب أو بعد، بل عن قرب، لأن ما كان يجري في-الصين- فإنه كان يتم أمام أعيننا، في غرف نومنا، وصالات بيوتنا، كانت الصين تلعق جراحاتها، ويفتك بها الرعب العظيم، إلا إنها اتخذت إجراءاتها بصرامة. كانت الصين، في المدى المنظور وحدها، وإن تمت إعلانات أممية عن المساعدة، من قبل هذا البلد أو ذاك، لكن كل أدواتها مواجهاتها لهذه الآفة التي اشتعلت في البلاد كانت ذاتية. الآخر، كان يقدم تسليط الأخبار، ومنه من كان يضخم حجم الآفة بما يفاقم حجم الرعب. ثمة من تشكم، و “تَشفَّى” بالصين لأكثر من سبب، وهو إما من الصنف الذي له مواقف من نظامه، أو من له مقاصد اقتصادية، أو سياسية، أو من كانت له مآخذه على ذائقته. عاداته. فلكلوره. تراثه. ثقافته “المطبخية”!
والجدير بالذكر أن الكتب الثلاثة التي كتبت ونشر بعض نصوصها ومقالاتها في الصحافة ومواقع الإنترنت خلال فترة الحجر الصحي الكوني، وصمم أغلفتها خورشيد شوزي سيتم اصدار نسخها الورقية أيضاً عن إحدى دور النشر!