لوحة وقصيدة

 اللوحة للفنان التشكيلي سيف داود 
والقصيدة للشاعرة والفنانة اللبنانبة نجوى القلعاني
مسحوا ملح الحجر
 ومشوا
عصروا آخر الدّمع
ومشوا
من الحي القديم إلى المدى المسفوك 
حملوا شعاع البساتين
 أفراح الماء
 قطرات العنب
 ومشوا  بلا حقائب 
حقائبُهم لم تتسعْ  لأذرع تعصرُ ما تبقّى 
من مائها ودمها 
 لم تتسع لأصابع تقطف ذكرى البيادر 
وكواكب الليالي 
 كيف لها أن تتّسع لطريق النّحل 
وحشائش القلب؟ 
لنعاس اليمام وعرق 
الدّرب؟ 
رحلوا عراةً عكازُهم الصّبر مرفأهم 
بالدّمع مبلول 
  تاركين لليل الدّاجي  أن يلد فجرًا نقيًا 
بصحبة النّدى 
رحلوا تاركين للظل الطويل رِجلا ساخنة
 تحرس مدن اللوز وريف الجوز وحقول 
الفستق 
رحلوا بيباس الفصول 
إلا أنّ أقدامهم  التي سرقت الدّمع 
ومرايا الضجر
 ستورق 
وسيُطرَق البابُ من جديد
ويطأطىء رأسه أيلول
03/03/2019
بيروت – لبنان


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

إلى أنيس حنا مديواية ذي المئة سنة صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة

 

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفاً، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلاً وجودياً، حاسماً، مزلزلاً. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته، ونتناقش فيه…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…